أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالنبي فرج - الكاميرا














المزيد.....

الكاميرا


عبدالنبي فرج

الحوار المتمدن-العدد: 3527 - 2011 / 10 / 26 - 23:17
المحور: الادب والفن
    


تحررت هذه الليلة من الكاميرا وقررت أن أمارس نزواتي هذه الليلة دون أن التفت لحالة الزهد التي انتابتني في الفترة الأخيرة.. خرجت بالسيارة.. دخلت بارًا وطلبت عدة كاسات حتى نمل جسمي قليلاً وبدوت أتخفف من كثير من المشاكل والأمرض المستوطنة داخلي.. خرجت موهومًا بكوني سعيدًا؛ لذلك قررت أن أذهب لحفلة كانت قد دعتني إليها ممثلة شابة.. تلاحقها الأضواء.. ولها روح خفيفة لا يمكن إلا أن تنحاز لها.. وكنت أعلم أن تلك الزهرة ستنطفئ ببطء ولا يبقى منها غير مساحيق وبلادة ووقاحة. ولكن علينا الآن أن نرقص حول الزهرة.. قبل أن تذبل وتسقط..

دخلت، كنت أعلم أنني أستطيع أن أصنع جوًّا مبهجًا في المكان.. عن طريق النكت والغناء المرتجل والحكي الذي فرضت عليه القاهرة ممارسته. فأنا قضيت وقتًا طويلاً بلا عمل حقيقي ولا يمكن أن أمشي بدون بشر.. ولذلك كان عليّ أن أكون مسامرًا لذيذًا حتى يأتي الناس إليّ كما يجب أن أنصت لهم أيضًا..

ظللت في الحفلة حتى وقت متأخر وكنت بدأت أسكر.. ورغم ذلك كنت أعي ما أقول، أضبط كلامي جيدًا.. وعندما أتت صاحبة الحفلة وجلست جواري وصبّت لي كأسًا ورحبت بي نظرت إلى عينها وعلمت أن هذا المكان مكانها الحقيقي وأنها من الممكن أن تكون فنانة عالمية.. وجهًا صبوحًا معبرًا وكاذبًا. كاذب إلى أقصى درجة ولكن سيفتش المخرجون عنها حين الإغراء في مساحة جسدها المهول وابتسامتها المغرية… مع أنني أراها في الأدوار الإنسانية العالية القيمة وأن مجرد أن يلتفت إليها أحد من تلك الناحية سيحولها إلى أسطورة.. ولكن حولنا شريط السينما إلى مجموعة من المشاهد المبتذلة الوقحة دون أي عناية حقيقة.. خرجت من الحفلة ولم أعلم ما قلت لها.. وسرت في الشارع ناسيًا أنني أتيت بسيارة فسرت في الشوارع الخالية من البشر، فقط أضواء تصب لعنتها علي حتى تصورت أو شعرت فعلاً أن أحدًا يسير ورائي.. لم التفت.. وتقدمت في السير ببطء وثقة مفتقدة، ولكن الصوت بدأ يقترب مني.. يقترب مني فعلاً – فيه إيه؟.. من الذي يسير ورائي ؟

حاولت أن أطمئن نفسي وأنني مرتاب بطبيعتي وأني مصاب بهوس ووساوس قهرية.. وأن أحد ما كان يعمل في مكان.. وعاد متأخرا.. فيه إيه؟… بدت دقائق قلبي تزيد وعرق يغمر جسمي، انحرفت فجأة في حارة مظلمة.. اندفعت ولكن صوت الأقدام يتبعني وضوء كشافات يغمرني.. ارتعبت فعلاً وأخذت أجري من شارع لشارع وخلفي صوت لهاث.. وبين ضلوعي قلب ينتفض.. ولم أجر من زمان، وقد تعبت والكشافات تتبعني حتى اصطدمت بنهاية الحارة المسدودة أمامي، أي سلطة، أي شيطان يتبعني.. أدرت ظهري نحو الكشافات وبدوت في مواجهة الضوء أغمض عيني وأنا أعلم أن الرصاص سينهمر عليّ من الكشافات المضبوطة باتجاهي.. حتى انطفأت عين من عيون الكشافات ثم الآخر.. فتحت عيني، كادت الكاميرا تقبض علي وأنا في أشد الحالات ضعفًا وقهرًا ورعبًا.



#عبدالنبي_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع د عبدالمنعم تليمة
- حوار مع الروائي المصري ادوار الخراط (2)
- الحرِّيق
- حوار مع الروائي المصري يوسف ابوريا
- شجرة تين جافة
- حوار مع الروائي المصري يوسف القعيد
- حرائق
- حوار مغ الروائي مصطفي ذكري
- شذوذ
- حوار مع الروائي المصري ادريس علي
- الشاعرفتحي عبدالله روح إنسانية تفيض بالألم
- حوار مع الروائية المصريه سلوي بكر
- حوار مع الروائي المصري محمود الورداني
- حال الثقافة المصرية .. جريمة وزير
- : العاهرة الصغيرة
- اتجاهات مهتزة
- الكائن 
- حوار مع الروائي الكبير / أدوار الخراط
- الولع بالأساطير في الحروب الأخيرة
- العلم


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالنبي فرج - الكاميرا