أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - خالد إبراهيم المحجوبي - أيتام القذافي















المزيد.....

أيتام القذافي


خالد إبراهيم المحجوبي

الحوار المتمدن-العدد: 3521 - 2011 / 10 / 20 - 08:32
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



بعد سقوط القذافي وهروبه، ظهرت في المجتمع الليبي شريحة جديدة من الناس أُسميهم أيتام القذافي، أو ( أيتام معمر). هم الّذون أفلح إعلامه القوي في خداعهم، وطمس بصائرهم، وجلبهم إلى جانب القذافي، في مواجهة الشعب الليبي. وأقنعهم بأن القذافي هو ليبيا، وأنها هي هو.
كل ذلك بجهود عدد من الإعلاميين أشهرهم : شاكير، وهالة، وحمزة. هذا الثلاثي النكد الذي قام بجهود باهرة عجيبة في تضـليل الليبيين، وخداعهم، فكانوا بكل جدارة هم: أحط ، وأبخس،وأخزى، وأسوأ، وأحقر، وأخطر، ما واجهه الليبيون بعد القذافي، وعصابته المقربة.
وبجهود أولئك ظهرت تلك الجماعات من داخل المجتمع الليبي، من رجاله، ونسائه، ممن تميز أغلبهم بتواضع المستوى العلمي، والافتقار إلى الوعي بالواقع المحلي والعالمي. ورغم ذلك استأسدوا، وتنمروا طوال ستة أشهر، طوال عجاف. إلى أن هرب سيدهم، وتركهم أمام صدمة التحرير؛ لقد فقدوا أباهم، لقد صاروا أيتاماً، وبهذا هم يستحقون نوعاً من العطف .أليس الأمر كذلك؟؟
فهم في حاجة ملحة لمكان يلم شعثهم، ويضم شملهم، ويمكنهم فيه تعاطي خرافاتهم، وتبادل خيالاتهم، وأمنياتهم بعودة الفارس الأول ، والمفكر الأكبر ، والقائد الأوحد. وأن يتعاونوا على إبعاد حقيقة أنه لم يعد يملك إلا جهاز هاتف لاسلكي، وبعضاً من ذهب وأموال الليبيين التي سرقها قبل هروبه.
إن الرحمة والرأفة توجب علينا أن نوفر لهم مكاناً لا يسمعون فيه نشيد ليبيا، الذي يؤذي أسماعهم، بعد أن أدمنت مسامعهم الأغاني الممجدة، والمعظمة للقائد، والمعلم، والمنظر، والمُلهم . كذلك هم في حاجة على أن نُهيئ لهم محلاً لا يبصرون فيه علم الاستقلال الذي يؤذي أعينهم، بعد أن استمرؤوا منظر تلك الخرقة الخضراء.
كما أقترح أن توفر الدولة لهم ما يحتاجونه من أدوات الزحف، ليمارسوا زحفهم الذي أمرهم به أبوهم الهارب (أبو الزواحف) .
ولا أنسى أن أنبه على وجوب أن تكون أرضية المكان المخصص لهم، أرضية مستوية، ملساء، غير خشنة؛ حتى تساعدهم على الزحف عند صدور أوامر أبيهم بالزحف، عند أول اتصال قادم منه، أو من بوقه المشروخ (موسى إبراهيم)، الذي ختم حياته غائصاً في مستنقع الخزي، والهوان.
لقد استمرت سيئات القذافي حتى بعد سقوطه، فكانت آخرها أنه ترك وراءه أعدادا من أولئك الأيتام المساكين، الذين أمضَّهم الفراق، وأضجرهم النوى، وأحزنهم الغياب، عن ذلك القائد ، المرشد، المعلم، المنظِّر، الملهم، الذي لم يشهد له عالم الإنس والجن مثيلاً.
هرب العقيد وترك وراءه ركامًا من أناس آمنوا به ، دون برهان، وأحبوه بلا مبرر، وتبعوه دون أن يعلموا لماذا. كل ما في الأمر ،هم صدموا بهو الحرب ، وثم تسلط عليهم شرذمة من خونة الوطن، الذين قامت بدور تضليلي كبير وهم نوعان:
1-عدد من الإعلاميين المرتزقة الذين سخّروا جهودهم ومواهبهم؛ في خداع الليبيين، وإقناعهم بأن القذافي هو رمز ليبيا، وأن ثورة فبراير، ما هي غير صنيعة استعمارية في سياق مؤامرة دولية.
وقد كانت هذه الجريمة الإعلامية أكبر وأخطر ، من أي عملية عسكرية إرهابية، مما قامت به كتائب القذاف طوال حربها على الليبيين.
2- عدد من المشائخ الذين سخروا أنفسهم، ليدلسوا الحق، ويزورا أحكام الدين، ويموهوا تشريعاته، خدمة لملك القذافي، وتأييداً لسيطرته على الليبيين، بادعاء أنه هو ولي أمرهم، وأن طاعته واجبة. وكان من أشهر أولئك المشائخ المضللين: علي أبو صوة، وخالد تنتوش، المدني الشويرف. وبرغم شهرة هذا الأخير فإن ليبيا لم تشهد له أثراً علمياً ذا قيمة، ولا جهداً في الساحة الفقهية، ومن علامات خذلان الله له أنه اختار إنهاء عمره الطويل بهاته الوضعية المخزية.
ومما يجمع شيوخ القذافي أنهم أفراد لم تكن لهم أي قيمة في الساحة العلمية ، وأنهم مجرد نكرات بين العلماء وأهل العلم، وأنهم ظهروا واشتهروا في الوقت الذي امتنع فيه العلماء الحقيقيون على تسخير أنفسهم، ليكونوا أبواقاٌ للقذافي وحكمه الفائل، وسلطانه الزائل.
إن مما يؤسفنا، أن نرى بعد تحرير ليبيا، جماعات من أيتام القذافي تمني أنفسها بعودته، ليقود ليبيا إلى العلا، والمجد، وليقضي على الثوار. ومما يمضّ قلوبنا أن بعض هؤلاء الأيتام لا يزالون يشكلون مصدراً للإزعاج، والإيذاء لزملائهم، في بعض المؤسسات العامة للدولة، وبعض مراكز العمل كالمدارس، والمصارف، والوظائف العامة.
لقد نسي هؤلاء الأيتام أن القذافي هو من اغتصب الحكم بانقلاب فاقد للشرعية الدينية، والقانونية. ثم بدأ يقتل زملائه ورفاقه، ثم توجه بشره للشعب الليبي، وبدأ في بسط حكمه الاستبدادي عليه، وإتلاف ثرواته، وإزهاق أرواح أبنائه في حروب حمقاء مجانية، فمرة يحارب مصر، ثم يقذف بشباب ليبيا في أوغندا، ثم في تشاد، وغيرها؛ ليهلك الآلف ممن كانت ليبيا في مسيس الحاجة لهم.
لقد نسي أيتام القذافي أنه هو الذي جعل ليبيا ميدانا لاختبار أفكاره البلهاء، وتصوراته البلهاء، وقراراته العرجاء، ورغباته الهوجاء .
وقد نسي أيتام القذافي أنه هو من منع الليبيين من أن يقولوا إلا ما يريده هو، وأن يفكروا إلا فيما يرتضيه هو، وأن يعجبوا إلا بما يعجبه هو، وأن يكرهوا إلا ما يكرهه هو. وحين كبُر الأولاد سلطهم على العباد.
لقد جعل من ليبيا في مقدمة دول العالم المتخلفة، ونزع من الناس سلطتهم، وانتهب ثروتهم، ثم صار يمتنُّ عليهم، بأنه جعل السلطة والثروة بيد الشعب .لقد صدق لو كان يعني بالشعب أبناءه وعائلته التي حولها إلى عائلة مالكة، لكنها الآن مجرد عائلة هالكة.
وأختم بهذا السؤال إلى أيتام القذافي: ماذا بقي من القذافي؟ ثم أجيب بدلاً عنهم قائلاً: لم يبق غير ملك طريد، وسلطان هارب، ليس لديه إلا جهاز هاتف لا سلكي، وبعض الأموال التي سرقها من الليبيين، وبصحبته المتكلم باسمه، الذي ارتضي لنفسه أن يكون -في آخر عمره القصير- مجرد بوق أجوف، تافه، يقوم بدور المضلل، والكاذب الرسمي على الليبيين؛ فباع آخرته بدنيا غيره، لأجل سيده، وولي نعمته، معمر القذافي، الملك الطريد، والسلطان الشريد، والمجرم المريد.




#خالد_إبراهيم_المحجوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضيلة التناقض
- العربية بين الشرف والضعف
- من ضيَّع حضارتنا ؟شرُّ خلف لخير سلف
- لا شيعة تمزق، ولا سنة تفرق
- اتصالية النهضة واللغة القومية
- وحدة الأديان ، وتسويتها
- إسلامات مع الإسلام
- تفسير القرآن بين التجديد والاجترار
- الدين والدولة بين التواصل والتفاصل
- الخصومة الفارغة للاستشراق
- النشاط العسكري في العهد النبوي
- رسالة مسيحي إلى المسلمين
- الترجمة: بين تصور القيمة ، ومسؤولية الإتقان
- تجديد الفكر الديني
- الأدب عند الإغريق
- خصومة الفقه والتصوف
- المجاز عند الزركشي
- تأصيل حق الأمان في منظومة حقوق الإنسان
- (إشكالية الوضع التاريخي والتأريخي للدولة الفاطمية)
- الإعلام والتنمية : نظرة في الترابطية والتفاعلية


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - خالد إبراهيم المحجوبي - أيتام القذافي