أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - ما أوضحه الخاقاني لما إختلفوا فيه من المعاني















المزيد.....


ما أوضحه الخاقاني لما إختلفوا فيه من المعاني


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 3528 - 2011 / 10 / 27 - 13:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما أوضحه الخاقاني لما إختلفوا فيه من المعاني
في مفهوم العلاقة بين الشعب والدولة والسلطة
حينما كتب الدكتور حميد الخاقاني مقاله الموسوم " لتعد أملاك الدولة للدولة ... ولتعد الدولة للناس " ، والذي تناول فيه اساليب العنف من قبل اجهزة حكومية عراقية ضد مقري اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ومقر حزب الأمة العراقية ، بحجة " إعادة املاك الدولة للدولة " إنظر رابط المقال أدناه :
http://www.albawwaba.net/opinions/15869/
أثار ذلك حفيظة البعض الذي لم يستسغ اسلوب الدكتور الخاقاني في هذا الطرح ، إذ تم تصنيف ذلك ضمن مواقف العداء للحكومة التي لا تستحق هذه المواجهة خاصة تحت هذه الظروف العصيبة التي تواجهها في بناء الدولة العراقية الجديدة .
وفي مثل هذه الحالة فلابد ان يسعى الدكتور الخاقاني ، كأي كاتب آخر يواجه مثل هذا الموقف ، للرد على هذا النقد ، الذي جاء على شكل رفض قاطع لكل مقولات الخاقاني في معالجته لتصرف الحكومة العراقية هذا والذي جاء بإسم الدكتور عبد الخالق حسين (انظر الرابط ادناه:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=250955

وقد كان الخاقاني محقاً في تناوله مقال الدكتور حسين ، إذ ان المقال لم يقتصر على رفض إطروحة الخاقاني في نقده لتصرف الجهات الأمنية الحكومية فقط ، بل جاء ليناقش ، وهي إنطلاقة صحيحة ، العلاقات بين الشعب والدولة والسلطة ، وذلك من خلال ما يراه في هذه العلاقات ، وهذا حقه الطبيعي والحضاري في مناقشة كهذه .
ما أريد الحديث عنه هنا يتعلق بما جاء به الخاقاني في سلسلة مقالاته التي طرح فيها كثيراً من ألإيضاحات التي ، وهذا ما يبدو لي على الأقل ، أعطت النقاش طابعاً علمياً وعملياً في آن واحد . لقد تجلى الطابع العلمي في هذه المقالات من خلال نجاح الحاقاني في شرح العلاقات بين المصطلحات الثلاثة : الشعب ، الدولة ، السلطة ، التي طرحها الدكتور حسين في نقده ايضاً ، وبشكل علمي أكاديمي ايضاً ، إلا انه لم يتجاوز هذه الأكاديمية المنهجية ليربطها بالواقع الذي تتحرك فيه ربطاً يستنتج منه القارئ انه يتعامل مع ظرف ملموس فعلاً وضعه الخاقاني امام اعين القارئ بكل وضوح وصراحة وجرأة حينما ربط هذه المفاهيم بما يجري على مختلف حقول الساحة العراقية ، السياسية والثقافية والإقتصادية والإجتماعية . والرابط ادناه يقود االقارئات والقراء إلى هذه السلسلة القيمة من رد الخاقاني والتي عنونها ب " حوار هادئ " بالرغم من عدم قناعة الدكتور عبد الخالق حسين بهذا الهدوء :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=278789
وقد بادر الدكتور عبد الخالق حسين في رده على سلسلة مقالات الخاقاني هذه إلى تكرار مفهومه ورؤاه عن طبيعة العلاقة التي يراها بين هذه المفاهيم الثلاثة وما ينبغي القيام به في هذه المرحلة بالذات وتحت هذه الظروف التي يمر بها العراق فخرج بالنتيجة التي أكدها بقوله " ان الطائفية شر لابد منه " منطلقاً في ذلك من الظروف التي واجهت العراق وحولته إلى هذه الساحة من الإحتراب والإقتتال الطائفي على السلطة ( انظر رد الدكتور عبد الخالق حسين تحت الرابط ادناه :
http://www.ahewar.0rg/debat/show.art.asp?aid=279443

في الحلقة الأولى من سلسلة مقالاته تطرق الخاقاني إلى إيضاح ما إختلط على الدكتور عبد الخالق حسين بين نقد السلطة والعداء لها . في الكثير من مقاطع القسم الأول هذا إستطاع الخاقاني ان يوضح لنقاده وقراءه على حد سواء ما دفعه إلى نقد إجراءات السلطة في مواقفها المزدوجة من ممتلكات الدولة على العموم وليس من عقاراتها فقط . واعطى الأمثلة الواقعية المقنِعة على ذلك ليستنتج بعدئذ الإستنتاج الذي يجب ان يذهب إليه كل ذي بصيرة حينما يناقش صدقية السلطة القائمة الآن على ارض الدولة العراقية حيث قال :
" صدقية السلطة ، اية سلطة كانت ، بوصفها مرجعية للحكم ، تتصدع في نظري ، إذا لم تكن راعية للعدل ، ومثالاً في الأخلاق ، ونموذجاً في الصدق ، تنشد الحق والعدل ، وإن كانا على غير ما تهوى . ولابد ان اهل السلطة ، عندنا ، قد قرأوا في كتب الفقه ، او سمعوا من علماء الدين ، أن من اخلاق الصدِّيقين ان يطلبوا الله والدين الحق بالصدق والعدل . وقد قال بعض اهل الصدق من اسلافنا:" وافضل الصدق إستواء السر والعلانية ". فكيف حالنا إذن ، بساسة يشيرون ، في العلن إلى شيئ ، ويقصدون في السر ، ما هو ضده؟النبيه من الناس لم يعد يصدقهم ، والكثرة حائرون بهم ، وكأن لسان حالهم يردد ما يقوله أخوتنا المصريون بلهجتهم الشعبية:" اسمع كلامك اصدقك ، أشوف عمايلك أتعجب"
اما ما إستعصى فهمه على الدكتور عبد الخالق حسين حول هوية الدولة وعلاقتها بالناس ، فقد اوضحه الخاقاني بكل بساطة مقترنة بالوضع السائد فعلاً في وطننا في الحلقة الثانية من سلسلة المقالات هذه ، حينما قال :
"إذن ثمة علاقة جدلية بين السلطة وأحزابها ومنظومتها الفكرية وبين الدولة. وغالباً ما يحدث، خاصة في بلداننا، نوع من التماهي بين هذه الحكومات وأحزابها وأيديولوجياتها وبين الدولة، وتجري مصادرة الأخيرة، وتجييرُها لصالح الأولى في الكثير من الحالات.

عندنا اليوم، في العراق، حالة مشابهة، لا تصعب رؤيتها على من لعقله عينان تُبصران. فمثلاً حين يكون لهذه الوزارة، أو تلك، عشرون مديرا عاما، سبعةَ عشر منهم ينتمون لحزب الوزير، أو عشيرته، وحين يتكرر المشهد نفسه في وزارات، ومؤسسات الدولة الأخرى، يحدث ذلك التماهي بين أحزاب السلطة والدولة، وتتم مصادرة الأخيرة لصالح الأحزاب الحاكمة وأهلها. وغالبا ما تتم هذه المصادرة لصالح أناس غير مؤهلين، وغير أكفاء. والدلائل على ذلك في هذا العراق. في بعض وزارات الدولة، مثلا، يطغى الطابع العائلي على التعيينات في وظائفها!.

وعندما يسرق مزوّزو الشهادات، على سبيل المثال، وغالبيتهم من أحزاب السلطة، فرصَ التعيين في الوظائف العليا، وغير العليا، ممن كدَّ واجتهدَ من أبناء البلد، وحصل على ما يؤهله لإشغالها، يزداد غضب الناس على الحكام، ويحدث شرخ عميق بينهم وبين السلطة والدولة. وهكذا لا يعودون يرون فيها دولتَهم."
يخرج السيد الخاقاني بطروحاته هذه بنتيجة منطقية ومُقنِعة ايضاً، حيث يربط نهاية المطاف لدولة كهذه ببلوغها مرحلة الشمولية و " حق الوصاية الشرعية على الناس والمجتمع" والمفضي إلى الدولة الدكتاتورية ولكنها من نوع آخر هذه المرة ، لها شكل قد يختلف عن دكتاتورية البعث ، إلا انها تزخر بنفس المضمون ، ودولة كهذه لا يمكنها ان تسمي نفسها دولة الشعب بأي حال من الأحوال . إنها دولة غسل الأدمغة واستغباء الناس وركوب الدين ، دون ان تقدم للمجتمع ما ينشده حقاً من الإلتصاق بمدنية العصر وما يحقق له الرفاه والعيش الكريم . ثم يعرج السيد الخاقاني على تبسيط السيد عبد الخالق حسين لمفهوم العلاقة بين الشعب والدولة ليطرحه بالشكل العلمي المرتبط بواقع دولتنا العراقية بعد سقوط البعثفاشية فيقول :
"هذه الأحوال، وكثير سواها، تجعل من الحديث، بصفة الإطلاق، عن أن "الدولة هي دولة الشعب في جميع الأحوال"، تبسيطا ساذجا للأشياء، يقول شيئا، في الظاهر، لكنه لا يقول، في الحقيقة، أي شيئ. ومثل هذا القول يندرج، في تقديري، فيما يصف به الدكتور حسين كتابات من لا يشاطرهمُ الرأيَ، من أنها "كلام وعاظ السلاطين". كما أنه نوع من التمويه على الناس، وإيهامٌ لهم، إذ هو يرسم صورة "مغرقة بالمثالية والطوباوية"عن علاقة السلطة بالدولة، والدولة بالشعب، عندنا. وهي صورة لا علاقة لها بحقائق الحياة في بلادنا، على الأقل في لحظتنا الراهنة هذه!."
اما الحلقة الثالثة من سلسلة مقالات السيد الخاقاني فقد تطرقت إلى تناول " شرور الطائفية ومحاصصاتها " ، هذه الشرور التي أُبتلي بها الشعب العراقي بشكل مشابه لمن لا يساعد على إطفاء وميض نار ، بل يعمل على ان يتحول هذا الوميض إلى ضرام بتزويده بمقومات هذا الضرام دوماً . وهذا ما أكدته تصرفات أحزاب الإسلام السياسي في وطننا ، الشيعية منها والسنية ، منذ سقوط البعث وحتى يومنا هذا . يشير الخاقاني بكل صدق وامانة إلى الظاهرة المستشرية على الساحة السياسية العراقية بسبب التوجهات اللاوطنية التي يتبناها ساسة اليوم في العراق الجديد وما تفضي إليه من نتائج كارثية على الشعب والدولة . كما انه يشير هنا ، باختصار ، وبالتفصيل في مقاطع اخرى من مقالاته القيمة هذه ، إلى ما يجب ان يكون نافعاً لتصحيح المسيرة فيقول:
"إذا ما تأملنا مسيرة "العملية السياسية"، خلال السنوات الثمان الفائتة، وسِيَرَ الساسة فيها، بدقة، انتهينا إلى أن البلاد تعيش حالةَ دوران في الحلقة ذاتها، من النزاعات والاتهامات المتبادلة، والفساد وضعف الأداء، وفقدان الحِرَفية وقلة المعرفة، واتساع الريَب والشكوك بين الجماعات وداخلها. كل فريق يُضمرُ لغريمه، أو شريكه لافرقَ، غير ما يُعلنُ. وتلك لعمري صفات ذميمة لا تليق بساسة يدَّعون "الوطنية" و"التدينَ" جميعهم، الصادق منهم والكاذب، ويزعمون أنْ لا مصلحةَ تعلو على مصالح البلاد والناس عندهم!. وقد عجزوا، بعد كل هذا الوقت الطويل من تجارب حكومات "الوحدة الوطنية!" و"التوافق الوطني!" و"الشراكة الوطنية!" أخيراً، عن أن يصحوا على حقيقة بسيطة جداً، لا تحتاج معرفتها إلى ذكاء خارق، وهي أنْ لا وطنَ، أحاق به كل هذا الخراب كوطننا، يمكن أن يعاد بناؤه وبناء الانسان فيه، دون انسجام معقول بين ساسته، واتفاقهم على أن يسحبوا السفينة الغارقة، في الاتجاه الوطني نفسه، وبالطاقة الوطنية المشتركة نفسها، دون اعتبار للمصالح الضيقة : طائفية كانت، أو عرقية، حزبية أو شخصية. إدراك هذه الحقيقة البسيطة، والعمل بها، يكفيان وحدهما لنعت هذا السياسي أو ذاك بـ"الوطني"، وما عداه نفاق وضحك، كما أرى، على ذقون الناس، الحليق منها والمُسْبَل."
الطائفية التي يمثلها الإسلام السياسي بجميع وجوهها القبيحة وسترها المهلهلة كانت وستظل أسس البلاء في المجتمعات التي تتبناها ، إذ انها لا تفرز غير ما أفرزته في هذه المجتمعات لحد الآن من خلال النماذج الكريهة الماثلة امامنا في دولة ولاية الفقيه ودولة آل سعود وقبلهما في دولة الطالبان المقبورة ، وما نراه من إرهاب الملتحين المبسملين المحوقلين مرصعي الجباه في السودان والصومال وفي محاولاتهم سرقة نتائج ثورات الشباب في كل من تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن .
ويختم السيد الخاقاني هذا الفصل المهم والشائك الذي إختلطت فيه الرؤى على السيد عبد الخالق حسين وموقفه المتحيز للسلطة الذي نعت فيه كل مَن يتطرق إلى النهج الطائفي في هذه السلطة بترديده " للنغم النشاز " ، فيرد الخاقاني قائلاً:
"كلّ هذه المثالب والشرور التي تنطوي عليها "المحاصصة"، واللعنات التي يوجهها لها، حتى ساسةُ الطوائف أنفسهم، وشكواهم التي لا تنقطع منها، لايراها السيد حسين ولا تصل إليه، كما يبدو، أو أنه لا يريد أن يسمعها ويفقهَ الحقائق الكريهة التي تُنبئ عنها. سماعُ هذه الأصوات واللعنات، وتمييز الصادق من صاحب القناع فيها، وإدراك مخاطرها على الوطن والدولة والمجتمع، قد تُعينُ السيد حسين على اكتشاف "النغمة النشاز" حقاً، والاهتداء، في النهاية، إلى أن "النغمة النشاز" هي نغمته وحده."
وفي القسم الرابع يتطرق السيد الخاقاني إلى " الطائفية السياسية ، فيصفها بانها " صناعة عقليات مغلقة لمجتمعات مغلقة ". لقد تبنى السيد الخاقاني هذا الوصف الدقيق ليعبر به ، وقد افلح في ذلك ، عن طبيعة الخطاب الكاذب والتصرفات المخجلة لقوى الإسلام السياسي التي فقدت كل المعايير الأخلاقية وسلكت كل الطرق المشينة بغية إحتفاظها بالقيادة السياسية للدولة العراقية التي افقدتها مقومات الدولة الحديثة ، كما اثبت الخاقاني لقراءه في الحلقات الآنفة من مقاله هذا .
لقد ظلَّ ألإسلام السياسي منذ سقوط دكتاتورية البعث وحتى يومنا هذا لا هم له غير إحتفاظ تابعيه بكل ما يؤهل لكل حزب من احزابه قوة الشوكة وشدة السيطرة والتحكم برقاب الناس وبأرزاقهم . ولا غرابة في ذلك إذا ما تراجع الهمُّ الوطني لدى هذه العصابات المسلحة التي لم تدخل السياسة وتمارسها عن علم ومعرفة بها وبدروبها وفنونها وعلومها ، إذ ان هذه العصابات خالية من كل هذا وذاك ، بل انها عبرت عن نفسها فعلاً " بسياسيي الصدفة " الذين ركبوا موجة الخداع والتضليل باسم الدين الذي غيبوا تعاليمه الحقة عن الناس لتحل محلها هرطقات المشعوذين وخرافات الجهلة التي شلَّت الدولة العراقية التي كان المؤمل ان يعيد لها الحكام الجدد عافيتها التي سلبها إياها النظام المقبور طيلة العقود الأربعة الماضية من تاريخ هذه الدولة الحديث . لقد أصاب السيد الخاقاني في توضيحه لطبيعة هذه الدولة وما جرتّها عليها محاصصات الطائفيين حينما قال:
"المحاصصة الطائفية ـ الإثنية ليست نتيجة لتجارب الماضي المريرة، وسواد الشكوك بين الفرق والجماعات فقط، وإنما هي تعبيرٌ عن عصبيات مشغولة بنفسها فقط، وبمنظومتها الفكرية وهويتها الفرعية، واعتقادها بامتلاك الحق والحقيقة مطلقاً، سواء تعلق الأمر بالدين أم بالسياسة. عصبياتٌ كهذه، شأن غيرها من العصبيات، لا تفرزها إلا أيديولوجيات وأنماطُ تفكير مغلقة، ولا تُنتِج هي بدورها إلا مجتمعاً مغلَقاً. وتجارب العقليات المغلقة هذه غير صالحة، أبداً، للمجتمع التعددي المفتوح ولدولته الديمقراطية المدنية المنشودة، دولة الحريات والمساواة الكاملة والعدالة، وغير قادرة على بنائه.
هذه الدولة التي يتحدثون عنها وكأنها قائمة تظل، مع هذا النمط من التفكير وتطبيقاته، غائبة في الحقيقة، منزوية في وحدتها، حبيسةَ مواد دستورية لا تجد سبيلها للحياة. تظل كلاماً، حبراً على ورق، نوعاً من سخرية بائسة، تتردد أصداؤها بين جدران عقول مُغلقَة، ومجتمعات مغلقة كذلك!"
أما في القسم الخامس والأخير فقد تطرق الخاقاني إلى موضوعة " الشراكة الوطنية " في الحكومة العراقية الحالية التي عجزت عن إيجاد الأسماء الملائمة لها التي تستطيع ان تخفي وراءها إسمها الحقيقي الطائفي القومي العشائري المنغلق على أطروحات الإسلام السياسي ومخرفيه من عديمي الكفاءات المتسلطين على مرافق هذه الدولة من خلال تسلطهم على مؤسساتها الفاعلة . لم تشكل عدم الكفاءات لمثل هؤلاء اي عائق امام تبوءهم مراكز قيادة الدولة في "حكومة مترهلة غير منسجمة " كما وصفها بذلك الخاقاني ، وهو الوصف الذي يمكن لهذه الحكومة ان تضيفه إلى إسمها الحقيقي . وحينما يلجأ البعض إلى التمسك ، وبعد مرور ثمان سنوات على سقوط دكتاتورية البعث ، بمقولة " الوضع العراقي الشائك المعقد" فإن الناس في العراق تأمل من الساسة الذين إستلموا من قوات الإحتلال قيادة هذا البلد الذي خربه النظام الساقط ، ان يعملوا على إشعار المواطن على الأقل على انهم يتجاوزون في كل سنة تمضي بعض العقبات التي خلفتها دكتاتورية البعث ، لا العكس من ذلك . إن سبب كل ذلك ، من وجهة نظري على الأقل ، يكمن لا في " الشراكة " في خدمة الوطن ، بل بالشراكة القبيحة المُخجلة في نهب خيرات هذا الوطن وابتزاز اهله وترك الملايين من الأرامل والأطفال والعجزة تعيش على التسول وبقايا المزابل والمساعدات الإنسانية التي يقدمها البعض للبعض الآخر ، في الوقت الذي يملأ فيه الجهلة والمتخلفون حساباتهم المصرفية داخل وخارج الوطن بالأصفر والأبيض ويشيدون عقاراتهم في عواصم الدنيا ، ولم يخجلوا بعد كل هذه االسرقات ولإثراء الفاحش ان يتخندقوا وراء الدين .
نعم لقد حدثت بعض الإنجازات التي يمكن ان توصف بالإيجابية ، بالرغم من ضآلتها امام ما لم يتحقق للشعب والوطن لحد الآن . فهل يعني هذا مِنَّة الحكومة على الناس في تحقيق مثل هذه الإنجازات التي لا تتناسب بأي حال من الأحوال مع الإمكانيات المادية والبشرية العلمية منها والسياسية والثقافية في بلد كالعراق ؟ الحكومة التي تريد ان تكتسب شرعيتها فعلاً يجب ان لا تتباهى بالقليل الذي حققته لحد الأن ، بل بالعكس فإن هذا القليل المتَحَقِق يجب ان يدفعها لأن تتخلى عن إدعاءها بالشرعية التي لم تحقق أحزابها وتجمعاتها السياسية أسباب إكتسابها حتى بعد مرور ثمان سنوات ونيف على خلافتها لدكتاتورية البعث المقبورة . وقد اصاب الخاقاني كبد الحقيقة في هذا الجزء الأخير من سلسلة مقالته حينما قال:
"أرى أن "شرعيةَ" الحكومة الحالية قد سلبَها عنها المتشاركون فيها جميعاً، عبر صراعاتهم الدائمة، ووقوفهم، إلى اليوم، عند ما بدأوا به منها، فضلاً عن أشياء أخرى أساسية أشرتُ لها في هذه الحلقة، وما سبقها، من هذا الجدل. كما أنني لم أُلقِ بنفسي على الحكومة "ثوب إبليس" لترتديه. منظومة أحزابها الفكرية ـ السياسية، وثقافةُ سياسييها ومشاريعهم هي التي زيَّنت لها، في الحقيقة، هذا الرداء وألبستها إياه. وإذا ما كانت المحاصصة الطائفية "ثوب إبليس"، وهو ما أتطابق فيه مع السيد حسين تماماً، فإن ساسة حكومة "المشاركة الوطنية" أنفسهم، كما أوردتُ عنهم، يشكونَ هذه "المحاصصة" ويصبون لعناتهم عليها. أما لماذا لا يخلعون عن حكومتهم "ثوب ابليسها" هذا الذي يشكونه، فهو أمر أعلمه، ولا أعلمه!. ولعل السيد حسين يأتينا، يوماً، بالخبر اليقين عن هذا الأمر العجيب كذلك، فنكونَ له شاكرين!"
في الوقت الذي اشكر فيه الدكتور حميد الخاقاني على ما اتحفنا به من تنوير لبعض ما إختلف فيه البعض بالربط بين الشعب والدولة والسلطة ، ارجوه مخلصاً ان لا يجعل من هذه الأفكار التنويرية حبيسة رفوف ارشيفات المواقع الألكترونية . إن مثل هذه الطروحات العلمية والعملية المقترنة بالوضع الذي يمر به وطننا ، تحتل موقع الصدارة لتكون بين ايدي الجماهير التي هي بحاجة اليوم إلى هذا الفكر التنويري ، كمساهمة قيِّمة للوقوف بوجه فكر الإسلام السياسي ، فكر إستغباء الناس المتخلف . لذلك فإن موضوع طباعتها في كراس ، على شكلها الحالي او موَّسعة بأفكارقد يضيفها السيد الخاقاني ، سينسجم وما تتطلع إليه القوى الديمقراطية العراقية من إحداث تغيير في ميزان القوى على الساحة السياسية العراقية خلال الفترة القادمة التي سيشكل النشاط التثقيفي الديمقراطي والتقدمي فيها احد الركائز المهمة التي تستند إليها الجماهير لإنقاذ الوطن من الشرور والمآسي التي هو فيها ألآن .
الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو فرضنا ...
- فَتِّش عن الإسلام السياسي
- الملف السوري بين الواقع والطموح
- الحقد على الشيوعيين يعمي القلوب قبل الأبصار
- هشام لا تغضب ...
- متسولو القذافي بالأمس ... اين هم منه اليوم ؟
- لا بديل عن التفاوض مع المناضل الأممي عبد الله أوجالان
- دولة بلاد الرافدين الجديدة إسمها - خان إجخان -
- لماذا تصمت المرجعية الشيعية أمام هذا التهريج ؟
- هدنة رمضان
- رحيم الغالبي ... عاشق المنبعين ، الوطن والشطرة
- البعثفاشية والإسلام السياسي في العراق يغتالان ثورة الرابع عش ...
- رحيم الغالبي الذي مرَّ بأثقل ألأحمال على - جسر من طين -
- بين حافِرها ونَعَلْها
- شمرة عصا... بين النظام العراقي ودكتاتورية الدولة الدينية
- بين الحقيقي والمزيف المزوّر على الساحة السياسية العراقية
- مو عِدنا...
- برمجة إستغباء الناس في خطاب الإسلام السياسي
- وسقط المالكي ...وماذا بعدئذ...؟
- ديمقراطية العمائم هي التي فشلت بالعراق


المزيد.....




- بلينكن يزور السعودية ومصر.. وهذه بعض تفاصيل الصفقة التي سينا ...
- في جولة جديدة إلى الشرق الأوسط.. بلينكن يزور السعودية ومصر ل ...
- رغد صدام حسين تستذكر بلسان والدها جريمة -بوش الصغير- (فيديو) ...
- فرنسا وسر الطلقة الأولى ضد القذافي!
- السعودية.. حافلة تقل طالبات من جامعة أم القرى تتعرض لحادث مر ...
- -البديل من أجل ألمانيا- يطالب برلين بالاعتراف بإعادة انتخاب ...
- دولة عربية تتربع على عرش قائمة -الدول ذات التاريخ الأغنى-
- احتجاج -التظاهر بالموت- في إسبانيا تنديداً بوحشية الحرب على ...
- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - ما أوضحه الخاقاني لما إختلفوا فيه من المعاني