|
بسبس 000 ميو
وليد يوسف عطو
الحوار المتمدن-العدد: 3517 - 2011 / 10 / 15 - 10:07
المحور:
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
إنها ليست وجبة طعام مبتكرة .. و لا نداء لقطة مدللة , بل هي أغنية عراقية من أغاني تحت الاحتلال الأمريكي . الغناء الذي يتميز بالإسفاف في الكلمة و اللحن و الإيقاع و الكليب و حيث الفتيات الراقصات و هن عاريات يتمايلن على المطرب و هو يشبعهن بالقبلات . قلب .. قلب .. وين .. وين .. ( تلفظ القاف كافاً فارسية ) غايب علي يومين .. إلى أن يقول : لك ليش لك يا بذات مو كتلي أشبعك بوسات 00000000000000000 بسبس .. بسبس .. ميو .. ميو .. انه يغازل حبيبته كأنها قطة لقيطة في الشارع . يتم تسطيح المرأة بمساواتها بالحيوان و في تعريتها و جعلها بضاعة و سلعة . إن ثقافة الغجر ( الكاولية ) و ثقافة الغرب الأمريكي المحتل الذي يحاول فرض ثقافته التغريبية على شعوبنا عبر برامج الواقع على الفضائيات أمثال ستار أكاديمي و غيرها و جعل التعرية و القبلة بين الشاب و الصبية شيء طبيعي . تصوروا فتاة مبرقعة أو محجبة في مجتمع محافظ جدا ماذا سيكون رد فعلها إزاء هكذا برامج ؟ يتم تصدير ثقافة العري و العنف و التسطيح عبر الانترنت و الموبايل و الفضائيات و عبر المواقع الإباحية و كليبات الأغاني الغربية و العربية المقلدة لها و عبر جعل المرأة بضاعة و سلعة لترويج منتجات الشركات و وضع مقاييس جمال للمرأة تتميز بالنحافة الدقيقة مما يضطر الفتيات إلى عمل برامج خاصة لإنقاص الوزن يتضمن وجبات غذائية خاصة ( دايت ) و ألعاب رياضية و بذلك تشتغل مصانع الرياضة و الأغذية و الأدوية . و الترويج لثقافة الاستهلاك الرأسمالي و ثقافة التسوق و الاستهلاك و الجري خلف أحدث صيحات الموضة وعمليات تجميل الجسم من نفخ و تكبير الصدر و الشفاه و شد عضلات الوجه و غيرها و بذلك تظل المرأة تدور في ثقافة السوق الاستهلاكية و تعاني من صراعات نفسية و عصبية قد تؤدي بها أحيانا إلى الانتحار . و ذلك بسبب عدم التوفيق بين الدراسة و تجميل الجسد و الركض خلف الموضة و القيام بمهام المنزل و إرضاء الأسرة وأرضاء الحبيب . في هذه الثقافة الرقمية الاستهلاكية لا مكان للعقل حيث المهم هو تقليد أحدث مبتكرات الماكياج و الأزياء و أحدث مجلات المرأة و أحدث الكليبات . و يتحول الكومبيوتر و النت للبحث عن وسائل ترفيه و تسلية و بذلك يتم تغييب عقل المواطن فهو لا يقرا شيئا و لا يعرف شيئا عما يحدث حوله . هذه الثقافة الاستهلاكية يشجعها الغرب لتحويل شعوبنا إلى مستهلك للبضائع المصدرة إلينا من مصانع الغرب مقابل شراء منتجاتنا الأولية و ثرواتنا بابخس الأثمان . كما إن ثقافة الاستهلاك تعيق عملية الصراع الطبقي و تجعل المواطن في الغرب يركض خلف ثقافة الاستهلاك لإدامة و استغلال و استنزاف موارده و هذا يؤدي إلى تراكم لرؤوس الأموال التي لا تستثمر في الصناعات الإنتاجية و الاستخراجية بل تعمل على ثقافة الاستهلاك . و من هذه الثقافة برامج المطبخ و التي تجعل المرأة تركض خلف كل وجبة جديدة . إن الثقافة التغريبية تحاول ربط مجتمعاتنا بالغرب عبر تأهيله ثقافيا لتقبل نمط معيشته الاستهلاكية و تقبل أفكاره و هو ما يسهل عملية الغزو الاستعماري بالتمهيد له بالغزو الفكري و الثقافي . إن على المؤسسات التربوية و الثقافية و الإعلامية في بلداننا مسؤولية كبيرة نحو التوعية باتجاه برامج وطنية للثقافة و الاستفادة من تطور الغرب تكنولوجيا و الاستفادة من منجزاته العلمية و الجانب الايجابي في ثقافته على ألا يتم تشويه مجتمعاتنا بالجانب السلبي من ثقافة الغرب المعولم .
#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قانون الايمان المسيحي وثقافة الكراهية والاقصاء
-
هل الله واحد ام ثلاثة في الاسلام و في المسيحية ؟
-
بين السيجارة وقنينة العرق
-
الى اخي عبد الرضا حمد جاسم ...
-
ترييف بغداد و تصحرها
-
ثقافة التصحر ام تصحر الثقافة ؟
-
اهمية العقل النقدي في تطور المجتمع
-
ملحمة جلجامش ج 2
-
هل الكتاب المقدس محرف ؟
-
ظاهرة طلعت خيري
-
صفات يسوع المسيح ( عيسى ) في القرآن
-
أدعياء السياسة والثقافة في الشأن السوري
-
فوائد تصوف الحداثة في الاسلام
-
اقليم كردستان العراق بين المطرقة والسندان
-
عولمة التوراة في المسيحية وفي الاسلام
-
( أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة ) قرآن كريم
-
ملحمة جلجامش ج1
-
زواج خديجة من محمد
-
( القذافي طار ... طار ... أجاك الدور يابشار )
-
مجتمع يثرب
المزيد.....
-
السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا
...
-
بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
-
إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
-
هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
-
باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع
...
-
قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس
...
-
Lava تدخل عالم الساعات الذكية
-
-ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية
...
-
قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب
...
المزيد.....
-
الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة
/ سالم سليمان
-
تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني
/ عصام البغدادي
المزيد.....
|