أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد مهدي - ثوار النيتو .. غرهم في - اميركا - الغرور















المزيد.....

ثوار النيتو .. غرهم في - اميركا - الغرور


وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 3523 - 2011 / 10 / 22 - 20:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المشهد الاول

يوم اطل القذافي في باب العزيزية في خطابه المشهور " زنكه زنكه " واصفاً المتظاهرين ضد نظام حكمه بالجرذان .. اتباع بن لادن والظواهري ..

يومها كان هذا الرجل مثاراً للسخرية حين قال ساقاتل ببندقيتي حتى آخر قطرة دم ..

بعدها ، اوغل القذافي بدماء الليبيين وقتل معارضيه بوحشية حتى وصل ابواب بنغازي وقد فر " مصطفى عبد الجليل " رئيس المجلس الانتقالي الحالي إلى طبرق مرعوباً .. قبل ان تضرب طائرات النيتو قطعات جيش القذافي هناك معلنة بداية مرحلة جديدة من الصراع العسكري في ليبيا ..

المشهد الثاني


تمثل هذا المشهد بفترة المراوحة الطويلة بين ثوار ليبيا وكتائب القذافي على ابواب البريقة التي لم يتمكنوا من دخولها رغم القصف الشديد من طائرات النيتو ، لكن خلال هذه الفترة كان الجبل الغربي في ليبيا يعيد ترتيب اوراق اللعبة وكذلك الصمود الاسطوري لثوار " مصراته " ..

خلال هذا المشهد بدأت المخابرات الغربية بالتوغل في ليبيا تدريجيا وبدأت بدراسة مشهد الصراع بعناية لما يخدم توجهاتها ومصالحها سيئة الصيت ..

بدأت الضربات تتكثف وبدأت قوات العقيد تنهار حتى اضحت في آخر هذه المشهد عاجزة عن امساك زمام المبادرة بالهجوم والاستيلاء على المدن بعدما اصبحت طرق تحريك القوات المسلحة مكشوفة ومعروفة امام قوات النيتو في غرب ليبيا ..


المشهد الثالث

يبدأ هذا المشهد من بداية تراجع قوة جيش القذافي في الغرب وبداية فقدانه للقرى والمدن في الجبل الغربي باتجاه جنوب طرابلس وبداية زحف الثوار من مصراته نحو الغرب باتجاه طرابلس قبل الوصول إلى مدينة زليطن ..
هنا ، استخدمت المخابرات الغربية اسلوبها القديم الذي طالما استخدمته في افغانستان والعراق حين تشعر بانها قريبة من تحقيق الانتصار ، فتلجا إلى تصفية بعض حلفائها الذين لا يخدمون مصالحها الاستراتيجية البعيدة ..
احمد شاه مسعود في افغانستان , محمد باقر الحكيم في العراق ....
عبد الفتاح يونس في ليبيا .....!

بصمة المخابرات الامريكية واضحة جدا في هذه النقلة التي تجري وفق ملابسات غامضة ..

هذا المشهد يمثل بداية تحول ثوار ليبيا الوطنيين إلى " ثوار النيتو " الذين يسيرون ببلادهم إلى حيث لا يعلمون !

المشهد الرابع


هنا يبدا نظام العقيد بالتهاوي , ويبدا الثوار بالدخول إلى طرابلس ..
ويطل علينا لاول مرة الوجه الكلاسيكي للمخابرات الامريكية في ليبيا ...

عبد الحكيم بلحاج .. حليف السي آي ايه السابق في افغاستان اذ بان الحقبة السوفيتية ، يظهر كبطل جديد محررا لطرابلس من قبضة القذافي ..

هذا " المجاهد " السابق ضد السوفييت " الكفرة " يظهر للمرة الثانية في حياته وهو يستعين بالاميركان لمحاربة الكافرين السوفييت وكتائب القذافي ..

اصبح هؤلاء الثوار في مسار تاريخي جديد لم تتضح ملامحه بعد .. وبدأت الشائعات ان القذافي الجبان فر وترك ليبيا هائما على وجهه في الصحراء مع الطوارق ..


المشهد الخامس

القذافي يجر مدميا على مقدمة سيارة ويقتاده آسروه بعنف وهو حياً يمشي على رجليه ..

ثم يظهر مقتولاً بطلق ناري في راسه اطلق عليه " من الخلف " ليرتد راسه إلى الارض ، قبل ان تقلب جثته وتصور كاعلان لنهاية القذافي في العشرين من اكتوبر 2011 .. وهو في بدلته العسكرية وقد رفع احد ثوار النيتو متباهياً مسدس العقيد الذهبي ..!

كذلك ابنه المعتصم بالله ، يظهر حياً مصاباَ ، يدخن السجار وهو يبتسم .. امام آسريه قبل ان تظهر صورته قتيلاً هو الآخر ..


المشهد السادس

اهم نتيجة لهذه التضاربات في التصريحات التي اعلنها ثوار النيتو من ان القذافي وابنه قتلا في عمليات تبادل لاطلاق النار ولم يعدما كما اثبتت المشاهد والصور هي افتضاح دور الاعلام الموجه وعلى راسه قناة الجزيرة التي كانت تتلقى تقرير مراسلها عبد العظيم من سرت الذي اكد على الهواء من ان القذافي اعتقل حياً كما اكد له قادة ميدانيين في المعركة ، فيما يصر الشريط الاحمر " العاجل " الذي تظهره القناة بان القذافي مات اثناء الاشتباك ..!

فالقناة لا تهتم بالمقام الاول بما يردها من معلومات بطريقة مهنية ، انما ما يردها من توجيهات لجهات عليا تتحكم بتوجيه هذا الاعلام ..!

الامر الآخر هو " طمس " حقيقة الجهة المستفيدة من قتل او اخفاء موسى الصدر ، لان القذافي لم يكن المستفيد من تغييب سر الصدر ، هناك فارق كبير بين قتل صدام لمحمد باقر الصدر وقتل القذافي لموسى الصدر ومن الطبيعي انه كان سيذكر ملابسات اخفاء الصدر واي جهة دولية تعامل معها وكيف تمت الصفقة لقتل الصدر ...!

الاهم من هذا كله ، الاستفادة من تجربة محاكمة صدام حسين وما جرته من مشاكل اججت مشاعر الوعي الجمعي العربي والاسلامي حيث اضحى صدام حسين بطلاً تاريخياً بنظر الكثيرين ..

لكن في مقابل هذا ، ثوار النيتو بامتثالهم للاوامر العليا الامريكية باعدام القذافي خسروا الكثير ..

خسروا حين ظهر القذافي مقاتلاً حتى آخر قطرة دم كما وعد بزيه العسكري ، خسروا حين اظهروا وجهاً بربرياً طالما وصفهم به القذافي وتنصلوا منه باعتباره تشويها متعمدا للاساءة اليهم ..

هاهم يحتفلون بجثة الميت ، الاسير المقتول ، متناسين كل القيم " الاسلامية " التي طالما تغنوا بها امام الفضائيات ..

نعم ، كان القذافي مجرماً .. لكننا لم نكن ننتظر من ثوار ليبيا ان يكونوا برابرة بهذا الشكل .. وعملاء يطمسوا مع جثة القذافي اسرار 42 سنة من سلوك خفي للمخابرات الامريكية والموساد في ليبيا ..!!

القذافي اوغل في دماء شعبه ، لكن المرحلة القادمة بعده لم تقل عن فعائله شاناً ما دامت الثورة الليبية هي ثورة انفعالات وثارات وسلوكيات لا تراعي اي قيم اخلاقية ولا اي مبادئ للعقلانية والسلوك الانساني الحضاري ..

الم يكن المأخذ على القذافي وزبانيته هو هذا السلوك البربري الرجعي البعيد عن ركب العالم المتمدن ..؟

هل ثوار النيتو هؤلاء متمدنين ؟

لقد غرهم في " ساركوزي " و " اوباما " الغرور ولا احد يعرف إلى اي مجهولٍ تسير ليبيا بل والامة الاسلامية باسرها غداً ..

فقتل صدام حسين اعاد للاذهان قتل الخليفة العباسي من قبل هولاكو .. وهي مرحلة " تعاصر " الحضارة الاسلامية والعهد القومي الجديد ..

كذلك قتل العقيد القذافي ، يعاصر اعدام لويس السادس عشر من قبل الغوغاء اذ بان الثورة الفرنسية ..

فهذه الدلالات في الوعي الجمعي الاسلامي رغم تناقضاتها ..

تؤكد بان وعياً ثقافيا جديداً بدأ يرسم ملامح الثورة العربية التي تعثرت كثيرا بالتدخل الامريكي ...

قريبا جداً ... ستظهر حركات " شعبية " مضادة لهذه الثورة ما دامت اميركا والغرب هي التي تقودها .. وربما ستبدأ مثل هذه الحركة المضادة في ليبيا نفسها ومصر .. ولو بعد حين !



#وليد_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحيٌ من جهة موسكو ! تجربتي مع الزمن
- التاسع من اكتوبر
- متى ستنتهي الرأسمالية ؟
- العلم ورؤية في مستقبل الحضارة ..
- القومية والنجم الثقافي الإسلامي الجامع
- اغتيلَ المهدي .. وصح النوم يا وطن !
- فيزياء العالم الآخر - ج 2
- فيزياء العالم الآخر - ج 1
- ملامح من فيزياء العالم المنطوي Implicate World
- عالم ما بعد الموت و علم الفيزياء
- الوجود قبل خلق العالم رؤية لفيزياء جديدة
- روحانية الهرم وروحانية الكعبة
- بالماركسيةِ العلميةِ يُعرفُ الرجال !
- لا تُعرَفُ الماركسيةُ بالرجال !
- الماسونية و الدولار و الماركسيات البئيسة (5)
- امير الغندور و الجدل مع الماركسيين
- الماسونية ومفهوم الإله (4)
- الماسونية و الثيوصوفيا (3)
- الماسونية والشيعة والسلفية (2)
- الماسونية والهرم الاجتماعي - الاقتصادي (1)


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد مهدي - ثوار النيتو .. غرهم في - اميركا - الغرور