كوميديا التقديم على مفوضية الانتخابات

فلاح الزركاني

الحوار المتمدن-العدد: 3517 - 2011 / 10 / 15 - 11:44
المحور: كتابات ساخرة
    

الفضول وحده هو الذي دفعني الى محاولة التقديم على عضوية المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بعد قراءة الاعلانات المنشورة في الصحف والفضائيات حول هذا الموضوع انطلاقا من مبدأ الشفافية في طلب التعيين.
وربما لقناعتي التامة بتوفر الشروط اللازمة للعمل كمفوض وهي وظيفة مريحة ومربحة وتتمتع بامتيازات عالية يسيل لها لعاب الفقراء امثالي لاسيما وان الشروط الموضوعة كانت بسيطة لدرجة لاتصدق وتنطبق ربما على اكثر من مليون عراقي وهي شروط عامة لوظيفة معاون ملاحظ من الدرجة السابعة في الدولة .
وربما كان هذا هو السبب الرئيسي لمحاولتي رشوة الموقع الالكتروني للبرلمان العراقي لمعرفة المزيد من التفاصيل ولكن دون جدوى.
اقتنعت اخيرا انها ربما كانت هي الشروط المطلوبة وليس سواها ولايوجد في الامر سر لذلك توكلت على الله ودخلت الموقع هناك يصادفك اعلان رائع وبحروف كبيرة لقصيري النظر من امثالي يطلب منك ان تنقر نقرة واحدة على رابط لتصلك استمارة التقديم، الحقيقة كنت فرحا جدا لان الحظ ابتسم لي اخيرا .
فيالـ.... الاجراءات البسيطة والشروط الميسرة للعمل كمفوض عام بدرجة مدير او اكبر في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بل ان الاجراءات كانت ابسط من اجراءات سلف الخمسة ملايين المحصنة في علم الغيب الا ان هذا الفرح لم يدم الا ثوان معدودة ، فعندما نقرت على الرابط الموضوع ظهرت رسالة تحذي تشير الى ان الموقع مخترق وانه قد يظر بجهازك.
عندها تأكدت ان الموضوع برمته هو مجرد ضحك على الذقون والفقراء .
فيا ايها المواطن الكريم العراقي المولد والمنشأ ولم تتركه في احلك الظروف والذي تمتلك شهادة جامعية وعمرك اكثر من خمس وثلاثين عاما ملؤها التعب وتتمتع بالنزاهة والكفاءة والاستقلالية وغير مشمول بالاجتثاث من البعث ومن الحياة وغير محكوم بجنحة او جناية مخلة بالشرف ولاتمتلك قطعة ارض صغيرة بالعراق ولا شقة في المنطقة الخضراء ولا سيارة ( سايبة) .
ايها المواطن مع هذه الشروط البسيطة والمتوفرة لدينا ، لكنك لن تستطيع اختراق حاجز رابط كوميديا التقديم لشغل الوظيفة لانه مخترق اساسا من طوائف وكتل واحزاب لن تسمح لك بالاقتراب ابدا من المفوضية العليا المستقلة للانتخابات .
والسلام

#فلاح_الزركاني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات