أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - شاكر النابلسي - أيها الثوار الأحرار الأبرار: احسنتم وإلى الأمام














المزيد.....

أيها الثوار الأحرار الأبرار: احسنتم وإلى الأمام


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3519 - 2011 / 10 / 18 - 05:50
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    




-1-

ظاهرة نادرة وغير مسبوقة في تاريخ العرب قط.

فلم يسبق للعرب، أن ثاروا كما يثيرون اليوم.

ولم يسبق لهم أن طالبوا برؤوس حكامهم، كما يطالبون اليوم.

وهم محقون كل الحق في ذلك.

فلم يسبق أن حكم منطقة من مناطق العالم، حكام "غنم وبجم" كهؤلاء الحكام السارقين، الناهبين، الغاصبين بالقوة، والسطوة، وبالتاريخ، وبالدين، وبالمال .. الخ.



-2-

لقد استطاع الثوار العرب الآن، أن يضعوا في أعيننا جميعاً – نحن المثقفين - "ملحة" و(يُخجِّلوننا) من أنفسنا – نحن المثقفين الثرثارين المتقاعسين - ومنهم.

فهم يخجِّلوننا من أنفسنا، لأنه ما زال بيننا من المثقفين الأكاديميين من يُشكك، ومن يُجدِّف بقاربه المثقوب، في مياه نهر الثورة المتدفق. فهو يقف كالصخرة الصمّاء البلهاء وسط نهر الثورة المتدفق. فلا الصخرة قادرة على امتصاص الماء، ولا هي قادرة على الانزياح جانباً، لكي تدع ماء نهر الثورة يتدفق.



-3-

وهم يخجِّلوننا من أنفسنا، لأن ما زال بيننا بعض الدينيين المتطرفين القروسطيين، يحذروننا من مغبة الشرب من مياه نهر الثورة، التي يرمونها بالتلوث الغربي، وبالجهل الشرقي، وبالظلامية. وما زال هؤلاء يرددون كلام الحكام البلهاء، من أن هؤلاء الثوار الأحرار الأبرار مجموعة من العابثين، والمشعوذين، الخارجين على القانون (قانون الحكّام) والنظام (نظام الحكّام).



-4-

وهم يخجِّلوننا من أنفسنا، لأن ما زال بيننا من يُصدِّق وعود هؤلاء الحكّام في الإصلاح والتغيير، وبناء المؤسسات الدستورية، وتغيير وتعديل الدساتير (البساطير)، وكتابة دساتير جديدة، وإجراء انتخابات نزيهة وشفافة.

فلماذا كل هذا الآن، وليس البارحة؟!

فلماذا الآن، كل هذه الوعود الوردية الكاذبة، وليس قبل شهر أو شهرين، أو سنة أو سنتين، وهم - أي الحكّام- في الحكم منذ عشرات السنين، ولم يفطنوا، ولم يسمعوا صراخ الشعب، إلا الآن فقط؟!

فيا للعجب..!

ويا للكذب..!

فهؤلاء الحكام لا يعلمون أن الأنظمة العربية، شأنها شأن الاتحاد السوفيتي المنهار، إذا حاول أحد إصلاحه (كما حاول غورباتشوف في البروسترويكا عام 1985) إنهار بالكامل، كبرج البسكويت، وامَّحى من الخارطة السياسية الدولية. كذلك هي الأنظمة العربية، التي بُنيت على أساس فاسد، فكان بناؤها فاسداً!



-5-

ونحن نخجل من أنفسنا الآن، لأننا ننافق هؤلاء الثوار المسفوكة دماؤهم، بينما لا نسفك نحن غير الحبر الأبيض، الذي لا يقول، ولا يفعل شيئاً.

ونحن نخجل من أنفسنا الآن، لأننا عجزة سناً، وطاقةً. ولا نجيد غير الثرثرة على المصاطب، وتصيّد ذباب أخطاء بعضنا.



-6-

لقد سبق وقلنا أن في العالم العربي نوعين من الدكتاتورية: حمراء، وخضراء.

الحمراء، وهي التي تتمسك بالحكم، وترفض التخلّي إلا بالحرابة كليبيا، واليمن، وسوريا الآن.

والخضراء، وهي التي تسارع إلى التخلّي عن الحكم بمجرد إشارات من الشارع، كما تمَّ في مصر، وتونس.

ولكن تبيَّن لنا الآن، أن ما تبقى من أنظمة الحكم العربية، هي دكتاتوريات حمراء، لن تتخلّى عن الحكم إلا بالحراب والحرابة.

لماذا؟

لأن كرسي الحكم – بالنسبة لها - كالدجاجة التي تبيضُ ذهباً كل يوم، لصالح صاحب الكرسي، ولجيبه الخاص.

ألم تبض هذه الدجاجة في الأمس (كواشين طابو) الأراضي (الميري) التي استولى عليها صاحب الكرسي؟

ألم تبض هذه الدجاجة في الأمس، المليار دولار الخليجي الذي استولى عليه صاحب الكرسي، واستقال محافظ البنك المركزي (فارس شرف) على إثرها احتجاجاً، وتبعته والدته (ليلى شرف) بالاستقالة من مجلس الأعيان؟



-7-

أيها الثوار الأحرار الأبرار على الضفة الشرقية من النهر، امضوا على بركة الله، وبركة الحق والحقيقة.

لقد استيقظتم مؤخراً، وخرجتم من الكهف، عندما أدركتم أن السمكة – كما يقول الفرنسيون – تفسد من رأسها. فطالبتم – لأول مرة - بقطع رأس السمكة الفاسد، كما طالب الفرنسيون برأس لويس السادس عشر في 1789.

فبوركتم.

وقد اقتنعتم، بأن السمكة، هي التي التهمت أراضي الوطن (الميري) البارحة، لكي تبيعها، وتقامر بها.

ثم اقتنعتم، بأن السمكة، هي التي استولت على المليار دولار الخليجي، لكي تقامر به في لندن، وباريس، ومونت كارلو، ولاس فيجاس..

لذا، طالبتم بكل وضوح وشجاعة، وأنتم على الضفة الشرقية من النهر بقطع رأس الفساد .. رأس السمكة، التي تحوّلت إلى حوت بالع، وإلى قِرْش مفترس، لكل مدخرات وثروات الوطن الفقير بماله، الغني بكم، وبصوتكم الثائر الحر الشجاع.




#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن نسكت أبداً بعد اليوم
- من الزيتونة الى الأزهر ومن باب العزيزية الى درعا
- قوة الأنظمة العربية في قهر شعوبها!
- التعديلات الدستورية الأردنية بين الدولة والشارع
- من هي -المرجعيات العليا-.. في ليلة القبض على المليار دولار؟!
- الكبائر يرتكبها الكبار ويقع فيها الصغار!
- كيف استطاع الهاشميون حكم الأردن أكثر من 90 عاماً؟!
- البحث عن الضرورة وصفي التل
- (على عينك يا تاجر): فضيحة سرقة وطن بأكمله!
- مهزلة التعديلات الدستورية الأردنية
- الثقافة العربية أمام تحديات التغيير
- كيف تركب الأنظمة العربية (سفينة نوح) وتنجو
- ثورة ووحدة -بلاد الشام-
- هل هناك ديمقراطية ذات صناعة أمريكية؟
- ما تحتاجه مصر وثورتها الآن!
- (شو) معنى انضمام الأردن لمجلس التعاون الخليجي؟
- هل أصبحت الثورات العربية في مأزق حرج؟
- دور الأصولية في دعم الدكتاتورية القروسطية
- انجازات الهاشميين بعد تسعين عاماً!
- ضرورة الانتقال من الثورة الى الدولة


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - شاكر النابلسي - أيها الثوار الأحرار الأبرار: احسنتم وإلى الأمام