أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سلطان الرفاعي - لماذا اعتقلوني مع انني كنت اصلي؟؟














المزيد.....

لماذا اعتقلوني مع انني كنت اصلي؟؟


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1047 - 2004 / 12 / 14 - 08:16
المحور: حقوق الانسان
    


كانت جدتي رحمها الله تطلب منا كل مساء ،وقبل ان ننام ان نصلي لرئيسنا حافظ الاسد رحمة الله عليه ايضا،وكما كل شيء في هذه الدنيا عادة،بما فيها الصلاة،فقد كنت اطلب ايضا من اولادي ان يصلوا لرئيسنا بشار الاسد،ليحميه الله،ويسدد خطاه،ويهديه الى افضل الطرق لقيادة هذا الشعب،ورفع اسم سوريا عاليا.

المشكلة انهم بعد كل هذه الصلوات القديمة ايام جدتي ،والمعاصرةايامي. اعتقلوني،واودعوني الزنزانة، وحيدا ولمدة شهر تقريبا.
ولكن لا استطيع ان اتجاهل المعاملة الانسانية والحضارية ،التي عاملوني بها،وهذا حقهم علي ان اذكرها،ولكن لماذا كل هذا الوقت؟؟؟؟؟

هل كان خطأي في كثرة الصلوات?.حيث ان الله قد مل مني ومن دعائي،فقرر عدم نقل صلواتي الى من يهمه الأمر،أو ان اولادي الملاعين ،لم يكونوا يصلوا من قلوبهم كما كنت افعل انا،وبما ان صلوات الاطفال هي المستجابة اكثر من صلوات الكبار،فهي لم تصل الى حيث يجب.

لم انتمٍ الى حزب سياسي في حياتي،لم ادخل حلبة صراع على اي نوع من انواع السلطة،حملت اسم سورية على صدري عشر سنوات،عندما كنت لاعبا في المنتخب الوطني،احببت وطني،التراب،الماء،الشجر،البشر،الارصفة،الحفر.

ويوما ما،ولعله السبب،اردت ان انتمي الى الجنس البشري،نعم قررت ان انتمي الى هذا الحزب العظيم،قررت بعد الانتماء الى الجنس البشري،ان امارس،هكذا ظننت،ان امارس حقي الطبيعي ككائن له عقل ،ويريد ان يستخدمه،ويعبر عما يجول في خاطره،غريب ما حدث،فقد كنت اسمع ان هناك شيء اسمه الحقوق السياسية للانسان،وانا اردت ممارستها ليس اكثر ولا اقل،ولكن فهمت فيما بعد،ان هذا التعبير يعني فقط من يريد ان يترشح للانتخابات من الكائنات التي تنتمي الى حزب البعث،وكائنات الجبهة الوطنية التقدمية. ككائن لا انتمي الى هاتين المنظومتين لا يحق لي ان امارس حقوقي السياسية على راحتي.وعادت بي الذاكرة الى ايام جدتي رحمها الله،كيف كانت الامور على ما هي عليه الآن ،فحق الترشيح والنجاح واستلام المناصب،كان من نصيب بعض العائلات المعروفة لاغير،اذا اخذت قراري النهائي ،بعدم ممارسة حقوقي السياسية ،سأتركها لمن يريدها،لا اريد ان امارسها،ساكتفي بممارسة حقوقي المدنية،ولكن علي السؤال قبلا،فقد يكون هناك كائنات تحتكرها ايضا.

سأشرح في البداية مفهومي للحقوق المدنية،حيث انها تلك الحقوق التي لا تتعارض مع حقوق الكائنات السابقة اولا،وثانيا هي تلك الحقوق التي تسمح لما بقي من الكائنات،ومن بينهم انا طبعا،لانه لم يعد لي مكان انتسب اليه،المهم هذه الحقوق تسمح لبقية الكائنات،وتعطيها الحرية التي تساعدها على التغيير في بناء المجتمع وتطويره ،من كافة المناحي،ثقافية،اقتصادية،اجتماعية،وطبعا كل ذلك بعيدا عن نطاق الاحزاب السياسية ومؤسسات الحكم التشريعية والتنفيذية والقضائية.

ولكن كيف امارس حقوقي هذه،واستعمل عقلي،واعبر عن افكاري،الصحف،والمجلات،والتلفزيون والراديوا،كلها ملك للكائنات الاخرى،ولا يسمحون لي ولا لغيري بالتعدي على املاكهم،وهذا حقهم،فلو كنت املك قطعة ارض،او ورثت بستان ما من جدتي رحمها الله،فلن اسمح لأحد ان يدخل اليه لأنه اصبح ملكي.

اعرف انه من الخطأ الفصل بين الحقوق المدنية والسياسية ،الا ان ممارسة الحقوق المدنية في هذه المرحلة ،يمكن ان تتيح لمن تبقى من الكائنات،فرض تنظيم انفسهم داخل جمعيات او تجمعات اجتماعية اقتصادية ثقافية ،كما تمنحهم امكانيات الحركة لإحداث تغييرات في حياتهم من خارج الاحزاب السياسية ممكن ان تتغلغل في كل نواحي الحياة الخاصة والعامة والاجتماعية والاقتصادية والثقافية،ويمكنها -رغم كل القيود- ان تعلب دورها السياسي وتقلل من احتكار السلطة بواسطة تلك الكائنات ما غيرها.

كيف سنمارس هذه الحقوق؟الاكيد بل الحتمي انه لا يمكن ممارسة هذه الحقوق دون ان نملك ارادة قوية واعية بهذه الحقوق والمسؤوليات ،وقادرة على تحقيقها من خلال تحركنا الفردي والجماعي داخل هذه التجمعات المنشودة.وستكون لنا ميزة كبيرة،هي انشغالنا بهذه الحقوق فقط،وابتعادنا عن التفكير بالسلطة وصراعاتها،مما يتيح لنا صفاء الفكر،وحسن العمل،والذي سيقودنا الى ما نصبو اليه من احداث تغيير ايجابي،يخدم المجتمع والوطن.
للحديث بقية



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملخص كتاب--2 كان الخليفة يعبد الله وينهب عباد الله
- ملخص كتاب--1 المرأة الحجاب الفقيه
- ردود القمع---واشياء أخرى
- لقمع-----2
- رسالة ابنتي في المعتقل---لم تصل
- --القمع-----1
- في ضيافة الامن السياسي---3
- في ضيافة الامن السياسي----2
- في ضيافة الامن السياسي
- المسار الليبرالي--مبدأ المنفعة العام--الثقافة العقلية--المرض ...
- المسار الليبرالي----مبدأ المنفعة العام------المصلحة
- حوار مع صديقي البعثي
- شبلي الشميل---رأي في الاشتراكية
- المرأة المسحوقة لا ترفع رأسها
- شبلي الشميل --اراء قاسية في الشعر والادب العربي
- الحق الطبيعي --الذي سلبته مننا الحكومة والامن
- التجمع الليبرالي موجود ---شكرا سيد فراس سعد
- مجرد اقتراح---من يتبنى سوريا
- المسار الليبرالي---نظرية العدالة--جون رولس
- المسار الليبرالي----------------العقلانية


المزيد.....




- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سلطان الرفاعي - لماذا اعتقلوني مع انني كنت اصلي؟؟