أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام عقراوي - أنتشار صورالسيد السيستاني في كل مكان، ديانة أم سياسة















المزيد.....

أنتشار صورالسيد السيستاني في كل مكان، ديانة أم سياسة


هشام عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 1046 - 2004 / 12 / 13 - 09:35
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


..العملية الديمقراطية التي ضحى الالاف لا بل الملايين من ابناء الشعب العراقي بدمائهم و حياتهم وراحتهم من أجلها، العملية الديمقراطية التي كانت حلما للعراقيين وناضلوا من أجل الادلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع بملئ ارادتهم، تتتحول اليوم مرة أخرى و بعد سقوط الطاغيه الى كابوس أخر يمتنع الكثيرون منهم الاقتراب منها وصارت الحكومة و بعض الاحزاب تدفع الاموال من أجل أن يدلي هذه الشعب التواق الى الديمقراطيه بصوته.
هذه ليست بمصادفة أو مفارقة أعتباطية أو من أفرازات الاحتلال أو الارهاب، بل نتجت عن ممارسات الاحزاب و الحكومة العراقية وبالاحرى عن أدراك شريحة واسعة من الشعب العراقي بالقصد وراء هذه الانتخابات الصورية و بأن هذه الانتخابات ستكون على حساب عراقيتهم. هذه العراقية التي أتفق الكل وحتى الطائفيون على عدم أستبعادها من مختطاتهم. الغريب والمثير للجدل هو أن جميع العراقيين ينبذون الطائفية قولا و يقدسون عراقيتهم و لكن الكثيرين منهم لا بل أغلبهم يمارسون لعبة طائفية مكشوفه.
نبذ الطائفية هو ليس شعارا أو مقولة لا علاقة لها بالواقع ولا تلزم صاحبها بسلوك معين، نبذ الطائفية هو وعي و نهج فكري و ثقافي، نبذ الطائفية هي ممارسة عملية تجبر الانسان و الحزب و الحكومة على التصرف بصيغة معينة،نبذ الطائفية هو ليس أحساس طارئ بل مفهوم شامل يحرم على الجميع بعض الممارسات و يحلل الاخرى. لا يمكن التصرف مع الطائفية بسياسة الكيل بمكيالين، خاصة وأنها تمارس مع نفس الشعب و في نفس الدولة. أي لا يمكنك أن تكون طائفيا و تحرمها على الاخرين، و لا يمكنك أن تمارس الطائفية و تدعي العراقية.
أي أنسان أو مراقب ينظر الى الخارطة السياسية و خارطة القوائم الانتخابية في العراق يرى بوضوح الطائفية و المحاولات الفاشله لأخفاء هذه الطائفية وراء أعطاء بعض المزايا لأحزاب صغيرة تنتمي الى طائفة أخرى كي يشتركوا في قوائم تعود لطائفتهم. هذه في أحسن الاحوال تسمى برشوة سياسية. أن تعطي حزبا صغيرا دورا كبيرا و تبرزه بشكل غير طبيعي، لا يمكن أن تسمى بشئ أخر سوى الرشوة السياسية. ومقابل هذه الرشوة فأن هذه الاحزاب تقوم بأخفاء الهوية الطائفية عن قائمة طائفية.
الاعلام العراقي الحكومي و القنوات الفضائية و الصحف العراقية أغلبها تحولوا الى أبواق لهذه الفئة أو تلك بدل أن يماراسوا دورهم التأريخي في تثقيف الناس و كشف الحقائق. المؤسف في هذه هو أن الاعلام العراقي بشكل أجمالي يحاول أخفاء الحقيقة و أيهام المواطن للادلاء بصوتة لقائمة محددة ويصفون الطائفي بالعراقي الاصيل و الذي يحاول كشف الحقيقة بالخائن و العميل. و يصفون الذين يطالبون بعملية ديمقراطية نزيهة بأعداء العراق و بأنهم يريدون استمرار الارهاب و وضعوا لأنفسهم معادلة عجيبه و يقولون أما أن تكون مع الانتخابات و أجراءها الان أو أنك تريد استمرار الارهاب. وكأن الارهاب سينتهي مباشرة بعد الانتخابات. من يقول أن البلد بعد هذه الانتخابات الطائفية و اجراء الانتخابات قبل استتباب الامن، سوف لن ينجر الى حرب طائفية؟؟؟
محاولة الاعلام العراقي أخفاء اللعبة الطائفية و أخفاء اهدافها و أغراضها وراء بعض القوائم الانتخابية، وعدم النزاهة و الموضوعية في التعامل مع الانتخابات، هي في صالح الطائفية و الارهاب. لأن مثل هذه الاعمال و التصرفات الاعلامية و الحزبية و الحكومية تبعد جيش الديمقراطيين و الليبراليين و الوطنيين من العملية الانتخابية. النزاهه تفرض على الانسان الديمقراطي و المتوازن قول الحقيقة. لنقل أن ضروف العراق تفرض هكذا أنتخابات و لكن من التجني أطلاق صفة الديمقراطية على دكتاتورية القوائم و على الطائفية بالعراقية و الوطنية.
أينما تذهب هذه الايام و خاصة في جنوب ووسط العراق ترى لافتات و شعارات تحث الناس على الادلاء باصواتهم و المشاركة في الانتخابات و لهذه الاغراض خصصت الحكومة العراقية ملايين الدولارات. و بين الصور التي طغت على كل الصور و كل اللافتات صور السيد السيستاني. قد يسأل الكثير من المراقبين لماذا صور السيد السيستاني و هو الذي يقول بأنة سوف لن يتدخل في السياسة. اذا كان السيد السيستاني ليس باحد المرشحين فلماذا صورة على كل هذه اللافتات الانتخابية؟؟ يقال بأن السيد السيستاني سوف لن يرشح نفسه و لكن رجالة المقربون أحتكروا حصة الاسد من مجموع الاشخاص المنظوين تحت قائمتة. يقال بأن السيد السيستاني هو رجل دين و لا علاقة له بالسياسة و لكنه كان المهندس لأول قائمة أنتخابية لا تمثل كل العراقيين. يقال بأن السيد السيستاني لا يمارس الطائفية ويريد مصلحة العراقيين جميعا على حد سواء و لكنه صار أول شخص يصدق على أول قائمة طائفية.
أليس تصديق قائمة معينة من قبل السيد السيستاني وأختيارة لقائمة معينة، تفضيل و تأييد لجماعة معينة و محددة دونا عن باقي افراد الشعب العراقي. اي أن هناك فئة يريدها السيد السيستاني أن تفوز و تحكم العراق. اليست هذه بسياسة؟؟؟ و لماذا يريد السيد السيستاني ان تفوز هذه القائمة بالذات؟؟؟ أليس من أجل ان يدار العراق من قبل منتسبي هذه القائمة الذين يحملون فكرا معينا و لديهم خارطتهم و برنامجهم السياسي؟؟
قد يكون جمع الاحزاب الشيعية (العربية و التركمانية و بعض الكردية الاسلامية و الشيعية المذهب)في قائمة واحدة له علاقة بمذهب ديني محدد ولكن التفاصيل الاخرى كلها سياسية و لا تختلف في المضمون عن ما يقوم به أيات الله في طهران أو اي حزب سياسي أخر. قد يكون هناك أختلاف بين الرؤية الدينية الايرانية و السيستانية و لكن الاثنان يلتقيان في الاهداف السياسية. أي أن الاثنين لديهما مختطات سياسية بالاضافة الى الاهداف الدينية و المذهبية.
يبدوا أن خيمة السيد السيستاني ايضا لديها طولها و عرضها المحددين و لا تسع لكل العراقيين. وألا لماذا لم يحاول جمع أطياف الشعب العراقي و بكل افكارهم و أيديولوجياتهم في برنامج عراقي مشترك و شامل. لماذا جمع فقط الاسلاميين الشيعة؟؟؟ أما الجلبي و بعض اليزيديين فهؤلاء هم أيضا الرشوة السياسية في هذه القائمة و فازوا بهذه الرشوة كي يغطوا على الطائفية.
هذه القائمة هي فقط البداية لقوائم طائفية أخرى لاحقة وبداية لتقسيم طائفي ومذهبي حقيقي للعراق وبداية لسيطرة الفكر الديني المتزمت علىالحياة السياسية في العراق.



#هشام_عقراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم .. نعم .. للقائمة
- زوبعة الانتخابات و الدكتاتورية التي تجري في عروق العراقيين
- لولاكم لأنكر الكرد عراقيتهم، منذر الفضل و أحمد الشمري نموذجا
- الانتخابات قوّضت بتحويلها الى لعبه طائفيه
- هل من الممكن ان اترك مثل هذا الشخص حيا؟
- الاغلبيه السياسيه و ليست الاغلبيه المذهبيه والطائفيه...
- هل ستنجر تركيا الى (فخ) كركوك؟؟
- مقاطعة الكرد للانتخابات و تأثيراتها على مستقبل العراق؟؟
- خالد القشطيني، نحن في زمن العولمه وليس القوقعه
- البعثيون أحرار و المسيحيون أشرار
- معادات أسم كردستان لا يولدعراقا موحدا
- .....المطلوب عراق أفغاني و أن لم تستطع فدكتاتوري
- هل تكوين الدوله الكردستانيه حلم و خيال كما يقولون!!!!!
- السنه والارهابيون في محنه و الانتخابات المحدوده نعمه
- أسرائيل وأمريكا تبنيتا أنشاء الدولة الكردستانية
- الساكت عن جريمة خانقين شيطان أخرس و عنصري حاقد
- منظمات الدفاع عن الارهابيين و الجواسيس و التدخل الاجنبي في ا ...
- الجهاد ضد المسيحيين في العراق وسط صمت المسلمين
- هدنة أبو جاسم وبرنامجه السياسي
- التعصب الكيمياوي ضد الكرد في العراق


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام عقراوي - أنتشار صورالسيد السيستاني في كل مكان، ديانة أم سياسة