أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند البراك - ربيع المنطقة و روحها الحيّة 2















المزيد.....

ربيع المنطقة و روحها الحيّة 2


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 3520 - 2011 / 10 / 19 - 21:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


و يرى خبراء، بأن ما يحصل في المنطقة على تنوّع اوضاع دولها، هو جزء و نتيجة من نتائج انتهاء مرحلة عالمية و انتقال الى مرحلة جديدة . . فانظمة و كيانات المنطقة العربية و الإسلامية في محصلتها النهائية لم تخرج عن كونها تابعة للأقطاب الكبرى بدرجات و اشكال كثيرة التنوع و التفاعل و التغيّر . . و نتيجة للتغيّر الهائل في مفهوم التبعية، التي صارت و كأنها تبعية متبادلة، كتبعية الأسواق والمستهلكين، للبلدان المتقدمة صناعياً، و بالمقابل تبعية الدول الصناعية للمواد الأولية ـ كالنفط ـ و للإحتكارات المالية و المصرفية . . حيث ماذا ينفع التكنيك بدون المواد الأولية و بدون رأس المال الضروري للإستثمار . . حتى صارت المنطقة جزءاً مقرراً و واضحاً من قلب العالم الذي يزداد ترابطاً، مما يصعب حصره بمقال . .
و بذلك فان الإحتكارات في سعيها للحفاظ على كياناتها و تزايد ربحيتها ضمن تطوّر قوانين تركّز الإحتكار، اضافة الى تشابك المصالح و تعدد الإقطاب الإحتكارية المتنافسة و تزايدها بظهور الجديدة منها، و اعادة اصطفافها المتكرر سواء بالتهادن او الحسم بمواجهة بعضها بالعنف، و في الأوضاع المتنوعة و ازمانها . . فإنها تتسبب باحداث فوضى (1) تعمل على توظيفها لصالحها من جهة و توظفها اطراف مواجهة لها سواء كانت عالميةً . . او اقليمية ممن يصطلح عليها قسم من الباحثين برأسمالية المحيط، او الرأسمالية الناشئة و الشائهة، بقوة النفط و المال و المضاربات التجارية، و توريد الأسلحة و المخدرات و تجارة الرقيق الأبيض . .
و تستمر الفوضى في ذلك حتى التوصل الى تركيع او عقد اتفاقات او توافقات فيما بينها . . في حالة تذكّر بنتائج الحرب العالمية الأولى و تقسيم المنطقة وفق اوضاعها آنذاك، بين احتكارات بريطانيا و فرنسا و الولايات المتحدة و عدد من احتكارات اوروبا الغربية و حرمان الألمانية و الروسية . . حيث تكشف تصريحات اخيرة لكبار وكلاء احتكارات فرنسية و روسية و صينية كبرى مدى محاولات الإحتكارات الأميركية للإستفراد بالمواد و المشاريع الستراتيجية في بلدان المنطقة لها لوحدها و حرمان الأخرى او السماح لها فقط مقابل شروط و عمولات تدفع لها . .
و من جهة اخرى تتصف رأسمالية المحيط الإقليمية، ببيوتاتها البترودولارية الفلكية ذات النزعة العسكرية و التوسعية لتحقيق اهدافها كانشاء ايران المتواصل و دعمها الميليشيات الدينية و الطائفية الواضح علناً في سوريا و لبنان و القسم العربي من العراق على سبيل المثال، لتحقيق ارباح فلكية لرأسمالها " وَقْفْ القدس " (2) . . باتباعها ستراتيج متواصل للحروب و تكتيك صدامات المجاميع الصغيرة المتواصل بهدف الإستنزاف للتوسع و لمزيد من الأسواق، الذي يتّبعه فيلق القدس في المنطقة ـ راجع مقابلة قناة الجزيرة التفصيلية مع محسن رضائي عن معاني تصنيع الصواريخ المحمولة على الأفراد، صيف 1998 . . اضافة الى خطب الرئيس الإيراني احمدي نجاد، فيما تتواصل فضائحها في التسليح و عقود النفط في مكاتب جزيرة كيش الذي وصل الى ابرام عقود طويلة الأمد مع ناقلات شركات إسرائيلية، فيما تدق طبول الحرب المقدسة ضدها.
اضافة الى صفقات السلاح الفلكية للسعودية و دول الخليج مع الغرب . . كما توضح في اعقاب تحقيق مكتب الجرائم المالية الكبرى، الذي قدّم للمدعي العام البريطاني تفاصيل عن تحويل مبالغ بملايين الجنيهات الاسترالينية الى حساب في سويسرا في اطار عقد بين السعودية ووزارة الدفاع البريطانية التي الزمت العقد لاحدى الشركات التابعة لمجموعة EADS التي تنتج مقاتلات اليوروفايتر لتحديث لنظام الاتصالات للحرس الوطني السعودي و القصور الملكية في السعودية، و ان اثباتات لفتت الأنظار الى ان الدفعات التي تمت مابين عامي 2007 و2010 مخالفة للقانون، و الى دعوة لإلتزام الصمت لكي لا تخسر الشركة امكانية الفوز بمناقصة لتقديم 179 طائرة امداد الطائرات المقاتلة في الجو بالوقود لصالح وزارة الدفاع الامريكية البنتاغون. ـ عن بي بي سي 9 / 10 /2011 .
و فيما تلعب الإدارة التركية في المنطقة دوراً سلمياً يكسب تأييداً بين شعوب المنطقة في اشادتها بالعلمانية كطريق ناجح للحكم في الدول الإسلامية حماية للدين و الدولة، و موقفها التضامني مع الشعب الفلسطيني ضد التجاوزات العسكرية الإسرائيلية، يرى قسم فيه دور هام لموازنة و تقليل خطر انفلات ايران عسكرياً من جهة، و انفلات اسرائيل و احتكاراتها المتمددة بلا ضجيج في المنطقة ـ منذ معاهدة كامب ديفيد ـ كما كشفت و تكشف فعاليات ربيع المنطقة . . فان الإدارة التركية لاتتورع عن قصف لاينتهي للكورد المدنيين بالطائرات و المدفعية في كوردستان العراق .
يجري ذلك في وقت تظهر في عالم اليوم السياسة الجديدة لأنظمة دول المنطقة ، سياسة الملفات و الأجندة المتناقضة ( فدولة ما تعقد اتفاقيات ستراتيجية في اجندة ما، مع دولة اخرى و هي تتنازع معها حد العنف في اجندة اخرى . . ) كنتيجة الى زيادة التغيّر السريع في مواقف الإحتكارات الناشطة في المنطقة من تنافس و خلاف و مشاركة، اضافة الى تزايد اجندة انتاج الإحتكار الواحد (3) ، الى ان ترسي رساميل الإحتكارات على حل ما لفترة مسماة . . في وقت يعلن فيه عن سعي لتحقيق نوع من الإستقرار الإقليمي في المناطق الملتهبة، كالإعداد الجاري الآن مثلاً، للقاء السعودي التركي العراقي الإيراني . .
و فيما يجري كل ذلك في غرف مظلمة و بعيداً عن الإعلام و الإعلان . . فان تدهور اوضاع الجماهير الكادحة الواسعة، مالكة الثروات قانوناً و ذات المصلحة الأساسية في التقدم و الرفاه و العيش الإنساني في المنطقة، و اطلاعها اليومي في عالم اليوم على حقائق و تفاصيل فضائح مايجري سواء على : شاشات القنوات الفضائية، اليوتيوب، الفيسبوك، و وسائل الإنترنت الأخرى . . فان ذلك يضاعف سخطها و هي ترى كيف من انتخبتهم و يحكمون، لاهين في مصالحهم و ملذاتهم و ارباحهم . . مهما زايدوا بشعارات و بمقدسات رغم انها تنهي عن ذلك !!
فيما يرى مراقبون ان صراعات حادة على مستويات متنوعة ـ كما سيأتي ـ تدور بين نزعة شعوب المنطقة بروحها الحيّة و تطلعّها الطبيعي للحرية و التقدم و قدراتها على التحدي و على الإتيان ببدائل تسعى بالبلاد للعيش بامان و رفاه و سلام في عالم اليوم . . و بين بدائل متنوعة للقوى الإقليمية و القوى الكبرى، يمكن ان يسفر عن تحقيق عدد من الحقوق، تفتح ابواباً لتحقيق المزيد، الاّ انها معرّضة للإنتكاس و التراجع، ان لم تتحوّل الى قوانين يعمل بها فعلاً، تذود عنها دولة قادرة و شعب تمثله احزاب تعي مسؤوليتها، من الجماهير و تنشط لها . . و منظمات مجتمع مدني تنشط بحرية وفق ضوابطها المصرّح بها .
و يرى مراقبون محايدون ان قدسية الحاكم الفرد الساعي لأظهار نفسه و كأنه مالك البلاد قد تحطمت الى حدود كبيرة . . فمنذ سقوط الطاغية صدام الذي صوّر نفسه و كأنه خالد و مقدّس، و عرضه على الشاشات مُساقاً الى القضاء و محاكمته و حكمه علناً و اعدامه، رغم ما احدث من صدمات لفئات من شعوب المنطقة و لظروف ذلك . . الاّ انها لعبت دوراً هاماً في توضيح ان الشعوب باطيافها ابقى من حكّامها مهما طغوا و تجبّروا و ان الشعوب و مطالبها تمثّل قوّة تلعب ادواراً هامة في تقرير مصائرها، كما يساق مبارك، و يلاحق القذافي و يتهدد بلاهوادة صالح و الأسد . .
و فيما يمكن ان توفّر تلك التغييرات فرصاً لتحقيق بديل اصلح كما مرّ ، الاّ ان ذلك و للأسباب المار ذكرها و غيرها، يفتح الباب ايضاً لصراعات كثيرة التعقيد بسبب ما انبنى في زمن الدكتاتوريات تلك سواء داخل البلدان او في آلية و ادوات تعاملها مع العالم و المنطقة في تلك الحقبة، اضافة الى ما يسببه غياب او ضعف المعارضة المنظّمة للدكتاتوريات تلك، بفعل القمع الدموي الذي مارسته عليها، باعتمادها اجهزة الأمن و القمع في حكمها حتى بوجود مؤسسات (دستورية منتخبة) الاّ انها صورية لكونها طوع بنان (الحاكم الدستوري) ، الأمر الذي مزّق تلك المعارضات و فرقّها، و اضعف تأثيرها على الجماهير التي ضاعت ثم لاذت بالمقدسات علّها تحميها . . و وظفت الدكتاتوريات ذلك بموقفها المداهن للإسلام السياسي .
اضافة الى ضعف بدائل الدكتاتوريات المنهارة، التي شملت من استغلّوا الفرص و من تسلّقوا بسرعة الى كراسي الحكم و الكراسي المقررة فيه . . و اخذوا يكررون ماقامت به الأنظمة التي تهاوت،
بواجهات ديمقراطية جداً و واجهات عفيفة عفاف الكتب المقدسة ؟! . . بسبب الفرص الذهبية للإثراء الطفيلي من جهة، و بسبب ضعف القدرة و الكفاءة على الحكم، او بسبب تماهيها مع ادوار حدّدت لها من قوى اكبر و الاّ خسرت ؟! (يتبع)


19 / 10 / 2011 ، مهند البراك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. التي سمتها رسميا ادارة بوش الإبن بـ " الفوضى الخلاقة " ،و تشمل الفوضى ضياع و اختلال القانون، انهيار و غياب الدولة كما في العراق . . اعمال النهب و السلب و الإنتقام و الثأر، ضياع السجلات الحكومية، الفوضى الفكرية و السياسية . .
2. وقُف القدس ـ Quds Stiftung ، اكبر رأسمال ايراني مسجل رسمياً بأسم الأخ الشقيق للفقيه الأعلى علي خامنئي، تدخل فيه واردات الأماكن المقدسة و اليه تعود قوات الحرس الثوري " سباه باسداران " و قوات المتطوعة " الباسيج " و قوات فيلق القدس، و تعقد معه اكبر الصفقات التجارية النفطية، العسكرية، المالية . . وفق وكالات الأنباء العالمية و خاصة الفرنسية و الألمانية .
3. كاحتكار تشيني النفطي العملاق مثلا .. الذي اضافة الى منشآت النفط و المعادن، يصنّع السيارات العسكرية و المدنية و المواد الغذائية و التجهيزات الجلدية و الكتانية العسكرية، كالأحذية العسكرية الكثيرة الأنواع و الحقائب و اللوازم العسكرية. . و الموصلات و الكابلات الكهربائية . .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربيع المنطقة و روحها الحيّة 1
- متى تقوم الحكومة بدورها لأجل الشعب ؟
- -التحرير-، الإغتيالات . . و تصاعد صراع الكتل !
- الصراع الطائفي الأقليمي و آفاق تلوح !
- الدكتاتور و جرذان - ربيع المنطقة - !
- ائتلاف - دولة القانون - . . الى اين ؟
- - التيار الديمقراطي- و التغيير المدني و الآفاق ! الرابع و ال ...
- - التيار الديمقراطي- و اليسار و الديمقراطية المدنية 3
- - التيار الديمقراطي- نحو الدولة المدنية الإتحادية ! 2
- - التيار الديمقراطي- نحو الدولة المدنية الإتحادية ! 1
- ربيع المنطقة و شبابنا و الطموح بنظام مستقل ! 2
- ربيع المنطقة و شبابنا و الطموح بنظام مستقل ! 1
- القمة السياسية و مشاركة ممثلي الإحتجاج السلمي !
- هل تتحطم المحاصصة على صخرة الإستبداد ؟
- لماذا أُخرجت المناضلة - ادور- من المؤتمر ؟
- محاصصة طائفية ام إستبداد ؟ !
- دولة المؤسسات و التهديد و الإسكات !!
- الجماهير بين الآمال و بين المتنفذين !
- مخاطر استمرار تجاهل مطالب الشعب ؟
- الإنتخابات المبكرة هي الحل !


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند البراك - ربيع المنطقة و روحها الحيّة 2