أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف حول قيام الدولة الفلسطينية و القضية الكردية وحقوق الأقليات وحقها في تقرير المصير في العالم العربي - عارف معروف - دولة المواطنة ضمانة الشعوب ضد التمييز القومي والديني















المزيد.....


دولة المواطنة ضمانة الشعوب ضد التمييز القومي والديني


عارف معروف

الحوار المتمدن-العدد: 3516 - 2011 / 10 / 14 - 00:00
المحور: ملف حول قيام الدولة الفلسطينية و القضية الكردية وحقوق الأقليات وحقها في تقرير المصير في العالم العربي
    


دولة المواطنة ضمانة الشعوب ضد التمييز القومي والديني


1 – أيهما أهم برأيك، بناء دولة مدنية على أساس المواطنة بدون تمييز قومي أو ديني واحترام حقوق جميع القوميات والأديان، أم بناء دول على أساس قومي و أثنية ، بغض النظر عن مضمون الحكم فيها؟

ج- بالتاكيد ، ان بناء دولة مدنية ديمقراطية على اساس المواطنة بدون تمييز قومي او ديني واحترام حقوق جميع القوميات والاديان ، سيكون الافضل، بصورة مطلقة، من خيار بناء دولة على الاساس القومي او الاثني وبغض النظر عن مضمون الحكم فيها .فدولة المواطنة التي تحترم فيها حقوق الافراد والجماعات ، دون تمييز قومي او عرقي او سياسي ، هي مرحلة متقدمة في مسار صعود الانسان مما هو ادنى الى ما هو اكثر تقدما ورقيا واكتمالا ، اما الدول القائمة على الاساس الاثني او القومي او الديني فقد عرفها البشر قديما وحديثا ، وكانت ، باستمرار مشاريع حرب او على الاقل منتج للعداء والتعصب والكراهية ، وهي الان لايمكن ان تكون خيارا ايجابيا ، كما انها لايمكن ان تكون حلولا حقيقية وناجعة لمشاكل التمييز والاضطهاد الاثني او الديني ، ان الديمقراطية ، والديمقراطية الحقيقية ذات المحتوى الانساني الجاد ، لا ديمقراطية نخب الفساد والطغم المالية او شراء الاصوات ، او تضليل الجماهير وتغييب وعيها او ترهيبها ، هذه الديمقراطية هي، الضمانة و الحل لاشكالات الاضطهاد والتمييز العرقي او الديني . وغني عن البيان ان بناء الدولة المدنية القائمة على اساس المواطنة، امر ليس بالسهل او متعلق بمجرد الرغبة او التمني او حتى الارادة ،انما يمكن ان يتحقق عبر كفاح تاريخي طويل وهو ايضا عملية اجتماعية تراكمية ، فالدولة في السويد او الدنمارك او المانيا او الولايات المتحدة وطبيعة علاقتها بمواطنيها ، ليست وليدة الساعة او رغبة هذا الحزب او تلك الفئة وانما جاءت ، بالتاكيد تتويجا لكفاح اجتماعي وسياسي عنيد تطلب الكثير من المثابرة والتضحيات. والديمقراطية والبناء الديمقراطي فيها ، كان وسيبقى عرضة للتحديات ، يتعين مواجهتها باستمرار لصالح ديمومة وتجذر العملية الديمقراطية واتساعها . ، فقد شهدت المانيا مثلا ، وخلال القرن الماضي استغلال الديمقراطية نفسها وعبر التضليل الاعلامي واثارة الكراهية والمتاجرة باوهام المجد القومي الزائف صعود اعتى قوة معادية للديمقراطية والوعي والانسانية قادت المانيا والعالم باجمعه الى اتون محرقة تلضت في سعيرها الملايين من البشر واهدرت قوى واستنزفت طاقات كبيرة كانت البشرية بامس الحاجة اليها . وفي الولايات المتحدة تحاول بعض الجماعات والافراد ، باستمرار، وبدفع من مصالحها الخاصة، الالتفاف على القوانين والمباديء وخرقها او تطويعها هنا وهناك . ما اريد ان اخلص اليه ، ان الديمقراطية ودولتها المبنية على اساس المواطنة تستلزم كفاح واعي ومثابر وتضحيات جمة ، وهي لايمكن ان تمنح من هذا الطرف او ذاك ولا تطبق من قبل هذه الدولة الراعية او تلك ، لانها ، في حقيقة الامر عملية اجتماعية، لكن الموقف الخارجي وتضامن الغير وعونهم يمكن ان ُيسّهل وُيسّرع عملية المخاض هذه، ان صدقت النوايا او الدوافع . وثمة امر حرّي بالانتباه والتقييم ، ذلك هو مايسهم به التقدم العلمي والتقني وكذلك العولمة بشقها الايجابي من توحيد للعالم وتقريب للامم والشعوب وتعريف الشباب في كل مناحي الارض الى بعضهم ، وتدوير الزوايا الحادة من ناحية الثقافات والافكار مما اري فيه ، مستقبلا ، نقدا حقيقيا لروح التعصب والانغلاق او التعالي والهيمنه . كذلك فان الكيانات الكبيرة تملك حضوضا من النجاح اقتصاديا اكثر بكثير من الكيانات الصغيرة بفعل عوامل كثيرة معروفة منها على سبيل المثال السوق ، ان القوى الصاعدة في العقود الاخيرة مثلا هي الصين والهند والبرازيل ، وقد كان كبر حجم الكيان وتنوع امكاناته الطبيعية وماتتوفر له بفعل ذلك من الامكانات، هي الاسباب الكامنة خلف صعودها ، اما الكيانات الصغيرة ، فليس لها من فرصة في عالم اليوم ، سوى ان تكون سوقا مفتوحة لمنتجات الاخرين وستكون ، في الغالب، غير مؤثره وتابعه سياسيا ... الخ ، ان مثال اسرائيل بالنسبة للكيانات الصغيرة ، لا يعتد به ذلك ان خلفها امكانات ودعم خارجي هائل .







2- كيف ترى سبل حل القضية الفلسطينية وتحقيق سلام عادل يضمن الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني وفقا للمواثيق الدولية ومقررات الأمم المتحدة؟

ج- تحيل كلمة حل ، في الاساس ، الى عودة الامور الى نصابها السابق ، قبل العقد او العقدة ، لكن الامور في المنازعات الدولية والصراعات الانسانية ليست بهذه السهولة ، خصوصا اذا تفاقمت وتجذرت فيها وعبرها المصالح والتعقيدات ، اذن يكون الامر في هذه الحالة، غالبا ، هو البحث عن تسوية ، والتسوية امر يمكن ان يكون" الحل" في حالة تطمين مصالح الاطراف المتنازعة بصورة مرضية ومشرفة، في حين ينطوي على تهديد خطير لمستقبله.." الحل".. اذا تضمن غبنا فاحشا لطرف ، حصل بضغط من انعدام توازن القوى بين اطرافه ، والامثلة كثيرة ومنها تفجر حربين عالميتيين كانت الشرارة فيهما شعور طرف من الاطراف بالغبن ، ان قرارات الامم المتحدة والمواثيق الدولية ، تضمنت الاساس الممكن لايجاد وتحقيق سلام عادل يطمن الحقوق الاساسية للشعب الفلسطيني . والفلسطينيون ، او لنقل معظم الفلسطينيين ، ابدوا واكدّوا ،دائما ،او على الاقل في العقود الثلاثة الاخيرة ،حرصهم وتحريهم سبل هذا الحل السلمي العادل ، ومنذ اوسلو ، حتى اليوم ، نسمع جعجعة مستمرة ولا نرى طحينا ، فالامر لا يتعلق ، باعتقادي ، فيما اذا كنا نرى او يرى الفلسطينيون سبل هذا الحل ، انما يتعلق بارادة القوى الصهيونية ، اليمينية المتطرفة والمدعومة من قبل الادارة الامريكية في تعقيد سبل الحل الممكنة واغلاق كافة منافذ النور ليترك النفق مظلما ولا يفضي الى مخرج . الكلام ،مثلا، عن رمي اليهود في البحر وارادة محو اسرائيل يتمسك بشعارات اعلامية اطلقها نظام عبد الناصر قبل نصف قرن، المرحوم عبد الناصر رحل عن هذه الفانية منذ اكثر من اربعين عاما !! فلماذا نتمسك بهذه العبارات ، ولا نلتفت الى واقع ان الفلسطينيين لم يعد لديهم ما يقدمونه مع انهم لم يحصلوا ، حتى الان على شيء، بعد ان قدموا كل شيء!، ماالذي انتظره من اناس لايشهدون مني سوى اللف والدوران ، ما الذي انتظره من اناس لا اعطيهم من حقوقهم ولو كسرة واوصل قضم حقوقهم وهضمها دون ان يرف لي جفن ، لماذا اسحق بكعبي على جحر الافعى عامدا متعمدا واواصل التظلم من الفلسطينين الذين لا يعرفون سوى التطرف والكراهية .
باعتقادي ، ان اسرائيل والادارة الامريكية لايريدون ، في حقيقة الامر ، حلا ، انما يريدون ومعهم الرجعية العربية ، بؤرة متوقدة باستمرار ، ثقب اسود يستنزف قوى وامكانات شعوب المنطقة ولا يترك لشبابها امكانية التطلع الى البناء والاعمار والديمقراطية كما انه كان وسيكون سوقا رائجة للبضاعة القائدة في الانتاج الامريكي والتي تنصب معظم تخصيصات الدعم البحثي والعلمي عليها ، الصناعة العسكرية !



3 - كيف تقيّم الموقف الأمريكي والدول الغربية المناهض لإعلان دولة فلسطينية مستقلة بعد خطوة الزعيم الفلسطيني وتوجهه إلى الأمم المتحدة لتحقيق ذلك؟

ج- هذا امر متوقع ، ولا اعتقد ان الفلسطينيين سيحصلون على شيء افضل، من الولايات المتحدة او الغرب مهما فعلوا . قدّم ياسر عرفات كل شيء ، وُنهش من قبل كل قوى التطرف ونُعت بشتى النعوت ، ماالذي حصل عليه بعد كل ذلك ؟... بناية متداعية محاصر في داخلها يحرسه بضعة افراد من الشرطة ؟!، وهاهو ابو مازن ومعه كل بنيان منظمة التحرير السابق ، وليخطب في الامم المتحدة.... مالذي سيجنيه ؟ لن يحصل على شيء ، وهذا هو مصنع الكراهية وبؤرة الاحقاد والتطرف ، لن يحصلوا على شيء ولوا بذلوا ماء وجوههم ، اذن عن اي جهود سلام نتحدث ؟.. اسرائيل تخاف من " صواريخ " حماس ؟! فالتحّل الاشكال اذن... لتسحب البساط من تحت اقدام حماس او غيرها بان تعطي الفلسطينيين حقهم ، بل وحتى اقل من حقهم واستحقاقهم بكثير : الانسحاب الى حدود الرابع من حزيران 1967، عودة مهجري فلسطين ، تعويض من يستحق التعويض ، الاعتراف بالدولة الفلسطينية الحرة المستقلة ، ومن الحق عند ذاك وخلاله البحث في ترتيبات والمطالبة بضمانات . هل يخامر احد الشك في ان الولايات المتحدة او الغرب لاتعرف لبّ وجوهر المشكلة او تجهل التفاصيل ؟ الواقع يقول العكس انهم يعرفون تفاصيل التفاصيل لذلك من المخجل ان يتحدث بعض المثقفين والكتاب ، شديدي التعاطف ،مع امريكا و الغرب او اسرائيل ، عن ضرورة توضيح الحقوق الفلسطينية او ضرورة تكثيف المسعى العربي للتعريف بالقضية او حتى حينما يذهب بعضهم ويا للقول المخجل ، ان العرب او امراءهم ،" لايرشون " ساسة الغرب بدرجة كافية ! وهو يعلم علم اليقين ان ترليونات العرب النفطية تضخ الى بورصات وبنوك واستثمارات الغرب، رغم انوف اولئك الامراء !



4- ــ ما هي برأيك الأسباب الرئيسية للموقف السلبي من قبل الدول الكبرى تجاه إقامة دولة كردية مستقلة، تجمع أطرافها الأربع في دول الشرق الأوسط ، وهو مطلب شعبي كردي وحق من حقوقهِ ، ولماذا يتم تشبيه الحالة الكردية على أنها إسرائيل ثانية من قبل بعض الأوساط الفكرية والقومية في العالم العربي ؟

ج - لا شك ان للشعب الكردي الحق ، كل الحق ، في تقرير مصيره ، واقامة دولته المستقله ، على ترابه ، اسوة بشعوب وامم الارض ، لكن الحق وحده لايكفي ، اذ لابد من ان تتظافر شروط موضوعية وذاتية عديدة لتحقيق ذلك ونجاحه وضمان رسوخه وحياته . اعتقد ان الموقف السلبي للدول الكبرى اتجاه اقامة دولة كردية مستقلة ، تجمع اطرافها الاربعة في دول الشرق الاوسط،ينطلق من ان هذه الدول تحرص على مصالحها الاقليمية والستراتيجية ولا تبالي كثيرا ، في حقيقية ، الامر فيما اذا كان ذلك يلبي او لايلبي، يتوافق مع او لا يتوافق مع مصالح وتطلعات ومستقبل الشعوب ، وهي احرص ماتكون على توازن اقليمي حددته هي امس واليوم،ولكنها ستتركه عصف الرياح ، غدا ،ان اقتضت مصالحها ذلك .
اعتقد ان تقسيمات سايكس بيكو والاتفاقات التي سبقتها ماكانت اعتباطية كما يروج لذلك القوميون العرب، بغية تسفيه فكرة وجود الكيانات السياسية العربية لصالح الدولة / الامة العربية المرتجاة ، اذ انها راعت ،اضافة الى مصالح المنتصرين في الحرب وتقاسمهم المغانم ،وقائع كثيرة ، من ضمنها اعتبارات الجيو بو لوتيك ، الذي ربما اوحى في حينه بعدم امكانية اقامة دولة كردية قارّية ليس لها منفذ على البحر وتمر خطوط امدادها مئات الكيلو مترات في اراضي قوى معادية او غير راضية ومن جميع الجهات ، في وقت لم يكن هناك غير امكانات النقل البري ، اضافة الا انها حرصت على ابقاء اوراق " نائمة " في التكوينات الحديثة يمكن الضغط بها وفق ماترى في اي وقت تشاء ، والا فان انشاء دولة كردية في حينه ، اضافة الى تلبيته لحق مشروع ومطلب عادل للاكراد ، كان وفرّ للشعوب الاخرى فرصا افضل للنمو والبناء بدلا من ابقاء بؤر تأليب وحرب اهلية مفتوحة تنمي على مدى العقود روح التعصب والكراهية القوميين وتستنزف الدماء والمال والجهد .
ازعم ان الوقت غير مناسب للدولة الكردية وارى ان يتركز كفاح الاكراد مع شعوب المنطقة الاخرى في سبيل دولة المواطنة العصرية والحرة والديمقراطية ، ان نيل الحقوق الديمقراطية وترسخها كثقافة اجتماعية وممارسة سياسية في هذا الجزء من العالم سيوفر للاكراد المناخات الملائمة للتحرر وتقرير المصير بلا او باقل الخسائر او المآسي. اما تشبيه الاوساط الشوفينية العربية للحالة الكردية على انها اسرائيل ثانية فهو امر مردود ومستهجن وليس هناك من تشابه او قياس ، ثم ان القوم لم يسلم منهم ومن تشكيكهم حتى ابناء جلدتهم العرب فنعتوا الملايين بالفرس والخونه وغيرهم بالشعوبية وهكذا ، ان الفكر الفوضوي يستدعي لغة فوضوية كما كان يقول، طيب الذكر، لينين ، وبالقياس فاننا اعتدنا على هذه اللغة الغوغائية التي اضاعـت على العرب الكثير دون ان تقدم لهم ثمار حقيقية .

5- هل يمكن للتغیّرات الراهنة في المنطقة - الانتفاضات والمظاهرات الأخيرة – من أن تؤدي إلى خلق آفاق جديدة أرحب للقومیّات السائدة کي تستوعب الحقوق القومیّة للأقليات غير العربية مثل الأكراد، إلي حدّ الانفصال وإنشاء دولهم المستقلة ؟

ج- اعتقد اننا امام ارهاصات وليس ثورات بعد ، لكنها بداية موفقة للاعلان بان الحياة لم يعد ممكنا ان تستمر بذات الطريقة وهذا امر نقدي وثوري ، واعتقد ان مستلزمات تصاعده وتطوره قائمة اضافة الى امكانات وأده والتراجع عنه وخنقه ، لكننا لايمكن ان نعود الى نقطة البداية ، ان شرعية وامكانية استمرار الكثير من البنى والمسلمات بات موضع تساؤل وتنقيب ونقد، كما ان " العيار " قد فلت بالنسبة للانظمة وعرفت الجماهير امكاناتها المهولة حينما تصبح كتل هائلة لاتخاف ولا ترتعد ، وفي حال ريح مناسبة فان هذا النقد قد يعصف بكل البنية الفكرية والاجتماعية الموروثة ، وتكون هناك ثورة جذرية تعيد بناء عالمنا فعلا، لكن اللف والدوران ومحاولات الاجهاض وتوجيه الانظار والعقول الى وجهات اخرى وشراء القوى والمساومات والخداع وكسب الوقت ببعض تنازلات صغيرة ،كلها ،جارية على قدم وساق . لكن الامر لن يعود ابدا الى نقطة ماقبل البداية. والامر يشبه الموجة ، فهي تذهب في اندفاعها الى خارج حدود التوقعات ثم ترتد الى ماتسمح به محصلة قوى الواقع لتستقر في نقطة جديدة ابعد من خط الشروع او البدء ووفق ما تسمح به القوة الكامنة والدوافع والظروف القائمة ، داخلية وخارجية . على هذا الاساس ، فسيكون الامر افضل باالنسبة للاكراد والاقليات الاخرى غيرهم ولكن ليس الى حد استيعاب وتمثل حقوقهم القومية من قبل القوميات السائدة الا اذا حدث ما قلناه من ريح مناسبة .


6- هل تعتقدون بأنّ المرحلة القادمة ،بعد الربيع العربي، ستصبح مرحلة التفاهم والتطبیع وحلّ النزاعات بین الشعوب السائدة والمضطهدة ،أم سندخل مرحلة جدیدة من الخلافات وإشعال فتیل النعرات القومیة والتناحر الإثني ؟

ج- قلنا ان الربيع العربي لم يزهر بعد بالطريقة المرتجاة ، كما انه لم يعم الافق وهو ،بعد، مخاض عسير وطويل ، وقضيةان ندخل مرحلة جديدة من الخلافات واشعال فتيل النعرات القومية والتناحر الاثني واردة ، وقد اشرت الى ذلك قبل ، في مقال عنوانه " الحرب قادمة وشعارها ... تحيا اسرائيل " نشر في ايلول 2010 في بعض المواقع العربية والعراقية، تضمن بعض سيناريوهات محتملة في المنطقة
حينما برزت علائم ونذر في هذا المسار ، وامر دلالاتها مازال قائما وهو رهن بطبيعة وامكانات القوى الدافعة في العالم العربي اليوم وغاياتها .

7 - ما موقفك من إجراء عملیة استفتاء بإشراف الأمم المتّحدة حول تقریر المصیر للأقليات القومية في العالم العربي مثل الصحراء الغربية وجنوب السودان ويشمل أقليات أخرى في المستقبل، مع العلم أنّ حق تقریر المصیر لکلّ شعب حقّ دیمقراطي وإنساني وشرعي و يضمنه بند من بنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان منذ عام ١٩٤٨؟

ج- حق تقرير المصير للشعوب ، حق ديمقراطي وانساني وشرعي ، لكنه لايعني ، ان تنشيء كل اقلية وطنها القومي الخاص ، لو كان هذا الحق يعني هذه الطريقة اذن تصوروا مالذي ستكون عليه الهند او الصين واية خسارة ستمنى بها شعوبها، بل لاعاد العالم الى دويلات المدن ، لان المطالب سوف تستمر في تجزأة المجزء وتقسيم المقسم الى نهايات غير معروفة، وفق المصالح الضيقة للزعامات والمجموعات، التي لن تبالي في حينها بمصالح الاثنيات، والقوميات، الحقيقية . ان مصالح الشعوب ، كما اعتقد ، ستتحقق بصورة افضل في ظل دول وكيانات مدنية وديمقراطية ، متعددة القوميات ،كبيرة تقوم على اساس المواطنة وحقوق الانسان وضمان حقوق الاقليات والاقوام على قدم المساواة .
تتيح هذه الكيانات ، كما اثبتت الوقائع امكانات كبيرة للتطور والرقي والتعارف والانسجام في حين تقع الكيانات الصغيرة ، غالبا ، تحت ضغط القوى الكبر ى ولا تستطيع الافلات من مسارات التبعية ، ناهيك عن ان فرص تقدمها الاقتصادي اقل ، ثم ان العلم وثورته الجديدة يوفر للشعوب امكانات غير محدودة للتقارب والفهم والتثاقف ونحن نشهد اليوم تحول العلم كله الى قرية صغيرة كما يقال . ولكن اذا لم يكن الى تلبية الحقوق القومية من سبيل وكانت التسوية غير ممكنة ، كما هو شان جنوب السودان فالانفصال اولى.
8- ماهي المعوقات التي تواجه قيام دولة كردية ، و كيانات قومية خاصة بالأقليات الأخرى كالأمازيغ و أهالي الصحراء الغربية؟

ج- هناك معوقات موضوعية واخرى ذاتية ، وتتعلق الاولى ، في ميل القوى الكبرى الى المحافظة على التوازن الستراتيجي ، العالمي والاقليمي، من وجهة نظرها هي ، ومسألة تغيير حدود الوحدات السياسية وانبثاق اخرى جديدة تمثل مشكلة او عفريت تحاول الا ينطلق من القمقم او، ربما تسمح به هنا او هناك، وتحت السيطرة، حينما يكون امر اطلاقه مفيدا كما حصل في الاتحاد السوفيتي السابق او اوروبا الشرقية وكما يمكن ان يحصل في الباكستان او المنطقة العربية ، كما انها حريصة حتى الان على ارضاء حلفائها وتطمينهم مثل تركيا ، العدو اللدود لفكرة دولة كردية ، كما ان القوميات السائدة في الدول التي تتوزع عليها كردستان، وقواها المتسلطة تعادي هذه الفكرة تماما .
و ان كون كردستان منطقة قارية تفصلها عن البحار مسافات شاسعة يجعل امر التحالف ضدها وخنقها امرا واردا ويسيرا، اما المعوقات الذاتية ، فلا يمكن التغاضي عن حقيقة ، نمو مصالح ذاتية لدى الزعامات الكردية يجعل امر التفريط بمكاسبها لصالح الامة الكردية عسيرا ، ومثلما لم تستطع الكيانات الوطنية العربية تحقيق حلم الوحدة العربية حتى بعد ان حكمها اشد دعاة الوحدة العربية غلوا، وذلك بسبب تنامي مصالح اقليمية مختلفة ونشؤ زعامات وقوى حاكمة لا يمكن ان تفرط بمكتسباتها او تتنازل عنها لصالح الوحدة العربية ، كذلك هو الحال بالنسبة للاكراد، فلقد شهدنا بالامس القريب ونشهد تجذر ورسوخ مصالح وزعامات كردية منقسمة على ذاتها ولم تتورع عن خوض معارك اهلية طاحنة في سبيل مصالحها بل واستعانت بالدّ اعداءها ضد الطرف الاخر ، ناهيك عن لغة السباب والتشكيك والشتائم من كل نوع ، لقد استعان السيد جلال الطالباني على خصمه، مسعود البرزاني، بعدوهما اللدود ، صدام حسين ووضع يده بيد علي كيماوي وبرزان ، الاشد فتكا بالشعب الكردي ، كذلك فعل السيد مسعود ، في مناسبة اخرى ، فما بالك بالقيادات في كردستان ايران او تركيا او اكراد سوريا ، ناهيك عن ان هناك اختلافات في الرؤى والافكار ، كما هو شان القيادات الكردية التقليدية التي تستند الى سطوة العشيرة والبيت الديني كقيادة مسعود والقيادات شبه العلمانية مثل جلال مع قيادات ماركسية مثل السيد اوجلان وغير ذلك ، ثم ان هناك اختلافات وتباينات قومية وثقافية بين الاكراد ، فعلا ، فالامة الكردية هي امة في طور التكوين وهي ليست من عرق او عنصر او لغة واحدة ، وهذا هو شان العرب كذلك ، رغم ادعاءات القوميين ، وسيكون لهذا الامر انعكاسه .... لذلك كله اخلص الى القول ، وهو راي شخصي طبعا ، ان من الافضل للاكراد ، في هذه المرحلة ،ان يكافحوا في سبيل نشر وترسيخ وبناء الديمقراطية والدولة المدنية العصرية القائمة على اساس المواطنة وحقوق الانسان وتحقيق الحكم الذاتي الحقيقي للقوميات والاقليات ،لان ذلك سيقرب وسيمكن من حل قضيتهم وتقرير مصيرهم لاحقا في مناخات مناسبة وصحية . وهو امر ينطبق على كل الاقليات والقوميات الاخرى في المنطقة . ولابد من الاقرار بعدم توفر معرفة وتفاصيل كافية عن قضية الامازيغ والصحراء لدي للاسف ، الامر الذي يحتم عليّ التزام الحدود والاكتفاء بالحكم العام بصدد حق الشعوب جميعا في تقرير المصير وبناء دولها المستقلة شرط توفر الظروف الموضوعية والذاتية المناسبة .



#عارف_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سرطان الفساد يهدد مستقبل ووجود العراق ....هل ثمة امل ؟ ..... ...
- ثورات العرب ضد عيدي امين داده!
- العراق ينتج السيارات وسيصدرها الى دول المنطقة! الضحك على الذ ...
- ميكافيللي المسكين !
- هادي المهدي... فزت ورب الكعبة!
- هل سيزهر ربيع العرب؟
- الحوار المتمدن..........عروة وثقى!
- عندما يصبح البعثيون طليعة المقاومة الوطنية الساعية لتحرير ال ...
- عندما يصبح البعثيون طليعة المقاومة الوطنية الساعية لتحرير ال ...
- الشيوعيون بين منهجية وحذق اللينينية ... وشيمة وحماقة العربان ...
- الحزب الشيوعي ومسالة السلطة السياسية ... بعض وقائع ما سلف !
- ! الحزب الشيوعي والتعويل على الاب الطيب
- شيء من التاريخ....... الستينات نموذجا !
- الحزب الشيوعي ... سبعة عقود في سوح الوغى والكفاح !
- الحزب الشيوعي ..... شيء عن علاقة الوعي بالواقع.
- الحزب الشيوعي العراقي .......سنوات التألق ومنحنى التراجع وال ...
- الحزب الشيوعي العراقي .. انعدام اللون والرائحة والطعم..... 2
- ! الحزب الشيوعي العراقي ......... انعدام اللون والطعم والرائ ...
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق ........افق الحرب الاهل ...
- المضمون الاجتماعي للطائفية في العراق ........11


المزيد.....




- حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر ...
- باريس تعلق على طرد بوركينا فاسو لـ3 دبلوماسيين فرنسيين
- أولمبياد باريس 2024: كيف غيرت مدينة الأضواء الأولمبياد بعد 1 ...
- لم يخلف خسائر بشرية.. زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب جزيرة شيكوكو ...
- -اليونيفيل-: نقل عائلاتنا تدبير احترازي ولا انسحاب من مراكزن ...
- الأسباب الرئيسية لطنين الأذن
- السلطات الألمانية تفضح كذب نظام كييف حول الأطفال الذين زعم - ...
- بن غفير في تصريح غامض: الهجوم الإيراني دمر قاعدتين عسكريتين ...
- الجيش الروسي يعلن تقدمه على محاور رئيسية وتكبيده القوات الأو ...
- السلطة وركب غزة


المزيد.....

- حق تقرير المصير للإثنيات القومية، وللمجتمعات حق المساواة في ... / نايف حواتمة
- نشوء الوعي القومي وتطوره عند الكورد / زهدي الداوودي
- الدولة المدنية والقوميات بين الواقع والطموح / خالد أبو شرخ
- الدولة الوطنية من حلم إلى كابوس / سعيد مضيه
- الربيع العربي وقضايا الأقليات القومية / عبد المجيد حمدان


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف حول قيام الدولة الفلسطينية و القضية الكردية وحقوق الأقليات وحقها في تقرير المصير في العالم العربي - عارف معروف - دولة المواطنة ضمانة الشعوب ضد التمييز القومي والديني