أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - ليبيا ودلالات شذوذ التوجه














المزيد.....

ليبيا ودلالات شذوذ التوجه


زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 3524 - 2011 / 10 / 23 - 01:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


علمني التاريخ أن الشعوب عندما تثور على نظام رجعي وديكتاتوري تضع استراتيجية واضحة تتمثل في إسقاط النظام ومحاكمة صاحبه كما حصل في عدة دول، مع التسليم بأن هذه المحاكمات في معظمها جاءت صورية وشكلية، إذ السلطة الجديدة مجرد دمى تخدم مصالح أجندة خارجية. واتضح الآن أن ليبيا ليست طرفا في الربيع العربي بل جزء في مخطط إمبريالي أسقط المعسكر الاشتراكي وعلى رأسه الاتحاد السوفياتي. فالذين يسمون أنفسهم بالثوار في الواقع هم وصمة عار على الثورية ولا صلة لهم بالثورية إلا الإسم. فمقاطع الفيديو والصور التي ظهر فيها الديكتاتور الليبي السابق حيا بينهم وهم يشدون على شعر رأسه ويتسابقون على تعذيبه لا تدل إلا على تشابه الأحداث الدرامية التي حصلت بأفغنستان بعدما اعتقلت حركة طلبان نجيب الله وشنقته، دون محاكمة، ونكلت بجثته. نفس السيناريو يعاد في ليبيا بعد سنين مما يجعلني أعتقد أن اليد الخفية التي عملت على الإطاحة بالسلطة الديمقراطية الأفغانية لصالح الهمجية الطالبانية هي نفسها التي تقف من وراء من يزعمون أنهم ثوار. لا شك أن الرفيق غيفارا قد تقلب في قبره أكثر ما مرة عندما يسمون نفسهم بالثوار.
هناك أسئلة تطرح نفسها بخصوص قتل الديكتاتور الليبي من بينها: ألا يكون المجلس الانتقالي الليبي خاف على نفسه من فضح أسرار أعضائه الذين فروا من السفينة الغارقة، كالجرذان، والالتحقوا ب"الثوار" ليحافظوا على مناصبهم في السلطة؟ فالحكومة المقبلة، إن قدر لها أن تكون، فستتشكل منهم. أم أن "الثوار" نفذوا أوامر الحكومات الغربية (فرنسا، إيطاليا..) خوفا من أن يفضح القذافي رؤسائها وسياسييها؟ فالقذافي ليس ملكا أو قيصرا حتى يعدم بهذه السرعة ومن دون محاكمة عادلة. فلو كان الأمر كذلك لقلنا أنه قرار سياسي أملته الظرفية والخوف من أولياء عهده. لكن وضعية القذافي تختلف حتى عن نظيريه بن علي ومبارك، إذ رسميا ليس له أي منصب في الدولة، رغم سلطته المطلقة.
بخصوص السلطة المطلقة، أكان للقذافي أن يحكم بقبضة من حديد لولا أعوانه ومساعديه وجيوش من المتملقين والانتهازيين والوصوليين؟ إذا كل من كان يشاركه السلطة مسؤول عن معاناة الشعب الليبي، بما فيه أعضاء المجلس الوطني الانتقالي، وبالتالي يجب أن يتحملون مسؤوليتهم أمام التاريخ والشعب.
عدد لا يستهان به من المنتفضين الحاملين للسلاح يعلنون انتماءهم الأصولي ويطمحون إلى بناء دولة تيوقراطية تحت راية الإسلام. أ لا يقول الإسلام بالعفو عند المقدرة؟
إن الثائر لا يطمح للانتقام، بل يسعى لمناهضة الظلم الاجتماعي والاستبداد السياسي. فالثائر مثل الشرطي الذي يلقي القبض على المجرم، حيث لا يكن له لا المحبة ولا العداوة وإنما يطبق عليه القانون بكل حيادية. لأنه إن تعامل معه من منطلق العاطفة فلا فرق بينه وبين المجرم.
للراحل الدكتور شوقي ضيف سلسلة كتب في تاريخ الأدب العربي يتطرق في صفحاتها الأولى إلى جغرافية وتاريخ البلاد التي كان يتطرق لأدبها. وقد تحدث عن ليبيا وعن القبائل العربية التي استوطنتها، في مقدمة السلسلة المخصصة لها، حيث وصف قبيلتا بني سليم وبني هلال بالهمجيتين وأنها اقتصرت على النهب والسلب. والواقع ما قام به من يسمون أنفسهم ثوارا ليجعل المرء يوافق الدكتور شوقي ضيف في وصفه الدقيق هذا، خصوصا بعدما جعلوا من جثة القذافي تحفة للفرجة يتوافد عليها الزوار من جميع أنحاء ليبيا.



#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربيع العربي والآفاق الغامضة
- الربيع العربي في معادلة الشواذ
- الشعب يطالب بالكرامة لا بصدقة
- انتصار الشعب الليبي سيعطي انطلاقة جديدة للربيع العربي
- حرب إعلامية فاشلة
- شعب أمس غير شعب اليوم
- Madamme Font Du Picard
- من ذكرياتي مع الاتحاد السوفياتي
- الفيزازي من السلفية إلى الاشتراكية أو ما دمت في المغرب فلا ت ...
- الدولة ليست فكرة مجردة ولا جهازا فوق المجتمع
- رسالة عاشق
- رسالة الشعب للقصر في يوم احتفاله
- الفيزازي والاحتيال السياسي
- البيعة في المغرب المعاصر تزوير لإرادة الشعب
- ليس العيب في أن نخطأ بل العيب في أن نتمادى في خطئنا
- إنما المنتصر من يفوز بالحرب لا من يربح معركة
- النادل
- لماذا نقاطع الاستفتاء أو يوم الجمعة يوم حاسم أم يوم انطلاقة ...
- الشعبوية
- شفق أم غروب؟


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - ليبيا ودلالات شذوذ التوجه