أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - الزحف الحكومي لاحتلال بغداد














المزيد.....

الزحف الحكومي لاحتلال بغداد


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 3520 - 2011 / 10 / 19 - 00:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لن نتحدث عن الأراضي التي اقتطعها النواب والمسؤولون على شواطئ دجلة ليبنوا فيها شققاً و(فيللات) ولا عن البيوت الفارهة التي تنبثق فجأة من بين أرجلنا لبعض حديثي النعمة من دون ان نعرف من أين تأتي الأموال التي تصرف على بنائها بغير حدود، ومن دون ان يحصل مجرد مواطن واحد على منزل برغم الوعود المتضخمة لتوفير السكن للمواطنين والمشاريع المقترحة ومنها مشروع بسماية الذي يظهر ان المواطن محدود الدخل عاجز عن حجز مكان له فيه.
لم يكتف المسؤولون الحكوميون بهذا، وها هم يزحفون لاحتلال فضاءات مطار المثنى لحجزها مكانا لبرلمانهم المقبل بعد ان حجزوا من قبل المنطقة الخضراء ومنعوا المواطنين من الدخول اليها وكأنهم في دولة أخرى. إذ أوردت الأخبار قبل مدة ان رئيس مجلس النواب وضع حجر الأساس لمبنى مجلس النواب الجديد الكائن في موقع مطار المثنى ببغداد, اذ سيشغل المبنى مساحة 200 دونم، ومن المعلوم ان معدي الخبر ربما خجلوا من ذكر المساحة بالأمتار المربعة ، اذ ان المائتي دونم تعادل 500 الف متر مربع أي بما يكفي لبناء 5000 دار سكنية بمساحة 100 متر مربع لكل منها.
ونحن هنا لن نطلب من أولي الأمر في الحكومة بناء مجمع سكني في موقع مطار المثنى بدلا من بناية مجلس النواب فتلك مسألة معقدة ترتبط بعموم السياسة الإسكانية الفاشلة التي أخفقت فيها الحكومة أيما إخفاق طيلة السنوات الثمان منذ التغيير في 2003، ولكننا نطلب منهم ان يتركوا لنا ارض مطار المثنى كفضاءات عامة تخصص للترفيه عن سكان العاصمة الذين ربما تجاوز عددهم السبعة ملايين نسمة، ولن يجدوا أي أماكن للترفيه عدا مواقع قليلة ومنها متنزه الزوراء، ومسوغات مطلبنا لتنفيذ مساحة مطار المثنى كموقع ترفيهي هو وقوعه في مكان فريد اذ انه يقابل الزوراء التي لم تعد تكفي كمرفق ترفيهي لأبناء العاصمة والزوار لا سيما إذا عاد الوضع الاعتيادي الى العاصمة، برغم تيقننا من ان هناك من النواب من يفكر بان الأمور الطبيعية لن تعود وان الفرصة مؤاتية للاستيلاء على ما تبقى من مساحات فارغة في العاصمة بعد ان جرى الاستيلاء على شواطئها المطلة على النهر؟
وكما قلنا فان موقع مطار المثنى الفريد يمثل فرصة نادرة لإنشاء متنزه آخر مع مرفقاته السياحية يقابل الزوراء ليحتوي اكبر عدد من سكان العاصمة بجانبي الكرخ والرصافة المتحرقين شوقا لممارسة حياتهم الاعتيادية والتمتع بما تبقى من أعمارهم التي ذهبت اعوامها هباء بسبب الحروب و العنف المسلح وفساد المسؤولين، كما ان من حق المواطن العراقي ان يتساءل هل ان (المنطقة الخضراء) ستبقى خضراء لذوي النعمة وهل ستضاف المنطقة المقترحة في مطار المثنى لتغدو خضراء اخرى يمنع على المواطن التجول فيها، و لماذا لا يتركوا مركز بغداد لأهلها ولزوارها يتمتعون بها ولينشئوا هم مراكز الدولة والحكومة خارجها.
نرى ان الضرورة الملحة تستدعي ان تترك المساحات الفارغة الموجودة في مركز العاصمة والقريبة إليها محجوزة لأغراض الخدمة العامة وان ترحّل المراكز الحكومية و حتى التجمعات السكانية ـ مثل ما حصل في مجمع سماية ـ الى أطرافها وبهذا فقط نضمن توفير المناخات الملائمة لتمتع اهالي العاصمة بفضاءات التسلية الملائمة لحاجات عائلاتهم التي توفرها لهم تلك المناطق اذ اننا يجب ان لا نخطط ليومنا فحسب بل وللمستقبل ايضا.
ان ما يدفعنا الى الإشارة الى تلك الأمور هو ان أماكن التسلية والتنزه في العاصمة بغداد آيلة الى الانحسار بصورة خطيرة، وحتى المرافق الموجودة منذ مدة طويلة يجري التنافس بشأنها ومنها مدينة الألعاب في الرصافة التي افتتحت رسمياً في العام 1966 ابان حكم الرئيس الأسبق عبد الرحمن عارف، والتي كانت مرفقا مهما يمارس فيه الاطفال ولاسيما في المناسبات ألعابهم، ثم برزت المشكلة بشأنها فجأة منذ أعوام و وصلت الى ذروتها في 4 / 10 / 2007 حين قامت سرية طوارئ أمانة بغداد بغلقها في نزاع بينها وبين الشركة المسؤولة عن إدارتها بوجه الزوار ثم قامت وزارة المالية بعد ان دخلت كطرف ثالث في الدعوة بصفتها المالك الحقيقي للأرض بمطالبة الشركة بتسديد الأجر المستحق للسنين السابقة والحالية وعلى حسب تقدير المحكمة، ويقول المسؤولون في الشركة انهم قاموا بدفع تلك المستحقات الى وزارة المالية.
إذا كانت الأمور تجري هكذا فيما يتعلق بمرافق التسلية والتنزه القائمة، فالأحرى بنا ان نقلق بصورة اكبر على ما يجري العمل به الآن من مشاريع في ظل الفساد المتفاقم في مؤسسات الدولة وفي ظل التسابق غير المشروع لتحقيق المنافع الشخصية على حساب مصالح الناس وبضمنها الاراضي الفارغة الواقعة ضمن التصميم الأساس لمدينة بغداد والتي يسعى البعض الى الاستئثار بها لخدمة فئات معينة من المجتمع بدلا من إشاعتها لعموم الناس مثلما يجري الآن بشأن اقتطاع مساحات كبيرة من مطار المثنى لأعضاء مجلس النواب الذين لا يمارس أكثر من نصف أعضائه في أحسن الأحوال مهام عملهم بصورة طبيعية ويتغيبون باستمرار عن الجلسات منشغلين بأمور أخرى شخصية ليست لها علاقة بالمهام التي انشأ مجلس النواب من اجلها من قبيل سفراتهم المكوكية الى الحج او للدول الأخرى بمناسبة او من دونها.
لقد اقترح بعض الإعلاميين في أعمدتهم الصحفية على النواب والمسؤوين الحكوميين، ان يذهبوا ليقيموا مؤسسات الدولة والحكومة في (بسماية) واطراف بغداد وان يتركوا مطار المثنى ومعسكر الرشيد والمناطق الاخرى في مركز العاصمة او القريبة منها ليخصصوها كمراكز ترفيه وأسواق تجارية ومقاه ومرافق خدمية اخرى، وقطعا فإننا سنضم صوتنا إليهم كي لا تنحسر فضاءات التسلية بوجه سكان العاصمة لتغدو جميعها (مناطق خضراء) ولكن للمتنفذين فقط في حين يحضر على المواطنين دخولها الا بهويات خاصة و (باجات)، ولربما بجوازات سفر!.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيقة أسعار شقق بسماية!
- رفقاً بالطلبة!
- مهنة متاعب .. أم مهنة سرقات؟!
- الكهرباء لعبة سياسية متقنة
- هل تحققت الديمقراطية في العراق؟
- نهاية عقيد
- مُتنفس النواب للفرار بالغنيمة
- تنمية الشعور بالمواطنة
- ثلاث صفقات تجارية فاسدة في عشرة ايام!
- آلية غير منصفة لتنفيذ القرارات
- سلف المالية وعود من دون إجراءات
- الكهرباء في قبضة الاحتيال
- (الفاو) و (مبارك) في خضم سباق المصالح
- لنغتنم فرص الارتقاء بالبلد
- التسويف في ترشيق الوزارات
- نزاهة الزعيم
- الحلقات المفرغة للوضع العراقي
- من ينصف الأرامل في يومهن؟!
- محاولات حرف مسار التنافس السياسي
- من يتجشم المسؤولية بعد عناء الايام المائة؟


المزيد.....




- ماذا قالت المصادر لـCNN عن كواليس الضربة الإسرائيلية داخل إي ...
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
- CNN نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تهاجم مفاعلات إيران
- إعلان إيراني بشأن المنشآت النووية بعد الهجوم الإسرائيلي
- -تسنيم- تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان
- هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني - لحظة بلحظة
- دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد -سل ...
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - الزحف الحكومي لاحتلال بغداد