أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف عكروش - الاقليمية في الأردن والقربة المخرومة















المزيد.....

الاقليمية في الأردن والقربة المخرومة


يوسف عكروش

الحوار المتمدن-العدد: 3515 - 2011 / 10 / 13 - 17:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاقليمية .. القربة المخرومة والربابة مقطوعة الوتر
لعبة التفتيت
يستمر العزف وعلى صعيد شعبي وفي المواقع المختلفة على وتر الاقليمية والفئوية والقبلية وغيرها في الأردن ويستمر التجييش والتخويف انسياقا وراء مخطط قديم قدم قيام " الدولة" في الأردن "وضمّ الضفة الغربية، يهدف الى تكريس التفتيت وكبح قيام مجتمع الدولة، وهذا ليس حكرا على الأردن أو فلسطين بقدر ما هو ينطبق على كافة الأقطار العربية، ولكن تجليات هذه المؤامرة قد تكون في الأردن أكبر من غيرها بحكم الجغرافيا السياسية والدور المنوط بجوار الكيان الصهيوني وتمرير عملية اغتصاب الأرض العربية الفلسطينية.
منذ قيام "الدولة" في الأردن لم يقم جهاز دولة أردني/ شرق أردني بالمفهوم الاجتماعي الوطني ولم يكن هناك هيكل اداري للحكم يقوم على أحقية أبناء الوطن في الحكم بل جرى تركيب هيكل الحكم بطريقة تخدم المخطط الهادف الى الابقاء على التفتيت والتجزئة وتكريس الاختلاف ليس فقط بين أردني وفلسطيني بل حتى بين مكونات المجتمع الشرق أردني نفسه.. شمالي ، جنوبي، وسط ، قبيلة كذا وغيره من التوصيفات وجرى اشاعة وعي زائف وتكريس أوهام الانهيار والتخويف للفئات المختلفة من بعضها البعض..وما يؤسف له أننا نقرأ هذه الأيام أراءا وطروحات تنشر هنا وهناك حول ""رفض هذا أن يحكمه ذاك"" من بين المكونات الشرق أردنية، بالرغم من يقيني بعدم وجود مثل هذه المكونات الخالصة لأنها متشابكة وحتى مع المكون الفلسطيني والعربي بشكل عام

ان الفهم الذي جرى اشاعته ويتم استغلاله ناجم عن التقاسم الوظيفي الذي سعى اليه المخططون ونفذوه بجدارة منذ أواخر الخمسينات من القرن الماضي بين الشرق أردنيين والفلسطينيين بحيث تم تحويل الشرق أردنيين الى حرس وابعاد الفلسطينيين لاحقا عن هذا المجال مما أعطى الانطباع بأن الشرق الأردنيين هم من يحكم البلاد والآخرون ليس لهم في ذلك نصيب
ان الشرق أردنيين أو غيرهم لم يصلوا الى مفاصل الحكم ومطابخ القرار الفعلية في الأردن يوما الا في فترات محددة وقصيرة جدا يمكن الاشارة اليها بالتحديد.. وبقية عمر "الدولة" كانت تخضع لحكم جماعات الحكم المرتبطة خارجيا بغض النظر عن "أصول هذه الجماعات أو منابتها". فقد وصل الى مفاصل الحكم وصناعة القرار العراقي الأصل والسوري واللبناني والفلسطيني . وكان دوما مستثنى الشرق أردني.. ولكن دور الحراسة الذي كان يقوم به لجماعات الحكم من حيث تواجده في الهياكل الأمنية والجيش والمواقع الادارية الدنيا كان يعطي الانطباع للعامة غير المعنيين في الدخول الى جوهر الأمر والذين يتعاملون بظاوهر الأمور، بأن "الدولة" بأيدي الشرق أردنيين وحكرا عليهم
.
نظرة بسيطة على تشكيلات الحكومات في الأردن منذ العام 1921 تظهر أن رؤساء الوزارات والوزراء وكبار صناع القرار ومفاصل الدولة الادارية الهامة الساحقة لم تكن لا من القبائل ولا الفلاحين الشرق أردنيين الا في فترات محددة فرضتها ظروف النهوض الوطني العام في المنطقة العربية والعالم.

ان المراقب لمشاركات الشرق أردنيين كانت تأتي في سياق تحمل مسؤولية أحداث لم يكونوا شركاء في صنعها.. فالكل يعلم أن قيام شرق أردني بتوقيع اتفاقية وادي عربة، سيئة الذكر ، كان شكلا بلا مضمون اذا أن الذي وقع نفسه قد أعلن أنه لم يكن شريك في صياغتها ولم يقرأها ( وسلمت له الساعة العاشرة صباحا ووقع الساعة الثانية بعد الظهر). لقد كانت المشاركة الأردنية وتشكيل الوفود الشرق أردنية شكل من أشكال الغطاء الزائف لمشاركة الأردنيين وتحميلهم مسؤولية الأحداث التي لم يسهموا في صناعتها.

ان القبائل الأردنية .. التي يجري الحديث عن أنها شكّلت قاعدة النظام منذ التأسيس لم تكن شريكة في صناعة القرار وهنا ومع احترامي وتقديري العالي لهذه القبائل والعشائر والأثمان التي دفعوها الى جانب غيرهم من الشرق أردنيين في الدفاع وحماية الوطن، أؤكد أنها جميعا لم تكن حقيقة شريكة في صناعة القرار بالمطلق ولم يكن لها أي دور ، مثلها مثل مكونات المجتمع في شرق الأردن في صياغة سياسات وواقع البلاد.. بل كانت تستثمر وتستغل أبشع استغلال وتوضع في واجهة الحدث ويتم تحميلها مسؤوليات كبيرة في الحماية والحراسة والمواجهة وعن غير قصد وبحكم عوامل عديدة منها عدم نضوج الوعي المجتمعي والاستقرار والحاجة والفقر، انخرطت هذه المكونات في هذا الأمر وشكلت درع حماية يأتمر بقرار مطابخ القرار غير المعروفة لديها، وتوهم البعض منهم أن القرار بات بأيديهم.
لقد بدأت عملية تحطيم وتكسير القبائل والعشائر والمكونات الفلاحية في الأردن، ليس بهدف التمدن والتحديث أو الانتقال الى المجتمع الى مجتمع والانصهار في بوتقة الوطن والمجاتمع المدني.. بل من أجل تهميش هذه الجماعات والقضاء على دورها وافراغ مضمونها والابقاء على هياكل غير فاعلة واشاعة وعي زائف بحضورها ودورها ومن ثمّ الحاقها بالدولة لأدوار معينة محددة منها الحراسة والحماية والاستقواء بها على أية حركة اجتماعية مدنية قدتظهر وبالتالي لأن تكون رصيدا احتياطيا للاستثمار من قبل القائمين على الحكم .

لقد بدأ ذلك منذ قامت الطائرات البريطانية بضرب ثورة الكورة- كليب الشريدة بالطائرات بشكل وحشي وهمجي وكذلك قمع والقضاء على الثورة الماجدية بوحشية لم يسبق لها مثيل وغيرها من التحركات وكذلك الاجراءات المتتابعة لضرب رموز هذه القبائل والتجمعات بدءا من ملاحقة ماجد العدوا وسجنه وبالتالي وفاته عام 1946 التي لا زال يلفها الغموض حتى يومنا هذا، كذلك ملاحقة وسجن عودة أبو تايه- محرر العقبة الفعلي- وسجنه عام 1933 حيث تمكن من الههروب من السجن بمساعد أعيان السلط وغيرها من الممارسات التي كانت تواجه رموز هذه المجاميع بهدف اضعافها ومنع حركتها وافشال مطالباتها بالاصلاح والمشاركة في السلطة ..
بالتوازي مع هذه الممارسات قامت سلطات الحكم وبجهود مضنية مستغلة ظروف الفقر والجهل والحاجة بفتح أبواب مؤسسات معينة أمام المكون الشرق أردني وبسقوف محدودة يرافقها رشاوى مختلفة الأشكال والأنواع، ولم تفتح أبواب مطابخ القرار لهم ..مما أدّى الى استغلال هذه المكونات بشكل بشع وجعل منها شريك شكلي- شاهد الزور..
وفي أعقاب اتفاقية وادي عربة أعتقد منظروا الحكم بأن الوقت قد حان للتخلص من عبيء هذه القبائل والعشائر حيث حلموا ""بالسلام"" وبالتالي حماية "الصديق " الصهيوني ولم يعد من حاجة لهؤلاء الحراس المكلفين .. لذا بدأ الهجوم من قبل جماعات الحكم الجديدة التي قفزت الى مواقع السلطة وتملكت البلاد ونهبت خيراتها تحت مسميات عديدة، هجمت على هذه المكونات منذ مطلع تسعينات القرن الماضي بهدف تفكيك البنية القائمة وصاغت القوانين والأنظمة التي تخدم هذا الهدف. وعندما برزت الحاجة مجددا جرى اعادة تشغيل الماكنة الاعلامية وبدأ التجييش ولا زال النفخ والاتصالات وعاد التهويش والتهويل من خطر "الاستيلاء" وسرقته تحت مسميات "الوطن البديل" وغيرها وتصوير هذا الخطر بأنه المركزي يقابل ذلك الدعاية بأن دولة"الجوار" الصهيونية لا خطر منها وهكذا ..من تزييف للواقع وغيرها من الفزاعات.. وبالتالي ضرورة استنفار كل المخزونات والعصبيات للدفاع عن "الوطن" الذي تمّ اختزاله بجماعات الحكم ونهب البلاد.

ان الذين يتحدثون عن الاقليمية من الطرف الشرق أردني واقعون تحت تأثير هذا المخطط والتخويف من فقدان الوطن والاحلال وغيره مما يسوّق عليهم بأن فئات أخرى وتحديدا الفلسطينيين ستسلب الوطن منهم وهي التي تشكل الخطر وكذلك اشاعة مقولات الوطن البديل وغيرها..

أما الاقليمية ودعاتها على الجانب الفلسطيني فقد نمت وترعرت أيضا كوجه آخر لهذا المخطط الذي كان يسوّق بشكل دائم أن
الشرق أردنيين يستأثرون بالدولة ولا يريدونكم ويآمرون عليكم وغيرها

ان الطرفين ضحية لمخطط التفتيت الذي جرى ةويجري تنفيذه والذي كما أسلفنا لم يقتصر على فلسطيني - شرق أردني بل شمل حتى مكونات شرق الأردن( شمالي- جنوبي- بلقاوي- بدوي- فلاح- شركسي.. الخ. ان هذا المخطط قد عملت عليه أطراف تشترك في الأهداف، أردنية وفلسطينية ومرتبطة بالنهاية بهدف واحد.

الملفت للانتباه ان من ينّظرون للحقوق المنقوصة على الجانب الفلسطيني هم بعض من شغل أهم مناصب الدولة والحكم في الأردن وكان بعضهم شريكا في أحداث الفتن التيمرّ بها الطرفان.. وعلى الجانب الأردني بعض من شغل مواقع هامة في بنية مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية!؟

الملفت للانتباه أيضا هو انسياق بعض أفراد النخب الأردنية والفلسطينية في هذا المخطط وهم بذلك وبرغم عدائم له يخدمونه ويعززون وجوده.

ان من يدعون الخوف والحرص على هذا الطرف أو ذاك، ينسون أن القمع والقهر والجوع والتجويع وسلب الحقوق والحريات وغيرها يطال الجميع وأن الجميع تحت العصى سواسية. كذلك قد تغفل البعض أن حرية فلسطين من حرية الأردن وأمن الأردن من أمن فلسطين ولا يمكن أن يكون غير ذلك حتى ولو شئنا
.
ان المطلوب هو مواجهة هذه المخططات بشكل جماعي وبشكل عقلاني وواعي وببرنامج موحد من أجل الاصلاح وقيام نظام سياسي ديمقراطي يلبي طموحات وتطلعات الشعب في الأردن من أجل الحرية والديمقرطية وليس الغوص في تفاصيل مخططات التفتيت والتجزئة.



#يوسف_عكروش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موطني موطني.. الغذاء والدواء في رباك
- الملكية في الأردن هي ملكية دستورية .. ولكن مطلقة الصلاحيات


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف عكروش - الاقليمية في الأردن والقربة المخرومة