أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - ماسبيرو وأسوان أين مصر















المزيد.....

ماسبيرو وأسوان أين مصر


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3515 - 2011 / 10 / 13 - 17:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" العذر أقبح من الذنب"
خرجت كلمات المؤتمر الصحفى للمجلس العسكرى بمثابة الصاعقة على آذان المستمعين الذين ذهلوا من التهريج العسكرى فى حديثه عن مذبحة أرتكبها الجيش ويعلن أن الضحية هى القاتل فى نفس الوقت وأن المجلس العسكرى لن يعلن عن أسماء المجندين الذين قتلوا خوفاً على الروح المعنوية للجيش، ما هذه الأعذار التى هى أقبح من ذنب قتلهم للمتظاهرين!!!
معنى كلام المجلس العسكرى أن تحقيقاته قد أنتهت بتوجيه الأتهام للمتظاهرين والجيش برئ من دهس المتظاهرين وتناسى الجميع والمجلس العسكرى السبب فى قيام المظاهرات ومن الذى أشعل النار فى المجتمع المصرى.
إنها فلسفة ومنطق الوضع المصرى الجديد الذى أرسى المجلس العسكرى قوانينه وهو: الضحية لا بد أن تقدم أعتذارها للقتلة والبلطجية!!!!

نعود للواقع والحقائق التى وثقتها أفلام الفيديو الكثيرة والتى هى عكس كلام المجلس العسكرى ونسـأل: لمصلحة من أرتكبت قيادات مصر جريمة الأحد " ماسبيرو"؟ لمصلحة من التهاون الأمنى تجاه إحراق الكنائس وقاعات الضيافة وغيرها؟
ماذا يعنى عندما يقول أحدهم: أن المسيحيين قد حصلوا على مكاسب كثيرة بعد الثورة لم يكونوا يحلمون بها؟ أليسوا مواطنين مثلهم مثل المسلمين؟ أم أن الوضع مختلف لأن المسيحى ليس مواطن بل درجة ثانية؟ أليست مصر ملك لكل المصريين مسلمين ومسيحيين ويهود وبهائيين وكفرة؟ لماذا كل هذا الرفض العنصرى لوجود مصريين مختلفين فى الديانة؟ ولماذا تقف كل القيادات والهيئات السياسية والأمنية موقف المتفرج أمام تفجير الكنائس وإحراقها وقتل المسيحيين وإشعال النار فى منازلهم؟ هل بناء كنيسة أو معبد يهودى أو بهائى، سيؤذى مشاعر الآخرين؟
لماذا كل هذا الإيمان المتطرف والمتعصب الذى يصل إلى درجة قتل وتدمير ممتلكات الآخر الدينية؟ هل الإله ينادى ويأمر بذلك؟
أين عقلاء الدين والدنيا؟ هل أصبحت مصر ذات الخمسة وثمانين مليون كلهم متعصبين ومتطرفين فى إيمانهم بدينهم حتى يغلقون عيونهم عن رؤية الحقيقة والصواب والخطأ؟
لماذا يقف الجميع بمن فيهم الجيش وقوات الشرطة متفرجين يشاهدون هدم وإحراق الكنائس، لكن عندما يتظاهر المسيحيين لا يقفون موقف المتفرج بل نراهم يخوضون حرباً حتى تسال الدماء؟ فى أى عصر نعيش وعلى أى أرض نقف؟
هل المواطن المصرى له حق الحياة حتى ولو كان كافراً؟ أين هى أوامر تلك الآلهة التى تنزع حق الحياة عن من لا يؤمن بها؟
إذا كنت لا أشاطر المسلمين ولا المسيحيين ولا اليهود إيمانهم بآلهتهم، هل من حقكم مصادرة حقى فى الحياة؟ هل تستخدمون عقولكم فى التفكير يا سادة؟ إن الآلهة التى تعبدونها لا علاقة لها بما ترتكبونه من جرائم لحمايتها، إنه البغض والكره الذى يتم تغذيته يومياً وربطه بالدين حتى يكون مشروعاً حتى أصبح مرضاً مزمناً طرد الإخوة والمحبة والسلام من نفسية كل مواطن.
لماذا لم نصل إلى درجة الأعتراف بتخاذلنا وصمتنا عن قول الحق ومشاركتنا فى إرتكاب جريمة ماسبيرو وأدفو أسوان؟
لماذا كل هذا التحريض الكريه ضد مواطنين مصريين كل جريمتهم أنهم يختلفون فى الدين ويطالبون بحقوقهم ومساواتهم الإنسانية؟
هل سيعاقب يوماً المسئولين فى أجهزة الإعلام المصرى عن التضليل المقصود وعدم الحياد فى نقل الأخبار والأحداث الواقعية وتزييفها لصالح المتطرفين ومن يريد بمصر أن تشتعل ناراً؟
لا أريد الدخول فى فضيحة الجهاز الإعلامى بماسبيرو الذى وقعت أسفله جريمة الجيش ومن أفتعل الأحداث المؤسفة، كيف يصل الأمر بأحدى المذيعات بأن تطلب من المواطنين النزول إلى الشوارع للتصدى للمتظاهرين الأقباط الذين يرشقون الجيش بالحجارة؟ هل أصبح التلفزيون المصرى فى لمح البصر تلفزيون مصرى عنصرى ضد أقباط أعداء للجيش وللوطن؟
عندما يقول رئيس الوزراء المصرى" إن إعمال القانون وتطبيقه على الجميع هو الحل الأمثل لكل مشاكل مصر"، هل معنى هذا الكلام أنه حتى الآن لم تكن الحكومة تطبق القانون على الجميع يعنى تطبقه حسب مزاجها؟ إذن كل هذه الفوضى سببها هذه الحكومة الأنتقالية التى يتشرف برئاستها الدكتور شرف؟
ماذا تعنى عبارة بعض الشباب على صفحات الجرائد أنه ذهب إلى ماسبيرو لحماية ومساندة الجيش المصرى ضد الأعداء؟ ومن هم هؤلاء الأعداء؟ وما هى جريمتهم حتى يكونوا أعداء؟ هل هذا الكلام له محل من الإعراب؟
قد أبدو ساذجاً فى طرح تلك الأستفسارات وغيرها الكثير، لأننى لا أستطيع أستيعاب ما يحدث على أرض مصر من تخريب وتدمير متعمد للوطن المصرى ولشعبه المصرى الواحد، والسبب فى كل ذلك هو تراخى الدولة عن تنفيذ القوانين ضد المخالفين من أتباع الأديان الموجودة على أرض مصر، مما سمح بتكاثر التطرف والتعصب والكراهية فى مجتمع يتهاوى أقتصادياً.
إن المسئولين عن تلك المذبحة بكل أركانها المجلس العسكرى ورئيس الوزراء، فالمجلس العسكرى قد وعد بعدم إطلاق رصاصة على صدر أى مصرى لكنه وقع فى المحظور والجميع فى أنتظار الأعتذار العلنى لضحايا المظاهرة وتوضيح للشعب المصرى كيف جعل الجيش الأمور تصل إلى هذه الدرجة من العنف والإرهاب ضد مظاهرة سلمية؟
رئيس الوزراء المصرى مسئول عن المذبحة قبل وقوعها بأيام بتهاونه الفاضح مع تصرفات محافظ أسوان المتضاربة والمضللة للرأى العام والكذب الصريح فى كل وسائل الإعلام، ورغم كل هذا لم يتخذ رئيس الوزراء أى إجراء ضد هذا المسئول الذى صمت أمام ما أرتكبته التيارات الدينية من تجاوزات وصلت بالمجتمع المصرى إلى دماء ماسبيرو.

وحتى تكون الحقيقة واضحة أمامنا نجد الدكتور حازم الببلاوى نائب رئيس الوزراء المصرى يقدم أستقالته والتى رفضها المجلس العسكرى أعتراضاً على طريقة معالجة الحكومة لأحداث ماسبيرو، رفضوا إستقالته لأنها تفضح ما قاموا به من أخطاء كبيرة لا يقبلها العقل السليم.
هل الدكتور الببلاوى هو الوحيد فى حكومة شرف الذى أستطاع أن يكتشف ما أرتكبه المجلس العسكرى من أخطاء فى مذبحة ماسبيرو؟
هل الشرفاء فى الحكومة المصرية لا يوجد منهم إلا واحداً وهو الببلاوى؟ هذا معناه بكل بساطة أن المواطنة المصرية ماتت والبقية فى حياتكم!!!!
كيف ستعالج تلك المشكلات ؟

الحل والعلاج الوحيد يكمن فى كلمة واحدة وهى المواطنة، نعم مصر تحتاج قيادة بالفعل مصرية تنفذ قوانين المواطنة على كل مصرى،
فالشعب المصرى قام بالثورة لكنه لم يعيش الثورة بعد، لأن الثورة معناها ديموقراطية وعدالة ومساواة والجميع ينال حقوقه باعتباره مواطن مصرى، لكن للأسف هذه المبادئ يتجاهلها الغالبية من الشعب تحت مطرقة الشحن الطائفى الذى ينادى بتطبيق مواطنين درجة أولى ومواطنين درجة ثانية، وهذا الشحن الطائفى يتم عبر وسائل الإعلام ورجال الدين، لكن رجال الدولة أمتنعوا عن تطبيق قانون الطوارئ على من يشعلون الفتن والشحن الطائفى ويكفرون الآخرين إلى غير ذلك من الجرائم التى يعاقب عليها القانون، فإلى متى يتركون مرتكبى الجرائم من كافة الأديان أحرار دون إنزال العقاب القانونى عليهم؟
عندما يتساوى الجميع فى دولة المواطنة المصرية ستنتهى كل مشاكل مصر الطائفية، ليبدأ الجميع يداً واحدة تبنى دولة مصر الحديثة.



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكراً ستيف جوبز
- فوز إسرائيل على مصر تسعة صفر
- الفرعون الحبيس
- سقوط المليونية فى مصيدة الدينية
- موسيقى الثورة الصاخبة
- النرويج وأيديولوجية الإرهاب
- الشياطين بين الجنة والسلطان
- الشرطة المصرية ومنهجية التعذيب
- الحكومة المصرية وخروجها على الثورة
- سقوط الشرعية للضمير العربى
- التعديلات الدستورية والجهل العام
- حمى الدكتاتورية وليس الديموقراطية
- هذا وقت الأمم المتحدة
- ملك ملوك أفريقيا
- الحكام العرب لماذا يفهمون متأخرين
- إنتصار ثورة الشباب المصرية
- ألف مبروك يا مصر
- عبثية الغضب والمعارضة الهزلية
- لماذا يردد الناس أسم مبارك
- إرحل .. إرحل يا مبارك


المزيد.....




- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - ماسبيرو وأسوان أين مصر