أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - صائب خليل - هولندا: شعب طيب, وصحافة عاهرة: 1- -كفار وسرقتهم حلال-














المزيد.....

هولندا: شعب طيب, وصحافة عاهرة: 1- -كفار وسرقتهم حلال-


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1045 - 2004 / 12 / 12 - 10:29
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


كان اول ما لفت نظري في مطار سخيبول, حين تجولت في انحائه بعد ان وطأت قدماي ارض هولندا لاول مرة هو التنوع الغني لاشكال البشر!
استبشرت خيرا بهذا البلد الذي يتسع صدره لكل هذه الالوان المختلفة للجلد وتسريحات الشعر والملابس. قلت ان هذا المكان الذي وجدت فيه كل هذه الانواع من البشر وطنا, لابد وان تجد لك وعائلتك مكان فيه.

وحين قلت للشرطة انني اطلب اللجوء, رأيت لاول مرة في حياتي شرطة تتعامل مثل بقية البشر. في الحجز المؤقت قال لي شرطي بأدب انه يجب ان يفتش حقيبتي كاجراء روتيني, ثم اضاف "لديك امتعة كثيرة نسبيا!" اجبت على الفور لاذكره بانني لا اختلف عنه : "اعتقد انك تملك اكثر منها!" خجل من نفسه ولملم الحاجيات وغادر متمنينا لنا الموفقية.

اواخر تموز, يمر بنا الباص في اراض خضراء نظرة, في طريقنا الى اول مركز استقبال لللاجئين. ارانب برية تملأ المكان, حتى في الفلكة (الدوار) الصغيرة. واتخيل سائق الباص في بغداد والعرق والحر والتعب والاعصاب المرهقة. هل للاثنان مهنة واحدة؟

في مركز اللجوء اتعرف لاول مرة على "المتطوعين". هذا الصنف الغريب من البشر, الذي يفضل ان يقوم بعمل ما لخدمة المجتمع, وبشكل شبه ثابت ومنتظم, بلا مقابل على البقاء بلا عمل! هذا الصنف من البشر لايعيش في الشرق! صحيح اننا نعرف حزبيين قدموا حياتهم بلا مقابل, دفاعا عما يعتقدون ووقفوا بوجه الجلادين, وللعراق وغيره ان يفخر بهم, لكن هؤلاء المتطوعين يختلفون بعض الشيء.

تروس, امرأة في النصف الثاني من الخمسين من العمر, تأتي لتقدم دروس اللغة الهولندية بلا مقابل لطالبي اللجوء. صارت علاقتنا بها اقوى من غيرنا فحدثتنا كيف انه قد سرق لها في هذا المركز, لحد تلك اللحظة, عشرة دراجات هوائية, لكنها تعود كل مرة وتشتري دراجة مستعملة اخرى, وما تزال تأتي يوميا لتقديم خدماتها المجانية لسراقها! اخذتنا اكثر من مرة وزوجها الى مدن قريبة لبعض الترفيه, وصرنا اصدقاء قريبين.

وفي مرة توفى كلبها الاسود العجوز الذي قضى سنينا معهم, وحين ارادت ان تبكيه, قال لها زوجها ان عليهما ان لايبالغا في الحزن على الكلب, لتبقى حساسية الشعور موجهة نحو البشر ومعانات البشر, فاقتنعت وكتمت دمعها!

في الجانب الاخر كان اللاجئون من مختلف الانواع والاجناس والافكار. فيهم الطيبون وفيهم السراق. لكني اذكر بألم, عراقي من عائلة متدينة, او هكذا كان يدعي. كان قد قدم مع ابنه الصغير الذي كان بحاجة الى جراحة في القلب, فجلبوا له زوجته وابنته لان الطبيب قال ان الطفل بحاجة الى ان تكون امه قربه. حين وصلت الام وابنتها, تطوعت احدى عاملات المركز, لنقلهم بسيارتها من المطار الى تلك المدينة البعيدة في الشمال, وكان عليها ان تستيقظ مبكرة, وان تدفع ثمن البنزين الغالي, وهي متطوعة بلا راتب. ثم عملوا لابنه العملية مجانا, ونقلوه وبقية عائلته الى فندق قريب من المستشفى ليكون قرب ابنه حوالي اسبوع. ونجحت العملية وفرحوا بها. واذا بنا نفاجأ به يوما يسأل عمن يمكن ان يسرق له جهاز فيديو! وحين سأله البعض كيف يقبل ذلك وهو رجل دين؟ اجاب: "هؤلاء كفار, وسرقتهم حلال!!"



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقدة الخوف من صدام تعود الى قلوب العراقيين
- نحن وحوارنا المتمدن
- درس كلاسيكي في التظليل الاعلامي
- رسالة الى ضفتي بلادي الثانية :هولندا
- صفحة من تأريخ الديمقراطية الهولندية وتساؤلات مقلقة حولها
- صور صغيرة لمشكلة كبيرة كبيرة
- لماذا لم احتضن كل الحق؟
- جوائز مظللة في هولندا والدنمارك
- داغستان في ذاكرتي : بمناسبة ذكرى وفاة رسول حمزتوف
- المسامير التي لم تتحمل كلمة -لكن-
- سباق لتبرئة الذات: مرة ثانية حول مقتل فان خوخ
- ولنا نحن العلمانيون تعصبنا ونفاقنا...
- ايضاح حول مقتل ثيو فان خوخ - تعقيب على موضوعي بيان صالح و نا ...
- السعودية الجديدة
- 1%
- مثال, بطل الابطال
- كيف اقتنعتم؟
- نقاط ساخنة في الحوار العربي الكردي في العراق
- هل تدافع الجالية المسلمة في هولندا عن نفسها بشكل حضاري؟
- الاخوة الاعداء: جو مريض وعسر في الحوار بين العرب والاكراد


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - صائب خليل - هولندا: شعب طيب, وصحافة عاهرة: 1- -كفار وسرقتهم حلال-