أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج حزبون - لماذا يفوز الاسلاميون ؟!















المزيد.....

لماذا يفوز الاسلاميون ؟!


جورج حزبون

الحوار المتمدن-العدد: 3528 - 2011 / 10 / 27 - 22:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ انطلاق الحراك السياسي العربي ، ومع الاختلاف حول مسمياته ثورة أو انتفاضة أو ربيعاً ، سواء كان المبادر الإسلاميون او سواهم ، ظل السؤال القائم هو أين موقع ودور وتأثير الإسلاميون على نتيجة هذا التغير المتوقع او المستهدف عربياً ؟!وما مدى دور الحركات الوطنية او الحركات الشبابية !ّ!.
جرت نقاشات كثيرة ، واتهامات خاصة فيما جرى في مصر، على ان الإسلاميون تأخروا بالالتحاق بالثورة ،وكان ذلك معيار ضعف لهم ، وهي في تقديري محاولات عابثة لا معنى في النهاية لها ، بقدر ما يجب ان يكون الاهتمام بالصراع الفكري وبتقديم رؤى جديدة موضوعية للجماهير ، وحين نتطلع لما وصلت إليه الأمور ، فإننا نقرأ بتقدم الحركات الإسلامية سواء ديمقراطيا مثل تونس او قيادة مثل ليبيا ، وليس في الأمر ما هو مستغرب او غير طبيعي ، اذا تمت مراجعة موضوعية للحالة الثقافية العربية ، ولتراجع الفكر القومي ، وضبابية الفكر الاممي او لتراجع مكانة القوى الأممية ومحاولتها التأقلم مع الوضع الاجتماعي باقتراب قومي ووطني، وكأنه تبريرا او إنكارا لمرحلة مضت ارتبط فيها هذا الفكر مع حضور الاتحاد السوفيتي ، وأدارت الجماهير ظهرها له ولرموزه بقدر ما هم انكفؤا ، دون ان يقدم مراجعة نقدية والعمل وفق تلك المراجعات بخصوصية وطنية وليس بتراجع غير منظم اضعف دوره ، ولم يعد له مكان بين الشعب .
كذلك شأن الفكر القومي لم يعطي اي احترام او ثقة بالنجاح او حافزا يؤدي إلى إن تندفع جماهير الأمة العربية للدفاع عنها ، ودون تفاصيل كثيرة فقد قاد حافظ الأسد التجربة بالهيمنة والتسلط سواء على الفلسطينيين او أللبنانين ناهيك عن قمع الشعب السوري ، واعتبر نفسه الوصي على التجربة التي نازعه فيها صدام حسين بالتسلط على الشعب وقهره وعلى الفلسطينيين وشق صفوفهم ومعاداة سوريا باعتباره طرف أخر لحزب البعث ، وأنهك البلد في حرب ولعلها حروب لا معنى ولا مضمون لها في نهاية الأمر ، وبتجربة الطرفين ضربت القوى الديمقراطية ، وسادت روحية عبادة القرد ولم تكن بها إي إغراء لأي شعب او امة ، وهلكت الفكرة القومية على الرغم مما أصابها من صعود خلال المرحلة الناصرية ، لعلها بسبب اعتبار عبد الناصر لحركة التحرر العربية أداة لانجاز المهمة القومية واحتضانه لها او بسبب خروج الناصرية بعد الهزيمة العربية عام 1948 كامل ثوري يعيد صياغة الأمة العربية قوميا وثقافيا ، وتقدمه لإسقاط عرش مشبوه ، ومتهم بالتواطؤ في تك الهزيمة وبالتالي حلقت في الوعي العربي كبديل وحبل إنقاذ في ظلام عربي ساد بالهزيمة والتقسيم والتمزق .
لم تستطع التجربة الناصرية ان تقدم فكرا او تدفع الى ثقافة موضوعية جديدة ، فقد كررت الواقع الثقافي وحاربت التيارات الدينية دون ان تقدم جديد بل قامت بمنافستها دينيا ، تماما كما يتم اليوم في فلسطين بين حركتي فتح وحماس ، وحسب قول أبو مازن في لقائه الأخير مع قناة ( دريم ) المصرية لا يوجد خلاف سياسي مع حماس ؟ والتساؤل على ماذا نختلف ؟ّ وهو السؤال الأكثر أهمية ، ويستحق البحث والإجابة ، تماماً كما حصل مع الناصرية فهي حين غابت( بوفاة عبد الناصر ، لم تتمكن رغم كل المحاولات لإعادة تكوين حضور سياسي ولا حتى تشكيل حزبي مهم ، في حين عاد حزب الوفد المصري الى الواجهة بعد ان تم حله وغاب عشرين عاماً ، فما هي المعطيات خلف كل ذلك الذي جرى .
لم يشعر المواطن في اي لحظة وجود تباين بين السلطات ( الأنظمة ) وبين الاسلامين في شؤون الحكم والحياة ، وربما بالعكس كان هناك دائما تنافس على اي منهم اكثراسلمة وأكثر التزاما ، فبينما الإسلاميون يدعون السلطات ( بالطواغيت ) كان السلطات تنعت الاسلامين بالإرهاب والمشعوذين والضالين ، اي ان الأمور وصلت للتسابق و التباري في أيهما أكثر انتماء للإسلام الصحيح ، فتم إطلاق برامج إذاعية وتلفزيونية لشرح الإسلام عبر دعاة مختلفين حتى أصبحت مهنة دعوية ، وسهلت السلطات للسلفيين ، معتبرة ذلك إسهاما في مواجهة التطرف الديني ، وأنفقت أموال طائلة على طباعة الكتب الدينية ، المدعومة ، وأعيدت كتابة السيرة ، لمختلف الصحابة والأئمة ، وعزز ذلك بروز الدور الشيعي ، بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران وقيامها هي أيضا بمحاولة تصدير الإسلام الشيعي حسب منظورها ، مما اغرق المجتمعات العربية في محيط هائل من الأجواء الاسلاموية ، حتى الاقتصاد تمت عملية أسلمته ، وأعيد إحياء مظاهر وطقوس كانت سائدة في القرن السادس ، سواء بالملبس ، او المناسبات المختلفة كانت أفراحا او إحزانا ، حتى أصبح الإنسان شخصية ( معلبة ) منزوعة القدرة على التفكير الحر في التعبير او الرأي او الفن ، وجرى ترهيب المثقفين والمبدعين ، في تساوق نمطي بين أنظمة الحكم والإسلاميون .
وحيث ساد هذا المناخ ، وحيث ان الجماهير لم تعد تستطيع ان تستمر في ظل حكومات مستبدة ، وحيث ان ثورة الاتصالات فتحت إمام الجيل الشاب آفاق أرحب ، ووفرت تصورات أفضل إمام جيل تفتح متدينا لكنه يملك طموحاً ويغلبه اليأس والقنوط ، فقد انطلق متسلحاً بتلك المفاهيم التي نشئ عليها ،( ومن رأى منكر فليغره) ..... ، وتحققت معجزة إسقاط أنظمة الاستبداد والظلم ( بعون الله ) ، وهكذا كان وظل الفكر الاسلاموي يمثل حاضنة بالتربية والتنشئة والواقع ، ولم يتغيب سوى الممثلين الرسمين للاتجاهات الدينية ، فالتحقوا غير وجلين ولا خائفين ، واحضروا قائدهم القرضاوي الى ميدان التحرير في مصر ، وعبد الجليل ليبيا ، والغنوشي تونس ، ( فكان وعد نصر المؤمنين ) وهنا تكون الإحداث قد أجابت عن السؤال الذي استمر دون إجابة ، كيف تسير الأمور دون قيادة او موجه ؟!
صحيح ان الثورات يمكن ان تسرق ، حين تكون بلا قيادة ، وتكون قد انطلقت كتعبير عن ردة فعل ، لكنه يظل هناك مناخ ثقافي معين يؤثر في التوجهات ولعله يحدد البدائل ، وفي الوضع العربي المحدد يكون الفكر الإسلامي هو المعطي الثقافي العام ، ولا غرابة في ان يتولى هذا التيار قيادة المرحلة من حيث هو قناعة مجتمعية ، إمام ضعف البدائل الفكرية الأخرى ، وضعف تأثيراتها ، وهو فعلاً ما أفرزته الحالة الراهنة وما سوف تفرزه في مختلف المواقع بما فيها سوريا ( القومية العربية ) واليمن التي شهدت كيانا ذا توجه اشتراكي ديمقراطي في قسمها الجنوبي يوما .
وحيث ان التجربة الحية ، لم تزكي تجربة الاسلاموين في قطاع غزة ( حماس ) ولا المحاولات الفاشلة في السودان والى حد ما الجزائر ، فان الحركات المعتمدة اليوم سواء بالانتخابات او بالأمر الواقع لن تجد إمامها وهي تتسلم الحكم سوى التجربة التركية ، كخيار وحيد للاستمرار بالحضور السياسي وحتمية حاجتها عند تسلم السلطة للتعامل مع المجتمع الدولي، وبيروقراطية السلطة ، وتحول العالم الى مجتمع بلا حدود بفعل تقدم التقنيات المعاصر ، ولسوف تدرك الفرق بين ان تكون في المعارضة وان تكون في السلطة .
الا ان هذا لا يعفي الديمقراطية من مسؤوليتها بالاعتماد على عنصر الزمن والواقع لإفشال تجربة اسلاموية ، وعليها ان تدرك ضرورة إعادة دراسة تجربتها والتخلي عن عقلية النخب والتوجه للعمل الجماهيري العام ، خاصة بين قطاعات الشباب والعودة لتنشيط العمل النقابي كبديل إمام العمل الديني المرحب به في مساحة المساجد وحرية العمل المتاحة له ، دون ان نذكر ما تعرضت له القوى الديمقراطية من قمع واضطهاد قامت به السلطات الرسمية متحالفة مع الحركة الأصولية التي انقلبت عليها وتتعرض ألان لخوض تجربة جديدة وطنية، وربما نهوض جديد من كبوة يائسة او مؤلمة .



#جورج_حزبون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوادث لها مؤشرات
- اجابات مختصرة لاسئلة معمقة
- لا للفتنه نعم للوحدة الوطنية
- مواقف شيوعية قلقة
- خطبة اوباما
- ايلول تصويب مسار ام استحقاق
- حول الحزب الشيوعي في فلسطين
- حول الدولة والثورة
- قد تنفع الذكرى
- اسرائيل تتحجب
- حتى تنتصر الثورة
- عن ايلول الفلسطيني
- الوضع الاقليمي والدولي والثورة
- قبلنا من الغنبمة بالاياب
- الثورة العربية لا تحتمل الفشل
- الربيع العربي والمحاذير
- المسيحيون العرب والكنيسة
- اوسلو والسلطة والمصير
- الخامس من حزيران والفجر العربي
- لماذا تخلى الشيوعيون الفلسطينيون عن قيادة النقابات ؟


المزيد.....




- إبراهيم عيسى يُعلق على سؤال -معقول هيخش الجنة؟- وهذا ما قاله ...
- -حرب غزة- تلقي بظلالها داخل كندا.. الضحايا يهود ومسلمين
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج حزبون - لماذا يفوز الاسلاميون ؟!