أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - حلاوة الإيمان















المزيد.....

حلاوة الإيمان


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3528 - 2011 / 10 / 27 - 20:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل أن نعلن عن عشرات الفروقات بين إله المسلمين وإله المسيحيين أود أن أشيرَ في هذه العجالة السريعة إلى ثلاثة نقاط أو نقطتين مشتركتين بين جميع الأديان والمِلل والنِحلْ , وأول نقطة هي أن جميع المؤمنين على وجه البسيطة يشعرون بحلاوة وبلذة الإيمان ولا يقل المسيحي عن المسلم في الشعور بهذه اللذة مهما قلنا عن الفوارق بينهما فالجميع سعداء جدا في الإله الذي ينتمون إليه وكل واحدٍ إيمانه في قلبه يجعله سعيداً بنكهةٍ لذيذةٍ جدا ألذ من العسل, حتى الديانات الشعبية والطوطمية جميع الأفراد فيها يشعرون بحلاوة الإيمان وبلذة الإيمان والكل مبسوط ولديه مزاج رائع وكأنه في دنيا الأحلام حين يقف بين يدي معبوده الذي يعبده وخصوصاً وهو يمارس بالعبادة كجزء رسمي من حياة المؤمن اليومية ,وكل إنسان يتلذذ بإيمانه تشعر بأنه بسيط جداً وبأن حياته قائمة على البساطة والسذاجة في كل شيء سواء أكان ذلك بالبيت أم في العمل أم في الشارع فهؤلاء المتلذذون بإيمانهم فرحون وطيبون وقلوبهم مثل جيوبهم دافئة جدا,والنقطة الثانية المشتركة بين كل الديانات وبين كل المذاهب والنِحلْ هي أن الكل لديه اعتقادٌ راسخ بأنه على صواب والآخرون على خطأ, والكل لديه تصورٌ بأن دينه يرسله إلى الجنة ودين الآخرين يرسلهم إلى النار, وهذا هو المطلوب حيث وصلنا إلى الثلاثة نقاط وهن:
-1-كل المؤمنين يشعرون بحلاوة وبلذة الإيمان.
-2-الجميع لديه تصور بأنه على صواب والآخرون على خطأ.
وتبقى النقطة الثالثة التي تختلف فيها المسيحية عن الإسلام وهي:أن الإله المسيحي يتعذب أو يعذب نفسه من أجل الذين يحبونه بعكس إله المسلمين الذي يعذب من يحبونه.
أما الفروقات بين المسيحية وبين الإسلام فهي كثيرة ومتشعبة جدا وأهمها هذه النقطة التي لم يذكرها علماء الأديان السماوية والوضعية , وهي أن الفرق بين إله المسلمين وإله المسيحيين هو أن الإله الإسلامي يعذب المسلمين لاختبار مدى قوة إيمانهم وصبرهم,ورباطة جأشهم, وهذا مثل شركة الاتصالات التي تهتم بالزبون حين تقول لك إن كنت زبوناً( شكرا لك,هذه المكالمة مسجلة لضمان الجودة) , وإله الإسلام بهذا التصرف كالرجل الذي يختبر أبناءه ,وكالملك الذي يختبر إخلاص وزراءه له فيضعهم في أكثر الاختبارات قسوة ليرى هل لديهم مطامع سياسية,وكذلك ليرى وليعرف قوة تحملهم وصبرهم وإخلاصهم وثباتهم أمام مُغريات الحياة,أما إله المسيحيين فإنه يوفر كثيرا من المعاناة عن الشعب أو عن الإنسان الذي يعبده فنراه في كل مكان وهو يحملُ الأثقال عن كاهل المؤمنين به حتى أنه ما زال ينزف ويتعذب عذابا شديدا من أجل أبناءه وما زال يموت صيفاً ويحيا شتاء مثل الزهور والأعشاب التي تموت في الصيف وتنبعثُ من جديد في فصل الشتاء كقصص (دموزي وأنانا) و(أدونيس),وبهذا لا يحتاج الإله المسيحي إلى اختبار قوة البشر ولا يرسل عليهم الأمراض والكوارث الطبيعية لاختبار عمق إيمان الإنسان المسيحي العادي أو الكاردينال وشماسته, وأنا هنا أُصاب بالغيرة من المؤمنين به وأشعرُ حقاً بأنه يتعذب بدلا عنهم حتى أنه بوده لو يدخل المستشفى مع أي مسيحي للعلاج أو بوده لو يدخل السجن فداءً للمسيحيين الذين يقبعون في السجون, وهذا بخلاف إله المسلمين الذي يختار تعذيب الناس بدل تعذيب نفسه وفوق كل ذلك يرسل عليهم الكوارث الطبيعية,ولا يقبل بأن ينزف ولا مجرد نقطة دمٍ واحدةٍ من أجل مواطن مهم جدا أو نكرة جدا في هذا العالم الذي ليس له فيه قيمة سوى أنه نكرة.
ورغم أنني لستُ رجلا حاسدا أو حاقدا على الناس ورغم أنني لا أنتمي إلى أي ديانةٍ سماويةٍ أو أرضيةٍ غيرَ أنني أحسد المؤمنين- سواء أكانوا مسلمين أو مسيحيين –على سذاجتهم وبساطتهم وأتمنى لو يعود بي الزمان إلى الوراء لأختار درب البساطة والسذاجة,إنني فعلاً أحسد البسطاء على إيمانهم وأرثي لنفسي على الحالة التي أعيشُ فيها بين الشك وبين الظنون وعدم الإيمان بأي شيء وعلى عدم ثقتي بالناس أجمعين من الألف إلى الياء, والذين وصفوا لي حلاوة الإيمان ولذته قالوا-لي-:نحن متيقنون جدا بأنه سبب سعادتنا أو تعاستنا وفي هذه النقطة بالذات أحسد إله المسلمين على شعبه الطيب والساذج الذي يتعذب من أجل الله والذي يصوم رمضان فقط من أجل الله فكيف بهذا الإنسان يجوع ويعرى عطشاً من أجل الله!!, وكيف به أيضا يعيش طوال الشهر سعيدا جدا بهذا الجوع؟ ومهما قلنا عن المسلم بأنه جاهل أو متخلف غير أنه فعلا يشعر بحلاوة الإيمان مهما وصفناه ومهما قلنا عنه, وكذلك المسيحي وكذلك البوذي وكذلك الذي يعبد الأصنام كلهم مع 300ديانة على وجه الأرض يشعرون بأنهم على صواب والآخرون على خطأ, وأيضاً يشعر الجميع بحلاوة الإيمان في قلوبهم, وأجمل كاتب صاغ لنا هذا شعراً هو بدر شاكر السياب في قصيدة (سفر أيوب):
"لك الحمدُ مهما استطال البلاءْ.
ومهما استبد الألمْ.
لك الحمدُ إن الرزايا عطاءْ.
وإن المصيباتُ بعض الكرم.
ألم تعطني أنت هذا الظلامْ
وأعطيتني أنت هذا السحر؟"
وأولئك فعلا أحسدهم على المعبود الذي يعطيهم أسباب السعادة الأبدية حتى وهم مدفونون في باطن الأرض لديهم اعتقاد بأنهم ناجون من عقاب الآخرة ولديهم خريطة حصلوا عليها أيام الرُخص من مرشد ديني تكاد أن تكون دليلاً ومرشداً لهم إلى المكان الذي سيذهبون إليه حيث النعيم الأبدي والخلاص الأبدي وكل واحد يدخل القبر يدخله وهو مطمئن القلب وكأن مفاتيح الجنة بيديه, إن أولئك المؤمنين بإلههم سعيدون جدا سواء أكان إلههم مُزيفاً أو حقيقيا, وسواء أكان تمثالا مصنوعا من الورق المقوى أو من الخشب السويدي الأصلي أو حتى من خشب النجارة أو النشارة أو من الألمنيوم أو من الحديد أو من الأحجار الرخيصة الثمن أو من الأحجارالجرانتية الغالية الثمن, ومهما كانت صفة المعبود أنثوية أو ذكورية فالمهم والأهم في حياتهم أنهم مُتلذذون سعداء جدا في إيمانهم ولذة وحلاوة الإيمان تكاد أن تتدلى من أفواههم ومن حناجرهم ومن قلوبهم ومن عقولهم ومن بين أيديهم حتى أنني أرى آثار الراحة على وجوههم المطلية بالآيات السماوية,وأنا وحدي حزين جدا ليس لي معبودٌ أرتاح إليه ولا يوجد في ذهني مكانٌ أذهبُ إليه لأرتاح به بعض الوقت ولو مرة واحدة في كل عام,ولا يوجد في قلبي أي شيء أومن به وأكاد أن أنفجر غيظا من الفراغ ومن الكآبة التي تسببها لي حالتي الناتجة عن شيئين مهمين أولاً:عدم الإيمان وعدم الثقةِ بكل شيء, وثانيا عن الملاحقات الأمنية للإضرار بي في كل مكان أذهبُ إليه سواء أكان ذلك وهما أو حقيقة أو خداعاً.

حلاوة الإيمان لذيذة جدا, هكذا وصفها لي الأغبياء أو الأذكياء وأنا لست متأكدا من ذلك ومن وجهة نظري أن الذين يدرسون العلوم التطبيقية البحتة إيمانهم بالخالق أو إيمانهم الديني لذيذ الطعم جدا ألذ من إيمان الذين يدرسون العلوم الإنسانية مثل السياسة والأدب والفلسفة وعلم الاجتماع والتاريخ والأساطير والمسرح..إلخ , ومهما كان شكله أكثر بكثير من الذين يدرسون العلوم الإنسانية, فالعلوم الإنسانية تُعلم طالب العلم على الشك لأن هنالك الرأي والرأي الآخر أما فيما يتعلق بالعلوم التطبيقية, الفيزياء والهندسة والطب والكيمياء, فلا يوجد فيها حرية رأي لأن حرية الرأي ليس لها مكانا في العلوم التكنولوجية فهنالك واحد +واحد يساوي إثنين, لذلك معظم طلاب العلوم الطبيعية إيمانهم أكثر لأنهم اعتادوا على التصديق لكل شيء وتعلموا جميعهم نظريات ثابتة,لذلك أيمانهم وطعم حلاوته أكثر من إيمان الذين يدرسون العلوم الإنسانية ذلك أنهم مهما آمنوا يبقى في قلوبهم شك كبير.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفقراء لا يستهلكون الطاقة
- الدفء والحنان
- مشكلة بسيطة
- بطلان النظام التكنوقراطي
- قصة يابانية
- في داخلي إنسان
- أوراق فاسدة
- أنا إنسان فضولي
- كنتُ أظنْ
- حقيقية وغير حقيقية
- نظام الخوف يحكمنا
- رد وفاء سلطان على رسالتي لها
- شخصية كاسيوس
- الحجم الطبيعي
- من هي البطلة؟
- الحشيشه الأصليه
- امرأة من سفر الأمثال
- مشكلتي مع الكتابة
- رواية العقل الباطن1
- السلطة فالمال فالمرأة


المزيد.....




- 54 مستوطنا يقتحمون المسجد الأقصى
- ترامب: اليهود المصوتون للديمقراطيين يكرهون إسرائيل واليهودية ...
- ترامب يتهم اليهود المؤيدين للحزب الديمقراطي بكراهية دينهم وإ ...
- إبراهيم عيسى يُعلق على سؤال -معقول هيخش الجنة؟- وهذا ما قاله ...
- -حرب غزة- تلقي بظلالها داخل كندا.. الضحايا يهود ومسلمين
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - حلاوة الإيمان