أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أسماء صباح - التكتيكات التي تستخدمها النساء الفلسطينيات للحصول على حرية التنقل















المزيد.....

التكتيكات التي تستخدمها النساء الفلسطينيات للحصول على حرية التنقل


أسماء صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3517 - 2011 / 10 / 15 - 21:41
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يتحدث ميشيل فوكو في مقالته " الاجساد الطيعة" عن السلطة الانضباطية قائلا بان انتقال العقاب من الجسد الى الروح ادى الى السيطرة على البشر دون اللجوء الى السيطرة الجسدية ، وهدفت هذه السلطة الى جعل البشر منتجين اقتنصاديا.
يتم الانضباط وتطويع الاجساد برأي فوكو من خلال مؤسسات المجتمع ( الاسرة، المدرسة، المشفى، السجن، المصانع، الجيش)، وبسبب تنوع وسائل الانضباط والمؤسسات أصبح الانسان لا يدرك مركز وكيفية تشكل ذاته، اي ان ذواتنا تشكل على طول مراحل عمرنا منذ الصغر في الاسرة وحتى نهاية الطريق ، نحن اذا محاطون بالقوى التي تشكلنا من كل اتجاه.
هذا كله يؤدي الى غياب الذات المستقلة التي تستطيع ان تتخذ قراراتها وتتصرف خارج هذه المنظومة الانضاطية.
ومن هنا تأتي ثنائية الأنا والمجتمع ويبدأ الفرد الواعي بالتساؤل من الذي يؤثر على الاخر ومن يسيطر على الاخر وهل الفرد يؤثر في المجتمع أم أن المجتمع هو المتحكم بالافراد.
ان علاقتنا بمصادر القوى التي تسيطر علينا ( الاستراتيجية) يشكل عندنا نوع من الفاعلية تجاهها( التكتيكات التي قد نستخدمها في مواجهة ومحاولة خلخلة هذه الاستراتيجية المهيمنة تدريجيا بما يتناسب مع حاجاتنا كبشر).
ومن هنا يقسم دوسورتو السلوك الى نوعان : استراتيجية وتكتيك ( وكيبيديا الموسوعة الحرة) الاستراتيجية: كيان معترف به كالسلطة، الدول، النظام السائد، الطقوس، وغيرها وتكرس نفسها بالتكرار أما التكتيك فهو عمل فردي له تأثير فعال على الاستراتيجية يجعل فيها نوعا من التجريب ومن هنا يرى دوسورتو (ان التكتيك قادر على جعل تصرف أضعف يبدو أقوى في موقف معين).
ففي حين تتصف الاستراتيجية بصفة الديمومة تتصف التكتيكات بانها متجددة وليست دائمة ففي كل مرحلة هناك تكتيكات جديدة من اجل تخريب الاستراتيجية واختراقها.
وللاشارة الى التكتيكات التي تستخدمها النساء الفلسطينيات للحصول على بعض من حرية التنقل في ظل استراتيجية مغلقة بشكل عام بسبب الاحتلال والمجتمع اود الحديث عن خديجية وتكتيكاتها التي تصل من خلالها الى ما تسميه حرية التنقل لديها.
اخترت خديجية بعدما اجريت مقابلتان مع اثنتين من جاراتها الاولى مريم 44 عاما تعمل كربة منزل وفي وقت الفراغ تعمل في التطريز(الذي يشكل لاسرتها دخلا ثانويا) مريم كانت متحفظة جدا ولم يكن باستطاعتها ان تجيب على الاسئلة بوضوح واحيانا كثيرة كانت تجيب بأنها لا تعرف، مما جعلني ابحث عن شخصية ثانية لمقابلة اخرى، التقيت نجلاء 48 عاما، غير متزوجة تسكن مع اخيها وزوجته، كانت متوجسة جدا من المقابلة ولم تهدأ ابدا الا عندما قالت" انا ما بقر اجاوبك ع الاسئلة انا مش متعلمة وما عندي اشي اقولك اياه افيدك" حاولت معها ولكنها أغلقت كل الطرق في وجهي واشارت لي الى خديجة جارتهم" روحي ع خديجة هذي ما بتخاف من حدا وبتجاوبك ع اللي بدك اياه، هي قارية وممكن تفيدك أكثر مني " وانسحبت تاركة المقعد فارغ بعدها.
انتقلت بدوري الى بيت خديجة حيث استقبلتني بروح طيبة فرحة، ةقالت " إسالي وانا بجاوبك ما عندي شي اخاف منو ولا أخبيه، هذول بيني وبينك جيراننا كتير معقدين يلا قولي ع شو بدك تساليني".
كانت جريئة جدا ومتحمسة لقول كل ما تعرفه على رأيها مع انها لم تعرف ابدا ما الذي كنت ابحث أو أسال عنه.
ولدت خديجة البالغة من العمر 36 عاما في قرية أم صفا القريبة من رام الله، تزوجت وانجبت ثلاث اطفال اثنان منهم من الذكور، قدم والدها من منطقة جيبيا المقابلة اشترى أرضا ومنزلنا وسكن قرية ام صفا منذ كان شابا، أمها قريبة والدها وكانت تعيش مثله في جيبيا قبل زواجهما.
شهدت خديجة المولودة عام 1974 الانتفاضة الفلسطينية الاولى والثانية في الاولى كانت طفلة تبلغ من العمر 8 سنوات استطاعت بالرغم من الظروف السياسية والامنية الخطيرة اكمال دراستها في مدرسة الماجدة وسيلة الثانوية في بيرزيت.
تخرجت من الثانوية العامة بمجموع 83% في الفرع الادبي الا انها لم تستطع الالتحاق بالجامعة بسبب وفاة والدتها ورفض أخوتها الذكور ( تتشكل عائلتها من 7 ذكور واثنتان من البنات) صرف الاموال على تعليمها " لأن كل بنت برأيهم مصيرها للزواج والمطبخ والولاد وهم شو رح يستفيدو اذا انا تعلمت".
تزوجت من سعيد الذي يكبرها 7 اعوام انهى دراسته الثانوية برسوب في الفرع الادبي ايضا، كان زواجها تقليديا ووجدت فيه هروبا من الجو العائلي السيء الذي كانت تعيش فيه، وخاصة بعد وفاة الوالدة، " ع الاقل الوحدة بيصير عندها بيت الها وبتتحكم فيه بدل ما تصير ملطشة بايدين اخوتها ونسوان اخوتها".
تمثلت الاحداث الكبرى في حياتها حول الاحتلال من جهة ( الانتفاضة الاولى والثانية) ورفض اخوتها تعليمها ثم زواجها بأول من طرق بابها وبعد ذلك الانجاب والواجيات الاسرية الكثيرة نظرا الى ان عائلة زوجها تقيم في الاردن.
الناظر لظروف خديجة من الخارج يعتقدها إمرأة مسكينة لا تملك خيارا في حياتها الا ان العارف والمراقب لحياتها عن قرب يرى انها اثبتت ان لديها شخصية قوية تهوى الحياة مع ثلاثة اطفال وزوج مدلل كما تسميه اذ يتطلب منها احيانا وفي اوقاته النفسية الصعبة ان تكون له عائلته وامه واخته " احيانا بحس حالي اني ام لاربع ولادي مش ثلاثة".
ومع هذا وفي ايام الانتفاضة الثانية وعدم قدرة زوجها على العمل( خسر عمله بسبب المشاكل الاقتصادية التي تعرض لها المصنع الذي كان يعمل به مما حدا باصحاب المصنع تسريح الكثير من عماله وكان سعيد أحدهم) ثلاث سنوات متواصلة من البطالة باعت فيها كل ما تملك من ذهب من اجل ان تطعم اطفالها وتصرف على البيت " ما كنا بنقدر نمد ايدينا لحدا ولا كنا نقدر نقول اننا محتاجين بعت كل شي عندي ولا أخليه يمد ايدو حتى لأهلو".
بالرغم من ان خديجة إمرأة تعمل كثيرا خارج المنزل وداخله( زراعة بعض الخضراوات في الحديقة المنزلية وتربي بعضا من الطيور ( الحمام والدجاج والحبش )، الا انها تبدو امرأة انيقة كانت ترتدي بنطالا من الجينز وتي شيرت أحمر عند المقابلة، يداها متعبتان قليلا ولكن بشرتها فيها بعضا من النضارة.
إمرأة ذات تأثير في حياة زوجها
بعدما تحدثت خديجة عن زوجها الذي ظل عاطلا عن العمل ثلاثة أعوام على التوالي اثناء انتفاضة الاقصى، ذكرت انها ارادت ان تتدخل لتغير ذاك الواقع بعدما لم تجد ما تبيعه من الذهب، اتبعت تكتيكا معينا تدفعه به الى معاودة البحث عن عمل جديد " كنت بعرف انو في لإمو ( لحماتي يعني) صديقة عايشة برام الله اسمها روز، هالست عندها ابن مشا الله عليه غني كتير وعندو مصنع للشمع اتصلت فيها وقلتلها على حالتنا وترجيتها ما تقول لسعيد ولا لإمو أي شي" وفعلا اتصل محمد بسعيد عارضا عليه عملا في مصنعه، ظن الاخير انها لعبة القدر في حين كانت خديجة تعرف بكل ما يجري وتشكر الله والست روز على خروج زوجها من ازمته النفسية اثر البطالة التي كان يعيش فيها.
هذه الانتصارات الصغيرة دفعت بحياتها وحياة زوجها الى الكثير من التقدم وحل الكثير من المشاكل التي كانت قائمة لاسباب ماية ومعنوية، اعتبرت خديجة بينها وبين نفسها رجوع زوجها للعمل انجازا شخصيا قامت به بمساعدة الست روز ولكن المباردة كانت لها.
قتال من أجل حياة أفضل
قاتلت خديجة من اجل حياة افضل دوما، ففي البداية خرجت وبجهد شخصي بحت من حالة الاكتئاب التي سيطرت عليها اثر رفض اخوتها تعليمها في الجامعة من خلال التفكير في الانتقال لبيت رجل اخر، اذا كان هذا حلا لا بد منه والحل الاسهل بالنسبة لها" انو الوحدة تقاتل زلمة واحد اسهل من انو تقاتل 7 اخوة ونسوانهم، الزلمة جوزك ممكن تقنعيه او تتحايلي عليه بس مع 7 اخوة شو بدك تعملي بصراحة مش سهل ابدا".
وبعد ذلك كافحت خديجة من اجل القضاء على بطالة زوجها، من خلال ايجاد ايراد مادي حتى لو باعت كل ما تملك من الذهب فهذا ادى برايها الى عدم مد يدها للناس، ثم وجدت له عملا اخر دون ان يدري، وهنا كانت البطالة عدوا عملت خديجة على القضاء عليه.
ثالثا بقيت صامدة في ظل المشاكل التي اثارها اخو زوجها لها ولعائلتها، التي تمثلت بقطع الماء والكهرباء عنهم كون العائلتان كانا يتشاركان " ساعة الماء وساعة الكهرباء" " أحكيت مع أخوتي ومع حماي وقلتو احنا لازم نركب ساعة لحالنا عشان ما يقدرو يتحكمو فينا" ونجحت في الذهاب الى شركتي الماء والكهرباء من اجل تقديم طلبات ومستندات لازمة للحصول على ساعات منفصلة.
كانت هذه المشاكل التي واجهتها خديجة تشكل( قوى معادية وخارجية غريبة) كما يصفها دو سورتو واستطاعت خديجة الإلتفاف حول هذه القوى والخروج منها وتفاديها من خلال التكتيكات التي استخدمتها عن طريق ايجاد حلول مؤقتة أخضعت واضعفت من خلالها القوى المعادية والتي كانت تخرب حياتها بطريقة او بأخرى.
في تحملها لهذه الحياة الصعبة وايجاد مخارج لكل المشاكل كانت خديجة تلجأ الى الصبر تواسي به نفسها " اللي ما بتصبر على ظروف جوزها ما فيها خير في الصبر مفتاح الفرج" وهذا ما يشير اليه دو سورتو بالقول بان هناك فوى غريبة يلجأ اليها الضعفاء تجعلهم يتماسكون ويكملون الحياة.
إمرأة " شاطرة "
خلال الحوار معها استخدمت خديجة وصفا تصفها به اخوات زوجها وحماتها، " كلهم بيقولو عني امراة شاطرة لاني عرفت ادبر حالي وادبر امور بيتي طول الفترة اللي كان فيها سعيد بلا شغل".
في حين ان بعضا من جاراتها وبرأيها قد يستخدمن الكلمة بطريقة ذا حدين فيصفنها، لانها تساوم البائع كثيرا وتأخذ السلعة بنصف الثمن أو اقل، بانها "شاطرة" ويتغامزن من خلفها، وتفسير معنى شاطرة بالنسبة لهن لم يكن يعني خديجة كثيرا فبالنسبة لها " أنا بعرف حالي واخلاقي منيح وبدي اعيش بكرامة مع عيلتي وجوزي".
الا انها لم تلق اللوم ابدا على سعيد فبرأيها فقد دفعته الظروف الى ترك العمل، في حين تدخلت اخت زوجها لتقول مقاطعة اياها" كان ممكن يشتغل حراث ويطعمكم كل هالمدة وما كنتي انجبرتي تبيعي كل ذهباتك بس اخوي وبعرفو مايل " في حين بادلتها خديجة نظرة ملامة وكأنها لا تريد مني "الغريبة" بشكل او باخر ان اعرف، ولانني لست فردا من افراد عائلتها المقربة بان زوجها كان مهملا في حقها وحق اطفالها وانه كان ليجد أي عمل في تلك الفترة الا انه تقاعس واثر البقاء في المنزل دون عمل.
خديجة وحرية التنقل قبل الزواج
وفي تعريفها لحرية التنقل تقول خديجة " يعني انو الوحدة تطلع وتعبر على كيفها مش قزدي يعني على شور راسها، لا قصدي لما يكون في مناسبة مثلا واشي يعني ممكن تطلع، بس والله احيانا الواحد بيجي على بالو يطلع بلا هدف بس يتمشا ويشم هوا ، أنا عارفة"ثم تبعت هذه الكلمات بتنهيدة و " حكم القوي على الضعيف".
قبل زواجها عاشت خديجة في كنف عائلة أغلبها من الذكور فكان كل أخ من اخوتها يتحكم بها بطريقته التي يريديها كونها فتاة، وتعزي هذا التدخل الكبير في امورها الى وفاة والدها وهي في عمر العاشرة.
بعد وفاة الوالد كان للام سلطة على الاخوة الذكور لصالح البنت، فكانت خديجة تخرج كل يوم في السادسة صباحا متوجهة الى المدرسة الثانوية في بيرزيت، تتلقى تعليمها وتقابل صديقات لها من شتى الطبقات الاجتماعية ومنهن المتدينة وغير المتدينة والمسيحية المدنية والقروية وابنة المخيم ( ثقافات مختلفة) تسمع منهن حكايات وتجارب يعرفنها عن الحياة.
ومن هنا فقد عاشت خديجة في ظل مجتمع ذكوري متغلق لا تخرج فيه المرأة أو الفتاة الا في حالة مرضها او الخروج نادرا للتعلم.
ثم تكمل بانها عندما كانت في المدرسة وتود الخروج مع صديقاتها لساعة او ساعة ونصف على الاكثر بعد المدرسة كانت تتحجج وتخبر والدتها بان لديها درسا اضافيا في مادة اللغة الانجليزية التي كانت ضعيفة فيها.
استخدمت خديجة الكذب تكتيكا من اجل الحصول على مساحة من الحرية، ليست دائمة ولكنها تحدث خلخلة في الاسترايجية العامة المتمثلة هنا بروتين حياتها القائم .
ومرة أخرى كان الالم تكتيكا اخر، حيث نهضت ليلا من مكان نومها، تبكي وتدعي الما في الاسنان مما اضطر امها السماح لها بالذهاب مع احدى صديقاتها لاستشارة طبيب الاسنان بعد المدرسة لتخليصها من الالم، وعند عودتها سالتها امها عن ما فعله الطبيب واجابت بانه التهاب حاد في اللثة وكل ما عليها فعله هو استخدام الماء والملح للمضمضة صباحا ومساءا.
وتتردد قليلا باخباري قصة عن محاولاتها للقاء شاب كان من القرية المجاور، ثم تسالني للتأكد بانني لن استخدم الاسم الحقيقي في هذه الورقة، وتعاود الانطلاق بالحديث " خفت كتير لما رحت اشوفو بس كانت مغامرة حلوة ويومها قلت لامي نسيت احل واجب العلوم وانو المعلمة خلتني في الصف اخر وحدة لحد ما خلصتو باخر الدوام وامي حزنت عليي المسكينة، بس بصراحة بعد ما شفتو حسيت حالي خفت كتير وفكرت باخوتي اللي ممكن يقطعوني قطع صغيرة ويرموني للكلاب، من ساعتها حرمت اشوفو كانت الاولى والاخيرة، بس كانت مغامرة وقتها ولو كانو اكتشفوني بعتقد كانو قلتلوني بدم بارد".
هكذا استطاعت اذا خديجة الخروج من بيتها والحصول على ساعات اضافية من الحرية فقد ادعت انها تسير مع المنظومة ومع الاستراتيجية العامة المتبعة والسائدة الا انها كانت تخرقها بشكل او باخر باستخدام تكتيكات سرية من أجل تحقيق مصلحتها الخاصة.
خديجة وحرية التنقل بعد الزواج
بعد انتقالها لبيت سعيد، ظنت خديجة بأنها ستنسى كل الظلم الذي تعرضت له من اخوتها الذكور، وبأن هذا البيت الجديد مملكتها وسيكون لها فيه حقوقا كثيرة سترضيها وتسعدها.
اول خمس سنوات من زواجها كانت بلا مشاكل تذكر، بينها وبين سعيد على الاقل، هذا لا يعني بانها لم يواجها عدائية اخيه الاكبر الذي كان يرسل ابناءه لمضايقتهما من اجل ترك المنزل والرحيل " بس وين بدنا نروح ماكان في عنا حل الا الصمود في دارنا لو طلعنا منها كانو اخدوها وما بتفرق معهم".
كانت بنات اخ زوجها يلقين عليها الفضلات عند مرورها من باب منزلهم واحيانا اخرى كن يلطخن الملابس، التي تتركها على حبال الغسيل، بالتراب ولكنها وجدت تكتيكا للتعامل مع هذه التصرفات " لما صرت أطلع من الدار الف لفة طويلة المهم ما أمر من باب دارهم صحيح الطريق طويلة وبتتعب بس هيك بتفادى الوسخ اللي رح يكبوه عليي وعلى الولاد، ولما كنت بدي اغسل أظل جمب الغسيل لينشف، بحفر كوسايات او بحشي دوالي وانا قاعدة المهم ما افارق الغسيلات ،اللي تعبت عليهن من الصبح, ولا لحظة".
كانت تلك تكتيكات متعبة ولكنها مجدية في نفس الوقت، تداوم عليها كل مرة حتى شعر الجيران بالملل من مواظبتها على تلك الافعال ليتروكوها بحالها في النهاية.
اما عن حريتها بعد زواجها فتضحك خديجة كثيرا بقولها " لكل زلمة مفتاحو، وسعيد ما بكزب عليه ولا بقلو بدي اروح ع الدكتور متل ما بيعملن النسوان الي بعرفهمن، لانو بصراحة هذا بيكلفو مصاري، بس انا بعرف كيف اخليه يوافق لما مثلا بدي اشوف خواتي( لها اختان متزوجات في المدينة) او صاحباتي في المنتزه باخد الولاد وبنغير جو".
ولكني الححت عليها بالسؤال " كيف تقنعيه؟" ضحكت واحمر وجهها خجلا فعرفت انها، بعد تلميح منها، انها تستغل حاجة زوجها الجنسية وتطلب منه في لحظة النشوة أي شيء تريده اذا استطاع تنفيذه " لو كان ببلاش يعني بحكم وضعنا الاقتصادي اللي مش هلقد منيح" يقول لها دوما نعم ولا يرفض لها اي طلب وتشير الى " كل امرأة وشطارتها" مشيرة الى مهارتها في ارضاء زوجها.
هكذا اذا تنتصر خديجة على الاستراتيجية العامة تارة بالكذب والخداع " الكذب الابيض" وتارة بتقديم جسدها لزوجها من اجل ارضاءه لتشكل هذه التصرفات تكتيكات( قد تتغير مع الوقت) تتبعها من اجل الحصول على ما يحقق لها رغباتها في هذا المجتمع المغلق .



#أسماء_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - ديمقراطية- دون مشاركة النساء ليست ديمقراطية!
- نريد ثورة في النظرة الى المرأة...تأملات حول ثورات الربيع الع ...
- تنمية المرأة وتمكينها في الوطن العربي!!!
- المرأة والسياسة في الخليج العربي!!!
- المرأة العربية في معترك السياسة!!
- نساء الربيع العربي ما زلن يناضلن من اجل المساواة!!!
- ماذا حدث للمرأة بعد تحرير التحرير؟...
- النساء منسيات من الثورة؟؟؟
- نظرة المجتمع المصري للمؤسسات والاحزاب النسوية!!
- مستقبل المرأة في ظل الربيع العربي!!
- النساء التي ترأس أسر- فلسطين


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أسماء صباح - التكتيكات التي تستخدمها النساء الفلسطينيات للحصول على حرية التنقل