أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ديانا أحمد - التنوع سنة الله فى الكون















المزيد.....

التنوع سنة الله فى الكون


ديانا أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3519 - 2011 / 10 / 17 - 19:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


(ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين)

(يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) .. أى كل البشر سواسية وكلهم أشقاء فى الحقيقة من أب واحد وأم واحدة .. وجعلتهم الإرادة الإلهية مختلفين ومنقسمين شعوبا وقبائل ، من أجل التعارف ويدخل فى التعارف التزاوج والتصاهر والتآلف والتعاملات الاجتماعية والاقتصادية والتجارية وكافة أشكال التعاون الدولى والروابط الإنسانية ..



(ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم) .. خلقهم من أجل أن يكونوا مختلفين ومتنوعين فى كل شئ فى لغاتهم وأديانهم وأجناسهم وألوانهم ومشاربهم وأفكارهم وأيديولوجياتهم .. هو لا يريد اللون الواحد .. وإلا لخلق السمك مثلا من نوع واحد .. ولخلق من أسرة القطط نوعا واحد كالأسد مثلا ..



(ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) .. هذا موجه للرسول يزجره الله عن محاولة إكراه الناس على اعتناق دين أو ترك دين .. فما بالك بمن هم أدنى من الرسل أى البشر العاديين ، وبالطبع الإخوان والسلفيون أدنى من الرسل .. فإن كان الرسول ممنوع عليه إكراه الناس على اعتناق دين أو ترك دين ، فكيف بك يا سلفى يا هلفوت ، ويا إخوانى يا هلفوت ..



لو كان الله يريدنا دينا واحدا ولغة واحدة ومذهبا واحدا وقارة واحدة ولونا واحدا لانتفت المعجزة والعبقرية .. ولفعل ذلك .. ولكن الله يريد هذا التنوع الكبير الثرى .. وهذا التنوع هو صفة الكون كله .. سواء على الأرض بما فيها من بشر وحيوانات ونباتات وجمادات أو فى الفضاء الخارجى من كواكب ونجوم إلخ .. وإلا لكان خلق الأرض قارة واحدة ونوعا واحدا من الطيور ونوعا واحدا من الأسماك ونوعا واحدا من الفاكهة .. على سبيل المثال .. يكفى الإطلاع على عدد أجناس وأنواع الكائنات الحية والإطلاع على تصنيف المملكة الحيوانية والمملكة النباتية ، والإطلاع على مدى التنوع اللغوى والدينى والفكرى والمذهبى والأنثروبولوجى والتاريخى للإنسان لفهم ما أقصد ..



حتى كواكب المجموعة الشمسية مختلفة الأحجام والأشكال والألوان والبيئات وعدد الأقمار والتوابع ..



(ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون) ... آية مهمة جدا ولا يعمل بها السلفى ولا الإخوانى .. آية تكرس احترام الأديان الأخرى ولو كان المسلم غير معترف بها أو لا يراها على الحق .. ولا ينبغى تفسيرها فقط على سب آلهة الأديان الأخرى بل يتعدى تفسيرها إلى فكرة احترام الأديان الأخرى ولو على الأقل من أجل أن يحترمنا أهل الأديان الأخرى سواء كانت إبراهيمية مثل الإسلام ، أو كانت البوذية أو الزرادشتية أو أو الهندوسية إلخ ... فلو تعاملنا باحترام مع الأديان الأخرى لعوملنا باحترام .. أما إن قمتم بالتشكيك فى الأديان الأخرى فأنتم تفتحون لأهل هذه الأديان الباب للتشكيك فى دينكم وكتابكم .. فما الداعى للتحارب والتنازع الدينى والمذهبى ..



نحن بحاجة للاقتناع بأننا جميعا أشقاء وأن نقيم أنفسنا بأننا بشر لا نقيم أنفسنا بأدياننا ولا لغاتنا ولا ما هو مختلف فينا بل بما هو متشابه ومتفق فينا .. نحن بحاجة للاقتناع بأننا جميعا أشقاء من أب واحد وأم واحدة فى النهاية وفى البداية ، فلا داعى للتشاحن والفتن الطائفية والمذهبية والحروب الدينية والنعرات الدينية والدول الدينية .. نحن بحاجة إلى الأخوة البشرية (الإخاء الإنسانى) ..



كما قال المتصوف الكبير محيى الدين بن عربى :



لقد كنتُ قبل اليوم أنكر صاحبي إذا لم يكن ديني إلى دينه داني

فأصبح قلبي قابلاً كل صورة فدير لرهبان ومرعى لغزلان

وبيت لأوثان وكعبة طائف وألواح توراة ومصحف قرآني

أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه فالحــــب ديني وإيماني





وكما ضرب الإخوان والسلفيون مثلا فى التخلف والتعصب وإشعال الفتن والنعرات الدينية والمذهبية .. وتكفير أهل دينهم وأهالى الأديان والمذاهب الأخرى ...



ضرب الغرب والتنويريون مثلا مشرقا فى التمدن والتحضر .. حين أخذوا بالأيديولوجيات التنويرية التقدمية علمانية ويسارية وليبرالية ..



وضرب المتزوجون والمتزوجات بشركاء من أديان أخرى أو مذاهب أخرى أو بلدان أخرى Interfaith Marriage , Transnational Marriage , Mixed Marriage .. ضربوا مثلا ممتازا يحتذى به فى التعايش والتوافق والأخوة البشرية ..



فكان زواج المسلم بالمسيحية أو اليهودية وحتى البوذية والهندوسية والبهائية واللادينية .. وزواج الشيعى بالسنية والسنى بالشيعية .. وزواج المصرى بالتونسية أو السورية أو الجزائرية أو العراقية أو الحجازية أو الليبية أو الإيرانية أو الفلسطينية أو اللبنانية إلخ أو الألمانية أو الإيطالية أو الأمريكية أو الإنجليزية أو الروسية إلخ .. أو بالعكس ..





وغاندى الذى كما قلنا فى مقال سابق ، لم يتخلى عن هندوسيته ولكنه أيضا لم يميز فى المعاملة ضد الأديان والمذاهب الأخرى من مواطنى شعبه أو الشعوب الأخرى .. ولم يتصادم مع الأديان والمذاهب الأخرى .. بل توصل لرؤية عبقرية توافقية تقريبية توحد الأمة الهندية ..



أما السلفى والإخوانى فلا يمر يوم إلا ويتصادم فيه ويخلق عداوة ويتهجم فيه على إنسان ويكفره ويمارس ضده العنف والإرهاب اللفظى والجسدى سواء كان هذا الإنسان مسلما أم مسيحيا أم يهوديا أم بهائيا أم بوذيا أم لا دينيا إلخ .. وسواء كان هذا الإنسان على مذهبه أو على مذهب مختلف .. شيعيا أو صوفيا أو أشعريا إلخ .. أو يتبع أيديولوجية مختلفة فيكون علمانيا أو ليبراليا أو يساريا إلخ .



والأزهر وقع فى نفس عدائية الإخوان والسلفيين هذه ويتبع نفس أسلوبهم وأصبح هو وهم يد واحدة ..



إن الحياة مبنية على التنوع والتعددية أيها السلفى وأيها الإخوانى .. تماما كتنوع ألوان علم مصر وعلم سوريا .. وليست أحادية كعلم سيدتكم وممولتكم وولية نعمتكم وخالقتكم (المملكة السعودية )



- ياقوت وعاج وأبنوس ، والعاج مرصع بنسر من ذهب .. علم مصر .

ياقوت وعاج وأبنوس والعاج مرصع بنجمتين من زمرد .. علم مصر الناصرية (الجمهورية العربية المتحدة) .. وعلم سوريا ..



أما علم الكيان السعودى فعفن وطحالب خضراء كريهة الرائحة بالصرف الصحى ، يعلوها بعض الزغب الأبيض أو مزق من كفن ضحايا آل سعود وضحايا مؤسستهم السلفية الرسمية .



#ديانا_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم ظاظا فيلم أهمله إعلامنا ويستحق الاهتمام به والتوقف عنده ...
- دروس غاندى فى الأخوة الإنسانية ، فتعلم يا سلفى ويا إخوانى
- وثيقة على السلمى ومراحلها .. وملاحظاتى عليها
- حوار مصرى مسلم سنى مع نفسه
- كيف تتخلص من تهمة -الاساءة للاسلام- Anti - Islamism (التى نظ ...
- حرية إلا نصف
- لا لتغيير علم مصر إلى صورة غير صورته الحالية ، ونعم لمادة فى ...
- دستور جمهورية تركيا - الجزء الثامن والأخير
- دستور جمهورية تركيا - الجزء السابع
- دستور جمهورية تركيا - الجزء السادس
- يعنى إيه دولة إسلامية ؟
- دستور جمهورية تركيا - الجزء الخامس
- أى نصر وأى عيد أحتفل به ؟!! - تتمة
- تشريح نفسى لشخصية السلفى والاخوانى
- خواطر من مفكرتى
- أى نصر وأى عيد أحتفل به ؟!!
- دستور جمهورية تركيا - الجزء الرابع
- ما كان عبد الناصر اخوانيا ولا سلفيا ولكن كان علمانيا يساريا ...
- متى تقوم جمهورية الحجاز ونجد وترى النور ؟ - تتمة
- متى تقوم جمهورية الحجاز ونجد وترى النور ؟


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ديانا أحمد - التنوع سنة الله فى الكون