أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الفلسطينيون بين العرب والإسرائيليين















المزيد.....


الفلسطينيون بين العرب والإسرائيليين


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3526 - 2011 / 10 / 25 - 16:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


انتشرتْ بين شعبنا المصرى وبين الشعوب العربية بعض الأساطير، هى أقرب للخرافات ، من بينها أنّ العرب مع قضية الشعب الفلسطينى ضد الإحتلال الإسرائيلى . وأنا أقصد بالعرب هنا المعنى الشائع الذى يشمل أنظمة الحكم والشعوب ومن يُطلق عليهم (تجاوزًا) المثقفين . فإلى أى مدى صدق هذه المقولة ؟ وهل هى أساطيرتقترب من الخرافات ، أم حقائق ؟ لايتزحزح إيمانى عن نبذ التعابير الإنشائية التى تعتمد على التهويمات والمجرّدات ، وبالتالى لاتقول شيئًا مُحدّدًا يستفيد منه القارىء ، ناهيك عن مشروعية الجدل معه على أرضية (المعلومات) وليس التحليق مع الضبابيات ، على طريقة (الكلام الساكت) كما يقول أشقاؤنا السودانيون .
هل فعل العرب شيئًا قبل إحتلال فلسطين ؟
السؤال الأول المشروع هو : ماذا قدّم العرب للشعب الفلسطينى قبل وقوع كارثة الإحتلال ؟ هل استطاعوا أنْ يتصدوا للمؤتمرالصهيونى الأول عام 1897الذى خطط له اليهود بقيادة تيودور هرتسل ، أو المؤتمرات التالية التى نظمها آخرون أمثال (ماكس نوردو) ثم حايم وايزمان حتى نصل إلى محطة وعد بلفورعام 1917 ؟ وهل انتبه العرب إلى البدايات الأولى لتهجير اليهود من أوروبا إلى فلسطين ، إذْ أنّ البداية لم تكن عام 1923 كما يعتقد البعض ، وإنما البداية كانت عام 1327 عندما زار(موسى بن ميمون) ووجد فى القدس يهوديّيْن اثنين فقط ، وقرر- بناءً على ذلك - الدعوة للاستيطان اليهودى فى فلسطين (أنظرد. رشاد الشامى- القوى الدينية فى إسرائيل – سلسلة عالم المعرفة الكويتية- عدد 186 يونيو94 ص 95) وكانت أول هجرة كبيرة فى عام 1882 والثانية فى عام 1904 والثالثة فى عام 1919 والرابعة فى عام 1924 والخامسة فى 1932 (لمزيد من التفاصيل أنظرد. رشاد الشامى- الشخصية اليهودية الإسرائيلية والروح العدوانية- سلسلة عالم المعرفة الكويتية- عدد 102 يونيو86 ص 86 وما بعدها) وماذا فعل العرب عندما أنشأ اليهود صيحفة ها آرتس (وتعنى الأرض) عام 1919؟ وهل تحرّك العرب وهم يرون اليهود يُنقبون عن الآثار داخل الأراضى الفلسطينية بصفة عامة وأراضى القدس بصفة خاصة منذ عام 1920 ؟ وإذا وصلنا إلى المحطة الكارثة ، محطة قرار تقسيم فلسطين عام 1947 ثم محطة إعلان دولة إسرائيل فى 14مايو 48 ، فهل هناك إجابة (من خلال الوقائع) غيرالخطب والهجاء لليهود ، وبعض وحدات رمزية من الجيوش العربية لخمس دول + وحدات رمزية من الجيش المصرى ، وكانت النتيجة هزيمة هذه الوحدات العسكرية من التنظيمات اليهودية التى أطلق الإعلام العروبى عليها (عصابات صهيونية) فهل كان من الممكن أنْ تؤدى هذه القوات العربية دورها فى مقاومة اليهود ، فى حين أنّ سياسة الملك عبدالله (ملك الأردن) كما ذكرأ. هيكل ((كانت أنْ يتمسك باتفاقاته الخفية مع اليهود والإنجليز)) (العروش والجيوش- دار الشروق- عام 98ص32) وأنّ ثوار ومفكرى القومية العربية فى الشام وجدوا أنّ أحلام ثورتهم فى طلب الاستقلال يصعب تركها فى عهدة مطالب عائلية)) أى أنّ المنظومة السائدة كانت محصورة فى مطالب عائلية ، لذلك كان تعليق أ. هيكل ((والنتيجة أنّ ما سُمى ب (الثورة العربية الكبرى) انتهى إلى نتائج بعضها من نوع المأساة وبعضها من نوع الملهاة)) (ص 63) وأنّ ملك الأردن كان على علاقة وطيدة مع الوكالة اليهودية فى فلسطين . وأنّ الأردن كانت له قوات على أرض فلسطين وهى قوات الفيلق العربى ، ولكن القيادة كانت للجنرال الإنجليزى (جلوب) وكان الفيلق العربى فى واقع الأمرجزءًا من القوات البريطانية فى فلسطين (ص64) والسؤال الذى لم يطرحه العروبيون هو: هل كان الفيلق العربى الذى يُديره جنرال إنجليزى ويُعتبر جزءًا من القوات البريطانية ، سيكون مناصرًا للشعب الفلسطينى أم لليهود ؟ وهل كان من الممكن مناصرة الشعب الفلسطينى ، تحت سياط التناحرالدائربين ملكىْ السعودية والأردن ، لدرجة أنّ الملك عبدالعزيز ((بدأ يُنفذ خطة للاتصال بالقبائل والعشائرالأردنية فى الجنوب ويحاول إقناعها بتحويل ولائها إليه بدلامن الولاء للملك عبدالله. وكان عبدالعزيزأيضًا يُمطردمشق برسائل مشجعة منبهًا إلى أنه إذا تمكن الملك عبدالله من توسيع ملكه شرق وغرب الأردن ، فإنّ سوريا لامحالة هى هدفه الثانى)) وفى هذه الفترة انتشرت قصيدة تتردد أبياتها فى كل مدينة وقرية عربية كان مطلعها ((أنشرعلى لهب القصيد / شكوى العبيد للعبيد)) (ص76، 77) فهل الأطماع السعودية فى الأردن ، والأطماع الأردنية فى سوريا ، هى التى تمنع تحقيق الأطماع اليهودية فى فلسطين ؟ وهل العبيد يمتلكون أية قدرة على مقاومة أى محتل ؟ ووفق صياغة الكولونيل (أوردى ونجيت) أنّ اليهود كانوا يعرفون أحوال الجيوش العربية بأكثرمما يعرف قادة هذه الجيوش ، وتقديرهم ((إنّ الجيوش العربية قادرة على سفح بعض الدم اليهودى فى فلسطين ، ولكن القوات الصهيونية قادرة على سلخ وطن بأكمله)) (ص 103) لذلك كان من الطبيعى أنْ يستولى اليهود على 77% من أراضى فلسطين عام 48(ص 108) ووفق البرقيات التى نشرها أ. هيكل فإنّ ((الملك عبدالله لايثق كثيرًا فى قوات سوريا ولبنان وينتظرمعونة الجيش المصرى.. ورغم ذلك فإنّ القوات الأردنية انسحبت من غزة وتركتها قبل وصول القوات المصرية. ومعنى ذلك ترك فسحة أسبوع للقوات اليهودية تتحرك فى المنطقة بغير رقابة أوإعتراض)) (ص 118، 119) لذلك من المهم الإشارة إلى إحدى الحقائق المسكوت عنها (وهى كثيرة) مثل موقف حكومة النقراشى باشا الذى عبّرعن سياسة مصرالمؤيدة لرغبة الفلسطينيين فى ألاّتدخل الجيوش العربية إلى فلسطين ، بل يقوم الفلسطينيون أنفسهم بالدفاع عن بلادهم وأنْ تُقدّم لهم المساعدة بالسلاح والذخائروالأموال ، وهى ذات الرغبة التى عبّرعنها مفتى فلسطين الحاج أمين الحسينى)) (ص 441) هذه الحقيقة المسكوت عنها لم تدفع أ. هيكل (الصحابى الأول لنبى العروبة عبدالناصر) أنْ يُعيد النظرفى توجهاته العروبية رغم أنه (هو) الذى كتب ((إنّ تردى القضية (الفلسطينية) ووصولها إلى هذا الدرك يرجع إلى أسباب عديدة : أولها أنّ بعض المسئولين العرب الذين كانت فى أيديهم مقاليد الأمور، لم يكونوا جادين ولامصممين على مواجهة هذه المشكلة. ثانيها أنّ فريقًا من أولئك المسئولين (العرب) لم يُولوا القضية الفلسطينية ما تستحق من عناية. ولم يدرسوا مشكلتها الدراسة الكافية. ثالثها أنه بينما كان اليهود يعملون بقوة وتصميم بوحى من مصالحهم العامة.. كان بعض المسئولين (العرب) يعملون إما بوحى الاستعمارالأجنبى أوبتأثيرمصالحهم الخاصة. وقد نتج عن تضارب الأهواء والمصالح ، وتباين الغايات والأهداف ، والتخاذل بين دول الجامعة (العربية) وقوع هذه الكارثة الأليمة. رابعها أنّ بعض الذين كانت فى أيديهم مقاليد الأمورالسياسية والعسكرية لم يكونوا أهلا لتولى مراكزهم ، وقد برهن بعضهم على جهل فاضح فى الشئون العسكرية. وكان أحد كبارالعسكريين العرب يقول عن القدس : ما هى أهمية القدس ؟ إنها ليست موقعًا استراتيجيًا . وعندما كان المجاهدون الفلسطينيون يطلبون منه مساعدتهم بالسلاح للدفاع عن القدس لئلا تسقط فى أيدى اليهود كما حدث فى معركة القسطل ، كان يُجيبهم بقوله : فلتسقط ، وإذا سقطت اليوم فسنستردها فى المستقبل)) ومن الأسئلة التى طرحها أ. هيكل ويتجاهلها الإعلام العروبى : كيف يُعقل أنْ يتم دفاع عن بلاد لايشترك أهلها فيه ؟ ولماذا جرّدوا (= العرب) المجاهدين الفلسطينيين من أسلحتهم وصادروا مخازن ذخائرهم فى بعض الأقطار العربية وفى داخل فلسطين ، ولمصلحة من كانت هذه الإجراءات الغريبة ؟ لماذا أخليتْ الرملة واللد وسُحب منها الجيش الأردنى بأمرجلوب ، وكان ذلك سببًا فى تشريد نحومائة وخمسين ألفًا من العرب ؟ ماهى الأسباب التى حالت دون نجدة بعض الجيوش العربية للجيش المصرى فى معارك النقب وغيرها فى شهرىْ نوفمبروديسمبر48؟ لماذا سُلمتْ لليهود مناطق عربية واسعة بما تحتوى عليه من سكك حديدية وطرق مهمة بعد اتفاقية رودس وبدون حرب أوأى مبرر؟ كيف ولماذا استولى اليهود على حيفا ويافا والقدس الجديدة وغيرها من المدن والمناطق التى يغلب عليها عنصرالعرب فى الوقت الذى كان الاحتفاظ بها ميسورًا؟)) (من ص 442- 446) .
الدفاع عن الوحدة العربية رغم الغيبوبة العربية :
إنّ ما يستوقف الباحث صاحب العقل الحرأنّ الصحابى الأول لنبى العروبة لايزال حتى وقتنا الراهن فى أحاديثه فى قناة الجزيرة يُدافع عن أسطورة (العمل العربى المشترك) وأنّ العرب هم الرصيد الاستراتيجى للشعب الفلسطينى ، رغم أنه (هو) الذى كتب أنّ ((الأمة العربية فوجئت بضرورات تفرض عليها القتال فى فلسطين سنة 1948. وشاركت جيوش عربية فى القتال دون استيعاب لتطورهذه الفكرة فى العصرالحديث ودون نظرية للأمن الوطنى . والمحصلة أنه حتى منتصف القرن العشرين لم يكن العرب قد تعرّفوا بعد على فكرة الحرب ودورها فى صهروصب معادن الأمم)) (الانفجارص 806) وهو الذى نقل عن نبى العروبة فى حواره مع الملك فيصل يوم 9/9/65((فنحن بالفعل جميعًا لانملك خطة لتحريرفلسطين)) وأنه إذا استمرت عمليات الاتجار(بالشعارات) داخل مؤتمرات القمة العربية ، فإنّ مصرستجد نفسها ((مضطرة إلى الانسحاب من مؤتمرات القمة ، لتحمل مسئوليتها التاريخية القومية وحدها)) (الانفجارص207، 208) وهيكل المدافع الأول عن العروبة هوالذى ذكرأنّ السعودية بها 1600خبيرعسكرى بريطانى وأمريكى ، وأنها اشترت 50طائرة حربية أمريكية فى منتصف عام 1965 وكانت هذه الصفقة بداية طوفان من مشتريات السلاح . وأنّ وكيل شركة لوكهيد هو عدنان خاشقجى وهوأحد الشخصيات الظاهرة فى مجموعة القوة التى استكملت دورها فى تلك الظروف ضمن تحالف السلاح والمخابرات والبترول. وعندما سئل وزيرالدفاع الأمريكى روبرت ماكنمارا عن هذه الصفقة فى لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى قال ((إننا وافقنا على هذا الطلب بشروط ثلاثة مقيدة : 1- أنْ لاتُستعمل أسلحتنا إلاّفى أغراض الدفاع المشروع عن النفس 2- أنْ لاتُستعمل أسلحتنا ضد إسرائيل 3- أنْ لاتحوّل أسلحتنا تحت أى سبب لحيازة طرف ثالث)) (الانفجارص 241، 242) فإذا كانت الأسلحة التى تشتريها السعودية لايمكن أن تُستخدم ضد إسرائيل ، فمن هى الدولة المستهدفة ؟ سؤال من بين عشرات الأسئلة المسكوت عنها فى الإعلام العروبى الناصرى ، خاصة لوعلمنا أنّ ماكنمارا قال لمجلس الشيوخ الأمريكى ((سوف أقرأ أمامكم مذكرة سجلت فيها مناقشة جرت مع ممثل دولة (عربية) لن أذكراسمها رغبة فى عدم إحراجها وقال ممثل تلك الدولة ((إننا نشعربالقلق لأنّ السوفيت قدّموا إلى جارلنا كمية من الأسلحة. ونحن نطلب منكم أنْ تُزودونا بما يكفى لمواجهة ما لديهم)) (الانفجارص 241) فهل يمكن تصديق أسطورة أنّ العرب مشغولون بقضية الشعب الفلسطينى وهم يُحاربون بعضهم البعض كما فعل جيش صدام حسين عندما غزا دولة الكويت ؟ وهل يمكن فصل ذلك عن أنّ الكويت اعتمدت على الأمريكان (وليس العرب) لانهاء الاحتلال العراقى ؟ وذكرأ. سلامه أحمد سلامه ((سارعتْ الكويت- حتى قبل أنْ يصدرمجلس الأمن قراره بشأن العراق- إلى التأكيد على عزمها وضع أراضيها وتسهيلاتها فى خدمة الغزوالأمريكى للعراق)) (أهرام 10/11/2002) أوفصل ذلك عن التعهد الأمريكى الذى أذاعته وزارة الخارجية الأمريكية فى ديسمبر62على لسان (جون كيندى) موجهًا للأميرفيصل ولى العهد السعودى ونصه ((أود أنْ يُصبح مفهومًا بوضوح أنّ بإمكان المملكة العربية السعودية أنْ تعتمد على صداقة الولايات المتحدة وتعاونها فى كل ما يمس سلامتها وأمنها)) وأضافت وزارة الخارجية الأمريكية إلى هذا التعهد بيانًا رسميًا قالت فيه ((إنّ كل حكومة أمريكية منذ عهد الرئيس ترومان قدّمتْ مثل هذا التعهد للمملكة العربية السعودية)) وفى زيارة فيصل إلى واشنطن قالت المجموعة المصاحبة له ((إنّ إسرائيل ليست هى المشكلة بالنسبة للمملكة. والخطرالحقيقى هو حركة القومية العربية كما تُمثلها القاهرة. وأنّ السعودية ماضية فى تنفيذ فكرة المؤتمرالإسلامى كبديل يمكن الالتفاف به من حول الجامعة العربية)) (الانفجار347، 348) ورغم أنّ أ. هيكل يكتب ويتحدث كثيرًا عن (الاستعمارالأمريكى) وأنّ المجابهة تكون ب (وحدة العرب) فإنه يبث كلامه فى قناة الجزيرة التى تبعد عن أكبرقاعدة عسكرية أمريكية فى الخليج (العربى) بعدة أمتار. فكيف بلع شعبنا المصرى والشعوب العربية أسطورة (القومية العربية والوحدة العربية) ؟
لنقرأ ما قاله رئيس وزراء سوريا الأسبق (يوسف زعين) ((إنّ الطريق الصحيح الذى يؤدى إلى النصرهوأنْ تتولى الشعوب مسئولية الحرب . فحرب الأنظمة والجيوش التقليدية هى حرب محكوم عليها بالفشل لأنّ الزمن فى صالح إسرائيل)) (الانفجارص 364) ولكن عبدالناصر رفض فكرة تسليح الشعوب حتى لاتكون البداية مقاومة المحتل ثم تنتهى إلى مقاومة استبداد حكمه الشمولى الدكتاتورى . وذكرأ. هيكل أنّ الأردن هى العازل (الطبيعى) بين إسرائيل ومناطق البترول العربى فى السعودية والعراق (ص647) .
****
وهل كان من الممكن الانتصارعلى اليهود ، فى حين أنّ الإنجليزهم الذين يُعينون الملوك بل ويُعينون مفتى فلسطين مثلما حدث مع الحاج أمين الحسينى ؟ كما ذكرالمؤرخ الفلسطينى عبد القادرياسين فى كتابه (كفاح الشعب الفلسطينى قبل عام 48 الصادرعن مركزأبحاث منظمة التحريرالفلسطينية- مايو75 أكثرمن صفحة) وعن ضعف الحركة الوطنية الفلسطينية (أكثرمن صفحة) وعن بيع الأراضى الفلسطينية لليهود (أكثرمن صفحة) وذكرأنّ مثقفين عرب موالين لأمريكا أنشأوا (المكتب العربى) برئاسة (موسى العلمى) الذى كان محورنشاطه الدعوة إلى التعاون مع الإنجليزوالأمريكان وأوصى مكاتبه- كتابة- بعدم نشرالأنباء والتعليقات التى تُسىء إلى الإنجليزوالأمريكان . وتجنب كل ما يؤدى إلى تشجيع أعمال الجهاد والقوة. والمفاجأة (التى تُثيردهشة العقل الحر) أنّ موقف رئيس المكتب العربى تعززبعد أنْ اختارته جامعة الدول العربية عام 45 مندوبًا لفلسطين فى الجامعة (ص 204، 205) فلماذا اختارت جامعة الدول العربية هذا الشخص المشبوه الموالى للأمريكان والإنجليزوالمعادى للكفاح الوطنى الفلسطينى ليكون مندوب فلسطين بها ؟ سؤال ضمن قائمة الأسئلة المسكوت عنها فى الميديا العروبية الناصرية.
وإذا كان العرب يرون أنّ أمريكا هى الداعم الأول لسياسة إسرائيل التوسعية ، فماذا فعلوا لمنع إقامة القواعد الأمريكية فى دول الخليج العربى مثل قاعدة الظهران بالسعودية ؟ وهل تستطيع الجامعة العربية التدخل فى هذا الشأن ؟ مع حقيقة أنّ ميزانيتها تُموّل من هذه الدول ؟ وفى هذا السياق ذكروزيرالخارجية القطرية الشيخ حمد بن جاسم أنّ ((على دول الخليج ألاّ تخجل من الاحتماء بالولايات المتحدة الأمريكية. ولاتخجل لوجود القوات العسكرية الأمريكية فى المنطقة))(أهرام 12يناير2004ص 8) وفى نفس العدد كتب أ. سلامه أحمد سلامه ((قال سيف الإسلام القذافى أنّ بريطانيا وافقت على تدريب الجيش الليبى فى إطارصفقة تاريخية. ولم يُمانع سيف الإسلام فى منح قواعد عسكرية لقوات بريطانية وأمريكية قائلا " إننا نتخلى عن أسلحتنا ومن ثم فنحن نحتاج إلى مظلة دولية لحمايتنا". وقال إنه أقام علاقات وثيقة مع المخابرات الأمريكية والبريطانية. وتساءل أ. سلامه ((المظلة الدولية (الأمريكية) لحماية ليبيا ستكون ضد من ؟)) وفى حالة النزاع بين دولتين عربيتين (مثل النزاع بين الجزائروالمغرب وبين العراق والكويت التى تُطالب بتعويضات عن الغزوالعراقى ، والنزاع بين سوريا والعراق بسبب دعم سوريا للبعثيين الصداميين الذين يقتلون الشعب العراقى) فى هذه النماذج (وغيرها كثير) أكبر دليل على أكذوبة (الوحدة العربية) ، (الوطن العربى الواحد) إلى آخرشعارات العروبيين الناصريين . وأنّ الشعارات شىء والواقع شىء آخر مختلف تمامًا . ولعلّ المذابح التى ارتكبتها الميليشيات العربية (الجنجويد) المدعومة من النظام السودانى ضد شعب دارفور، أنْ تكون خيرمثال على التعصب العرقى الذى تسبب فى مقتل أكثرمن 300 ألف مواطن دارفورى ، لمجرد أنه يتمسك بدياناته وبلغته وبثقافته الإفريقية وبحقه فى موارده الطبيعية. وبضرورة إقامة نظام علمانى يكون أساس الانتماء فيه للوطن وليس للدين ، وإذا كان أهالى دارفورأفارقة وغيرمسلمين ، فلماذا الصمت التام أمام مأساة الشعب الأحوازى المسلم الذى يخضع للاحتلال الإيرانى منذ عام 1925 ؟ ويرفض النظام الإيرانى الاعتراف بحقهم فى استخدام لغتهم العربية. ومعاقبة كل من يتحدث بها فى الشارع . وتفرض عليهم اللغة الفارسية بالإكراه. وبمراعاة أنّ هذا الموقف القمعى من نظام آيات الله ،هو ذات الموقف الذى نفذه نظام الامبراطوررضا شاه بهلوى . والشعب الأحوازى عدده 8 مليون إنسان (عرب سنة) ليس لهم حق الترشيح لرئاسة الجمهورية. أوحتى أبسط حقوق المواطنة. وقامت حكومة الآيات باحتلال أراضيهم والاستيطان بها ، وذلك بزرع كتل سكانية فارسية شيعية للسيطرة على ثرواتهم الطبيعية . بالضبط كما تفعل إسرائيل فى فلسطين. فلماذا سكت الإعلام العروبى الناصرى عن مأساة الشعب الأحوازى (العربى المسلم السنى) ؟ ولماذا الصمت المريب إزاء دورسوريا التى تتولى تسليم المناضلين الأحوازيين للحرس الإيرانى لمواجهة أحكام الإعدام أو الاعتقال ؟ (لمزيد من التفاصيل : أنظرالخطرالإيرانى : وهم أم حقيقة؟ إعداد الشاعرالفلسطينى د. أحمد أبومطر- شركة الأمل للطباعة عام 2010 أكثرمن صفحة)
والنظام السورى الذى يرفع شعر(فلسطين حرة) ماذا كان موقفه من الفلسطينيين الهاربين من جحيم العراق ولجأوا إلى الحدود السورية ؟ فتحتْ سوريا حدودها ودخل 90 لاجىء فلسطينى فقط ثم أقفلت الحدود نهائيًا وبقى المئات عالقين على الحدود السورية العراقية . وكان تعليق د. أحمد أبو مطر((لقد استغل النظام السورى معاناتهم لبعض الوقت عبرتصريحات فلسطينية مُجاملة ، ثم عاد لدوره المعروف عنه)) (إيلاف 16يوليو2006) وهل الأساطير العروبية هى السبب فى فقدان الذاكرة لدى شعوب المنطقة عما فعله نظام حافظ الأسد ، وما فعله النظام الأردنى ضد الفلسطينيين (مذبحة توت / سبتمبر) الشهيرة ب مذبحة (أيلول الأسود) فى الإعلام العروبى . ورغم أنّ الشاعرالفلسطينى محمود درويش كانت قصائده الأولى مشبعة بالانفعال والأسلوب الخطابى ، مثل قوله فى قصيدته الشهيرة (بطاقة هوية) التى قال فيها ((سجل برأس الصفحة الأولى / أنا لا أكره الناس / ولا أسطوعلى أحد / ولكنى اذا ماجعتُ / آكل لحم مغتصبى)) فإنه عندما أعاد النظرفى الواقع المأساوى للشعب الفلسطينى كتب فى قصيدة (أحمد الزعتر) : أحمد العربى يصعد كى يرى حيفا ويقفز/ أحمد الآن الرهينة/ تركتْ شوارعها المدينة / وأتت إليه لتقتلــه / ومن الخليج إلى المحيط ، من المحيط إلى الخليج / كانوا يُعدون الجنازة / وانتخاب المقصلة)) وقرب نهاية القصيدة يصيغ الواقع شعرًا فكتب ((موتٌ أمام الحلم ، أوحلم يموت على الشعار)) وفى قصيدة (جدارية) كتب ((باطل ، باطل ، باطل / كل شىء على البسيطة زائل .. لاجديد إذن / والزمن / كان أمس / سُدى فى سُدى .. لاشىء يبقى على حاله / للولادة وقت / وللموت وقت / وللصمت وقت / وللحرب وقت / وللصلح وقت)) وعندما تخلص محمود درويش تمامًا من اللغة الخطابية الحماسية كتب فى دواوينه الأخيرة الصادرة عن دارالريس للنشر2005 شعرًا يتسم بالأبعاد الإنسانية والفلسفية ، منها ((كنتُ أحسب أنّ المكان يُعرف / بالأمهات ورائحة المريمية / لا أحد / قال لى أنّ هذا المكان يُسمى بلادًا / وأنّ وراء البلاد حدودًا ، وأنّ وراء الحدود مكانًا يُسمى شتاتًا ومنفى / لنا . لم أكن بعد فى حاجة للهوية... والهوية ؟ قلتُ / فقال دفاع عن الذات / إنّ الهوية بنتُ الولادة ، ولكنها / فى النهاية إبداع صاحبها ، لا وراثة ماضِ . أنا المتعدد / فى داخلى خارجى المتجدد / يُحبُ بلادًا ، ويرحل عنها / يُحب الرحيل إلى أى شىء / ففى السفرالحربين الثقافات / قد يجد الباحثون عن الجوهرالبشرى مقاعد كافة للجميع)) .
*****
إذا كان الإعلام العروبى الناصرى ضلل الشعب الفلسطينى (وفق الأمثلة المذكورة بعاليه وهى ليست على سبيل الحصربالطبع) وأوهمه بأسطورة أنّ العرب معه فى سبيل تحريرأراضيه وقيام الدولة الفلسطينية إلخ ، فى حين أنّ الواقع عكس ذلك تمامًا ، وأنّ إلقاء إسرائيل فى البحرأو عودة الإسرائيليين إلى أوروبا كما ينادى أحمدى نجاد هى من الخراريف الجديدة التى يُصدقها من يعيشون على الأوهام ويرفضون الواقع الذى يؤكد أنّ إسرائيل أصبحت دولة لايمكن تجاهلها بين دول العالم ، وأنها تتمادى فى طغيانها ضد الشعب الفلسطينى ، استنادًا إلى القوة وليس إلى الشعارات ، فهل يمتلك الشعب الفلسطينى القدرة على إعادة النظرفى الدول المتاجرة بمأساته ، وفى المنظمات الفلسطينية المستفيدة من هذه المأساة ويتمنون استمرارها إلى الأبد ، حتى ينعموا بكراسى السلطة وبالمنح والمساعدات القادمة من الأنظمة العربية ومن الإتحاد الأوروبى ، ولا يشغل تفكيرهم هذا السؤال : إلى متى يظل الشعب الفسطينى يعيش على الاعانات الخارجية ؟
*****



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد البوعزيزى : الإبداع على أجنحة الحرية
- نجران تحت الصفر للكاتب الفلسطينى يحيى يخلف
- المبدعة الليبنانية هدى بركات وجدل العلاقة بين الحياة والموت
- عمارة يعقوبيان : الإبداع بين الأحادية والجدل الدرامى
- اللغة القبطية بين لغة العلم والأيديولوجيا السياسية والعواطف ...
- المبدعة البنانية رشا الأمير وروايتها البدية ( يوم الدين )
- الإيمان بحق الاختلاف هو الحل
- تحالف الديكتاتورية مع العداء للخصوصية الثقافية للشعوب
- أولاد حارتنا بين الكهنوت الدينى والإبداع
- أبو حصيرة : من الضرح إلى المستوطنة
- نبوءات الليبراليين المصريين حول المخطط الصهيونى
- رد على القراء بشأن مقالى عن هيباتيا
- اغتيال الفيلسوفة المصرية هيباتيا والعداء للمعرفة
- استشهاد فرج فوده والدروس المستفادة
- أجيال جديدة ومرجعية قديمة
- علمنة مؤسسات الدولة والسلام الاجتماعى والانتماء الوطنى
- الإسلام السياسى للمستشار العشماوى
- القومية المصرية تُغطيها قشرة رقيقة
- شخصيات فى حياتى : بورتريه للأستاذ أديب
- شخصيات فى حياتى - بورتريه للست أم نعناعة


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الفلسطينيون بين العرب والإسرائيليين