أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشار العيسى - المحفل العربي على ايقاعات التنافس السوري المصري















المزيد.....


المحفل العربي على ايقاعات التنافس السوري المصري


بشار العيسى

الحوار المتمدن-العدد: 1047 - 2004 / 12 / 14 - 08:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جئناكم أيها الأخوة الكرام ـ وهدفنا أن ننهي الخلاف الذي نشأ بين آل الأحمر ـ اليمن ـ وآل الشعلان ـ الأردن ـ نتيجة مقتل صاحبة الصون والعفاف وسيدة الحرائر، رابعة ابنة الشيخ عبد الله الأحمر، رجل التقوى والاصلاح .... فلا حول ولا قوة الا بالله ، عظم الله أجركم ورحم شهيدتكم – ضحية مقتلها على يدي بعلها الشيخ ممدوح الشعلان في منزلها باحدى ضواحي العاصمة الأردنية-.
.....لقد قدمت لديوانكم هذه الجاهة الكبيرة، وهي الأولى من نوعها في بلدنا .... قدمت هذه الجاهة وكل عضو فيها جاهة قائمة بذاتها ،وهي طامحة بكرمكم....والأمل أن تتجاوزوا ذلك الحادث الأليم الذي أدمى القلوب، والجاهة تعرف حجم الألم الذي أصاب شيخنا الجليل وأهله الكرام، بفقد فلذة كبده وابنتهم التي ربيت على الشرف والخلق والأصالة ، وكانت بحق مثالا في أدبها الجم وسلوكها القويم، أصيلة شريفة عفيفة...
من كلمة النائب عبد الرؤوف الروابدة رئيس وزراء الأردن السابق موفد الملك عبد الله الثاني على رأس وفد ضم الأمير زيد بن شاكر و7 أعضاء من مجلس الأعيان و 7 أعضاء من مجلس النواب و 14 شيخا من وجهاء العشائر الأردنية وكذلك 7 شخصيات اجتماعية مرموقة لمصالحة عشائرية برعاية رئيس اليمن على الصالح الذي رد على الكلمة بالقول :
لقد سمعنا كلمة مستشار جلالة الملك عبد الله الثاني ، والتي حمل فيها الوفاء والاعتذار والاعتراف لما حدث لابنة الشيخ عبد الله الأحمر رئيس مجلس النواب اليمني...ان مجيئكم قد خفف ذلك الألم ...مرحبا بكم وهذه ابنتنا هدية للملك عبد الله الثاني ولقبائل وعشائر الأردن.
الخبر كما هو يعكس حال العرب اليوم، نخوة عشلئروخطب من كلام المناسبات، ومأثور قولهم ومسند القرآن الكريم يروم قطع دابر فتنة جاهلية، وتصفية القلوب على ما فيه خير الجماعة / العشائر. وأية عشائر؟ قبائل بني هاشم وما جاورها من الشركس وآل شكسبير وغيرها من حاشد وبكيل تروم تصفية القلوب ولم الشمل العربي لما فيه خيرالجماعة / الجاهة وسؤددها.
قبائل العرب وجاهاتها من المشايخ والنواب والأعيان وشخصيات اجتماعية مرموقة أفلحت في مرماها، مواساة قلب الشيخ الجليل لكنها غابت طويلا، مثلها مثل غيرها من جاهات العرب عن اغاثة ملهوف تدمّرمنزله، أو حضانة أيتام ومشردين في فلسطين والعراق والصومال والسودان كما عجزت عن ردّ غزوات وخناقاتهم بين العرب ، على العرب في العرب من العرب لم نسمع سوى شعار الاردن أولا، وفي العراق فتحنا الحدود لحربين وفي الكويت قرأنا الفاتحة حينما غزيت باركنا ومنينا الأنفس ببعض الفتات مما يتساقط هنا وهناك. دمرت حماة مدينة أبي الفداء وهجـّرأهلوها وسيمت حرائرها وسويت مساكنها ولم تحضر جاهة عربية واحدة بل أرتهن الهاربون من النارلخلافات الحكّام من عرب الجوار كأنهم رهائن روما ، ٍدمرت غزة والجنين ورام الله واجتيحت عاصمتان عربيتان بيروت ورام الله ولم نسمع صيحة عربية كما فعل ابن التركية المعتصم. هذا ولا نتحدث عما يحدث عند العرب في حق أقباطهم والأكراد والبربر.
وحدهم ستة طلبة مصريين أرادوا الافتداء ـ بالمشاركةـ أهلهم في غزة، فأهانهم رئيس دولتهم بمبادلتهم بهدية كبيرة عزيزة على قلب شارون وأركان الدولة الاسرائيلية، جاسوسا لاسرائيل من اصل عربي ولم يمض بعد أيام الأربعين على أرواح الجنود المصريين الثلاثة سقطوا بالرصاص الاسرائيلي بمتعة القتل حتى لا نقول متعة اذلال العرب.


حكاية
تحضرنا هنا حكاية أن رجلا كان يجتاز الغابة برفقة زوجه واذ بفارس يخرج لهما، يكتـّف الرجل الى شجرة ويقضي من المرأة وطره ليغادرهما على عجل كما ظهر فقامت المرأة الى بعلها لتفك قيوده فاذا به ينهال عليها بالضرب والسباب أمام دهشة المرأة سائلة رأيت كان أقوى منا ربطك وفعل بي ما فعل فعلام غضبك ؟ فرد الرجل غاضبا هذا أفهمه أما ما لا أفهمه هي تلك التأوهات التي كانت تصدر عنك تحته.
انتهت حكاية الغابة لتبدأ مع الحكام العرب الذين لا نعرف سببا لتهافتهم المجاني علىاسترضاء شارون واسرائيل واعتذارهم عنه في اهماله لهم. نعم نعرف أن لا طاقة للعرب جميعا باسرائيل التي تتقدمهم وعلى جميع المستويات بمدد غير منظورة، فجيوش العرب في حالة يرثى لهاعددا ومعنويات وقدرات تعبوية رغم الميزانيات الهائلةعلىحساب شعوبها ومن ثروتها القومية بسياسات حكومات دكتاتورية مأوسمة بالانقلابات والفساد والرشوة ومعارك داخلية جردت الجيوش من مناقبيتها الوطنية والا كيف نفسرانهيار مؤسسة الجيش العراقي بتلك السرعة، واحجام دمشق والقاهرة وعمان عن رد الانتهاكات الاهانات الاسرائيلية أكثر من مرة؟ وغدا سلاحها خردة مهملة وسبطاناتها محشوة بالغبارلوقفها على رعاية مصالح أهل الحكم ـ فهل سمعتم أن جيشا عربيا واحدا أجرى في العشرين سنة الأخيرة مناورة عسكرية ترفع من مؤهلاته القتالية الدفاعية ولا نقول الهجوميةـ الذين انصرفوا عن هموم الأوطان الى رعاية مؤسسات أمنية متطورة ومتطورة جدا في القمع الداخلي وشتى أشكال التجسس والفساد وتنظيم الوراثات العربية الحاكمة بتقنياتها المتطورة أين منها التكنولوجيا اليابانية .
لا ندري ما الذي استنوخ الرئيس المصري في مآله الأخير؟ حسني مبارك رئيس مصر أم الدنيا ومجد العرب وراعية مهرجاناتهم القافية سينما رواية شعر القراءة للجميع وزد، يشكر رئيس وزراء اسرائيل، يشكره؟ نعم يشكرشارون أمام دهشة العرب والعالم بمن فيهم الاسرائيليين، على أسفه لمقتل ثلاثة جنود مصريين ولا يكتفي بالشكر بل ويزيد طالبا من الفلسطينيين بما يشبه التوبيخ والتحذير، التفاهم مع شارون والا فستأكلهم الندامة. شتان أأكلتهم الندامة أم دبابات شارون أم نصائح مبارك وأفعاله من نوع الافراج عن عزام عزام هدية لشارون لابل اغاثة للملهوف الاسرائيلي في مشاكله الحكومية حول أفضل السبل لاخضاع الشعب الفلسطيني واختراق الأمن العربي والسخرية من الرأي العام العالمي وها هو اليوم رئيس مصر يدورعلىعواصم العرب من البحرين الى الدوحة وغدا غيرهما لاقناعهم بأنها الفرصة المثالية لاحتضان اسرائيل المبتلية بالفلسطينيين .
لقد عودنا الحكام العرب وفي المقدمة منهم حكام دمشق والقاهرة وعمان على طفرات من النخوة التي تعتريهم كلما أملت منهم شعوبهم خيرا قالوا للأقدار زيدي. وكلما ألم بحكام تل أبيب وسمعتها الدولية مما يطفح كيل الرأي العام العالمي يبادرون بنجدتهم في عقردارهم وكلماتخلىالعرب عن شرط من شروطهم للتطبيع مع اسرائيل ـ وأقول التطبيع ولا أقول الصلح، لأن الصلح قائم من أيام اتفاقات الفصل بين القوات على ايدي كيسنجر ـ كلما أضافت اسرائيل شروطا جديدة لقبولها التفاوض معهم والرضى عنهم.
عقد من السنين واسرائيل تتخلى كل يوم عن ما اتفقت عليه مع المجتمع الدولي بحضور العرب. ألغت اتفاقات أوسلو وخارطة الطريق ،نكلت وتنكل بالبشر والشجروالحجرالفلسطيني ومؤسساته الشرعية وبناه الاقتصادية والحياتية وكلما ضاقت بها الحيلة بجرائمها يهرع الحاوي المصري بشخص مدير المخابرات ينهال علىالفلسطيني بسياط المتحكم في بوابة رفح بسياسات ما أنزل الله بها من سلطان ذاق منها عرفات الكثير والآتي أعظم .
قضى الرئيس الفلسطيني رهين المحبسين وعاد عزام عزام بطلا قوميا الى اسرائيل وخذلت مصر وطلبتها الستة في الحلم بالمشاركة الوجدانية ولم يبق من الجهاد العربي الا... فبقلبه والأنكى لا أحد يعرف ما يخبئه قلب الحاكم العربي.

هدر البعث فيا دنيا اصمتي واسمعي البعث اذا البعث هدر
بعد عقود من سياسات النهار الذي يمحوه الليل، أرسى النظام في دمشق مشواره القوموي الى الاسطفاف العلني والمتهافت في النظام العربي سرا وعلانية على باب الكنيست الاسرائيلي، وبالتفاهم مع مصر أم بالتنافس معها تسعى دمشق الى استيلاد ارث غياب عرفات مكاسب سريعة وآنية للافلات من حازوقة شرق الأوسط الكبير بصيغة القرار 1559 ، يدخل النظام السوري بورصة استرضاء اسرائيل أواستجدائها ـ اذا صحت ما تناقلته وكالات الأنباء من أن ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري وقائد الحرس الجمهوري حمل الى الاسرائيليين عرضا ساداتيا من أخيه بزيارة الكنيست الاسرائيلي ليشرح لهم ما لا يشرح يفك عقدة الفهم الاسرائيلية ـ اسرائيل تصرعلى صحة العرض على لسان وزير خارجيتها في حين تصمت سوريا على ما في نفسها ، لم تنف لا على لسان مهدي دخل الله الاعلامي الغلازنوست ولا بسليقة الوزيرة الجوالة بثينة شعبان التي تصرح بمخزون من ديماغوجيا البعث التي لا تغني ولا تسمن، ولا في مقال سريالي للسيد عماد فوزي شعيبي بائع الماء في سوق السقائين باجتراحاته البهلوانية حين يقول : يشكل الرئيس بشار الأسد حالة نادرة جدا في العمل السياسي فهو رأس السلطة وزعيم المعارضة في آن. وان كنا لا نختلف معه على الجزء الأول من جملته في أن الرئيس الأسد ـ نزيد ـ ومعه وكل الحكام العرب يشكلون حالة نادرة ونادرة بامتياز ليس في العمل السياسي وحسب وانما في اجتراحات مخيال فكري تعجز عن مناولته أكثر الأدمغة سريالية، من يوم آدم عليه السلام الى يومنا الذي ابتلينا بهم وبه أم أنه يريد استنظاف رئيسه من العفن الذي يعشش في نظامه الذي ورثه .
والسلطة السورية التي حملت راية الصمود والتصدي في لبنان وعلىحساب لبنان واستقرارلبنان تستجدي اسرائيل صفحا أوصلحا لاهم بدون شروط مسبقة، وحتى بالشروط الاسرائيلية وما أكثرها ولا حاجة حتى أن تتخلى دمشق عن شروطها ولا نعرف ما هي شروطها أصلا لأن الباطنية في السياسة السورية يخجل منها حتى اللصوص والا كيف نفهم كلام فاروق الشرع لايهود باراك في قمة شبردز تاون{ ... وثقنا بك لاعتقادنا أنك شجاع، ولكنك خيبت أمل الجميع...أنك غير مستعد لانهاء القضايا العالقة} والقضايا العالقة هي ترسيم الحدود ومياه الجولان والسيادة على الجولان فأين الجوهري اذا ؟.
ففي ذات اليوم الذي كانت تحشر فيه البشرفي لبنان في الحافلات لتحارب اسرائيل وأمريكا بمظاهرات الوفاء لسورية في مواجهة البكركي وجنبلاط وبعض اليسار اللبناني في صحوته المتأخرة ، كان الرئيس السوري يفضي لحليفه وغريمه في آن، المصري حسني مبارك بما سارر به أنورالسادات والده ، سنة 1977، بنياته تجاه اسرائيل في عرض الصلح بشروط السادات طالبا دور مصر ودعمها لأسبقيتهاعلى هذا الطريق، بالتأكيد ـ تستشف النباهةـ أن التنافس في الرضى الاسرائيلي هوالذي يقف وراء تسريب الناطق باسم الرئاسة المصرية للصحافة، بأن سوريا ـ الرئيس الأسد ـ مستعدة للجلوس مع شارون بدون شروط مسبقة بما فيه التخلي عن وديعة رابين { المياه والأرض والسيادة}. للأسف تفوقت حنكة الحاوي المصري على يفاعة شباب سوريا البعثي والغض .ّمن جهة تم فضح النيات السورية التي كانت تعمل على ترتيب أوراقها خلسة للمرور خلل القرار 1559 في استرضاء الاسرائيلي مقابل ماء الوجه في لبنان، في حين كانت توجه رسالة تصعيدية الى اللبنانين أولا والعالم ثانيا من خلال التظاهرة/المليون، ولاحقا بلسان عدنان عضوم أن سوريا تملك الكثير في لبنان مما يسهل عليها قلب الطاولةعلىالجميع اذا حوصرت في الزاوية بالعودة الى أجواء وتداعيات الحرب الأهلية بالفتنة بين المسلمين والمسيحيين وبالصراع بين الطولئف الاسلامية ذاتها واستثمار التناقضات المارونية المارونية بخلفياتها التاريخية بما فيه الصراع القديم بين بكركي وعون، وعون وجعجع. والكتائب وآل فرنجية ، ببساطة العارف أراد النظام السوري أن يفهم الجميع بأن برميل البارود مليء والصاعق موجود كل لحظة وسوريا التي كانت تتهيأ لاستقبال الوفد الفاسطيني برئاسة محمودعباس أرادت أن تبيع الجبن قبل حلب البقرة، لم تكن تتوقع أن الوفد المصري الذي سيره حسني مبارك الى شارون ـ وزير الخارجية ومدير المختبرات ـ لم يكن يحمل نيات سورية الطيبة بل التنازلان والعروض المصرية التي تقطع الطريق على سوريا والفلسطينيين معا وعلينا أن ننظرالى بالونات مصرالأخيرة من هذه الزاوية كما تفضحها زيارات مبارك الى دول الخليج واشاعته أجواء المؤتمرات الدولية والحلول القائمة ومن الزاوية عينها علينا أن ننظر الى زيارة مهندس الدبلوماسية السورية عبد الحليم خدام الى دول الخليج وفي المقدمة منها الدوحة لدالتها الكريمة على اسرائيل تستعيض عما فشلت به في القاهرة يحاضر في الدوحة نصائح ورؤى أستراتيجية للعرب وفي دمشق يتحول الى قبضاي حارة باتهام شرفاء بلده بالعمالات الأجنبية .
هنالك وهم عربي يكبر كل يوم منذ النكسة سنة1948 الى اليوم يقوم على أن أسرائيل ومن معها يطمحون الى السلم وتجميد الجبهات لأن الاستقرار في مصلحة الدولة العبرية القوية اقتصاديا وعسكريا ويتوهمون في الوقت نفسه أنهم العرب من مصلحتهم عرقلة الاستقرار بالثورة الكلامية وتسخين الجبهات بمعارك استعراضية لا تقرب النار من سجادة أهل الدار ليفوتوا على اسرائيل استثمار انتصاراتها وتفوقها.
والواقع يقول بأن اسرائيل ربحت كل الجولات الساخنة وما زنقت الا في حالة أوسلو الحالة الوحيدة التي استعاض العرب بالشكل الذي تم وتكونت السلطة الفاسطينية وعودة قسم من الشعب الفلسطيني الى دياره وأعطي العالم طبعا غير العربي فرصة أخذ مسافة ما من الاثنين الفلسطيني والاسرائيلي. لكن النصر العرفاتي هذا ما كان ليتم لولا وحدة الجبهة الداخلية الفلسطينية والانتفاضة الأولى ومناخات ما بعد حرب الخليج الثانية وتحضيرات الثالثة ، منذ ذلك اليوم الذي عاد فيه عرفات الى بيته الفلسطيني مغلقا وراءه باب الضيافات العربية المذلة، وسوريا ومصر تتآمران على استنهاب الفلسطيني ما حصل عليه ومعهم القدرات الجهنمية لاسرائيل وأمريكا بوش وأحداث 11 سبتمبر.
ان الذين يضحكون على أنفسهم قبل غيرهم من الحكام العرب في أن غياب عرفات سيفتح لهم أحضان اسرائيل وشارون ببعض من الكرامة موهومون هم ومعهم محمود عباس وكهنة فتح المتقرنون، ولئن غاب عرفات الذي أصر حتى اللحظة الأخيرةعلى رفع سقف الثوابت العربية الىالحد الذي كان يحرج كل أنظمة الاستبداد العربي الملتبسة بأوهام وشطارات ساذجة.فالترحاب المبتذل بوفد السلطة الفلسطينية في القاهرة ودمشق وبيروت ولا ندري أين بعد؟ واستباق حسني مبارك الانتخابات الفلسطينية باعلان فوز محمود عباس على الطريقة العربية ليصبح حصان الهزيمة العربية الرابعة الى المرج الاسرائيلي تتحايل بايحاءات لا أساس واقعي لها فما هو الجديد الذي جد في موازين القوى العربية في مواجهة اسرائيل غير افتقاد شارون لأكثرية برلمانية مع شينوي سيعوض عنها بحزب العمل وغير التصريحات القديمة لبوش في أن عرفات غير مؤهل للسلام مع اسرائيل هذا اذا لم ننس مقتل الجنود المصريين بالرصاص الاسرائيلي وابتهاج حسني مبارك باعتذار شارون وأسفه.
أما على الجبهة السورية فجديد مظاهرة المليون لن يحمل ماء الى طواحين الهواء السورية سوى التأجيج المفتعل لتداعيات واستقطابات الارتباك السوري الأمني والسياسي ليس في لبنان وحسب وانما في سوريا ايضا .منذ الاحتلال الأمريكي للعراق وسقوط نظام صدام حسين والنظام السوري اسير سياسات غير سياسية ، أستهلك فيها جل أوراقه هذا اذا كانت بقيت له أوراق غير تلك المهترية بالترقيع والكوي. داخليا تتفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية بشكل يمكن لها أن تنفجر في أية لحظة حسب ما شخص وضعه رئيس وزرائه { مواردنا محدودة ولا بد من ايجاد موارد جديدة للأجيال القادمة...وكلنا معتادون أن يكون الاعتماد على الدولة،... وأنا أسميها بمفهوم الدولة الأب ...} لا ندري من أين سيأتي العطري ورئيسه بالموارد الجديدة بعدما انتهب ما أمكن نهبه من الدخل القومي لدرجة أصبح عاجزا حتى على الاعاشة بعدما هربت رؤوس الأموال المنهوبة من قبل دائرة أهل الحكم وأبنائهم الى البنوك الخارجية تقدرها دوائر السلطة بثمانين مليار دولار المعلن والمستور الله أعلم فمن اين وكيف ستمول مشاريع الاستثمار؟ اذا كانت هناك مشاريع استثمارية غير أرض المعارض؟ وغير بيع ما تبقى من التراب والهواء في مشتى الحلو وبعض من اللبنان؟ وسياسات أمنية فاجرة تسترق المصالح الوطنية مثلما حدث مع المواطنين الكرد ، لقد أغلقت سياسات النظام الفاسدة كل أبواب الاصلاح السياسية والادارية والاقتصادية لأن لاحياة للنظام بغير البقاء في قشرته الفاسدة، كما وأنه خسر المداخيل غير الشرعية والوقتية أصلا أوصلت لبنان الى حافة الانهيار الاقتصادي وتوقف البترول العراقي الذي وفرته صدفة الحصار الانتهازية السورية وان لا زال يستفيد مما يضخه أركان النظام العراقي السابق في السوق السورية المفتوحة على تمويل الارهاب ، وهو ما أشار اليه اعلان السياحة السوري بلسان وزيره، بتنامي السياحة العربية من مجمل سوق السياحة الخارجية والتي بلغت أكثر من ثمانين في المئة هم الهاربون من العراق بأموالهم وأموال الدولة ويقدرعددهم بحوالي مئتي ألف أنعشوا سوق العقارات والفنادق والملاهي.

توهمت سوريا ولا زالت تتوهم أن بقاءها في لبنان يخلق لاسرائيل مشاكل لابد وأنها ستتفاوض عليها. بدءا نقول ليس لدى اسرائيل ما تفاوض عليه سورية الأسد غيررفات الجاسوس ايليا كوهين وقريبا سنشهد له احتفالات تفوق تلك التي استقبلت عزام عزام أما البقاء السوري في لبنان فهو وبشهادة وتوصيات الأجهزة الأمنية الاسرائيلية للقيادة السياسية بأن البقاء السوري في لبنان بدأ بمصلحة أمنية اسرائيلية ويبقى يخدم المصلحة الأمنية الاسرائيلية وكل ماتستطيع الدولة السورية ان تفعله بصخب مظاهرات الوفاء من لبنان واجتراح الاصطفافات الطائفية على ايقاع ذاكرة الحرب الاهلية والسيارات المخففة تفوت على لبنان وسوريا فرصة ارساء العلاقة بين الشعبين على المصلحة القومية العليا ولن يسفيد من ذلك ومعها السياسات الأمنية الداخلية القائمة على العسف والقهر وأحكام قانون الطوارىء والحزب القائد وتفشي الفساد بالنهب من المال العام وتدني مستويات التعليم والأمان الى مستوى الغابات وتفشي العشائرية، سوى اسرائيل، وعلى القائمين بالأمر في دمشق أن يعترفوا أن تقوية موقعهم التفاوضي له سبيل واحد يكون بالتفاوض الداخلي ـ كما يفعل شارون وشينوي وحزب العمل والجماعات الدينية ديمقراطيا ـ أولا مع شعبه وممثليه من خارج دائرة العملاء للسلطة وحزبها، وصولا الى مظاهرات وطنية طوعية مثل أيام زمان لم يكن فيها البعث انقلابيا، مظاهرات سورية لا لبنانية غير قسرية تقوم على عقد المواطنة الصحيحة بما يخص الاثنين الحاكم والمحكوم والى ذلك اليوم ستجري مياه كثيرة في الأنهار التي تنقل الماء الى مزارع المستوطنات الاسرائيلية في الجولان.



#بشار_العيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحيل رمــز الديمقراطيــة في غابــــة البنادق
- سوريا، الهروب الى الماضي من الاستحقاقات القادمة
- عندما تغادر قوى اليسار مواقعها، تنتفي حاجة المجتمعات اليها ـ ...
- تأملات المفكر التركي اسماعيل بيشكجي في عنصرية النخب العربية ...
- هوس الحوار ونخوة المصالحة,لقاءات لندن وباريس نموذجا لاختزال ...
- انتزاع الشرعية بالعصيان المدني - قدر النخبة الكردية أن تقود ...


المزيد.....




- جريمة غامضة والشرطة تبحث عن الجناة.. العثور على سيارة محترقة ...
- صواريخ إيران تتحدى.. قوة جيش إسرائيل تهتز
- الدنمارك تعلن إغلاق سفارتها في العراق
- وكالة الطاقة الذرية تعرب عن قلقها من احتمال استهداف إسرائيل ...
- معلومات سرية وحساسة.. مواقع إسرائيلية رسمية تتعرض للقرصنة
- الفيضانات في تنزانيا تخلف 58 قتيلا وسط تحذيرات من استمرار هط ...
- بطائرة مسيرة.. الجيش الإسرائيلي يزعم اغتيال قيادي في حزب ال ...
- هجمات جديدة متبادلة بين إسرائيل وحزب الله ومقتل قيادي في الح ...
- مؤتمر باريس .. بصيص أمل في دوامة الأزمة السودانية؟
- إعلام: السعودية والإمارات رفضتا فتح مجالهما الجوي للطيران ال ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشار العيسى - المحفل العربي على ايقاعات التنافس السوري المصري