لبنان : صيدا تتضامن مع الشعوب العربية ضد الانظمة القمعية والاستبدادية، تنعت بالامارة السلفية الارهابية ...!!!

خالد ممدوح العزي

الحوار المتمدن-العدد: 3527 - 2011 / 10 / 26 - 19:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

لبنان : صيدا تتضامن مع الشعوب العربية ضد الانظمة القمعية والاستبدادية، تنعت بالامارة السلفية الارهابية ...!!!
لم يكن تاريخ صيدا القديم أو الحديث يدل على كونها مدينة منغلقة أو منعزلة ،او مدينة إرهابية او تحمي الإرهاب فيها،بل كل الدلائل تدل على كونها مدينة التعيش بين المذاهب المختلفة والأديان السماوية الثلاثة ،"الإسلامية المسحية واليهودية"،صيدا للجميع وللكل كما تدل شعارات أهلها، صيدا عاصمة الجنوب ،ومدخله إلى الجنوب الجنوب ،صيدا عاصمة المقاومة الوطنية التي دحرت الاحتلال الإسرائيلي ،هي الرابط بين الجنوب السني والشيعي وجزين الموارنة والشوف الدرزي ،هي العلاقة الطيبة مع محيطاتها ومخيماتها .
صيدا معروف سعد والصيادين ،صيدا رفيق الحريري ،والأب سليم الغزال وجورج كويثر ،والمفتي جلال الدين، صيدا اللقاء المشترك الإسلامي –المسيحي.
صيدا الكنائس والجوامع، صيدا القرى المختلطة بين أبناء الوطن الواحد.
لكن منذ مدة يحاول البعض إلباسها ثوبا غير ثوبها التي تلبسه، من خلال نشر عبارات ودعايات مختلفة ضد صيدا بعد فشلهم فينشرها في مدينة طرابلس الفيحاء.
العبارات التي تتردد على السنة البعض، والتي تعطي وصفا غير دقيق لصيدا بأنها أضحت إمارة إسلامية متطرفة، وفيها تنتشر الحركات الإرهابية والسلفية ،التي باتت تشكل خطرا على التعايش الإسلامي –المسيحي، بسبب انتشار هذه الحركات في ضاحيتها الشرقية ذات الأغلبية المسيحية.
هذا الحديث بدأ يتداول في الصالونات السياسية الصيداوية والجنوبية ،بسبب انتشار حركة الشيخ احمد الأسير الإسلامية التي تقوم على الدعوة والتبليغ .تعتبر حركة الشيخ الأسير حركة تبشيرية تقوم على نشر تعليم الإسلام من خلال تعليم القرآن الكريم وتعميم الرسالة النبوية الشريفة وبتها في داخل شريحة إسلامية كبيرة ، رافضة العنف والعمل بالسياسة،لذا تقوم مبدأ هذه الحركة الإسلامية ليس على طرح نفسها حركة سياسية في المجتمع السياسي المحلي للمدينة، فالحركة ليس جديدة على المدينة بل لها حضورها وتواجدها منذ عدة سنوات ،بل يحاول البعض تصويرها على كونها حركة جديدة دخيلة على النسيج الصيداوي المتعدد.فالحركة التي تؤمن بالتعددية والتعايش المشترك وتنادي بالمحبة وتعمم السلام، وتنفي العنف وحمل السلاح والتعاطي في الشؤون السياسية حسب دعوات شيخها احمد الأسير.
لكن إثارة موضوعها اليوم بسبب وقفتها التضامنية مع الشعب السوري الأعزل الذي يذبح من قبل نظامه الاستبدادي ثارة فزع الكثيرين في الساحة الصيداوية.
فان مآسي الشعب السوري الذي يتعرض من خلال ثورته لأبشع أعمال العنف والتنكيل فرضت نفسها على الحركة وجمهورها بالوقف وقفة تضامن مع شعب شقيق بالعروبة والإسلام .
فالحركة التي دعت إلى اعتصاميين في صيدا أظهرت حجم الحركة الاسيريه الحقيقية على الساحة الصيداوية الشعبية التي أراد لها سابقا بان تكون مدينة صامتة خائفة،فالحركة الأسيرة التي خرجت فجاءه من قلب الشعب الصيداوي الطيب إثارة الرعب في نفوس الآخرين ،الذين نظروا لها مختلفة فسارعوا إلى اعتبارها حركة سياسية يمكن إلباسها ثوب الإرهاب والتعصب،لكونهم خافوا على مستقبلهم ودورهم الذي يمكن تهديدهم بأي لاحظه.
تستخدم حركة الشيخ الأسير في بث دعوتها وممارسة شعائرها الإسلامية جامع بلال بن رباح ،جامع صغير جدا في منطقة عبر شرق صيدا يقع تحت مبنى سكني ،وهذه المنطقة خليط من سكان من الطائفة الشيعية والسنية والمذاهب المسيحية الأخرى،يبلغ عدد المصليين في المسجد نهار الجمعة إلى 4000 مصلي يتم افتراش الساحات الخارجية للمبنى الذي يتوافد المصلون إليه حبا بسماع خطبة الشيخ الدينية بعد أن أضحت كل المنابر الإسلامية بشكل عام لتوجيه رسالة سياسية معينة من قبل طرف سياسي .
فهذه الخطبة استطاعت أن تجذب عددا واسعا من المصليين والذين أضحوا بدورهم شريحة كبيرة جدا التي ترى في خطاب الشيخ توجها دينيا نموذجيا،وبالتالي هذه الإعداد المتوافدة لسماع خطاب السيخ بدأ يتصاعد العدد تدريجيا والشريحة التوسع تدرجيا في صيدا والجوار ، وبالتالي كل شخص يصلي في مسجد بلال بن رباح أصبح يمثل أكثر من فرد في بيته.
هذه الحركة تتعرض يوميا إلى العديد من الاستفزازات الأمنية والسياسية والأخلاقية المباشرة ، في محاولة لجرها لخلاف مباشر سياسي أو شيء أخر...
لم يستطيعوا جرها لإشكال مباشر ،فخرجوا يسجلوا ضدها بالإعلام من خلال إلباسها ثوبا إرهابيا،محاولين إسكاتها وإفزاعها واتهامها بالإرهاب والسلفية المتطرفة ،وإثارة النعرة الطائفية ،لقد حاولوا رفع الغطاء عنها من خلال دعوة المفتي سليم سوسان لتحمل مسؤوليته الشرعية في ضبط المساجد من خلال إدارتها من قبل دار الإفتاء الشرعي .
لكن رد المفتي بأنه لا يملك السيطرة كدار إفتاء إلا على سبع جوامع فقط في مدينة صيدا.
فإذا كان الحديث عن رفع الغطاء عن حركة الأسير ،وإحكام السيطرة جامع بلال بن رباح ؟؟؟فهل يعني ترك جامع الحمزة الذي يسيطر عليه الشيخ غازي حنيني "العريس "الذي منع من إلقاء الخطبة الأسبوع الماضي بعد معركة مع أهل العروس،الرافضين زواجه من ابنتهم الطفلة والغير متكافئ بين الطرفيين.
فالمفتي السيخ سوسان لم يغطي الأسير بعباءة دار الفتوة ،لكنه لم يرفعها عنه.
فإذا كان الحديث إسكات حركة الأسير المتضامنة مع الشعب السوري ،وإسكات صوت شيخهاا وخطيبها ومنعه من الوقوف على المنابر،بالوقت التي تعلوا أصوات العديد من الشيوخ في كافة المنابر في صيد"السيخ ماهر حمود ،غازي حنيني،والشيخ النابلسي، وآخرين...
فإذا كان التذرع من قبل الكثيرين بان ظهور الشيخ في اعتصامات وخطابات تعتبر تدخل فادح في أمور السياسة ،فهل يمكن ان نرى بان ظهور الشيخ نعيم قاسم على المنابر الدينية والإعلامية ،هو ظهور إرشادي ديني بعيد كل البعد عن السياسة ومشاكلها...
لكن المسائلة ليست في كل الذرائع المطروحة والمعروضة في الصالونات وشاشات الإعلام ، فالحقيقة تكمن والتي تعبر عنها حركة الشيخ احمد في صيدا،لكونهم لا يريدون بنمو قوة صيداوية جديدة وحقيقية.
طبعا حركة الشيخ الأسير هي حركة سلفية دعوية تبليغية تختلف مع باقي الحركات السلفية الأخرى في الطرح والمضمون، وتحديدا الحركات السافية التكفيرية...وبالتالي يترتب على الشيخ احمد نفسه الخروج العلني للتوضيح عن حركته وطرحها ،من خلال التحدث للإعلام وللجميع عن ماهية حركته التبليغية ،وتفكيرها ونظرتها للعديد من القضايا الحساسة ،كالتعايش وقانون الدولة والتكفير وكل المسائل الحياتية المشتركة ،وبالتالي الشيخ هو الوحيد الذي يستطيع سحب البساط من تحت كل الذين يحاولون إلباس الحركة الصيداوية ،ثوبا ضيقا ،من خلال شن الحملات الدعائية التحريضية ضد الحركة المتواجدة في صيدا وجوارها ...هو الوحيد الذي يفشل فلم الإرهاب الممتد من الشمال حتى الجنوب،و الذي يتهم به أهل السنة ،وربما تكون المحاضرة الذي يدعي لها الشيخ احمد الأسير في جامع" بلال بن رباح" بتاريخ 27 تشرين الأول 2011 تحت عنوان" كفى سخافات من عقول أهل السنة "،هي بداية الرد الحقيقي على كل العقول المريضة .
فالتظاهر والتضامن مع الشعب السوري وكل الشعوب الإسلامية والعربية هو حق طبيعي للشيخ احمد وغيره للتعبير عن الآراء المختلفة والمتعددة في دولة كالبنان يحفظ فيها الدستور حق التعبير والتظاهر السلمي وممارسة الشعائر الدينية.
المطلوب من الحركة ورودها التبشيريين أن يقوموا بالرد على الاتهامات بالوسائل والأساليب الحضارية التي تليق بتعليم الحركة ،في دولة كالبنان.
كنا نود أن يخرج الشيخ وحركته في إدانة ورفض لممارسة العنف المنظم الذي تعرض له أقباط مصر ،لكي يسحب عامل الخوف والفزعة التي يلوح بها من خلال التأيد التي تقوم بها الحركات الإسلامية للشعب السورية الأعزل ،الرافض لإرهاب نظام الأسد ويقطع الطريق أمام كل الذين يستخدمون الإسلام شماعة تعلق عليها خطاياهم وتفزيع الأقليات من خطر الإسلاميين في العالم العربي وخصوصا سورية ، لتستمر الحركة برفض الظلم الذي يتعرض له الشعب السوري واليمني من حكامهم الجلادين ...
د. خالد ممدوح العزي
صحافي وباحث إعلامي،و مختص بالإعلام السياسي والدعاية.
[email protected]

#خالد_ممدوح_العزي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات