أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الحسين طاهر - كفته وأشراف روما














المزيد.....

كفته وأشراف روما


عبد الحسين طاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3518 - 2011 / 10 / 16 - 15:25
المحور: كتابات ساخرة
    


نحن واشراف روما
أشراف .وشريف ومستشرف معان أو فروع لجذر واحد وتعني فيما تعنيه . العلو والرفعة والسمو ... والشريف من أعضاء جسم الإنسان الأذنان والأنف لذلك كانت العرب ولا زالت تقبل أنوف بعضها .. أما الطغاة ومنهم طاغيتنا المعروف ( بأخو هدلة ) فقد فعل العكس عمد إلى تشويه الأعضاء الشريفة في جسد بعض العراقيين فأصدر ( قانونه ) العجيب الغريب قانون قطع صيوان الأذن والأنف واللسان !! ومن الأنعام قد خص العرب بالشرف النوق المسنة وسنام الجمل .. أما الشريف من الأواني في اللسان العربي طبعا . الدن وخابية الخمر المعتق !! وهذه قد تبدو للبعض في أيامنا هذه مفارقة غريبة وتهمة قد ترقى إلى تفسيق قائلها !!؟ .. وأشراف روما رحمك الله وليرحمنا معك كي يخلصنا .. منهم مثل خاص بالعراقيين أو قل نبرة تهكم وسخرية مريرة علقت في أذهان أهلنا في العراق وصارت على لسان الطبقات الشعبية – أنت شريف روما – أو أنتم أشراف روما يقولونها كناية في وجوه الأدعياء وما أكثرهم في أيامنا هذه .. وحكاية هؤلاء ( الأشراف ) لا علاقة لها بأشراف روما الأصليين .. ( أشرافنا ) هنا لهم حكاية خاصة وصلتنا عن طريق المسرح وهذه نقطة تسجل لصالح مسرحنا .. ففي الأربعينات من قرننا الماضي كان لنا في العراق مسرحيون وكان هناك فنانون ورواد يعملون في شتى المعارف الإنسانية .. مسارح ونواد وصالات سينما وصالونات ثقافية يؤمها الرجال والنساء وعلى العموم . كانت إلى جانب هذه وتلك جوامع وحسينيات وتكيات وكنائس وشتى الدور العبادية .. كان هناك شكل من أشكال الحياة المدنية قد تضيق وقد تتسع وإجمالا كانت الحياة المدنية هي السائدة .. هناك هيئات مجاهدة وأفراد مناضلون مضحون في سبيل الإبقاء على هامش معقول من الحريات العامة والخاصة بالأفراد . كانوا يقفون كحاجز وكسد لكبح ثقافة القرية وهذا قبل وصول أبناء قرية العوجة للحكم .. نعم هناك مواكب حسينية وحلقات للدردشة وفيها ما لذ وطاب من ابتلاع النار ، والتهام المسامير والزجاج من ( كلاصات واستكانات وابطاله ) .. والى جانبها مواكب للمسرح وللسينما وجماهير للشعر والصحافة و مثلها للموسيقى وللغناء وللرقص و ( الدبكة والجوبية ) وهذه كانت مجتمعة تمثل وجه العراق الحضاري وهي بمثابة حدائق وجنائن معلقة في أرض وادي الرافدين لا تفصل بينها حدود ولا سدود ولا ممنوعات في نظر الجماهير الواعية والتي تنشد الصدق وتسعى إلى تقدم المجتمع ورقيه ... ووسط هذه الأجواء كان رواد المسرح العراقي يبحثون وينقبون عن كل ما هو جديد ونافع في صفحات المسرح العالمي وقد وقع اختيارهم هذه المرة على – مسرحية من عهد الرومان بعنوان – أشراف روما - .. ومرت أحداث اهتزت لها قريتنا فقد أدخل حنون مع دواءه جرائد وصور لرجل عسكري قيل عنه إنه الزعيم ومن النظرة الأولى افتتن آباؤنا بالزعيم ورأيناهم يخرجون بنادقهم من مخابئها في غير مناسباتهم المعهودة ... يهوسون ويطلقون النار في الهواء ابتهاجا بينما كانت أمهاتنا تهلهل ونحن نتصارخ من شدة الفرح ونتسابق لنجمع ( الغلوف ) .. الظروف الفارغة .. ولم يمر على هذه الأحداث وقت طويل حتى رأينا بأم عيننا قطار الخط العريض يشق طريقه باتجاه قريتنا ليشطرها شطرين مكتسحا الأهوار الشاسعة بين الناصرية والبصرة مارا ( بكوت حغيظ المرعب )* والذي لم نتصور إن أحدا سيصل له ولنكتشف فيما بعد إن الولاية سوق الشيوخ التي كنا لا نصلها إلا بمشقة لم تبعد حقيقة عنا إلا بمقدار رمية الحجر .. فمن المحطة التي أنشئت لنا خصيصا وسميت باسم قريتنا .. محطة آل بوحمدان وكانت المسافة التي تفصلنا عن السوق ليست سوى مسافة عشرة دقائق بقطار الزعيم .. وتعلمنا نستقل القطار الصاعد والقطار النازل وعرفنا أيضا إن الصاعد هو المتجه إلى بغداد أما النازل فهو الذي يشق طريقه باتجاه البصرة .. أما أهم اكتشافاتنا التي عرفناها وكانت موضع استياء لشياب وعجائز القرية اكتشافنا للمطعم السياحي في قطار الزعيم والذي كان يقدم الكباب والكفتة والكريم جاب وإلى جانبها قناني كاملة من دوة حنون مع .. الزلاطة طبعا ولكم أن تتصوروا ( الأولاد ) بهيئتهم الريفية وهم ينادون على . نادل المطعم .. أستاذ ... أستاذ جيب .. كفتة ودوة حنون .. وجاجيك رجاءا .. !!! .

* كوت حفيظ هو يشان وهمي يعتقد سكان المنطقة وجوده في وسط الأهوار البعيدة مليء ( بالذهب والياقوت والزمرد) وهذا ما جعله يشع نورا وإنه محفوظ حسب اعتقادهم بسر أعظم فلا يصله أحد ... لنكتشف فيما بعد إن وهج الإحمرار الذي نراه في الأفق باتجاه البصرة ما هو إلا ضياء مدينة البصرة ومشاعل نور نفطها وليس هناك لا ذهب ولا ياقوت ولا زمرد ولا حتى ... سر أعظم ولا هم يحزنون



#عبد_الحسين_طاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن..وأشراف روما !!
- عُذر..ملوح!!
- أحاديث..ملاّزنكه
- المحاصصه..والتنابله!!


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الحسين طاهر - كفته وأشراف روما