أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - من عالم إلى أخر10/6














المزيد.....

من عالم إلى أخر10/6


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3518 - 2011 / 10 / 16 - 15:25
المحور: سيرة ذاتية
    


(أفلاطون: المعرفة تذكٌر والجهل نسيان.)

كلما تعمقت في معاني المفردات التي وردت في جواب والدي لسؤالىَ الأخير(الحلقة10/5)* كان الخوف يتغلغل في أعماقي أكثر. لم أكن قادرا، في البدء، على التمييز فيما إذا كان كلامه كأي حديث عابر، أو وصايا محددة يروم والد أن يوصي بها لأبنه حول كيفية التعامل مع متغيرات الحياة في المستقبل. إنتظر إلى أن يبْلُغَ إبنه سن الرشد، ويخوض معه تجربة حياتية بنجاح ، ويعرف مدى تحمله لمواجهة مصاعب الحياة، عندها يقول له بشكل مباشر إفعل ما تشاء، لأنني سأغيب عنكم ونفترق مرة أخرى إلى أجل غير معروف، وقد لا نلتقي ثانية.
لم يسبق لي أن سئلت والدي الكثيرمن الأسئلة ولا فتح معي مثل هذه المواضيع باستثناء تعليقاته وتوضيحاته على ما كنت أطالع من كتب خارج المنهج الدراسي، عندما كنت أُقدم له من وجهات نظري حول محتوياتها، ولكنه بالمقابل شجعنى أن ألعب الشطرنج وأُمارس هواية تتطلب العمل المتأني والدقة والصبر والقليل من المال، وهي تخريم الخشب، حيث شغلت معظم أوقات فراغها بها.
لقد أُشعلتْ هذه الكلمات حربا في داخلي، وأصبحتُ كمن يشفق على نفسه، لأنه كلما إلتفت إلى الوراء لا يرى ما يُفرح، خال حتى من تجربة عاطفية ولو من بعد أومن طرف واحد، ويمتد أمامه عالم مبهم وضبابي....وأخيرا إقتنعت بأنها وصايا مصاغة بدقة، لربما منهج مكثف للأستدلال به، وهي عصارة كثيفة من مزيج من تجارب الحياة العملية وتأملات عميقة في واقع الحياة وإمتداداتها في المستقبل، حيث: كلما إتسعت الرؤية ضاقت العبارة كما يقول (النقرى). في الوقت الذي يوصينى والدي أن أبتعد عن القناعات والقرارات المسبقة يريد أن يقول لى: فكر بحرية مطلقة وإختار المواقف حسب قناعاتك وعش في زمانك. ولا يُريدني أن أكون صورة مستنسخة منه أو إمتدادا له بالضرورة. وفي حديثه عن (الطائر الذي قطعوا أحد جناحيه) يُريد أن يقول لي بأنه(الطير) يترنح ولا يُنتظر منه الطيران ، وسيقع في الفخ، إن لم يقع فيه فعلا، عاجلا أو أجلا، ولكن لماذا يتطوع لنجدته؟ لو كنت مكانه لما فعلت. ولماذا أنتظر عدة دهور حتى تتبين لي الحقيقة لأن معالمها واضحة بالنسبة لي، بمجرد تحليل عقلاني وتفكيك للمشاهد التي إنطبعت في ذاكرتى خلال وجودنا في (جم ريزان) تكفى لأن أقرأ المستقبل بكل ثقة ووضوح. ماذا رأيت: طبيعة جميلة ولكنها تُنتهك من قبل الموجودين في هذا الوادي، شهادات عالية ولكن يعيشون حياة بدائية حتى بدون حمام متواضع و مكان مخصص ليقضي فيه حاجاتهم دون بعثرة مخلفاتهم وقا ذوراتهم بامتداد مسار الماء الذي ينبع من العيون. ماذا يتوقع المرء من هؤلاء؟ (الرئيس فلان إبن فلان) وهو ضابط هرب من الجيش ونكث بالعهد الذي سمح له أن يضع النجمة على كتيفيه، (المهندس فلان إبن فلان) تخرج من بريطانيا ومارس العمل السياسى في منظمة الشبيبة العالمية عاد إلى العراق لنجدة أخيه المسجون المتهم....ويقضي وقته في تعليم نفسه اللغة الفرنسية، (فلان الفلاني) طالب في الكلية الطبية ضحى بحياته في مقاومة العشائر العربية الغازية، والمدعومة من الحكومة، لمنطقة شوان لفرهدة القرى
الكوردية في هذه المنطقة قبل يوم من مغادرتنا ل(جم ريزان). سماع خبر هذه الحادثة المفجعة أصابني بحزن شديد، وعندما قارنت بينه(كطبيب في المسقبل القريب) وبين الطبيب نلسون في قصة البستاني لتشيخوف كان حزني أعظم. شخص أخر وهو (مُلا فلان الفلاني)، قال عنه والدي بأنه أحد أعضاء المجموعة التي كانت تجتمع مع الملحق العسكرى في السفارة الأيرانيه في بغداد بصورة دورية، وهو الدبلوماسى المكلف بخلق الظروف المواتية لتدمير العراق لكونه مصدرإزعاج للشاهناشاه أريامهر..... ومن هنا قررت، وبتصميم، أن أحذو حذو الطبيب نلسون في أي عمل أمارسه في المستقبل ولا أحد غيره...




*الجواب: ((قلت(لَهُمْ) وكتبت بأن الطيرلا يستطيع الطيران ليتحاشى الصيادين وشراكهم، ليُغادر الأرض ويرتفع إلى السماء إلا بتحريك جناحيه في أن واحد، و بحركات متناغمة، ولكنهم قطعوا جناحا من جناحيه وأفقدوا قدرته على الطيران وبدأ يفقد حتى موازنة نفسه وهو على الأرض....وكل ما أستطيع وأتأمله هو أن أساعده في إعادة توازنه بعض الشئ. إنتظر، يا ولدي، دهرأو دهران أو أكثر... وراقب ما يجرى في هذا البلد، العجيب، من بعيد، بعيون مفتوحة وحس مرهف وبدون قناعات أو قرارات مسبقة لكي لا تحترق أصابعك أو تفقد رأسك، إياك أن تُبهرك الأضواء المخادعة وتعمي بصيرتك ، حينها قد تحصل على جواب حقيقي لسؤالك ، لا تستعجل ولا تستعجل إذا كنت مولعا بمعرفة الحقائق.))
ملاحظة:أثناء كتابة هذا الجزء من الحكاية كنت بحاجة إلى ما يبعدني، قليلا، عن تأثيرات الذكريات الحزينة، لهذا إلتجأت إلى سماع العديد من المعزوفات الموسيقية وإخترت لكم مقطوعاتان توحيان إلى ما تجنبت الأشارة إليها مباشرة لكي لا تطول حكايتي وتصبح مملة:
http://www.youtube.com/watch?v=J3ef_RCi_Is&feature=BFa&list=PL30B5CB54467DEEF4&lf=rellist
http://www.youtube.com/watch?v=UHepP9sTHjQ&feature=BFa&list=PL30B5CB54467DEEF4&lf=rellist



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من عالم إلى أخر 106
- كانت لمزاياهم نكهة خاصة بهم1/2
- من عالم إلى أخر 10/5
- من عالم إلى أخر 10/4
- كانت لمزاياهم نَكْهة خاصة بهم 11
- من عالم إلى أخر 10/3
- من عا لم ألى أخر 10/2
- كانت لمزاياهم نَكْهة خاصة بهم 1
- من عالم إلى أخر 10/1
- من عالم إلى أخر 10
- من عالم إلى أخر 9/5
- من عالم إلى أخر9 /4
- من عالم إاى أخر 9/3
- من عالم إلى إخر 9/2
- من عالم إلى أخر 9/1
- من عالم إلى أخر9
- من عالم إلى أخر 8
- كان لدينا من أمثالهم أيضا!
- من عالم إلى أخر 7
- من عالم إلى أخر 6


المزيد.....




- شاهد.. فلسطينيون يتوجهون إلى شمال غزة.. والجيش الإسرائيلي مح ...
- الإمارات.. أمطار غزيرة وسيول والداخلية تحذر المواطنين (فيديو ...
- شاهد: توثيق الوصفات الشعبية في المطبخ الإيطالي لمدينة سانسيب ...
- هل الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مجرد عرض عضلات؟
- عبر خمسة طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- حماس تؤكد نوايا إسرائيل في استئناف الحرب على غزة بعد اتفاق ت ...
- أردوغان يبحث مع الحكومة التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران
- واشنطن وسعّت التحالفات المناهضة للصين في آسيا
- -إن بي سي-: بايدن يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران ويؤكد عدم مشا ...
- رحيل أسطورة الطيران السوفيتي والروسي أناتولي كوفتشور


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - من عالم إلى أخر10/6