أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر محمد الوائلي - خدعة المستقلين















المزيد.....

خدعة المستقلين


حيدر محمد الوائلي

الحوار المتمدن-العدد: 3528 - 2011 / 10 / 27 - 22:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل إن من يقول أنه مستقلاً هو مستقل فعلاً بفكره وتصرفه وقوله وإيمانه، أم أنه يأخذه الصراع السياسي والحزبي والمذهبي ذات اليمين وذات الشمال ويصرح بأنه مستقل...؟!

أكثر الناس مستقلون (ظاهرياً) فهم غير منظمين حزبياً وليسوا تابعين لجهة سياسية وحزبية فعلياً، ولكن في النقاش والحوار والانتخابات تجدهم مسيسين حتى أكثر من السياسيين...
وتراهم يدافعون عن توجهات ورؤى حزبية أكثر من المنتمين لتلك الجهات الحزبية نفسها...

صرحت بالانتخابات وقصدي بها الانتخابات الحرة الشاملة في الدول الحرة في محيطنا الإقليمي التي فيها عرف الانتخابات الحرة والشاملة والشعبية والشفافة وهي فقط تتمثل بدول: (العراق ولبنان وإيران وتركيا وتونس بعد التغيير ومصر بإنتظار إنتخابتها ومتأكد من كونها ستكون حرة) وما عداها فدكتاتوريات جالسة على كرسي الحكم الجاثي على صدور شعوبها الذي كلما فكر بالحرية والتغيير ملأت الحكومات فمه بما يشتهيه من أكل حتى تترهل بطنه، وكلما أراد أن يفكر بتحديد مصير الدولة وسياستها ومواقفها أو التظاهر ضدها فسيحرموه من تلك اللقمة، ويحاربوه ويسجنوه ويقتلوه...

لذلك ترى وسائل الأعلام المستقلة جداً تناصر الثورات والتغيير وتنسى الأماكن التي منها تبث ومنها تمول وهي أماكن عروش دكتاتوريات ظالمة...

مسيسون حتى داخل البيوت...
إعطني ترتيب القنوات الفضائية في جهاز الستلايت الخاص بك والقناة الأخبارية وغير الأخبارية التي تتابعها بشكل منتظم وسأقول لك لأي جهة أنت تميل...

إعطني في أي جامع تصلي وأي صلاة جمعة تحضر وسأقول لك ما هو توجهك السياسي ومعه توجهك الديني أيضاً...
إعطني الصورة التي تعلقها في بيتك وسأقول لك بأي جهة أنت تؤمن...
قل لي كيف تصلي على النبي محمد وسأقول ما هو توجهك المذهبي...

وسائل إعلامية غارقة في التوجيه السياسي والتنظير الفكري لجهات معينة وتوجهات محددة وفق خطة مسبقة الأعداد ولكنها تصرح بأنها قناة مستقلة وقناة لكل الناس...

وحتى من يؤمن في داخله بعداوة أمريكا وإسرائيل وهم يسيرونه بوسائل إعلامهم وأفلامهم ومسلسلاتهم وحتى أفلام الكرتون والبرامج الوثائقية وحتى المسابقات الترفيهية حيث يبرمجونها بحنكة ودراية لتجعل الناس عبيد لها رغم أن هؤلاء العبيد مستقلين كما يزعمون...

الكل مسيس وموجه فكرياً لسياسة منحازة وهو يصرح بأنه مستقل... إلا من يتفكر ويتدبر في أموره وأفعاله اليومية وطريقة إيمانه وهم قليلين مع الأسف.

لا مانع أكيداً أن يكون هنالك فكر مشترك بين توجه حزبي وسياسي وديني وفكرة معينة ولكن أن تأتي بفهم ودراسة وبحث لا تلقين ووراثة وتقليد أعمى...
كما لا عيب في التوجه الحزبي وأن يكون الشخص منظماً حزبياً بعد الأيمان بالحزب أو التوجه السياسي والديني بعد نظر وتفكر... وعليه تحمل تبعات إختياره...
هذا إن كان إختيار أصلاً ولم يكن وراثة أو تلقين أعمى...

العيب هو أن يقفز المسيس والمتحزب على بيت الاستقلالية تاركاً بيت الحزبية والتسييس لدى حصول أي شيء يصدمه أو ينال منه ولو بنقاش وحوار...

ولكثرة الجدال والصراع صار الناس مسيسيين ومتحزبين أيضاً من دون أن يكونوا منظمين...
إنتقلت عدوى السياسة والتسييس والحزبية والتوجيه الأيديولوجي لكل بيت ومحل عمل ومؤسسة ودائرة وصار النقاش بما تحب وتكره بل البعض يتخاصم وينزعج لمجرد حوار...

من إنزعج هو مستقل غير حزبي وغير مسيس وغير منتمي لجهة سياسية كما يقول، ولكنه غير مستقل بالمرة فمن حيث توجهه السياسي والديني والعقائدي يكون متحزباً ومسيساً وغير مستقلاً البتة...

الدين بحد ذاته فكر عام وعقيدة روحية بين العبد وربه فهو إنتماء عام لعالم روحي جميل تخلص فيه النية لله سبحانه، وينعكس الإيمان الروحي بتصرفات جميلة في الحياة اليومية...
من المفترض أن يكون كذلك...!!
ولكن حتى هذا الدين صيروه توجهاً سياسياً وطائفياً وداخل الطائفة توجهاً فكرياً فرعياً سياسياً...
حتى صار الدين عند كثيرين دين طائفة لا دين الله...
يقدسون الطائفة أكثر مما يقدسون الله...
وداخل الطائفة توجه ديني فرعي بما تشتهيه الأنفس أكثر مما فكرت به العقول...
شهوة النفس وموروثها وعدوى المحيط، فأكثر التوجهات الطائفية والسياسية هي من عدوى المحيط وتلقين الموتى دون تفكير الحي...

يحبون ويكرهون على ضوء فكر طائفي وسياسي، ولمجرد خلاف في الأنتماء فحسب لا أكثر ولا أقل... ليس لسبب أخر.

وتجدهم ورجال دينهم يتلون قوله تعالى: (إدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن).
وقوله تعالى : (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي).
وقوله تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير).
فخلقنا الله من ذكر وانثى وجعلنا شعوب وقبائل (لنتعارف) (لنتفاهم) (لنتبين) و(نتفكر) في تمييز الحق من الباطل من دون إكراه ولا غصب ولا كراهية...

ويقرؤون أحاديث النبي محمد (ص) ومنها: (إذا رأيتم الرجل كثير الصلاة كثير الصيام فلا تأبهوا به حتى تنظروا كيف عقله).
وايضاً : ( إذا بلغكم عن رجل حسن حال، فانظروا في حسن عقله فإنما يُجازى بعقله).
وقوله (ص): (إصلاح ذات البين خير من عامة الصلاة والصوم ).
وقوله (ص): (إنما بعثت للتعليم). ومثله : (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).

ولكن ما إن ينتهي وينتهون من تلاوة تلك الأحاديث حتى يخالفونها في أول جدال ونقاش أو في أي موقف يمتحن فيه الإيمان أو لأي موقف خلافي سياسي وديني، وخصوصاً لو كان خلافاً طائفياً في نفس الدين.

هؤلاء المستقلون جداً ينعتون (معمر القذافي) بالظالم والقاتل ولكن مع (صدام حسين) الذي هو أشد جرماً من القذافي مئات ومئات المرات فيسمونه شهيداً وقائداً...
هؤلاء المستقلون جداً يحسبون تدخل قوات الناتو في ليبيا وإسقاطهم لنظام الدكتاتور القذافي نصراً ويسمونه (تحرير).
ومع العراق (إحتلال)...
وهؤلاء المستقلون جداً لا يسلطون الضوء على انسحاب القوات الأمريكية من العراق وبشكل نهائي لترحل من قواعدها المؤقتة في العراق لقواعدها الثابتة والدائمة والكبرى في دول الخليج العربي...

هؤلاء المستقلون جداً يسمون الثورات العربية في كل البلدان العربية (ثورات تحرر وتغيير) ويغطونها إعلامياً عشرات المرات يومياً...
ولكن في (البحرين) تعتيم إعلامي وسكوت مطبق للجرائم المرتكبة بحق المتظاهرين العزل...
هؤلاء المستقلون جداً يسمون من يحارب المتظاهرين المطالبين بالحرية والتغيير (بلطجية ومرتزقة) وينتقدون بشدة من يحارب ويفتك بالمتظاهرين...
ولكن في البحرين يباركون إرسال قوات درع الجزيرة لا لتحرير فلسطين بل لتخليص ملك البحرين من شعبه ففتكوا بالشعب والمتظاهرين ولا من شاف ولا من دري فهم مستقلين جداً...

ورجال الدين يباركون التغيير في كل مكان كلاً حسب هواه ومزاجه وتوجهه الطائفي وراح ضحية ذلك الأطباء والنساء والرياضيين والكفاءات في البحرين في سجون الظالمين في المملكة، ففي البحرين غالبية شعبية ذات طائفة تخالف مزاج المفتي والشيخ والإمام وخطيب الجمعة، مثلما تعجب هوى مفتي وشيخ وإمام وخطيب جمعة آخر، من طائفة أخرى...

هؤلاء المستقلون جداً ووسائل إعلامهم يباركون التغيير والحرية في كل ساعة من ساعات برامجهم وحواراتهم وفي سياساتهم ما عدا التغيير والحرية في البحرين فهو محرم الحديث عنه ومحرم جداً وأكثر لو كان في السعودية التي هي بؤرة الظلم والتخلف والدكتاتورية والحكم الديني الطائفي الأحادي الجانب...

المستقل فعلاً هو من ينظر للجميع ويفكر بمن يخالفه قبل التفكير بمن ينسجم معه وقبل أن يقرر ويحدد مصير فكرة معينة واتجاهها والتفوه بها...

المستقل هو من فهم الاستقلالية والتي تعني التحرر من فكر معين تجاه فكر مستقل يتبناه صاحب الفكر نفسه بجد وتعب ولو كان بنفس فكر آخرين غير مستقلين ولكنك كنت مستقلاً بذاتك حين قررته وفكرت به.

كان ما تقدم لمحة بسيطة للفت الانتباه، لكي لا يلدغ البعض من جحر مرتين، ويقع بعض اخر بنفس الفخ مرتين، ويتعثر كثيرين بنفس الحجر مرتين وأغبى الأغبياء من يعثر ويقع ويلدغ مرتين من نفس الجهة وبنفس المكان وحتى بنفس الزمان...
إن خدعتني مرة فأنت المسؤول...
وإن خدعتني مرة ثانية فأنا المسؤول...



#حيدر_محمد_الوائلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آثار ذي قار المهملة...الجرح النازف
- ملعب الناصرية الفاشل وناديه الخاسر
- مشكلتان في الناصرية
- قتلوا في هذا اليوم صديقي
- دين الله ونبيه (ص) أم دين السياسة والرغبة (الحلقة الرابعة وا ...
- دين الله ونبيه (ص) أم دين السياسة والرغبة (الحلقة الثالثة 3/ ...
- دين الله ونبيه (ص) أم دين السياسة والرغبة (الحلقة الثانية 2/ ...
- دين الله ونبيه أم دين السياسة والرغبة ( الحلقة الأولى 1/4)
- بين السياسة والكهرباء والميزانية ومعاناة السنين الطويلة
- الأسباب وراء إنقطاع التيار الكهربائي المستمر في العراق
- أحلام الحرية كوابيس (قصيدة)
- السبب فينا نحن والاعتراف بالخطأ فضيلة
- التفكير أولاً والعمل ثانياً والتقوى ثالثاً
- ويمن عليك الموظف إن أدى واجبه
- ما هو هدفك في الحياة ؟!! أم أنت تعيش على الصدفة !!
- أجرات أمنية مشددة
- تعلم الصبر من علي بن أبي طالب لتنال الظفر (الحلقة الخامسة وا ...
- تعلم الصبر من علي بن أبي طالب لتنال الظفر (الحلقة الرابعة 4/ ...
- تعلم الصبر من علي بن أبي طالب لتنال الظفر (الحلقة الثانية 2/ ...
- تعلم الصبر من علي بن أبي طالب لتنال الظفر (الحلقة الأولى 1/5 ...


المزيد.....




- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- خلل -كارثي- في بنك تجاري سمح للعملاء بسحب ملايين الدولارات ع ...
- الزعيم الكوري الشمالي يشرف على مناورات مدفعية بالتزامن مع زي ...
- الاحتلال يقتحم مناطق في نابلس والخليل وقلقيلية وبيت لحم
- مقتل 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة
- بالصور: زعيم كوريا الشمالية يشرف على مناورات -سلاح الإبادة- ...
- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر محمد الوائلي - خدعة المستقلين