أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم هداد - كمال السيد، رائداً في التلحين، ووطنياً في الموقف














المزيد.....

كمال السيد، رائداً في التلحين، ووطنياً في الموقف


عبدالكريم هداد
(Abdulkarim Hadad)


الحوار المتمدن-العدد: 3525 - 2011 / 10 / 24 - 01:12
المحور: الادب والفن
    


لقد كان الفنان الملحن المبدع الكبير كمال السيد، أحد المجددين في الأغنية العراقية الحديثة، فهو إضافة الى الملحنين الكبار كوكب حمزة وطالب القره غولي، قد ساهم في تكوين أغنية عراقية حديثة الطراز ممتلكة لكل المقومات الفنية موسيقياً، نحو خلق انسجام كامل ما بين الجملة الشعرية والجملة اللحنية، كي تفيضان بالروحية العراقية والملامح الفنية الخاصة والمميزة لغناء العراق.
أبدع الفنان الراحل كمال السيد الكثير من الأغاني العراقية الجميلة، والبعيدة عن تقليد الأغنية المصرية في روحية اللحن أو ترتيبه وإيقاعه العام، أو تلك الغارقة في ريفيتها العراقية الرتيبة . فقد نهل فناننا الكبير كمال السيد من التراث الغنائي العراقي، وذلك لكونه ابن الجنوب العراقي الزاخر والواسع الثراء بأنواع الغناء الريفي والشعر الشعبي العراقي، فهو القادم من الناصرية محملاً بكل ما يسنده نحو تكوين أغنية عراقية، لها شكلها الخاص الذي يدل عليها ويميزها عن جميع الأغاني في الأقطار العربية الأخرى. فكانت أغنية "المگيّر" من أغانيه الأولى في مسيرته الفنية، وكذلك من الأغاني الأولى في خلق نهوض الأغنية العراقية المحددة الملامح والمركبة من الصورة الشعرية الغنائية العراقية الجديدة والجملة الموسيقية اللحنية الفياضة بالروح العراقية الواضحة في ملامحها الخاصة، إضافة الى الصوت الذي يحمل شيئاً من قوة ونبرة الشخصية العراقية، حيث أخرج الملحن كمال السيد، المطرب "ياس خضر" في أغنية "المگير" من قالب الغناء الريفي الفطري والرتيب، كأداء شعبي اعتادته إذن المستمع، الى أداء فني جديد وحديث ممتلئ بتفاصيل تراكيب أنغام جملها العراقية والفياضة بروحية موسيقاها الخاصة، التي تشير الى خارطة بيئتها الوطنية.
وبالفعل كان الملحن كمال السيد مبدعاً، حين استلهم الكثير من التراث العراقي في أغانيه، فها هي أغنية "كون السلف ينشال" التي غناها المطرب "حسين نعمة" بجملتها الموسيقية الشعبية، ظلت راسخة في ذاكرة المستمع والمتابع للأغنية العراقية، وللفنان السيد الكثير من الأغنيات المهمة خلال فترة سبعينيات قرن العشرين، صاغها عبر اصوات غنائية مهمة في الحركة الفنية الغنائية العراقية، ومنهم الفنان سامي كمال، قحطان العطار، حمدان الساحر، سعدي الحلي، أنوار عبدالوهاب، حسين نعمة، ياس خضر، عارف محسن، فلاح صبار، وآخرون كثر. وأيّ من المتابعين للأغنية العراقية، لا يذكر أغنية "رايح يا رايح وين..؟" بصوت الفنان سامي كمال، والتي أخذت موقعها كأحسن أغنية عام 1975.، أو أغنية "يا هيل" بصوت الفنان حمدان الساحر، وأغنية "سلمت وأنت مارديت السلام" بصوت الفنان قحطان العطار، وغيرها من الأغاني، التي تشترك بذلك النسق الجميل من الجملة الموسيقية ذات الطرب الرشيق في تناسق لا يخلو أحياناً من السلاسة الملامسة للرقص، كما في أغنية "ترافة وليل" أو أغنية "إجه المطر وإنت بلا حبيبة".
والملحن كمال السيد، لم يكن استلهامه للتراث نزوة جمالية داخل إطار الأغنية الملحنة لديه، بل هو نابع من التصاق هذا الفنان الكبير مع قضايا الشعب وهمومه ومطامحه، لذا كان قريباً جداً من اليسار العراقي الذي كان يمثل الصوت المعبر عن حقوق وأحلام جماهير غفيرة من الفقراء والطامحين لحياة أفضل، وحينما تسلط الأرهاب على العراق، ابان حكم "حزب العفالقة" اختار أن يكون من الأوائل في الهجرة مع خيرة المبدعين العراقيين الى أصقاع المنافي، أواخر سبعينيات القرن الماضي، ليكون الموقف من النظام لديه أثمن من أضواء مهرجانات السلطة وأكياس الذهب وامتيازات وظيفية وإدارية، وهو الذي عاش في سنوات ترحاله الأولى في عوز، الى حد أنه كان بائعاً على رصيف سوق "الحرامية" في دمشق، لكنه ظل ضمن يوميات حياته وفياً ومتواصلاً مع أغنية حلمه الكبير، فأبدع في لحن قصيدة الشاعر الكبير مظفر النواب "عشاير سعود". وفي دمشق أيضاً، عند الثمانينيات، قام بتأسيس فرقة طلائع 14 تموز للأطفال، ليفيض بمجهوداته الفنية وطاقته الموسيقية العالية والمثابرة مجموعة من أغاني الصغار متلونة في حب الوطن، حيث غرس في أولئك البراعم ألوانَ قزح العراق، فيا ترى أولئك الأطفال الذين كبروا اليوم، وأصبحوا شباباً اليوم.... هل يذكرون الآن أغاني "عمو كمال" تلك....؟، أم انهم قد نسوا أن يغنوها في ساحات الوطن، الذي تشكلت ظلال ألوانه عبيراً لأغاني عذبة ومعبرة عن حلم اسمه وطن.
ويكفي الملحن الكبير الراحل كمال السيد، أنه لم يتقاعس فنياً، كان نشطاً، فلحن في آخر مشواره، تتويجاً لمسيرته الفنية في صناعة الألحان، وتعبيراً عن إصراره على موقف إنساني وطني، وإبداعي متلازمين تجاه وطنه العراق، بكبرياء عشقه الجميل – حتى أطلقه اسماً على أحد أبنائه – فلحن أغنية "كل سنة وانت طيّب" التي انطلقت على أجنحة رخامة ودفء صوت عراقي أصيل حمل كل الحنين العراقي وكبريائه، ألا وهو صوت الفنان المبدع والقدير بفنيته الصوتية الجميلة "الفنان قحطان العطار". فكانت بحق أغنية المنفى العراقي الرائدة في تكوينها الفني وولادتها ومضمونها المتشكل عن رؤية جديدة في زمن منفى الموقف، الذي بقي يحمل رفات هذا الفنان حيث كوبنهاكن عاصمة الدنمارك...
فكم كنت عراقياً يا كمال السيد، وتلك البساطة في حياتك دوماً...!
سأردد أغانيك، حين ينسى البعض، ذكر اسمك ..!



#عبدالكريم_هداد (هاشتاغ)       Abdulkarim_Hadad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يُومَكْ حِلُو عاشَرَكْ..!
- أغنيات صنعتْ طاغية..!!
- حوارات مازن لطيف، أسئلة لتنقية ثقافة عراقية أصابها الوهن!
- هو لا يشبه أحداً
- محي الإشيقر، إحترافية خاصة في سبر عوالم شخوص حية.
- الحوار خطى نحو التمدن
- هل حقا - ضيع كوكب حمزة نفسه.. - ؟!
- أين حصة العراقي..؟
- سياسي عراقي
- قراءة في ديوان - حيث لا ينبت النخيل- *
- كوميديا أم سخافة عراقية ؟!
- المحيبس، ومجلس النواب العراقي
- من صنع هذا الأعلان ...؟؟
- يا بيت الشهيد
- انْهَضُوا، لَقَدْ تَأخَّرْتُم ...!
- أوباما العراقي
- خُطَى حَرِيق ِ وَطَنْ(من مود حتى بريمر)
- شرطي و- هْدُومَه سُودَّة -
- لماذا إتحاد برلمانييون عراقييون!!
- لتسواهن في عيدها المجهول


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم هداد - كمال السيد، رائداً في التلحين، ووطنياً في الموقف