أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد نبيل الشيمي - تراجيديا الطغاة














المزيد.....

تراجيديا الطغاة


محمد نبيل الشيمي

الحوار المتمدن-العدد: 3524 - 2011 / 10 / 23 - 16:36
المحور: حقوق الانسان
    


يقول المفكر عبد الرحمن الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد "الطاغية يتحكم في شئون الناس بإرادته لا بإرادتهم ويحاكمهم بهواه لا بشريعتهم ويعلم من نفسه أنه الغاصب والمعتدي فيضع كعب رجليه في أفواه ملايين الناس لسدها عن النطق بالحق والتداعي لمطالبته" .
... هكذا الطاغية .. ولكن أيضاً هكذا تكون النهاية ... الطاغية صنو المستبد وليس ثمة فوارق بين طبيعة الاثنين فكلاهما يدمن القتل والتخريب ويطرب ودم ضحاياه ينزف مجسداً حزناً مكتوماً في قلوب الناس ... الطغاه ينحرون أصول الأوطان الإنسان والمكان والزمان ويحكمون شعوبهم قهراً وظلماً وتغييبا وقتلاً وعاشوا بين جنون السلطة ومجون الغرائز ولم تتحرك ضمائرهم ولو للحظة حتى وهم يشتمون رائحة الموت ويشاهدون لون الدم ألهوا أنفسهم فهم أولياء النعم وأصحاب المعالي والسمو وهم من يمنح ومن يمنع .. ومنهم من يعطي صكوك الوطنية .... ويخلع صفة الخيانة حسب هواه ... الطغاه لا يسألون عما يفعلون .. في نظر أنفسهم هم معصومون وكما يقول عبد الرحمن الكواكبي " ما من مستبد سياسي إلا ويتخذ له صفة قدسية يشارك بها الله أو تعطيه مقاماً ذا علاقة بالله ".
... تعالوا على شعوبهم وترفعوا ... وسلبوا ونهبوا ... وفشلوا في الوقت نفسه على أن يقيموا دولة وطنية ترسي سيادة القانون وتحكم علي اساس قيم العدل والمساواة فالطغيان لا يسير في خط واحد مع البناء والتقدم والتنمية فالخطان متنافران .. الطغاه يشرعون الموت عندما تصطدم أحلامهم وأمانيهم مع مطالب شعوبهم في الحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية ... الطغاه لا يأبهون بالحقوق المشروعة لمواطنيهم ولا سلطة للقانون عليهم فهم من يشرع ومن ينفذ ومن يستثني وقد ربط الفيلسوف الإنجليزي جون لوك في كتابه الحكم المدني بين الطغيان وانتهاك القوانين فيقول "يبدأ الطغيان عندما تنتهي سلطة القانون ... أي عند انتهاك القانون وإلحاق الأذى بالآخرين " والطغاه في كل الأحوال فاسدون مفسدون منحرفون عن الطريق وتنعكس نتائج الفساد على كافة حقوق المواطنين من مدينة سياسية واقتصادية وثقافية وبيئية حيث لا مساءلة ولا عقاب للطاغية المفسد وأعوانه حتى مع إثبات أن الطاغية ينتهك المصلحة العامة من أجل نفع خاص .. وقراءة في أحداث الربيع العربي .. هناك رئيس هرب ... وآخر في انتظار محاكمته ... والثالث قتل ... الثلاثة طغاه نهجوا الاستبداد والظلم والحكم من خلال نظام أمني دمر إرادة المواطنين ويذر الريبة والحقد فيما بينهم وجعل منهم قطيعا عاجزاً شاع فيه الذل والهوان وتعود حياة الخنوع وعمل الطغاه على إقصاء كل ذي عقل راجح واستئصال كل من حاول ولو إبداء رأي يخالف آرائهم أو يحارب ظلمهم وهكذا تم تفريغ المجتمع من الصالحين لقيادته لصالح مجموعة المنافقين المداهنين وعمل الطغاه على تجنيد كل وسائل الاتصال بشعوبهم للدعاية لهم وحجب كل ما يؤدي إلى التثوير والتنوير ... فضلاً عن إفساد العملية التعليمية والخطاب الديني ...
كانو عاجزين تماماً عن قراءة المشهد وعميت ضمائرهم عن رؤية الحقيقة وإدراك الخلل وأنه لم يعد هناك لدى الشعوب صبراً على استمرار القمع والتنكيل والترويع والقتل ... ولم يقرأو التاريخ جيدا كي يدركوا أن المجتمعات ستظل حية قابلة للاستمرار ... أما الحكام فيأتون ويذهبون ويتساقطون كما أوراق الخريف ... وهكذا كان الطغاه ذهبوا وانتصرت الحقيقة التي لم يقو عليها الباطل والظلم مهما عتيا وتجبرا وسقطوا سقوطاً مدوياً ... لتنتهي حقبة سوداء من تاريخ شعوبهم وبداية لعهد جديد يقوم على الديموقراطية والحكم الرشيد ... سقط الطغاه بعد أن تجمدت وتعطلت عقولهم التي كانت تلبس الباطل ثوب الحق ... ولكن في النهاية وبعد معركة طويلة زهق الباطل .. وانتصرت إرادة الإنسان العربي .... هكذا الطغاه .... وهكذا النهاية يقول نزار قباني في قصيدته السيرة الذاتية لسياف عربي .. وهي ترجمة لسلوك كل طاغية سقط ... وكل طاغية على أبواب السقوط
أيها الناس
أنا مهديكم ، فانتظروني ودمي ينبض في قلب الدوالي فاشربوني
أوقفوا كل الأناشيد التي ينشدها الأطفال في حب الوطن
فأنا صرت وطنه
إنني الواحد ، والخالد ما بين جميع الكائنات ، وأنا المخزون في ذاكرة التفاح والناي وزرق الأغنيات .
إرفعوا فوق الميادين تصاويري وغطوني بغيم الكلمات
واخطبو لي أصغر الزوجات سناً فأنا لست أشيخ
جسدي ليس يشيخ
وسجوني لا تشيخ
وجهاز القمع في مملكتي ليس يشيخ .
أيها الناس : أنا الحجاج أن أنزع قناعي تعرفوني وأنا جنكيز خان جئتكم بحرابي .. وكلابي ... سوجوني .... لا تضيقوا أيها الناس ببطشي
فأنا أقتل كي لا تقتلوني وأنا أشنق كي لا تشنقوني
وأنا ادفنكم في ذلك القبر الجماعي لكيلا تدفنوني .



#محمد_نبيل_الشيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة الوعى العربي
- دولة جنوب السودان مستقبل محفوف بالمخاطر
- الثورة النبيلة ...تقييم واستشراف المستقبل.5/5
- الثورة النبيلة 4/5 العلاقات المصرية الأفريقية في عهد مبارك
- الثورة النبيلة 3/5 الأوضاع الاقتصادية في عهد مبارك
- الحزب الوطنى النشأة والسقوط
- الثورة النبيلة النظام والثقافة والخطاب الإعلامي 2/5
- ليبيا الي اين؟
- الثورة النبيلة 1/5
- تونس الخضراء مشهد تاريخي ... ورسالة إلي الطغاه
- قراءة في احداث تونس
- دا سيلفا ... في مصاف االعظماء
- لماذا تخلف العرب؟
- اسرائيل ومياه النيل
- الاكراد وحق تقرير المصير
- جنوب السودان ..جذور المشكلة ..وتداعيات الانفصال
- القوة المتغطرسه .. والمصداقيه المفقودة
- نظرية المؤامرة ومحنة الفكر العربى
- ويكيليكس عربية
- خطاب ديني يغدق تخلفاً


المزيد.....




- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد نبيل الشيمي - تراجيديا الطغاة