أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن أحمد عمر - (عيد ميلاد حمار) فانتازيا خيالية ضاحكة عن المغفلين فى زمن التكنولوجيا















المزيد.....

(عيد ميلاد حمار) فانتازيا خيالية ضاحكة عن المغفلين فى زمن التكنولوجيا


حسن أحمد عمر
(Hassan Ahmed Omar)


الحوار المتمدن-العدد: 3523 - 2011 / 10 / 22 - 10:03
المحور: كتابات ساخرة
    


كان الحاج غريب أبو شنب يعتز كثيراً بحماره الذى ولد فى زريبته من حمارة أصيلة ورثها عن ابيه منذ سنين وكان يقدم له الفول والدريس والبرسيم ولا يبخل عليه بأى طعام يشتهيه، وكان إذا ركبه إلى مشوار معين استخدم له طقماً أنيقاً يسمى بردعة وعليها قطعة من السجاد الناعم وكان يربط الحمار فى سلسلة لونها ذهبى جميل،يركب عليها ويتبختر بها بين الناس كأنه شيخ طريقة يزفه مريدوه وهو ذاهب إلى احد الموالد.

وصل الأمر بالحاج غريب أبو شنب إلى أن يحتفل بعيد ميلاد الحمار بطريقة غريبة غير مألوفة، فقد كان يدعو أقاربه وأصدقاءه وجيرانه إلى جرن كبير وقت الضحى بشرط أن يتم عمل عرض كبير لحميرهم وهى ترتدى برادعها وتمشى متبخترة بها كأنها مسابقة لإختيار أجمل وأسرع وأشيك حمار وسط هذا الجمع الكبير.

بطبيعة الحال كان لابد للضيوف من أحضار هدايا مناسبة للحمار الذى يحتفل بعيد ميلاده فكان صاحب كل حمار يعلق فى رقبة حماره كيساً ملوناً به كيلو من الفول أو الردة (نخالة الدقيق) أو البرسيم الأخضر الطازة أو الحشيش اللذيذ فكان الحمار يلتهم كل تلك الهدايا بمجرد تقديمها له وكان عنده نهم للأكل كأنه لم يأكل منذ عام وكان يتلذذ بكل حبة فول أو عود برسيم وينظر إلى زملائه الحمير مضطرباً خشية أن يمد أحدهم بوزه ليخطف منه شيئاً مما يأكله.

كان الحاج غريب ينظر بإعجاب إلى حماره طوال الوقت ولكنه كان يتمنى لو تحلى هذا الحمار ببعض الذوق وأن يتنازل ويقدم بعضاً مما يأكله للزائرين المهنئين من الحمير ولكنه هذه المرة لا يعرف ما أصابه من جوع شديد ورغبة ملحة فى ملأ بطنه بأى شكل، فبدا له وكأن حماره كان صائماً عن العلف منذ أسبوع إذ أنه لم يعتد منه على هذا النهم الشديد لدرجة أنه شك أن يكون الحمار مريضاً أو اصابه مكروه أدى به لهذه الفجعة الغير معتادة فى الأكل والشرب والأدهى من ذلك أنه يرفس بقدميه الخلفيتين فى ضربة واحدة وينهق بصوت عال ويهز رأسه وذيله بشكل هستيرى على غير عادته الودودة الهادئة.

كان الحاج السيد سمكة جار الحاج غريب موجوداً بالحفل ولكنه حضر بدون حمارته الشهيرة الجميلة التى باعها منذ يومين وكان هذا الرجل لئيماً وداهية ولصاً قديماً وشيخ منسر( أى كبير لصوص) وكان يعلم ولع غريب بحماره وتمسكه به مهما كلفه ذلك من ثمن ، وكان غريب طيب القلب حسن النية ومستعداً للإحتفاظ بهذا الحمار بأى شكل فهو من ريحة المرحوم،وكانت هناك خطة تدور فى رأس سيد سمكة اللئيم منذ عدة اسابيع لكى يبيع حمارته لغريب ولكن بسعر باهظ فكيف يحقق هذا الحلم؟

دار بينهما هذا الحوارأثناء حفلة عيد ميلاد الحمار:
السيد سمكة: لماذا لا تعالج حمارك إنه مفجوع وشاحب اللون ويبدو أنه غير طبيعى اليوم يرفس وينهق ويقمص بشكل هستيرى؟
غريب: لماذا أعالجه وهو ليس مريضاً؟
السيد سمكة : بل هو مريض وأنا عندى خبرة كبيرة بهذا واذهب به للبيطار للكشف عليه والتأكد من صحة كلامى.

خاف الرجل على حماره الحبيب فقررفى اليوم التالى أن يذهب إلى البيطار ليعرض عليه الحمار لفحصه والكشف عليه والتأكد من سلامته فقام البيطار بذلك فهو يعرف قيمة الحمار عند صاحبه ولم يجد سوءاً بالحمار ولكن كانت هناك مفاجأة فالحمار قد وقع فى قصة حب خطيرة وبدا ذلك على ضربات قلبه واضطرابه النفسى هكذا قرر البيطار فتعجب الحاج غريب وسأل البيطار وهل يحب الحمار؟ وما الذى أدراك أنه يحب فقرر البيطار أن الحمار واقع فى قصة غرامية قاتلة تكاد تودى بحياته !!
خاف الرجل على حماره وعلى مستقبله وقرر أن يحل مشكلته فسأل البيطار كيف أعرف محبوبته؟ فقال أنه متعلق بها منذ فترة كبيرة ولا يستطيع نسيانها وأنها تبادله نفس الغرام ولكن يبدو أن ظرفاً ما قد فرق بينهما ولابد من إعادة المياه إلى مجاريها، ففكر الرجل كثيراً ثم تذكر حمارة جاره السيد سمكة التى بيعت منذ يومين فى السوق فظن أنها هى الحبيبة المقصودة..فذهب إلى جاره وسأله عن الزبون الذى اشترى الحمارة فدله علي إسمه وعنوانه بالتفصيل فزاره الحاج غريب بغية شراء الحمارة منه واستعادتها لحبيبها القديم بأى شكل وبأى ثمن.

استقبل الرجل مشترى الحمارة الحاج غريب استقبالاً حاراً كأنه كان ينتظره ويعلم موعد قدومه فلما جلسا وسمع حكاية الحاج غريب راح يعدد مزاياها وصفاتها وكيف أنها خدومة وغير أكولة وموفرة ونظيفة لدرجة انها لو أتيحت لها الفرصة لاغتسلت ثلاثة أو اربعة مرات باليوم الواحد وأن لديها قدرة عجيبة على تنظيف شعرها وغسله ولحسه بلسانها وأنها خجولة ولا ترفس ولا تقمص ولا تنهق بصوت مزعج وحنونة وأنه إذا ركبها وذهب بها لمكان ما ونزل عنها وقفت صامتة بأدب شديد تنتظر عودته، لذلك فمن المستحيل أن يستغنى عنها .

كانت صدمة كبيرة للحاج غريب فقد تخيل أنه سيرجع ومعه الحمارة بسهولة ليهديها إلى حماره فتهدأ نفسه ويطمئن قلبه الملتاع بحبها، ففكر فى الذهاب إلى جاره السيد سمكة ليصطحبه إلى مشترى الحمارة ويكون واسطة خير بينهما فقال على الرحب والسعة وبعد عدة أيام ذهب الرجلان إلى مشترى الحمارة ولكن رأسه وألف سيف ألا يبيعها ولا يستغنى عنها مهما كانت المغريات فقال له الحاج السيد سمكة سوف يدفع لك الحاج غريب أربعة اضعاف ثمنها فأومأ الحاج غريب براسه معلناً موافقته، فترنح مشترى الحمارة ثم أوهمهم أنه ذاهب ليشير زوجته فى مسألة بيع الحمارة وعاد إليهما بعد هنيهة.
رجع الرجل وعلامات الرضا تقفز من عينيه، وأخيراً وافق على بيع الحمارة بأربعة اضعاف ثمنها ودفع الحاج غريب الثمن وأخذ الحمارة وعاد بها إلى المنزل معتقداً أن حماره يحبها فعلاً وأنه سيهداً ويعيش على سجيته كما كان .

أخرج السيد سمكة تليفونه المحمول واتصل بولده وأمره أن ينتزع الدبوس الذى غرسه فى مكان حساس بمؤخرة حمار الحاج غريب يوم الإحتفال بعيد ميلاد الحمار ودون أن يراه أحد، حتى إذا عاد الحاج غريب ومعه الحمارة وجد الحمار هادئاً مطمئناً لا يرفس ولا يهز رأسه وذيله بشكل هستيرى فشعر أن الحمار سعيد بقدوم حبيبته وأنه نال مراده ولم يعد يفرقهما شىء وفرح من أجل راحة حماره النفسية وسعادته العاطفية وقال فى نفسه طز فى الفلوس واللى ييجى فى الريش بقشيش.
فى ذات اللحظة تحرك الحاج السيد سمكة ومعه المشترى المزيف وذهبا إلى البيطار ومعهما المبلغ الذى دفعه الحاج غريب وقام ثلاثتهم بتقسيمه بالعدل بينهم وقال لهما البيطار مع السلامة وفى إنتظار مغفل آخر فى القريب العاجل.



#حسن_أحمد_عمر (هاشتاغ)       Hassan_Ahmed_Omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذين يبخلون يخسرون كل شىء
- طبطب على كتف زمانك
- ولا تعتدوا
- مصر أصل الخير
- رسالة إلى الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر
- أنا والألم
- رد عقلى .. إمضاء محدود الدخل
- يا أعداء الحب والسلام زولوا
- تهميش الآخر المختلف .... لماذا ؟؟
- هل تحقق الحلم فى مصر الثورة المباركة؟؟
- وتعيشى يا مصر حرة
- الحاكم العربى لزقة بغراء
- وزارة التوعية البشرية
- مصر 25يناير هى مصر العزة
- حتة مقال إنما ايه...
- مش مهم ... إنت مين
- الديكتاتورية طبخة مصرية قديمة ومشهورة
- مذكرة من الحكام العرب ضد مواطنيهم
- أيها الطغاة .. عليكم أن تفيقوا قبل فوات الأوان
- فى مصر والبلاد العربية من الذى جعل ضابط الشرطة إلهاً؟؟


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن أحمد عمر - (عيد ميلاد حمار) فانتازيا خيالية ضاحكة عن المغفلين فى زمن التكنولوجيا