أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ديانا أحمد - دروس غاندى فى الأخوة الإنسانية ، فتعلم يا سلفى ويا إخوانى















المزيد.....

دروس غاندى فى الأخوة الإنسانية ، فتعلم يا سلفى ويا إخوانى


ديانا أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3517 - 2011 / 10 / 15 - 22:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لأن غاندى (2 أكتوبر 1869 - 30 يناير 1948 اغتيل على يد متطرف هندوسى معترض على انفصال باكستان عن الهند) .. لأن غاندى كان زعيم الأمة الهندية بكل طوائفها وأديانها .. ولأنه كان حكيما يندر أن يجود الزمان بمثله .. علم أن قوة الهند وقوة كل بلد فى وحدته الوطنية وتماسك نسيجه الداخلى فحارب الطائفية وحارب التعصب الدينى وبدأ بنفسه .. كان يعلم أنه لا يمثل نفسه فقط بل يجب أن يكون ممثلا للهند كلها فلم يقل أنا زعيم هندوسى لدولة هندوسية ولم يقل أنا زعيم مسيحى لدولة مسيحية ولم يقل أنا زعيم مسلم لدولة مسلمة .. بل كان زعيما هنديا لجمهورية الهند .. لم يحرض أتباع دينه على الأديان والمذاهب والأيديولوجيات الأخرى ، ولم يهتم بدينه ويهمل الأديان والمذاهب والأيديولوجيات الأخرى .. ولو اتبع المجلس العسكرى والمسلمون فى مصرنا وحجازنا ونجدنا وعراقنا ولبناننا إلخ طريقه لجنبونا طريق تقسيم البلاد والحروب الأهلية والفتن الطائفية والمذهبية والدينية والتكفير وسفك الدماء ولنبذوا السلفية اللعينة والاخوانية البغيضة ..

وتحررت الهند لأن غاندي استطاع أن يحيل الشعب الخائف المذعور الذليل الأعزل من أي سلاح شعباً مجاهداً متحرراً من الخوف ومن الذل ، يندفع بلا سلاح أبداً سوى قوة روحه ليواجه المدافع والرصاص المنهمر ويسقط الصف الأول فلا يتراجع رجل واحد بل يتقدم الصف الثاني وهو ينشد أناشيد الجيتا ويقرأ سور القرآن أو يغني آيات التوراة والإنجيل أو الزند أفيستا.

من الغريب أن الإخوان والسلفيين لا يلتفتون إلى الشخصيات البشرية التي غيرت التاريخ إلى الأفضل وكأنهم عار أو وسخ .. فكأنما يمارسون نوعا من العنصرية لمجرد أن البطل أو الأسطورة خالفهم في العقيدة أو الأيديولوجية.

غاندي كان يتلو آيات من التوراة والإنجيل (الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد) والقرآن فضلاً عن مقاطع الحكمة من كتاب الهندوس المقدس. لقد كان يتلو آيات الحكمة الكونية الموجودة في الكتب المقدسة.

فهو التفت إلى قضية المقاومة السلمية من قول عيسى المسيح عليه الصلاة والسلام : إن ضربك شخص علي خدك اليمين ادر له خدك الأيسر واعتبر هذا نبراسا لمبدأ المقاومة السلمية.

بينما لفت انتباهه حديث صحيح لمحمد عليه الصلاة والسلام : أحب لأخيك ما تحب لنفسك .. وأسس به فكرة الشمولية وان العدالة تكون للكل فكما تحب الخير والعدل لنفسك يجب أن تحبه للآخرين .. فحربه ضد الطغيان البريطاني لم يكن ضد المسيحية التي شوهتها بريطانيا وليست ضد الرجل الأبيض الذي كان يري نفسه فوق الجميع من بقية الأجناس ، ضد المستعمر الإمبريالي .

كان يستخدم القرآن والإنجيل والتوراة وحكمة محمد وعيسى وموسى ليستمد قوته الروحية فضلا عن كونه هندوسيا يؤمن بعقيدة الهندوس.

ثم يجلس داعية سلفي هنا أو عالم إخواني هناك يشطب شخصية مثل هذه من التاريخ ويقول بكلمة واحدة " كان يعبد البقر " وينسي قول الرسول :" الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها ..." وينسي رغبة النبي في رؤية عنترة بن شداد الذي مات وثنيا وحاتم الطائي الذي لم يمت مسلما لأنهما تركا تراثا إنسانيا .. حتى لو خالفا النبي نفسه في العقيدة التي جاء هو ليكون رسولها ومبلغها الأول .

لفت انتباهي في فيلم غاندي عبارة غاندي :

I have read the Quran , and the Bible , and only the simple things in them , will grab your attention


إن غاندي لديَّ أقرب للإسلام من عمرو خالد أو عبد المنعم أبو الفتوح أو المحلاوى

ونيلسون مانديلا أكثر عدالة من القرضاوي أو حازم أبو إسماعيل أو حافظ سلامة

ومارتن لوثر أفضل صنيعا من ابن باز أو عثيمين أو الزغبى أو البرهامى


تحدث العقاد في كتابه (روح عظيم) عن عقيدة (الأهمسا - اللاعنف) التي ابتكرها غاندي بعد مطالعته للتوراة و الإنجيل و القرآن إلى جانب عقيدته الهندوكية و تعاليم تلك العقيدة التي جعلت منه (قديس القرن العشرين) و مدى نجاح هذه العقيدة أو فكر (المقاومة السلمية) أو السيتياجراها التي ساهمت في القضاء على أكبر إمبراطورية في العالم و هي المملكة المتحدة .

بل وكان غاندي يقول إني أعبد الإله بنصوص من التوراة والإنجيل والقرآن .. فهذا هو غاندي .. وطريقه الحكيم لخلاص البشرية ..

بالطبع أفكار وآراء غاندي لن تجد قبولا لدى السلفيين والإخوان (المرضى النفسيون) وسيقولون : هو هندوسي عابد بقر ، وسيقولون : حب المسلم للمسيحي أو للهندوسي أو لليهودي كفر ، وتمثيل زعيم الأمة لأمته بكل طوائفها طاعة للمخلوق فى معصية الخالق ..

أقول لكم يا عقلاء مصر : كلام السلفى والاخوانى مثل أجنحته المسلحة بل أشد منها خطرا على مصر وعلى الجمهورية وعلى الوحدة الوطنية وعلى كل مبادئ التحضر والتقدم والنهضة .. وهو أشد سمية من سم الأفعى .. فلسانه مثل يده تحريضية نزاعة لسفك الدماء نزاعة للعنف وتسفيه وتكفير المجتمع والطوائف نزاعة لإشعال الفتن والحروب .. وإن السلفى والاخوانى كالصهيونى تنطبق عليه الآية القرآنية (كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون فى الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين) .. لسانه خبيث ماكر متلون طبقا للحديث (الحرب خدعة) فسيحاول هزيمتك بالكلمة وبالفعل وينطبق على مكر الاخوانى والسلفى الآية القرآنية (وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال).


يعتقد غاندي أن جوهر كل دين هو الحقيقة والحب (الرحمة ، واللاعنف ، والقاعدة الذهبية أي المساواة في المعاملة : عامِل الناس كما تحب أن يعاملوك). وتساءل أيضا عما اعتبره من قبيل النفاق ، والممارسات الخاطئة ، والعقيدة في كل الأديان ، بما في ذلك دينه ، وكان مدافعا لا يكل عن الإصلاح الاجتماعي في الدين. بعض تعليقاته على مختلف الأديان هي :



- وبالتالي إذا لم أستطع تقبل أن المسيحية هي أكمل ، أو أعظم دين ، ولا كنتُ مقتنعا آنذاك بأن تكون الهندوسية هي الأكمل أو الأعظم. وكانت عيوب الهندوسية مرئية لي بشكل مُلح. لم أتمكن من فهم سبب وجود عدد وافر من المذاهب والطوائف والأديان. ما معنى القول بأن الفيدا كانت كلمة الله الموحى بها ؟ إذا كانت موحى بها ، فلماذا لا يكون الكتاب المقدس والقرآن موحى بها أيضا ؟ كما كان أصدقائي المسيحيون يسعون لتحويلي إلى المسيحية ، كان كذلك يفعل أصدقائي المسلمون. وكان عبد الله سيث يحرص على حملي على دراسة الإسلام ، وبالطبع كان دائما لديه ما يقوله بشأن جماله - جمال الإسلام-.



- حالما نفقد الأساس الأخلاقي ، فإننا تتوقف عن أن نكون متدينين. لا يوجد شيء مثل وضع الدين فوق الأخلاق. الرجل ، على سبيل المثال ، لا يمكن أن يكون كذابا أو قاسيا أو عاجزا عن ضبط نفسه ثم يدعي أن الله في صفه.



- أقوال محمد (صلعم) هي كنز من الحكمة ، ليس فقط للمسلمين بل للبشرية جمعاء.



- أحب مسيحكم ، ولكن لا أحب مسيحييكم. فمسيحيوكم على خلاف مسيحكم (لا يشبهونه وهو قول وجهه للإنجليز بإمبرياليتهم وعنفهم الذي لا يتفق مع تعاليم المسيحية).



- الله ليس له دين.



في وقت لاحق في حياته ، عندما سئل عما إذا كان هندوسيا ، أجاب : "نعم أنا هندوسي، وأنا أيضا مسيحي ، ومسلم ، وبوذي ويهودي".



انتهت تعليقات غاندي ..





ومن هنا نرى أن غاندي توصل إلى كينونة وجوهر الأخوة البشرية Human Brotherhood وإلى جوهر التوافق بين الأديان والمذاهب ، والتحاب لا التخاصم ولا سفك الدماء لنصرة دين على دين أو مذهب على مذهب ... وتمكن من قهر وهزيمة التطرف والمتطرفين والتعصب والمتعصبين والطائفية والطائفيين والتكفير والتكفيريين ... وقد فهم الدكتور علاء الأسواني هذا المبدأ الذهبي الذي لفرط لمعانه يعمي عيون الإخوان والسلفيين والإمبرياليين .. فهمه في مقاله العظيم الذي أراه من أعظم مقالاته قاطبة وهو مقال ( مسلم أم قبطى أم إنسان ) .. http://www.almasryalyoum.com/node/501581





لو فهم آل سعود ومؤسستهم الدينية السلفية وأذرعهم الأخطبوطية السلفية والإخوانية فى مصر وأفغانستان وليبيا وسوريا واليمن وكافة أنحاء العالم العربى والإسلامى .. لو فهموا وآمنوا بمبادئ غاندى .. لما رأينا السودان ينقسم ولبنان يدخل فى حرب أهلية والعراق يتمزق وينقسم بالتفجيرات ضد الحسينيات والمواكب الشيعية ، ومجانين الخلافة وتطبيق الشريعة الدموية الظلامية (مجانين الإخوانية والسلفية) يحاولون قلب أنظمة الجمهوريات العربية وتحويلها إلى إمارات متخلفة سعودية سلفية إخوانية تحت مسمى الربيع العربى - الربيع الذى لم يمس منبع الظلامية السلفى الإخوانى "السعودية" بسوء - ، ولما رأينا أموال النفط والحج تنفق على فضائيات إرهابية تكفيرية عدوانية تحض على قتل المسلم السنى لأخيه المسلم الشيعى والصوفى ولأخيه المصرى - أو السورى أو الليبى أو التونسى أو الإيرانى إلخ - المسيحى ولأخيه المصرى العلمانى أو اليسارى أو الليبرالى .. أتمنى أيضا أن يقرأ أعضاء المجلس العسكرى و"المدافعون عن الاخوان والسلفيين والمنبطحون لهم" هذا المقال ، أتمنى أن ينتفعوا من مبادئ غاندى التى ذكرناها فى هذا المقال .



#ديانا_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وثيقة على السلمى ومراحلها .. وملاحظاتى عليها
- حوار مصرى مسلم سنى مع نفسه
- كيف تتخلص من تهمة -الاساءة للاسلام- Anti - Islamism (التى نظ ...
- حرية إلا نصف
- لا لتغيير علم مصر إلى صورة غير صورته الحالية ، ونعم لمادة فى ...
- دستور جمهورية تركيا - الجزء الثامن والأخير
- دستور جمهورية تركيا - الجزء السابع
- دستور جمهورية تركيا - الجزء السادس
- يعنى إيه دولة إسلامية ؟
- دستور جمهورية تركيا - الجزء الخامس
- أى نصر وأى عيد أحتفل به ؟!! - تتمة
- تشريح نفسى لشخصية السلفى والاخوانى
- خواطر من مفكرتى
- أى نصر وأى عيد أحتفل به ؟!!
- دستور جمهورية تركيا - الجزء الرابع
- ما كان عبد الناصر اخوانيا ولا سلفيا ولكن كان علمانيا يساريا ...
- متى تقوم جمهورية الحجاز ونجد وترى النور ؟ - تتمة
- متى تقوم جمهورية الحجاز ونجد وترى النور ؟
- دستور جمهورية تركيا - الجزء الثالث
- دستور جمهورية تركيا - الجزء الاول


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ديانا أحمد - دروس غاندى فى الأخوة الإنسانية ، فتعلم يا سلفى ويا إخوانى