أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هيثم محسن الجاسم - قربان للوطن ام للشعب ؟!














المزيد.....

قربان للوطن ام للشعب ؟!


هيثم محسن الجاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3526 - 2011 / 10 / 25 - 21:37
المحور: كتابات ساخرة
    



ربما يعتبرها البعض هلوسات او سكرات موت يقظة ان يسال الكاتب نفسه بعد عشرات السنين من يستحق ان يكون له قربانا الوطن ام الشعب ؟!
وهذه التساؤلات المحرجة لم تعد كذلك بعدما تكشف لي ان الوطن يسرق ويحرق وينهب ويسلب وكل الموبقات ترتكب بحقه من ابنائه دون حياء او غيرة او ضمير بالرغم من عجز كل الوسائل الوقائية من هيئات نزاهة ومفتشيات ومنظمات دولية لانقاذ الوطن من الفاسدين سياسيين واكاديميين ورجال دولة وبرلمان واعمال وحتى دين .
وبات كل العالم يتفرج على مهزلة العراق الكبرى الديمقراطية التي لامثيل لها ولاشبيه في الكون ولايكون ابدا .
و يسمع عويل نداءات استغاثة السياسيين العراقيين ، يتوسلون شياطين الارض ان يغيثوهم من كيد بعضهم لبعض واعانتهم على نهب ثروات وطنهم بعناوين شتى استثمار او احتكار او شراكة وما الى ذلك من مصطلحات راسمالية لذر الرماد وكأن البلاد خلت من اهلها الاخيار ولم يبق للعراق من يقوده سوى الاشرارلاستباحة حرمته .
تساؤلات ملحة لاسكات العلل التي عرشت على هيكل روحي كالعناكب السامة من افعال المسؤولين والحزبين بحق الوطن الجريح وكأن غياب المحاسبة بات امان لهم من العقوبة دون رادع وخوف من الله الواحد القهار او بقايا قطرة حياء على الوطن كأن مال الشعب ارث سائب يتناهبونه بينهم جورا وطغيانا يعينهم مصاصي دماء الشعوب من احتكاريين وامبرياليين .
وانا لاسالهم حق الشعب الذي فضل السبات على روح الثورة بل الوطن حقه على ابنائه بان يعمروه ويحفظوا كرامته وحرمته ومكانته التاريخية والحضارية .
جاء التساؤل بعد الاحباط التام من علاج الجذام الذي اصاب الدولة ونهش كيانها و لن ينتهي الا بقبر الوطن وضياعه التام .
وهذا الخيار صعب جدا ، صحيح ان الوطن غالي والشعب كذلك لكن هناك تفاوتا كبيرا ومقدسا . وهو ان الوطن ليس عرضا للمساومة وقد منحي شرف ان احمل اسمه في كل مكان ( العراقي ) وشعرت بسمو تلك المرتبة وتميزها . اما ان اكون فداءا للشعب فهذه اشكالية كبيرة والكلام فيها كثير ،
لان الشعب اخذ مني اكثر مما اعطاني بشكل مباشر وغير مباشر ، وهو ياتيني فرادا وليس بشكل جمعي كما نقول عادة الشعب العراقي . وهذه الفردية للشعب العراقي تتحرك بهواجس عدة واكثر ظلامية المحاصصة الحزبية والمحسوبية العشائرية والانانية المقيتة وصور كثيرة للفردية التي جردتني من حقي بالتخصص الدراسي وتسنم منصب الرجل المناسب في المكان المناسب اومنحتني معاشا وارضا وحرية وضمانا صحيا وامنا .
هذه الفردية العراقية دكتاتورية متسلطة وطاغوتية وقانون متعسف ومناصب سيادية ورؤساء كتل حزبية ورؤساء كتل برمانية وكرزما متعددة عشائرية ومافيوية ودينية .

هنا يتوقف الاقدام والتضحية الغالية امام خيار صعب فيها للوطن السبق على الشعب .
لذلك يقع كثير من المثقفين باشكالية الوطن والشعب ومن يستحق ان نضحي له ونبذل اقصى غاية البذل .
من تجربتي الذاتي التي استغرقت اكثر من اربعين عاما كان الوطن فوق كل شىء بعد الله أي كان شعاري المقدس الله – الوطن – الشعب . أي ان الشعب ضمن الثالوث المقدس .
لكن اخذ الشعب اكثر مما اعطى وكان السبب في الخراب والاحباط الذي لحق بي والشعور بالخسارات المتلاحقة التي منيت بها
وهو الشعب نفسه من صنع الفشل لاجيال واجيال .
وهو من حفر المقابر لؤاد شهداء الوطن .
وهو من صفق للعملاء
وهو من باع الابناء الشرفاء .
وهو من يشيد السجون والمعتقلات للاحرار .
وهوهووهو
اما الوطن فهو يستحق ان اقدم له قربانا بسخاء لانه منحنا كل شىء جميل الماء والهواء والشرف وحسن السمعة والاصل والثبات والقوة والكرامة الابدية .
وبعد ماذا قدم الشعب ؟ الحرائق والخراب والعار التي التصق باسمه كالجرب كالعدوان والطغيان والفساد والانحطاط والتخلف دون حياء او غيرة .
من الشعب اكثر منه العدو . وتحول ابناء الوطن الشواذ الى عالة وعبء ثقيل على كاهله حتى بتنا نسمع عبارة - الوطن نباع - تتردد هنا وهناك ، ومن باع ومن اشترى؟! ؟!
نظرة تاملية للوطن الجريح المثخن بالطعنات واشدها ايلاما ضربات الغدر من ابنائه حيث تثلم حدوده بقسوة وعنوة ، ويحرق كل يوم بمشاعل الارهاب التي تحملها يد من باع الوطن . وتنهب ثرواته وخزائنه ومصادر قوته التي ادخرها للاجيال بعيدا عن عيون لصوص الشعب .
ونصل الى فحوى السؤال : من يستحق ان نكون قربانا له الوطن ام الشعب ؟



#هيثم_محسن_الجاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افعى سيد دخيل تتحدى الحكومة اعلاميا
- خريفنا ماكان ربيعا ولكن ممكن ...
- من قتلني انا هادي المهدي ؟!!!
- ,وراء الاخبار -من يكفل الحريات والحقوق الدستور ام المسؤول ؟! ...
- وراء الاخبار - الفساد برنامج الاحزاب العراقية الموحد ؟!!!
- عشية قرار العفو عن الارهاب ؟!
- تشاؤمية المثقف العراقي من تردي المجتمع واستلابه سياسيا
- مفترق طريق في مسيرة العراق الديمقراطية
- عراق التغيير من حكومة (السلفة )الى حكومة (الجودلية )
- احياء الذكرى الثانية لرحيل الشاعر العراقي كمال سبتي في الناص ...
- ماذا بعد الخوف والشعور بالخطر ؟!
- التقسيم و القواسم المشتركة بين الفرقاء العراقيين
- شهادة قصصية جولة في عالم إبراهيم سبتي القصصي انطلاقا من أخر ...


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هيثم محسن الجاسم - قربان للوطن ام للشعب ؟!