أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - اسرائيل و-الربيع العربي-














المزيد.....

اسرائيل و-الربيع العربي-


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 3528 - 2011 / 10 / 27 - 21:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ظنَ الاسرائيليون أن توقيع المعاهدة المصرية – الاسرائيلية(26آذارمارس1979)سيفتح الباب إلى تطبيع رسمي وشعبي مع المصريين . تحقق الأمر الأول فقط جزئياً بسبب تردد السلطات المصرية في الإيغال بعيداً بعد أن قرأت جيداً موقف المجتمع المصري من التطبيع . على الصعيد الشعبي ،واجه الاسرائيليون جداراً صلباً من الرفض،ربما كان أكبر مقياس له هو ماكان يلمسه السائح الاسرائيلي عندما يمشي في الشارع أولما يجلس في المقهى،وهو مالم يتغير خلال ثلاثة عقود من الزمن.
هذا أدى عملياً إلى أن يكون التطبيع مقتصراً على الحاكم السياسي لمصر وجهاز سلطته،وهو أمر سلَم به الاسرائيليون،وخاصة لمالمسوا بأن هذا لم يكن مقتصراً على المصريين وإنما شمل أيضاً كل العرب الذين سمحوا بسفارات أوممثليات تجارية اسرائيلية في بلدانهم،وقد كان الاسرائيليون في ذلك مستندين ومطمئنين إلى الحالات العربية التي اختصر فيها الحاكم الفرد،ومعه جهاز سلطته، المجتمع ،ملغياً صوته وإرادته.
تغيَرت تلك الحالة العربية في عام2011،مع بدء موجة ديموقراطية عمَت العديد من البلدان العربية،وقد فوجئت الدولة العبرية بالسهولة والسرعة التي سقط فيها الرئيس المصري أمام طوفان اجتماعي اجتاح شوارع القاهرة والاسكندرية والسويس،ولتشعر بعده بأنها أمام المجهول بعد بدء حقبة عربية وضح فيها أن احدى سماتها الرئيسية هي صعود قوة المجتمعات إلى السطح السياسي،وهو مالم يكن في حسبان أي رئيس وزراء اسرائيلي منذ مناحيم بيغن، الذي قام بتوقيع تلك المعاهدة،في أن يحصل عند العرب ماهو موجود عند الاسرائيليين حيث المسؤول يرتعد خوفاً عند أي خطأ أوهفوة يرتكبهما وذلك خشية أن يحاسبه المواطن الاسرائيلي،كماحصل مع اسحق رابين(وهو الذي وضع الخطة العسكرية لحرب1967عندما كان رئيساً للأركان) لمااستقال من رئاسة الوزارة عام1977لماكشف عن ايداع زوجته لمبلغ مالي غير كبيرفي بنك أميركي من دون كشف منه ومنها لذلك إلى الدوائر المختصة.
كان الارتباك الاسرائيلي هذا عاماً ولم يقتصر على المسؤولين وإنما شمل أيضاً المعلقين في صحف الدولة العبرية،وقد كان هناك احساس عندهم،رغم تأكيد الحكام العسكريين المصريين الجدد بالتزامهم المعاهدات الموقعة،بأن معاهدة1979قد أثبتت الأحداث المصرية بأنها ليست أكثر من توقيع مشترك مع فرد وسلطته وليست مع دولة، والتي هي - أي الأخيرة - مجموع تركيبي لسلطة وجغرافية ومجتمع .وبالتأكيد،فإن تلك الليلة التي جرى فيها اقتحام السفارة الاسرائيلية من قبل جموع من المتظاهرين المصريين قد كثفَت عند الاسرائيليين ذلك الشعور،وجعلته طاغياً.
ربما،كان تعبير رئيس الوزراء الاسرائيلي عند استقبال الأسير جلعاد شاليط أفضل تعبير عن ذلك الشعور الاسرائيلي:"أخذت هذا القرار المؤلم خوفاً من أن يصبح مجهولاً مصير شاليط،مثلما هو وضع رون أراد"،وهو الذي أعاب على إيهود أولمرت اقترابه من صفقة مع (حماس)،برعاية الألمان،فيها تنازلات اسرائيلية أقل حيال موضوع شاليط،فيمانراه الآن وقد اتجه بسرعة إلى حسم الموضوع بأثمان اسرائيلية أكبر،وعبر وساطة حكام القاهرة الجدد ،وبالتزامن مع اعتذار اسرائيلي عن قتل الجنود المصريين في سيناء الذي سبَب اقتحام السفارة في القاهرة.
لم تفعل تل أبيب هذا مع أنقرة بخصوص مقتل الأتراك في سفينة مرمرة:في هذا الصدد،لم يشعر الاسرائيليون بخطر ماظنه الرئيس السادات،منذ تخليه عن السوفيات واقترابه من واشنطن أواسط السبعينيات،بأن مصر ستتولى مهمات محورية لصالح الولايات المتحدة في عموم منطقة الشرق الأوسط على حساب الدور الاسرائيلي،فيمايشعرون،منذ تعويم واشنطن للدور التركي بدءاً من عام2007في مواجهة التمدد الايراني بالمنطقة،بأن هناك تناقصاً في أهمية اسرائيل عند الغرب الأميركي لصالح تركية،وليس صدفة أن تأتي الضربة الاسرائيلية لتلك السفينة التركية عقب أسبوعين من ذك"الفاول"الذي سجلته واشنطن على أنقرة لماوقعت في 17أيارمايو2010 مع البرازيل وايران على ذلك الاتفاق بخصوص الملف النووي الايراني،قبل أن يعود أردوغان للإنتظام سريعاً ضمن الرؤية الأميركية تجاه طهران،وهو ماوصل إلى ذروة كبرى في خريف2011مع نشر تجهيزات برنامج الدرع الصاروخي الأميركي في الأناضول(كشف مؤخراً عن أن الموافقة التركية على هذا تعود إلى قمة (الناتو) في لشبونة بتشرين ثانينوفمبر2010).
هذا التوجس الاسرائيلي من أنقرة يتعزز ويتراكب مع الدور الذي يلعبه رجب طيب أردوغان منذ بدء الموجة الديموقراطية العربية،من حيث كونه يقدم النموذج التركي،القائم على ثالوث:الجيش- الإدارة- الإسلاميون،كنموذج للمنطقة العربية في مرحلة"مابعد البوعزيزي"،وهو مايجري العمل عليه،مع الرضا الأميركي،في القاهرة وطرابلس الغرب وتونس،وتبذل الجهود حثيثاً لتحقيقه في صنعاء. هنا،تشعر تل أبيب بأن الدور التركي لم يعد مقتصراً على الاستراتيجيات والأدوار وإنما هو أبعد من ذلك بكثير عند واشنطن ليصل إلى "هندسة الدواخل العربية " عبر ذلك النموذج الذي بدأ يصطدم (من أجل الدخول إلى الأفئدة العربية) بتل أبيب على الهواء مباشرة في صورة تلفزيونية كماجرى في مؤتمر دافوس من قبل أردوغان تجاه شيمون بيريز بعد أيام قليلة من ذلك الفشل الاسرائيلي في حرب غزة أمام قوات حركة حماس. هنا،لايمثل أردوغان فقط الفشل الاسرائيلي في الحفاظ على المكانة التي كانتها تل أبيب عند الغرب الأميركي في حربي1967و1982أوالتي كانتها بالنسبة للندن وباريس في حرب السويس،وإنمايعبرأيضاً،كنموذج اسلامي ترعاه واشنطن وتريد تعميمه عربياً، عن كل تخشاه اسرائيل من القادم المجهول مع "الربيع العربي"،وهو مايبدو أن الاسرائيليين،على الصعيد المنظور والمتوسط المدى، لم يعودوا أمام أوضاع كهذه يكتفون بالخشية على مصائر معاهداتهم واتفاقاتهم مع الحكام العرب،وإنما يمتد الأمر عندهم للخشية من مسارات ستكون فيها اسرائيل في وضعية(القلعة المحاصرة)في المنطقة،مثل غرناطة في خريف الفترة الأندلسية،الأمر الذي رمزياً يعبر عنه أفضل تعبير ذلك"الجدار العازل"الذي بناه إريئيل شارون.



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حشر ايران في الزاوية
- المعادلة السورية الجديدة:آليات السقوط أوالتغيير ومدى امكانية ...
- ايران و -الربيع العربي-
- التدخل الخارجي والحرب الأهلية
- التباسات التغيير الليبي
- القذافي ظاهرة عربية،أكثرمنها ليبية:محاولة للمراجعة
- المعارضة -التقليدية- و-الجديدة-
- واشنطن استعادت في 2011 ما خسرته بين 2007 - 2010 من قوتها في ...
- بعض خصائص المسار التاريخي للحياة السياسية السورية
- خريطة اجتماعية سياسية اقتصادية للاحتجاجات في سورية
- غروب مرحلة عربية
- الاسلاميون والعسكر
- تبدل أشكال التعبير السياسي للجماعات
- الدور الاقليمي التركي
- مساهمة تحركات الشارع العربي في رسم صورة اقليمية جديدة
- من الليبرالية القديمة إلى الجديدة
- «الكومنترن» الشيوعي و «القاعدة» الإسلاموية: نهاية بائسة للتن ...
- سوريا1970-1982 : بناء السلطة الشمولية وتداعياته
- سوريا الستينيات : مرحلة العبور إلى السلطة الشمولية
- صعود المسألة الاجتماعية إلى سطح السياسة العربية(تونس نموذجاً ...


المزيد.....




- سلاف فواخرجي تدفع المشاهدين للترقب في -مال القبان- بـ -أداء ...
- الطيران الإسرائيلي يدمر منزلا في جنوب لبنان (فيديو + صور)
- رئيس الموساد غادر الدوحة ومعه أسماء الرهائن الـ50 الذين ينتظ ...
- مجلس الأمن السيبراني الإماراتي يحذّر من تقنيات -التزييف العم ...
- -متلازمة هافانا- تزداد غموضا بعد فحص أدمغة المصابين بها
- ناشط إفريقي يحرق جواز سفره الفرنسي (فيديو)
- -أجيد طهي البورش أيضا-... سيمونيان تسخر من تقرير لـ-انديبندت ...
- صورة جديدة لـ -مذنب الشيطان- قبل ظهوره في سماء الليل هذا الش ...
- السيسي يهنئ بوتين بفوزه في الانتخابات الرئاسية
- الفريق أول البحري ألكسندر مويسييف يتولى رسميا منصب قائد القو ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - اسرائيل و-الربيع العربي-