أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - من عالم إلى أخر 10/ 7














المزيد.....

من عالم إلى أخر 10/ 7


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3524 - 2011 / 10 / 23 - 16:37
المحور: سيرة ذاتية
    


( تعودت أن أفكر بأنني لا أستطيع أن أستمر
والحياة لم تكن أكثرمن اُغنية مرعبة
ولكنني الأن عرفت معنى الحب الحقيقى
أنا أتكئ على أذرع سرمدية)*

لم يأت إختياري(لبطل) من أبطال قصص تشيخوف نموذجا لأحذو حذوه من فراغ، ولم يكن قرارا ساذجا، أو مبنيا على خيال شاب لا يمت بأية صلة لأرض الواقع، وبالعكس من كل ذلك، لقد نبع من أرض موبوءة بكل ما هو عليل و سقيم، ومن رحم مجتمع يترنح كبندول يحمل سيوفا وسكاكين ويرش سموما ليقطع الرؤوس ويلوث الأفكار ويوزع العذابات بكل الأتجاهات أثناء حركته الأزلية: يمين... يسار...يمين ....يسار...يمين...من أرض لم أرى فيها شيئا جميلا لأتعلق به إلا بين دفتي بعض الكتب.
كان ظروف نشأتي، بحجم مراراتها وقسوتها وحرمانها وألامها، تشبه ظروف نشأة تشيخوف شخصيا عندما مربنفس المراحل من العمر، حيث وصلت الحرمان لديه لدرجة يعترف (تشيخوف) في رسالة كتبها إلى أخيه بأنه: لم ينعم بأي طفولة في طفولته. ولكن السماء الداكن التي كان الناس يعيشون تحتها في زمن تشيخوف مضاءة ببريق مصابيح لامعة نبعت من الأرض التي يقفون عليها وصعدت إلى متن السماء لهذا نجده يقول: لقد أردت فحسب أن أقول للناس بصدق وصراحة : انظروا إلى أنفسكم ، انظروا كيف تحيون حياة سيئة مملة فأهم شيء أن يفهم الناس ذلك ، عندما يفهمون سيشيدون حتما ً حياة أخرى أفضل …. وستكون حياة مختلفة تماما ً، لا تشبه هذه الحياة .
وبعكسه كنت أشعر بأنني أعيش في فضاء فارغ من الهواء النقي تماما ، والظلام تحيط بي من كل جانب، وفوق أرض صبخة لا تنمو فيها إلا الأشواك، ولا حياة لمن تنادي. كنت أشعر بأن والدي قد أدرك هذه الحقائق المرة أو أكثر، ولكن في وقت متأخر. أعظم هدية أهداني والدي هي: مساعدتي، بطريقة أو بأُخرى، بأن أعى، وفي وقت مبكر، في أية غابة أعيش أنا، حيث يرقص ساكنوها، كل بطريقته، على صدى أنغام نشازة تأتيهم من بعيد، أو من أزمان غابرة ويقدمون التضحياة من أجل أوهام يقدسونها. بهذا إختصر على الطريق والجهد، وأن لا أحتاج أن أُكرر ما فعله تشيخوف من أجل أن يجرى دم إنسان حقيقى في عروقه بدلا من دم العبيد، وأن أستوعب جيدا ماذا يعني تشيخوف عندما يقول:(إن ما يحتاجه الأنسان هو العمل ليل نهار، والقراءة الدؤوبة، والدراسة والسيطرة على الأرادة. فكل ساعة من الحياة ثمينة.) وهذا ما فعلت بدورى وفعلت كل ماكان باستطاعتي أن أفعله لأخدم الأخرين، بدون تمييز، وبصمت وبدون كلام، لأنني كنت مدركا بأنني أعيش في وسط تزدهر فيه النميمة والوشاية. ولكنني تكلمت، عندما كان الأخرون خائفون أو هاربون، وحيث يستوجب الكلام ولتبقى الشمعة مضيئة، وواجهت المخاطر والتهديدات المباشرة من دون خوف أو تردد، كان يحميني الدرع (فلق بلق) الذى نسجته بنفسي ولنفسي من خيوط مغزولة من ثلاثة عناصر كما أسلفت سابقا: الألم والخوف والهزل. لقد إستخرجت العنصرين الأولين من منجم معتم وحصلت على العنصر الثالث(الهزل) من تصرفات حمارنا العنيد المضحكة أثناء عبورنا للزاب الأسفل(النهرالذي يُغذى بحيرة دوكان) قرب قرية (كوب ته بة) خلال الرحلة التي بدأناها في نفس اليوم(يوم من أيام حزيران 1963) من (جم ريزان). عندما كانت قافلتنا تمر بالقرب من قرية (عسكر) كانت طائرة عسكرية، تلمع ككتلة من الفضة تتحرك في السماء الزرقاء، ترمى القرية، التي كانت بيوتها من طين، برشاشاتها الثقيلة بصورة عشوائية....
في الحلقة القادمة سأروى كيف كان الحمار يتصرف أثناء عبورنا للنهر، وكيف كنت أستعمل الدرع (فلق بلق) لحمايتي عند الضرورة
.
*مقطع من أغنية: أعتقد أن بإمكاني أن أطير:
http://www.youtube.com/watch?v=hKCbkFlJt_E





#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من عالم إلى أخر10/6
- من عالم إلى أخر 106
- كانت لمزاياهم نكهة خاصة بهم1/2
- من عالم إلى أخر 10/5
- من عالم إلى أخر 10/4
- كانت لمزاياهم نَكْهة خاصة بهم 11
- من عالم إلى أخر 10/3
- من عا لم ألى أخر 10/2
- كانت لمزاياهم نَكْهة خاصة بهم 1
- من عالم إلى أخر 10/1
- من عالم إلى أخر 10
- من عالم إلى أخر 9/5
- من عالم إلى أخر9 /4
- من عالم إاى أخر 9/3
- من عالم إلى إخر 9/2
- من عالم إلى أخر 9/1
- من عالم إلى أخر9
- من عالم إلى أخر 8
- كان لدينا من أمثالهم أيضا!
- من عالم إلى أخر 7


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - من عالم إلى أخر 10/ 7