أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جمال الخرسان - رحماك أيا بغداد فاتنة الفايكنغ !














المزيد.....

رحماك أيا بغداد فاتنة الفايكنغ !


جمال الخرسان

الحوار المتمدن-العدد: 3515 - 2011 / 10 / 13 - 23:53
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


رحماك أيا بغداد فاتنة الفايكنغ !

بشكل خاص تطلق مفردة (الفايكنغ ) على القراصنة والقبائل التي تعيش على الغزوات والحروب في مناطق اسكندنافيا، وبشكل عام هناك من يطلق تلك التسمية على "النورمان" أي الاسكندنافيين القدماء، سواء اكانوا من المقاتلين الاشداء او حتى من عامة الناس والطبقات العاملة في الزراعة وصيد الاسماك والحيوانات.
عرف الفايكنغ او رجال القوارب كما يسمونهم في الثقافة الاسكندنافية ببأسهم الشديد، وسفنهم النحيفة الطويلة ذات الشراع الواحد التي يدعمونها بالتجديف، يفضلون ذلك حفاظا على عامل المفاجئة بالنسبة للعدو بحيث لايراهم من بعيد. انتشرت رقعتهم الجغرافية في مناطق مهمة من اوروبا ابتداءا من القرن التاسع للميلاد وحتى منتصف القرن الحادي عشر. حيث تمددوا صوب الجزر البريطانية، أيسلندا، أجزاء مهمة من فرنسا، كما انهم نجحوا في فرض سيطرتهم على أنحاء من روسيا. وهناك اعتقاد شائع بأن الفايكنغ وصلوا امريكا قبل كولومبس بخمسمائة عام ولكنهم لم يتركوا أثرا فيها كما فعل كولومبس.
لقد عظمت شوكتهم وتوسعوا كثيرا نحو الشرق والغرب، هناك بلدان وصلوها من اجل الاستحواذ عليها وهناك اخرى حرصوا على تكرار الزيارات اليها بهدف زيادة المنفعة وتوسيع التبادل التجاري. هكذا كانوا يفعلون مع الدولة العباسية وعاصمتها بغداد. إذ وصلت قوافلهم التجارية الى بغداد عبر بحر قزوين، قيل انهم تركوا سفنهم هناك وامتطوا الجمال الى العاصمة العباسية المهيبة، وهناك من يعتقد بأنهم وصلوا عن طريق دجلة. كانوا شغوفين جدا بتلك الحاضرة الاقتصادية والعلمية، يأتونها بعد عناء طويل من اجل أن يستبدلوا ما يجلبون معهم من جلود، فراء، كهرمان بما يحتاجون من بضائع، إضافة الى ذلك فإنهم كانوا يبيعون في بغداد ايضا الجواري الحسان والغلمان من الاسكندنافيين الشقر. كان ذلك حينما ( كانت بغداد مركز التأثير التجاري والفكري ، في محيط عام من رغد العيش والأناقة والفخامة ، لقد كانت فيها حدائق معطرة وأشجار وارفة الظلال ، وثروة متراكمة تعود لامبراطورية شاسعة ، لقد كان عرب بغداد مسلمين ، وقفوا أنفسهم بشدة لهذا الدين ، ولكنهم كانوا منفتحين علي شعوب تختلف عنهم في المظهر والمسلك والعقيدة . وفي الواقع ، كان العرب في عالم ذك الزمان أقل الشعوب إقليمية ، وهذا ما جعلهم شهودا أفذاذا للثقافات الأجنبية ) على حد قول المستشرق ميشيل كريشتون.

هناك العديد من المتاحف في اسكندنافيا تضم العملات الذهبية والفضية من الدنانير والدراهم وماشابه ذلك بشكل مثير للانتباه وبكثرة تتجاوز ما متوفر في العديد من المراكز الحضرية المهمة في اوروبا. يعود ذلك وفقا للمؤرخين الى التعاون التجاري الوثيق بين الاسكندنافيين وخصوصا الفايكنغ وبين العاصمة العباسية بغداد.
بغداد من جهتها أرسلت الى مشارف اسكندنافيا مبعوثين عن الخليفة المقتدر في عام 921، ردا على طلب ملك الصقالبة ( ألمش يلطوار ) حيث طلب الاخير من الخليفة أن يرسل إليه من يعرف شرائع الإسلام، وقد كان على رأس الوفد الرحالة أحمد بن عباس بن رشيد بن حماد المعروف بـ ( بن فضلان )، وبعد ثلاث سنوات عاد هذا الاخير الى بغداد وقد قام بتدوين رحلته عن العديد من المناطق التي مروا بها. وقد عدت ( رسالة بن فضلان ) أقدم وثيقة إتنوغرافية في وصف القبائل والأقوام المتداخلة على امتداد المناطق الأوروآسيوية.
أفل نجم الفايكنغ وانكسرت شوكتهم في معركة جسر ستامفورد الشهيرة والتي دارت رحاها بين انجلترا والنروج في الخامس والعشرين من ايلول عام 1066 ، كانت الغلبة في البداية للنرويجيين، ولكن الخواتيم قد ابتسمت للملك الانجليزي هارولد. في تلك اللحظة التاريخية تخاذل عن نصرة اتباعه إله الرعد ( ثور ) الذي يستقوي به كثيرا الفايكنغ، ليعلن بذلك افول حقبة تاريخية مثيرة للاهتمام كانت تسمى بـ حقبة الفايكنغ. فاحذري جيدا يا بغداد!


جمال الخرسان
[email protected]




#جمال_الخرسان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط الاتحاد السوفيتي .. والربيع العربي!
- أسفا على الجفاء يا نيكلسون!
- يوم للحيوان اوالضواري .. في العراق!
- فناجين حمورابي ورئيس فنلندا!
- الجزيرة ولعنة اوروك!
- النخيب.. مجرد حلقة في سلسلة أزمات
- عقد على الكارثة .. عقد على التساؤلات!
- مقترحات وتوصيات حول برنامج الحزب الشيوعي العراقي
- اين اصدقاء الكويت ؟!
- أنها عربة مثيرة للاعجاب!
- على ضفتي البلطيق عاصمتان للثقافة الاوروبية عام 2011
- ليبيا بلا قذافي .. !
- كي لا تختطف الثورة السورية!
- عودة لخارطة الشرق الاوسط الجديد !
- قضاء الميمونة .. ذاكرة قمح وسياسة!
- عند الخلافات تظهر الحقائق!
- متحف الدولة للفن وجه هلسنكي المشرق!
- بضاعة رمضان ... عشرة اشخاص في خمسين فضائية!
- كيف تكون التعويضات الايرانية ورقة العراق الرابحة!
- ابو كاطع .. ثلاثون عاما على الرحيل


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جمال الخرسان - رحماك أيا بغداد فاتنة الفايكنغ !