أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - مشهد مقتل القذافي ..وسيكولوجيا الانتقام














المزيد.....

مشهد مقتل القذافي ..وسيكولوجيا الانتقام


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3527 - 2011 / 10 / 26 - 14:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مقال لنا بعنوان (تحليل سيكولوجي لشخصية ونهاية القذافي )

المنشور في 3/3/11 ،كنّا قلنا بالنص:

(لن يستسلم القذافي طواعية الا اذا اعتقل بشكل مباغت،ولن يهرب ايضا لأن الواقع سيصدمه بحقيقة انه سيعتقل ويحاكم بتهمة ارتكابه جرائم ضد الآنسانية،ولن يعمد الى الانتحار لأنه يرى نفسه على حق وصاحب أمجاد وذا شعبية،والمرجح انه سيقاتل الى أن يقتل).

وما توقعناه في 3مارس حصل في 20 اكتوبر..ولكن ليس بتفاصيل المشهد الذي كان بطلاه جمع تملكته هستريا النصر،وفرد مدّمى يطلب الرحمة ويصفع ويهان.

كان المشهد مقززا..ومرعبا.وكان الطاغية قد تصرف قبلهم بهستيريا المصاب بوهم أنموذج البطل الشعبي الذي يحبه كلّ الليبيّن،وبما كان احرزه من شعبية جعلته يعزو احتجاجات الناس وسخطهم عليه الى سبب وهمي ايضا هو تناول المتظاهرين حبوب الهلوسة ،ووعدهم و(الجرذان)بأنه سيلاحقهم منزلا منزلا وزنقة زنقة..واوفى بوعده،وانقلب الأمر فلاحقوه وأخرجوه من أنفاق الجرذان!.

سيقول كثيرون:تلك نهاية مستحقة ،وأن فيها عظة وعبرة لكل طاغية.ومع أننا نعدّمثل هذه النهايات لا تليق بنا بوصفنا بشرا ولا تليق بأخلاق الثوار التي ينبغي ان تكون عكس اخلاق الطغاة المستبدين ،وأن العظة والعبرة للطغاة الباقين قد تنقلب الى نقيضها بأن تجعلهم أكثر قسوة ،لأنه ما من أحد يريد ان تكون نهايته بهذه البشاعة،فان ما يعنينا هنا أمرا آخر هو:

ان مراقبتنا لما جرى من احداث في العراق وليبيا بشكل خاص اوصلنا الى اكتشاف حقيقتين بخصوص الطبيعة البشرية:

الأولى: اننا نحن العرب تتملكنا نزعة الثأر وتتحكم بنا سيكولوجيا الانتقام.

والثانية: ان بشاعة الانتقام تكون بعلاقة طردية مع بشاعة الطغيان.

ففيما يخص الأولى ،فان لعلم النفس التطوري رأيا خلاصته: ان السلوك اذا تكرر عبر اجيال فانه يجري " تشفيره" ويصبح خاصية ثابتة في شخصية الانسان.

وهذا يعني ان عرب القرن الواحد والعشرين ورثوا عن اجدادهم عرب الجاهلية نزعة الثأر والانتقام من الخصوم .. جرى فيما بعد ترويضها الى :(العين بالعين والسن بالسن)..وأننا اذا اخذنا بهذا المبدأ (الأكثر تحضرا)وطبقناه على الواقع فاننا،باستثناء المساكين جدا،سنعيش في عالم من العميان والدردان!.

والكارثة،أن نزعة الثأر الجاهلي كانت في زمانها بين فرد وآخر أو قبيلة وقبيلة،فيما حولتها السياسة في زماننا الى ثأر بين حزب وحزب وقومية وقومية وطائفة وطائفة..وحصل بيننا،نحن العراقيين بالذات ،ما جعلنا نفغر افواهنا هلعا،ليس فقط من هول ما حصل ..بل من صدمتنا بأنفسنا..من فاجعة كيف أننا بشعون لدرجة اننا نقتل أهلنا الذين حولتهم السياسة الى خصومنا قدحت فينا غريزة الشّر فدفعتنا الى أن نمثّل بهم ونتلذذ بقلع عيونهم وحفر جماجم رؤوسهم!.

وفيما يخص الحقيقة الثانية التي صغناها بقانون اجتماعي-نفسي (بشاعة الانتقام تكون بعلاقة طردية مع بشاعة الطغيان)..فدليلنا على ذلك،لو أن صدام حسين كان قد وقع بيد العراقيين لقطّعوا اعضاءه وطافوا بها في مدن العراق..فيما الليبيون كانوا (أفضل)في محافظتهم على جثة القذافي!واكتفائهم بعرضها عارية..متعفنة.. ملطخة بالدم. وهذا يعود الى أن الطغيان في العراق كان أقسى وأبشع ،وأن العراقيين اصحاب (سوابق) بامتياز في هذا الشأن. فقد طافوا بأعضاء الأمير عبد الاله في شوارع بغداد مع ان الرجل ما كان طاغية..وعلقنا رؤوس خصومنا من أهلنا! على مداخل الجسور وفي الساحات..وجرى سحل البعثيين والقوميين في شوارع الموصل ..وقتل آلاف الشيوعيين والتمثيل بهم وشواء لحم قادتهم ..الى اقتلاع البعثيين واجتثاثهم من الجذور!.

وما يجعلنا نتأسى على حالنا أن ما يشاع عن ربيع العرب بأنه سيأتي بالديمقراطية التي تعني في جوهرها احترام كرامة الانسان وحرية الرأي.. لن يحصل ما دامت تتحكم بنا نزعة الثأر وسيكولوجيا الانتقام.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغطرسة..والسلطة
- الوضع النفسي للعراقيين..في خطر
- الفساد العراقي ..في متلازمتين
- المثقفون ..والسكتة القلبية!.
- التحقير الجنسي..في شعر مظفر السياسي
- ثلثا العراقيين..مغيّب وعيهم !
- ثقافة نفسية(47):الاكتئاب..كيف تتخلص منه
- ثقافة نفسية(46):فيروس الاكتئاب النسائي
- ثقافة نفسية(45):انموذجان سلبيان..الرافض والمتردد
- الناصرية ..الشجرة الطيبة
- نقاط التفتيش..وتوظيف العلم
- من عالم البغاء. قصة حقيقية تصلح لفلم سينمائي مميز
- سيكولوجيا الفرهود بين بغداد وطرابلس
- لم نعد وحدنا..علي بابا!
- النفاق..والمسلمون!
- السيكولوجيا أصدق أنباءا من السياسة!
- اليأس ..يستوطن الأرامل
- ثقافة نفسية(45):الهستريا..والحرمان العاطفي
- واحسرتاه..على بغداد
- ثقافة نفسية(44): اساليب تعاملنا الخاطئة مع الصراع


المزيد.....




- حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر ...
- باريس تعلق على طرد بوركينا فاسو لـ3 دبلوماسيين فرنسيين
- أولمبياد باريس 2024: كيف غيرت مدينة الأضواء الأولمبياد بعد 1 ...
- لم يخلف خسائر بشرية.. زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب جزيرة شيكوكو ...
- -اليونيفيل-: نقل عائلاتنا تدبير احترازي ولا انسحاب من مراكزن ...
- الأسباب الرئيسية لطنين الأذن
- السلطات الألمانية تفضح كذب نظام كييف حول الأطفال الذين زعم - ...
- بن غفير في تصريح غامض: الهجوم الإيراني دمر قاعدتين عسكريتين ...
- الجيش الروسي يعلن تقدمه على محاور رئيسية وتكبيده القوات الأو ...
- السلطة وركب غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - مشهد مقتل القذافي ..وسيكولوجيا الانتقام