أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حاتم سالم عبدالله - أنا عاجز عن الكتابة














المزيد.....

أنا عاجز عن الكتابة


حاتم سالم عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3522 - 2011 / 10 / 21 - 21:15
المحور: كتابات ساخرة
    


على طاولتي حيث لا يوجد إلا قلم وحيد عاجز عن البصق على الأوراق وكتب بائسة فوق بعضها البعض تنتظر عيني على أمل ان تُقبل صفحاتها. أشعر بأني استجمع كل قوى الكراهية والشر كلما أطلت النظر إليها. لم أعد أستطيع أن أحب الأقلام ولا الورق ولا الكتب أو حتى من قام بتأليفها. لأني وببساطة لم اعد قادرا على تصوير اللحظة التي تعبر فيها الكلمات في داخلي. لقد أصبحت تمضي أسرع من ذي قبل هاربة من كل أمل يجعلها رهينة بين دفتي ورق.

حتى الأقلام هربت بالتآمر مع أخي الصغير الا ذلك القلم فقد بقي منتظرا لأمر ما. من يعلم فقد يكون على علاقة محبة بأحد الأوراق التي ينام على سطحها منذ أسابيع. ينام بسلام كما تنام رغبتي في البوح. كان جادا بالنوم ولم ينزف حتى بعد ان ضربت مؤخرته على طرف الطاولة , ثم أعدته بعدها بهدوء لسريره المعتاد ثم تنهدت.
كل شئ بات يرفض أن اكتب , يدي التي أصبحت تكتب وكأنها تتهجأ حرفا ما , أصابعي الشاذة التي تتعرق في كل مرة تضاجع فيها القلم فينساب منزلقا من بينها إلى الهاوية , عيني التي لا تعرف النوم إلا الساعة التي اكون فيها منتشيا من الفرحة عقب صيد ثمين لملايين من الكلمات والذكريات الحزينة. ان الحرب منشأها بيولوجي عضوي قبل أن يتسبب فيها ايا كان. اني استعر وقد أبتر يدي وأصابعي نكاية فيهم.

اتساءل مرات كثيرة كل يوم عن الجدوى من الكتابة في سن الرابعة والعشرين , أليس من المنطق أن اقوم أولا برئاسة دولة لفترتين انتخابيتين وأقود حربا على الارهاب واخون زوجتي ثم عقب الفضيحة الأخيرة اكتب مذكراتي وأعيش على مردوداتها ؟. ولا بأس فقد تتكفل هي بكتابة الفصل الباقي من مذكراتي حينما يرديني احدهم قتيلا.
ما يجعلني أردم هذا التساؤل هو رؤيتي لكُتاب ناجحين يصغرونني اعواما , يثيرني الأمر حقا وأشعر بالغيرة. ترُى ما سر تلك النزوة المتدفقة التي لا تنتهي. السئ في التاريخ البشري انهم استطاعو ان ينتجو محفزات للنشاط البدني والجنسي , بينما عجزو أو تعاجزوا عن صنع حبوب محفزة للكتابة. أكاد اتخيل العالم مع هذه الحبوب , هل سيكون لدينا مهووسين بالكتابة بنفس القدر الذي نرى فيه أناس مهووسين جنسيا ؟!

توصلت مسبقا لقناعة لم استطع الحفاظ عليها وهي أنه بقدر ما تكون الكتابة جزء من حياتك اليومية , بقدر ما هي عملية سهلة ولا تحتاج لانتظار لساعات حتى تعرف كيف تبدأ الفقرة القادمة. لأنك ستكتب عن كل شئ , ستكتب كما تتحدث , ستستطيع أن تُضحك الآخرين كما تفعلها عندما تتحدث , تستطيع ان تقنعهم كما هي قدراتك الشفهية على الاقناع ستستطيع ان تفصلهم مؤقتا عن العالم الخارجي كما كنت تفعلها مع اصدقائك في سهراتك الليلية.

المشكلة في هذه القناعة بالذات , ان الظروف الحياتية تتغير , والتوقف لشهر عن الكتابة كاف لشعورك بالغربة حينما تجلس محاولا استنطاق شئ ما على الورق. والخطر يصبح مضاعفا بالنسبة للذين يقومون باكمال اعمالهم الكتابية على فترات متباعدة فهي تؤثر في جودة العمل واتصال الأفكار والأسلوب.

حسنا , رغم كل شئ , اعترف اني أستطعت أن اكتب شيئا ما لهذا اليوم , حديث غبي عن كاتب عاجز وقلمه النائم. ولا أخفيكم خوفي فمن يعلم فقد لا اكتب بعد هذا اليوم اذا استمر الاشكال. لكن هنالك ثمة أمل ان يرجع اخي الصغير الأقلام المسروقة إلى طاولتي !



#حاتم_سالم_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مونولوج لأجل الموت في الصحراء
- الحب عينين احدهما حزينة !
- لسنا أكثر من شوداريين يحرثون الجبال !
- لا شئ يوقف الأنين !
- زمانية المكان والأشياء والبحث عن حالة فوتوغرافية
- صياح الحمقى وحديث عابر عن الأصوات
- دماء مرتجعة وحب !
- شئ من أنا والكتابة
- برهان العسل : التابو المباح


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حاتم سالم عبدالله - أنا عاجز عن الكتابة