أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - رحاب العربي - الشعب يريد.. طاغية جديد














المزيد.....

الشعب يريد.. طاغية جديد


رحاب العربي

الحوار المتمدن-العدد: 3521 - 2011 / 10 / 20 - 08:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


بِلُغَة لا تقبل التأويل ولا الشك، ولأسباب لا تنقصها الموضوعية، أعلن الدكتور محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي التابع للمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا (اقل من حكومة مكلف بإدارة الدولة الليبية مؤقتا لفترة ما بعد القذافي) عن إصراره على الاستقالة بمجرد الإعلان عن استكمال تحرير ليبيا من بقايا شراذم الطاغية.

واسهب الرجل -في لقاء جمعه بقوى ثورة 17 فبراير بطرابلس مساء الاربعاء وتركز حول ضرورة إقامة الدولة المدنية ومؤسسات مجتمع مدني فاعلة- اسهب في شرحه للأسباب التي دفعته للاستقالة موضحا أنه لا يمتلك الأدوات التي تمكنه من تنفيذ رؤيته ومشاريعه لليبيا الحرة، وانه يمكن ان يفيد ليبيا في مواقع اخرى وانه لن يتأخر في خدمتها من أي موقع آخر .

وتحدث جبريل المتخصص في الدراسات الاستراتيجية، طويلا وبلغة بسيطة عن ضرورة إعادة بناء تفكير الشباب وتوجيههم لتشرب مبادئ الديمقراطية وبناء الثقافة الديمقراطية بينهم، محذرا من أن الإطاحة بالقذافي لا تعني الإطاحة بنظامه وتفكيره الشمولي الذي سيطر على عقولنا على مدى اربعة عقود، مؤكدا أن تطهير العقول من ثقافة القذافي المدمرة تستلزم سنوات من العمل الدؤوب والصبر على المكاره ونشر ثقافة التسامح بين الشباب.

ولكن يبدو ان السيد جبريل كان يحدث نفسه ، وأن الحضور المنوع من الجنسين ومختلف الاعمار الذين غصت بهم قاعة الشعب التي طابق اسمها لأول مرة الواقع، هذا الحضور كما يبدو انهم لم يفهموا ما دفع به رئيس المجلس من أفكار ورؤى وأعذار لا تقبل الجدل وتدفع كل عاقل الى الانتباه الى خطورة الموقف والبدء في التفكير والعمل الجاد والواعي لتدارك الموقف ووضع الحلول الجذرية لمعظلة تلوح في الأفق وتنذر بشر مستطير.

ما إن بدا الحوار بين جبريل والحضور حتى دخل القاعة شيخ بزي وطني ليبي ومعه كوكبة من الحراس (ذكرني المشهد بمسرحيات القذافي في لفت الانتباه واستقطاب وسائل الاعلام بحضوره المتأخر والمفاجئ للمؤتمرات الدولية) ، قطع جبريل رده على سؤال لأحد الحضور لدقيقة تقريبا ليساعد -ربما دون أن يدري او عن قصد- هذا الشيخ في شد انتباه الحاضرين اليه، وليؤكد على أهميته أعلن عن اسمه وانتمائه القبلي مبديا ترحيبا حارا به أثار عاصفة من التصفيق تجدر بهذا الشيخ وبقبيلته التي أحبطت برفضها لكل محاولات الرشوة التي عرضها القذافي لإخراجها من سياق الثورة وتحييدها، ويستكمل بعد هذا المشهد رده على السؤال المطروح..

فجأة انقلب المشهد بالقاعة من حوار عقلاني للتوعية بمخاطر المرحلة وضرورة الاسراع بوضع الحلول الناجعة لها، الى مسرحية خطابية تذكرنا بتلك المسرحيات التي كان يديرها العسكر عقب انقلاباتهم على حكوماتهم لإحكام سيطرتهم على مقاليد السلطة وترسيخ دكتاتورياتهم على الشعب بإعلانهم الاستقالة في وقت عصيب وغير مناسب، لتخرج الجماهير المرعوبة من العودة الى الماضي والمنومة بإسطورة المنقذ الذي وهبه الله لها مطالبة إياه بالعدول عن الاستقالة. هذا ما حدث بالضبط في هذه القاعة بطرابلس مساء الاربعاء، إذ استلم ذلك الشيخ ناقل الصوت ليلقى علينا كلمة حماسية ليس لها علاقة بموضوع الحوار الذي حضرنا من أجله، بل هي في نتيجتها تنسف الموضوع من جذوره.. هاج الشيخ وماجت الجماهير معه وعلا تصفيق وتكبير الحضور مطالبين جبريل بالعدول عن الاستقالة والاستمرار في منصبه، واسهب الشيخ في سرد انجازات جبريل وشجاعته في مواجهة الطاغية دونما تضخيم او زيادة؛ وتحول اللقاء من حوار جاد وعقلاني للتفكير في مستقبل ليبيا ما بعد القذافي، الى مهرجان صاخب من الهتافات التي تذكرنا بمهرجانات الطاغية التي تبدا وتنتهي دونما اي نتيجة، وفعلا بعد تلك الرقصة الصاخبة تفرق الحضور وغادر جبريل القاعة وعلت ابتسامات الرضا الوجوه التي اعتقد اصحابها انهم بهتافاتهم تلك انقذوا البلاد من طامة كبرى ستسببها استقالة جبريل، رغم ان الرجل لم يرد لا بالسلب ولا بالايجاب على تلك الهتافات.

شخص وحيد في القاعة يبدو في العقد السادس من عمره، وجهه مألوفا لدي، كان يصيح ملوحا بالرفض لما جاء في كلمة ذلك الشيخ وهتافات الجماهير، مطالبا بمنحه ناقل الصوت ليقول رأيه في الموضوع، لكن ذهبت كل محاولاته أدراج الرياح رغم وصوله أمام المنصة، فالجماهير التي لم تشف بعد من فيرروس القذافي علا ضجيجها ، وتبخرت محاولات ذلك الصوت النشاز وسط غثاء القطيع والمتشوق لراع يرعاه، ليخرج هذا وحيدا غاضبا معلنا ان ما يجري لا يبني ليبيا وأننا يجب أن نكون كلنا جبريل، وإلا فإننا لن نبني ليبيا حتى بعد قرن.. تبعته خارج القاعة وكان يغلي، حاولت ان استمع منه لرأيه، لكن حالة الغضب التي سيطرت عليه وتلك الجماعات المندفعة للخروج من القاعة وهي تثني على بطل مسرحية المنقذ، لم تسعفني في الحصول على شيء؛ وقتها تأكدت أن : الشعب يريد طاغية جديد!!! فهل يفعلها جبريل؟؟؟؟



#رحاب_العربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة القذافي ..أسطرة الأزمة والهروب من المسؤولية
- سيف الاسلام..صمت دهرا ونطقت كفرا؟؟


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - رحاب العربي - الشعب يريد.. طاغية جديد