أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند البراك - ربيع المنطقة و روحها الحيّة 1















المزيد.....

ربيع المنطقة و روحها الحيّة 1


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 3515 - 2011 / 10 / 13 - 20:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ ان طرقت العولمة ابواب منطقتنا، بعد التطورات العاصفة، التي غيّرت انظمة و سياسات اغلب دول العالم . . تواكب انظمة المنطقة العواصف بتغييرات لاتمس جوهر ما، بقدر ما مسّت و تمس واجهات للحكم في سعي لتجميلها، و محاولة الظهور بمظهر محاكاة العالم . . الاّ ان ثورة المعلومات و الإتصالات العالمية، استمرت بالطَّرق . . و بتواصل كشف و تداول حقائق هامة مخفية، و تزايدت اعداد متداوليها من شباب و شابات المنطقة على الأخص . .
لتنكشف بذلك اسرار و اسرار و بلا مقابل، بعد عقود طويلة من تضحيات و نضالات كان فيها مجرد الحديث شفاهاً او الإشارة ، الى عيب او نقص في الحاكم او في نظامه، عقوبته الأرواح و الأنفس و التعذيب الذي لايرحم ولا يفرّق بين رجل او أمرأة او طفل او شيخ . رغم تقديرات اخصائيين بأن عالم الأسرار يتغيّر ايضاً، حيث تكفّ كثير من الأسرار الماضية عن اهميتها و دورها. رغم تقديرات آخرين بأنها تبقى هامة لكونها اسرار عن ماضي لاتزال تعيشه شعوب المنطقة، بسبب إحكام انظمتهاعزلها عن سياق التطورات الجارية في عالم اليوم، فيما يبقى كشف الأسرار الآنية هو الذي يفجّر الغضب و الفعل بسبب تراكم الكبت . .
و يرى كثيرون بأن انطلاق ثورات الشباب و احتجاجاتهم لم يأتِ من فراغ، بل شكّل امتداداً لأشكال النضالات الشعبية و العمالية و الطلابية و الثقافية و السياسية من اجل الحقوق، و تواصلاً لتلك الروح التي اسس لها و نظّمها ماضي شعبي تحدى انواع المحن . .
و على ارضية الفقر و الكبت و قمع الحكم الفردي الذي طال ، بدأت جدران الصمت بالتساقط . . لتتحشّد الجموع السلمية باطيافها الفكرية و القومية والدينية و المذهبية رجالاً و نساء، و لتواجه بالحديد و النار، و يتلقف العالم انباء مايجري ساعة بساعة . . ليثير كل ذلك، تعاطف و غضب شعوب العالم و منظماتها الشعبية و الدستورية، و ليقف رجال انظمة الدول الكبرى موقف المتفرج، او المتضامن الصامت . . ثم لتتواصل و تتسع حلقات الدعم و الإشادة الشعبية في تلك الدول، بسبب تواصل حشود الإحتجاجات السلمية و تواصل التضحيات . . حتى وصلت الى التدخل بدفع من احتكاراتها المالية و النفطية و الصناعية و هي ترى مصالحها تتأرجح على احتمالات لاتريدها .
و بعد ان حققت تلك الإحتجاجات اهدافها الملتهبة في دولها و تغيّر رؤساء دكتاتوريون لثلاثة دول في تونس و مصر و ليبيا بتأثيرها ـ رغم نتائج متنوعة كما سيأتي ـ و تتواصل مهددة في اليمن و سوريا . . اصبح ربيع المنطقة رغم انواع الإجتهادات . . مثالاً رائداً لجدوى الإحتجاجات السلمية في انحاء العالم، فوصل اضافة الى دول آسيوية و افريقية، وصل الى اوروبا ثم الى الولايات المتحدة بتجمعات الشباب الإسبوعية الداعية هناك الى مكافحة البطالة و فساد اجهزة الدولة، وفق تقارير غالبية امهات الصحف و وكالات الأنباء العالمية . .
و يرى محللون ما يجري بكونه ثمرة من ثمار المد الإعلامي وتكنولوجيا المعلومات التي أتاحت انتقال الخبر والرأي بسهولة وزخم لم يُعهدا من قبل . . الذي يجعل من التغيير و تنظيم الصفوف شأنا داخليا ينبع من الشعب، بفعل دفق المعلومات الحديث و السريع سواء من الإنترنت او الفيسبوك و إلى الهاتف المحمول . . الذي صار يتم في ثوان فقط، متفوقاً بذلك و على خطى التوضيحات المبكرة لـ كارل ماركس قبل قرن و نيّف (*) .
و يرى آخرون ان ذلك يحدث بعد غياب مرحلة توازن القطبين بآلياتها آنذاك، حين سعى القطبان لمواجهة احدهما الآخر في المنطقة و من خلال انظمتها التي تحتكر كل شئ في دولها . . ثم اثر تخفيف دعم الغرب لأنظمة اسس لها في الماضي و جمدت حتى صارت لاتساير التطور الجاري في عالم اليوم. و هو تخفيف متنوع الدرجات مُجْبَر عليه الغرب في خضم أعادة بناء ذاته المتواصلة، بعد ان لم يعد البناء السابق المواجه للمنظومة الإشتراكية ذا نفع، و في وقت صار يواجه فيه استقطابات جديدة داخله من جهة، و يواجه الأقطاب الدولية الجديدة و خاصة الآسيوية، اضافة الى الإقليمية النفطية و المالية الإيرانية و الخليجية . . من جهة اخرى .
تخفيف يسعى لضمان تواصل تأمين أهداف و مصالح تزداد تنوعاً . . في منطقة غنية بثرواتها و بنسب شبابها العالية و بتزايد اعداد و انواع كفاءات ابنائها رجالاً و نساءً، منطقة عرفت بروحها الحيّة الوثّابة و بدورها الفاعل في الحضارة الإنسانية منذ فجر التأريخ، و فسيفساء مكوناتها الآن احد دلالات ذلك . . و تشكّل اليوم احد ابرز شرايين حياة و اقتصاديات و ثقافات عالم اليوم .
فبعد ان دعمت الإحتكارات الغربية حكم القطب الواحد و الطغمة الحاكمة الواحدة في دول المنطقة طيلة اكثر من قرن، سواء كانت ملكية او جمهورية . . ودعمت تصوير ذلك الحكم و التعامل معه كما لو كان حقاً مقدّساً ليناسب التخلف بتقديرها، و عملت على ترسيخه للحفاظ على المنطقة سوقاً لبضائعها و حروبها ، بل و حافظت على حكم الطغم الشمولية بالعنف و الإنقلابات العسكرية و الحروب المحلية . . داعمة بلا هوادة العنف و استغلال الجهل و الأمية، بل ساعية الى التجهيل باشكال منظمة، كاشغال الناس بالمشاكل اليومية المحبطة لدرجات الوعي، كما سيأتي، رغم كل الإدعاءات .
فانها توصلت الى أن زمن دعم الطغاة حرصا على استقرار جامد و ليس على استقرار ديناميكي قد ولىّ، لكونه صار لا يناسب البضائع الجديدة و احتكاراتها الصاعدة، و لا آليات الأقتصاد و الإدارة و تقاسم الأسواق، و توفير الحد الأدنى من حقوق البشر و البيئة في عالم اليوم، وفق القوانين المعلنة للدول الكبرى. و ان الزمن صار يتطلب انظمة و لغة و آليات جديدة يمكنها تخطي الوعي العام السابق المحلي بتلبية متطلباته من بضائعها الكاسدة السابقة . . او بالقفز عليه، لتقليل حجم الخسائر التي يمكن ان تصيبها، فيما اذا انفجرت ارادات شعوب المنطقة و هي بمواصفاتها الفاعلة آنفة الذكر . . .
فاخذت تسعى و تدعم النشاط الهادف الى الإتيان بانظمة قادرة على ادارة و تلبية مطالب شعوبها بما يناسب الزمن بتقديرها، و قادرة على تمثيل دولها بشكل مقبول دولياً ليضمن لها الشرعية، و بالتالي شرعية عقودها و معاهداتها . . من جهة، اضافة الى ان تكون لها قدرة لوجستية على السير وفق مقتضيات الأسرار الجديدة للعقود و الإتفاقات و صيانتها بنظرها، من جهة اخرى.
و توصلت احتكارات كبرى ـ وفق بيانات مراكز بحوثها ـ الى ان عليها ان تتعايش في عالم تغيّر و اخذت تجتاح شعوبه الحرية، و يجتاحها سعي اعلى من السابق لتتحكم هي بمواردها بما يحقق لها رخاء افضل ، الأمر الذي قد يصل بتلك الإحتكارات بتقديرات مراقبين الى ان تقبل بجعل انظمة المنطقة شريكة لا تابعة كالسابق، في اطار منافسات حامية في مواجهة احتكارات اقليمية و دولية جديدة سواء كانت آسيوية او احتكارات جديدة لتكنولوجيا و اختراعات من نوع جديد للألكترون و الرابوت و برامج الفضاء و الأرض و اعماق البحار و غيرها في اخطر المجالات . .
مع ما يترتب عن ذلك من متاعب و صعوبات للإحتكارات، منها عدم استعدادها لدعم من دعمته يوماً و لم يعد صالحاً بنظر شعبه في لحظة حرجة ما، لأنها تريد التعامل مع من يمكنه تمثيله كما مرّ، كي يكون قادراً على عقد الصفقات و العقود الجديدة، و على ضمان ديمومة العقود و عدم خسرانها و تضررها جرّاء ذلك . . الأمر الذي ان حصل فانه سيؤدي الى افلاسها و خروجها من دائرة تنافس و صراعات الإحتكارات ! (يتبع)


13 / 10 / 2011 ، مهند البراك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) راجع " البيان الشيوعي " الفصل الأول. . الذي يفيد وفق تعابيره في زمنه : " بان النتيجة الحقة للنضالات هي في اتّحاد العمل المتعاظم باستمرار، الذي يعززه نمو وسائل المواصلات التي تبتدعها الصناعة الكبرى . . فالإتحاد الذي اقتضى سكان بلدان القرون الوسطى قرونا لتحقيقه، نظرا إلى طُرقاتهم البدائية، تحقّـقه البروليتاريا العصرية في سنوات قليلة بفضل السكك الحديدية . . الملاحة البخارية، و سكك الحديد، و التلغراف الكهربائي . . "



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تقوم الحكومة بدورها لأجل الشعب ؟
- -التحرير-، الإغتيالات . . و تصاعد صراع الكتل !
- الصراع الطائفي الأقليمي و آفاق تلوح !
- الدكتاتور و جرذان - ربيع المنطقة - !
- ائتلاف - دولة القانون - . . الى اين ؟
- - التيار الديمقراطي- و التغيير المدني و الآفاق ! الرابع و ال ...
- - التيار الديمقراطي- و اليسار و الديمقراطية المدنية 3
- - التيار الديمقراطي- نحو الدولة المدنية الإتحادية ! 2
- - التيار الديمقراطي- نحو الدولة المدنية الإتحادية ! 1
- ربيع المنطقة و شبابنا و الطموح بنظام مستقل ! 2
- ربيع المنطقة و شبابنا و الطموح بنظام مستقل ! 1
- القمة السياسية و مشاركة ممثلي الإحتجاج السلمي !
- هل تتحطم المحاصصة على صخرة الإستبداد ؟
- لماذا أُخرجت المناضلة - ادور- من المؤتمر ؟
- محاصصة طائفية ام إستبداد ؟ !
- دولة المؤسسات و التهديد و الإسكات !!
- الجماهير بين الآمال و بين المتنفذين !
- مخاطر استمرار تجاهل مطالب الشعب ؟
- الإنتخابات المبكرة هي الحل !
- تسونامي اليابان و مشاريعنا النووية !


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند البراك - ربيع المنطقة و روحها الحيّة 1