حركة الاحتجاج ضد سلطة الرأسمال تجتاح العالم

رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 3518 - 2011 / 10 / 16 - 20:36
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

تزامنا مع انعقاد مؤتمر وزراء المالية لبلدان قمة العشرين وتلبية لنداء سابق من حركة "الغاضبون" ، اجتاحت عواصم العالم وكبريات المدن الأوربية، يوم أمس السبت 15 تشرين الأول، تظاهرات عارمة شارك فيهات مئات الآلاف منددين بالسلطة اللا محدودة للأسواق المالية و بالسياسات الخاطئة التي تتبعها حكومات العالم الرأسمالي "لمواجهة" الأزمة المالية، صاحبت بعضها أعمال عنف و مواجهات مع الشرطة. شملت الحركة الاحتجاجية لندن وروما ومدريد و لشبونة و بروكسل و برلين و فرنكفورت ولاهاي، وكما تشير وسائل الإعلام فان التظاهرة الأكبر في أوربا جرت في روما حيث وصل عدد المشاركين فيها إلى 200 إلف متظاهر وشهدت إعمال عنف و مواجهات مع الشرطة، عندما حاولت مجموعة صغيرة من المتظاهرين الملثمين إشعال النار في إحدى البنايات التابعة لوزارة الدفاع الايطالية، وفي لندن حدثت أيضا مواجهات مع الشرطة عندما اندفع جمع من المتظاهرين باتجاه البورصة التي حرصت الشرطة على تطويقها من جميع الجهات، و في التجمع الذي جرى أمام كاتدرائية سانت بول قال، جوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس "إن النظام المصرفي في لندن هو المستفيد من الفساد المالي".

شارك 6000 متظاهر، في التظاهرة المركزية أمام البنك المركزي الأوربي في عاصمة الأسواق المالية الاوربية، مدينة فرانكفورت الألمانية حيث البورصة الرئيسية، يمثلون قوى اليسار و النقابات العمالية و شبكة المعادين للعولمة و حركة احتلوا فرانكفورت على غرار „Occupy Wall Street ، وقد قام المحتجون بنصب الخيام للاستمرار بالاحتجاج لفترة طويلة، وفي برلين ساهم 10 آلاف متظاهر اتجهوا إلى مقر الحكومة الألمانية و حاولوا نصب الخيام أمام مقر المستشارة الألمانية، إلا إن الشرطة قامت بمنعهم من ذلك. أبدى، الرئيس المستقبلي للبنك المركزي الأوربي، ماريو دراغي تفهمه لغضب الشبيبة الأوربية، جاء ذلك في تصريح له، على هامش اجتماع وزراء المال لبلدان قمة العشرين، لوسائل إعلام ايطالية في العاصمة الفرنسية باريس " يحق للشبيبة ان تعبر عن غضبها"، ولكنه حذر من أن تتحول التظاهرات إلى حالة من التدهور. شهدت عدد من مدن أسيا و المحيط الهادئ كذلك تجمعات لمئات المتظاهرين شكلوا بداية لانطلاق حركة احتجاجية هناك وشمل ذلك مدن هونكوك، طوكيو، سيئول، سدني.
يعود انطلاق حركة " الغاضبون" إلى الثلاثين من حزيران الماضي، عندما اجتاحت حركة احتجاجية واسعة العاصمة الاسبانية مدريد و مدن أخرى ضد الفساد السياسي و تحميل الناس أعباء الأزمة المالية وقد تبنت الحركة في حينه نداء يدعو لحركة احتجاج موحدة في الخامس عشر من تشرين الأول في عموم أوربا. امتدت حركة الاحتجاج لتأخذ طابعا عالميا، إذ انطلقت التظاهرات في اليونان ضد سياسة التقشف الجائرة، و في إسرائيل نصب المتظاهرون الخيام احتجاجا على ارتفاع أسعار المنازل و من اجل العدالة الاجتماعية، واحتل آلاف الأمريكان بشكل سلمي في الأسابيع الأخيرة الوول ستريت مركز سلطة راس المال العالمي، وتشير تقارير لجنة تنسيق الحركة الاحتجاجية في الولايات المتحدة الأمريكية إلى شمول الحركة الاحتجاجية إلى الثامن من تشرين الأول الحالي 865 مدينة.
لقد اتسعت حركة الغضب كالنار في الهشيم لتمتد من الشمال الأفريقي عبر لشبونة و مدريد لتصل إلى اثنا و القدس و هي اليوم تجوب الولايات المتحدة الأمريكية. إن مئات الآلاف من الشبيبة و العوائل لم تعد مستعدة لدفع فواتير الأزمة التي تمتد جذورها في النظام الرأسمالي، والتي صعدت من حدة تأثيراتها مضاربات الطغمة المالية و المدراء التنفيذيين للبنوك الكبيرة. تطالب الحركة الاحتجاجية بالديمقراطية الحقيقية و العدالة الاجتماعية و الشفافية و قد نجحت في جعل نشاطها المتميز في السبت الماضي محطة هامة على طريق تحقيق أهدافها المشروعة.
تمثل الحركة الاحتجاجية الإطار الجامع لكل المتضررين من الفساد المالي و السياسي " هم يريدون تدميرنا لتنفيذ المزيد من التخفيضات في النفقات الاجتماعية وبيع الممتلكات العامة" هذا ما أكد عليه بيان حركة الغاضبون في مدريد، وهو ما يحصل ألآن، فالنظم الاجتماعية يجري تدميرها وشدة العمل تتصاعد بجنون و معدلات البطالة في ارتفاع مستمر، وعلى الشبيبة أن يوطنوا أنفسهم منذ البداية لخيبة الأمل وغياب الأفق، وكرامة الإنسان تتعرض للتجاوز في ظروف يصعب القبول باستمرارها، ولهذا تدعو حركة الغاضبين الى الاحتجاج و المقاومة وتطالب الحكومات بما يلي:
- تأميم البنوك الكبيرة و الكشف عن ميزانياتها ليعلم الناس أين تذهب الأموال.
- إعادة توزيع الثروة و تغيير السياسة الضريبية ليتحمل أعباء الأزمة من يملك الأكثر: البنوك، المؤسسات المالية و مالكي راس المال الكبير.
- المطالبة بالرقابة الشعبية على الاقتصاد و الإنتاج.
- عدم تسديد الديون غير الشرعية فهي ليست ديوننا، نحن غير مدينين، و لهذا لا نبيع شيئا و لا نسدد إي شيء.
- نطالب بالديمقراطية الحقيقية ألآن.

#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات