أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي صابر - بقرتنا الحلوب















المزيد.....

بقرتنا الحلوب


غازي صابر

الحوار المتمدن-العدد: 3516 - 2011 / 10 / 14 - 11:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في الأزمنة القديمه كانت البقرة هي كل شئ بالنسبة للإنسان فهي وثورها العزيزللحراثة ولإعطاء الحليب . وهي التي تهبنا الحياة ، حتى إن عجلها كان محوراً للصراع بين موسى وقومه حسب ما جاء بالتوراة . وفي الهند لا زالت البقره تقدس حد العباده.
ومن هذه الأهميه إستنبط الألمان مفهوم البقرة الحلوب عندما وصفوا بلدهم بعد الحرب العالميه الثانيه كبقرة تُحلب وتُسرق ثرواتها من قبل الأفراد الذين كانوا ضحايا لنظام هتلر والذين طالبوا بالتعويضات ، ومن قبل البلدان التي إنتصرت عليهم .لقد سلخوا جلد البقره الألمانيه بالتعويضات من دون الأخذ في الحسبان دموية ودمار النظام الهتلري والذي إمتهن شعبه لحساب مخططاته . كانوا فقط مبهورين ولعابهم يسيل لغزارة حليب البقرة الألمانيه والتي أصبحت نهباً للمنتصرين.
بقيت المانيا هذه البقرة الحلوب كما وصفوها تئن من هذا النهب والتحكم في مصيرها عقوداً من الزمن ، دفعت خلالها المليارات لتعويض البلدان والبشر وخصوصاً اليهود الذين كانوا ضحايا للمحرقه النازيه كما إدعوا .
غياب النازيه وهتلر أفرح أغلبية الشعب الألماني وإندمجوا في عجلة البناء والتعمير وإعادة المانيا الى سابق عهدها كدولة صناعية متقدمه . ولم يذكر التأريخ الألماني إن البرجوازية هناك كانت نهمة وشرهة لسرقة ثروات الوطن بحق أو بغير حق وتهريب وتبيض الأموال الى الخارج ، بل بالعكس أعادت أموالها من الخارج لدعم عملية البناء والتطور . ولم يذكر تأريخها إن قادتها خصصوا لإنفسهم رواتب فلكيه مستغلين بساطة شعبهم الذي أنهكته الحرب وقساوة ظلم الأجنبي .
قامت أمريكا بتعمير المدن الألمانيه والتي حولتها طائرات الحلفاء الى خراب، كتعويض عن القسوه في الدمار، أو ربما كي تظهر للألمان صداقتها نكاية بألأتحاد السوفيتي والذي ضم القسم الشرقي من المانيا للمعسكر الإشتراكي ، أو أنها قامت بالتعميركي تثبت للآلمان وللعالم إنها أكثر جدارة في التعمير والبناء وهذا يدخل في باب المنافسه إبان الحرب البارده بين المعسكرين .
منذ الحصار الظالم تحول عراقنا الى بقرة حلوب للأجنبي وللتعويضات وكأن التأريخ يعيد نفسه ولكن بشكل أكثر مأساوية مما حصل للألمان . فألأمريكان لم يساهموا في البناء والتعمير والذي لم يبدأ لحد الأن بالرغم من مرور أكثر من ثمان سنوات . ولأنهم الدولة المحتله حسب وصف الهيئة الدوليه لم يقوموا بواجباتهم بحماية العراق من مخططات دول الجوار ودول إخرى مما قامت وتقوم به من تدمير للقنوات الرافده لإقتصاد العراق وقد حولوه الى سوق لبضائعهم وتدمير وحدة نسيجه الإجتماعي من خلال إيقاد نيران الطائفية بين طوائفه المختلقه .
بعد إنهيار الأتحاد السوفيتي وظهور أمريكا والغرب كلاعب وحيد في الساحة الدوليه يبدو إن الأمريكان خططوا لإعادة موضوعة الإحتلال للبلدان الغنيه والتي يقودها حكام مصابون بجنون العظمه ومن المتسلطين على شعوبهم وكان صدام أول هؤلاء الحكام .
قبل حربه مع إيران والكويت قام بتحويل كل خزينة الدولة والذي يعد حليب الشعب لشراء الأسلحه والتي دخلت في مصارف الدول التي حاربته فيما بعد . وبالرغم من كل الغنى الذي أصابها من جنون عظمته ، إلا إنها لاتؤمن بنهاية للطمع حتى وإن كان فيه سيل من الدماء .
في سنوات الحصار جنوا الكثير من الأموال ومزقوا أواصر الرحم بين نسيج المجتمع ، وحتى سماء العراق قطعوها الى أوصال . سيطروا على خزينة النفط وبتفويض دولي ، وهم الذين يعوضون لهذا وذاك من ضحايا حماقات صدام حتى تشضى حليب بقرتنا الى العمال المصريين والأجانب والى إسرائيل كتعويض عن صواريخ صدام الحمقى والتى سقطت في الأراضي الخالية من السكان . وفي خيمة صفوان وقع لهم صدام من خلال وزيردفاعه صاغراً على كل ما طلبوه ، ولتزداد أعداد الطامعين بحليب بقرتنا من دول الخليج والى العمال العاملين فيها من الشعوب الأسيويه . صدام لم يتضرر بالحصار ، الشعب وبقرتنا الحلوب هما من عانى الموت البطئ .
في عام 2003 إحتلوا العراق بدعوا إمتلاك صدام للسلاح النووي ولدعمه للإرهاب وبعد الإحتلال إتضح بطلان هذه الحجج ، وإتضح إنهم جاءوا لسرقة ما تملكه بقرتنا من مكائن ومعدات ومن أثار جرى نهبها وتهريبها خارج العراق .
في تهديد وزير خارجية أمريكا والذي أصبح وزيراً للدفاع إبان الحرب قالها صراحة ( إذا هجمنا عليكم فأننا سنعيد العراق وشعبه للقرون الوسطى ) وهذا ما حصل .
حاكم العراق الأهوج رحل ووعود العسل للشعب وللبقره بالإزدهار قد تبخرا فلا تعمير ولامساعدة في البناء .و حليب بقرتنا هو الذي يذهب لذاك البلد أو لهؤلاء المتضررين وحكومتنا لاتعرف حجم الأموال التي دفعت أو نهبت ولاتوجد فواصل بين اللص والمتضرر . وكما أرادوها حصلت ( الفوضى الخلاقه ) والأكثر إيلاماً هو سرقة حليب بقرتنا من قبل أولادها المتسلطين في الحكم ومواقع المسؤليه وتهريبها للخارج ، وهذا ما لم يفعله الألمان بوطنهم بل فعلوا العكس .
المال او الحليب العراقي اليوم هو اللاعب الأكبرفي إقتصاد الأردن وفي بلدان عربية وأجنبيه كثيره . قبل أشهر قرأت في مجلة لبنانية تشير الى التنافس بين المال العراقي والخليجي في سوق العقارات هناك ، وتؤكد المجله شراء أحد التجار العراقيين شارع كامل في بيروت .
في الأوضاع الدولية الراهنة اليوم وفي وجود الديمقراطية في العراق من الممكن إقامة الدعاوى على أمريكا ومطالبتها بالأعتذار للشعب العراقي والذي دفع الكثير من الدماء والمال وضياع عشرات السنين من الرفاهية والتقدم بسبب مافعله الأمريكان ولأسباب تبين بطلانها ، ومطالبتها بتعمير كل ما هدمته وكانت سبباً في تخريبه ، والشكوى على دول الجوار على ما قامت به من قطع المياه أو تخفيض نسب المياه الداخلة للعراق وهذا حق مكفول دولياً ، والشكوى من كل الخطط التي تضر بمصالح العراق الإقتصادية والإجتماعيه ، ولابد من ملاحقة أبناء البلد الذين سرقوا حليب الأمه في كل البلدان التي هربوا إليها حتى ولو بعد حين .
ما يحز بالنفس إن بقرتنا اليوم باتت عجفاء على أولادها من فقراء الشعب ، ومن حملة الشهادات الذين يبحثون عن العمل وبأي مهنة كانت ، وعجفاء على الأيتام والأرامل وعلى أصحاب القلوب النظيفة والأيادي الأمينه . النحافه والهزل لبقرتنا واضحاً في الأبنية المهدمه والتي لايريد أن ينظرإليها أحد ، وواضحة في فقر الخدمات التي تقدم للوطن وللناس ومقرفة في غياب الكهرباء ودورها المهم في صنع الحياة اللأئقة لإنسانية المواطن العراقي والذي ينتمي لبلد النفط والحليب الذي أغرى كل الأساطيل للمجئ إليه , لكنها سمينة ومعافاة للاقوياء في الحكم والى كل الذين عرفوا خفة اليد في سرقة الزرع والضرع وتبيض الأموال المنهوبة .
أدعوا معي وتضرعوا الى الله أن يحفظ بقرتنا حلوبة ولودة ومعافاه ، حليبها لكل أبنائها وبالتساوي ، ولا ضر أن يسيح على الفقراء والمعوزين من فقراء العالم . لكنه سيقى حرام على السراق سواء كانوا عراقيين أم أجانب .



#غازي_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زهره
- العراق وصراعات إسلام المنطقه
- قصه قصيره اولاد عزرائيل
- عبد الكريم بين عهدين
- قصص قصيره معاناة
- الطوق المحكم
- قصة قصيرة المعلم الأول
- التعميرو التخريب
- عيد العمال وذكريات الطفولة
- نجم والي وصحبه
- الزياره المشؤومة
- الحوار المتمدن إسم على مسمى
- الصراعات الإقليمية والعراق
- كركوك وقشة البعير
- خال الحكومه
- قصة قصيره الخشبه والمسمار
- كوارث الفكر القومي والطائفي
- قصة قصيرة المقابلة


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي صابر - بقرتنا الحلوب