أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - القومية والمراجعة التاريخية














المزيد.....

القومية والمراجعة التاريخية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3515 - 2011 / 10 / 13 - 09:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يستطع العربُ المعاصرون أن يشكلوا برجوازيةً صناعية تقومُ بإعادةِ النظر في المجتمعات التقليدية.
وفي الزمنِ الراهن حدثت تحولاتٌ كبيرة، وأمكن لفئاتٍ وسطى أن ترتفعَ مداخيلها، لكن المسافة بين هذه المداخيل وبرجوازيات صناعية مؤثرة في الحياة السياسية مسألة بعيدة.
لقد كان ظهورُ الأفكارِ القومية المصاحبةِ عادةً للنهوض الرأسمالي الديمقراطي قد تجلى بصورٍ أكبر بعد الحرب العالمية الثانية، وكانت فترةُ ما بعد الحرب العالمية الأولى هي الفترة التي ازدهرتْ فيها الأفكارُ الوطنية الليبرالية في مصر وسوريا والعراق وغيرها من الدول العربية الكبيرة.
وقد انكسرتْ موجةُ الأفكار الوطنية الليبرالية خاصة بعد صعود الفاشيات في ألمانيا وغيرها، وكان هذا الانكسارُ يعني هدم الأفكار الإنسانية والديمقراطية، وصعود موجة الفكر المتوحش، وقد أدتْ مذابحُ الحرب العالمية الثانية إلى أن تتعاظم هذه الموجة في كلا المعسكرين اللذين ظهرا بعد الحرب العالمية الثانية.
ومن هنا اصطبغت الموجةُ القومية العربية بالعناصر الدكتاتورية المختلفة، وتأثرتْ الحركاتُ المسماة (اشتراكية) و(شيوعية) و(قومية) بمناخ الصراع الضاري وبالعنف وغدت الأنظمةُ القومية والوطنية أنظمةً شرسةً في التعامل مع الشعوب.
إن الفئات الوسطى خاصة أصحاب المصانع والشركات الكبرى ابتعدوا عن السياسة أو أيدوا الحكومات السائدة، بينما الفئات الصغرى أيدت الحركات الشمولية المختلفة.
يعبرُ ذلك عن عدم قدرةِ الفئات الوسطى والصغيرة على تكوينِ رساميل حرة من دون مظلة دكتاتورية، ويؤججهُ الخوفُ القديم الراسخ منذ الخلافة من سيطرة الحكومات على المال العام وتأميمه أو سرقته، وكلاهما شكل واحد هو عدم قدرة الناس الميسورين على إنشاء مصانع وشركات مستقلة عن الدول وهيمنتها.
من هنا فإن أشكال الوعي كافة من قومية وماركسية وإسلامية عاشت على الشمولية، ووجهتْ الاقتصاداتُ لتضخمِ الدول وتقزيم الإنسان، وهذا أدى إلى شحوبِ الوعي وضعف الدراسات الفكرية وتقزم الشخصية العربية، ويُلاحظ ذلك في الأدب القديم بسيطرةِ السحرة والعفاريت وعجز الإنسان وفي الأدب الحديث خاصة في الروايات التي امتلأت بالسجون وتعذيب الفرد العربي والصراعات السياسية الدموية.
والقوميةُ كشكلٍ سياسي وكإطارٍ لدولةٍ عصريةٍ هي تجمعُ الناسِ على أهدافٍ مشتركة، لجعلِ هذه العينة من البشر ترتقي وتزيل عوامل التخلف، لكن القومية أُخذت بقهرٍ وتعصبٍ وعنفٍ يرفضُ أي تنوع فيها. وإذا حدثَ قبولٌ للقوى الأخرى فهو قبولٌ شكلي، وما تلبثُ صياغاتُ التحالفِ أن تُلغى أو تظلُ شكليةً وتظلُ الدكتاتوريةُ على شكلِ رأسماليةٍ حكومية مهيمنة.
بعضُ المَلكيات العربيةِ لم يقم بإنشاءِ رأسماليةٍ حكومية كبرى، ربما لغيابِ الموارد الضخمة، فأدى ذلك إلى التنوع وإلى الديمقراطية النسبية فيما بعد.
لكن الوعي القومي ربما تغلغل حتى في هذه المَلكيات وأثرَّ في بعض المثقفين والمنظمات، كذلك كان بعضُ الجمهوريات يقوم بنشر أفكار الشمولية والتأثير بأمواله وسلاحه في البلدان المجاورة وتخويفها وإغرائها، ولهذا فإن الوعي القومي الشمولي تمكن من فرض نفسه على بعض المثقفين وبعض الجماعات السياسية كإرادة لفئة صغيرة في بلد وعجزَ أن يكون وعيا قوميا أو وطنيا، أي يلتزم بالخطط العامة للتطور المقترح من قبل الطبقات كافة.
لقد أصبح لبعض الجمهوريات يد طولى في الإفساد السياسي وإغراء السياسيين المنتفخين بجنون العظمة والانتهازيين من أجل إبقاء الوعي القومي العربي في جموده الفكري وعدم نموه عبر النقد والتحليل والمراجعة.
بل ان هذه الأشكال المدعية بالنضال والقومية وما أشبه ذلك تحولت إلى عرائس مسرحية تبصم على بيانات مسبقة وتؤيد أعمالاً شائنة وتسكتُ عن اعتقالات واضطهاد واسع للناس في الدول العربية الشقيقة، فتآكل الوعي القومي النقدي على المستويين الوطني والقومي.
إن انهيارَ هذه الأشكال السياسية المرتبطة تاريخيا بالقومية العربية وموجاتها هو انهيارٌ لرأسماليةِ الدولة الشمولية في البلد المعني، وعجزها عن التنمية الشاملة (العادلة) للشعب، وتحولها لتنمية فئة وجيوب خاصة وبالتالي إلى تنمية لجماعة من طائفة مخصوصة حتى تهالكت المعاني القوميةُ وعجز الوعيلا عن اكتشاف الواقع العربي وقراءته وتحليله كأبنيةٍ اجتماعيةٍ تاريخية، فصار الرئيسُ لا يقرأُ البيانَ القومي بل يدعي العودةَ للقرآن محاولةً لتحويل الدين إلى قراءةٍ أسطورية كما فعلَ في القومية.
مثلما نرى الآن ان انهيار القومية الفارسية يحولُها للأساطير عن المهدي المنتظر، لعجزها عن التنمية القومية العادلة والعقلانية السياسية.
القوميون المتحولون للطوائف لهم علاقة بسيرورة التدهور الديمقراطي في كل بلد جمهوري زعم القومية، كما هو الأمر في الشيوعية والمذهبيات الراهنة، فإيقافُ عجلةِ الفكرِ النقدي في ضروب الوعي كافة، ومداهنات السلطات المختلفة في كل المراحل التاريخية، يقودان إلى تكييفهِ للقوى الراهنة والاستفادة منها.
وهذا الذي لا يمكن أن يستمر، والبؤرة هنا هي أشكال المُلكيات الاقتصادية الكبيرة وقدرتها على التحرر والتعاون مع القوى المنتجة، ورفض سيطرة شكل واحد من المُلكية والأفكار السياسية لتعود الأفكار القومية والإسلامية والوطنية والماركسية للاغتناء المشترك والمراجعة لتطوير كل بلد والأمة بتنوعها



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العربُ أمة غيرُ مركزية
- التشكيلةُ والسياسةُ الإصلاحية
- المغامرات الإيرانية وتحديات السلام
- الثورة السورية ومصير النظام
- الصراعُ العالمي الرئيسي
- أفكارٌ تلتف على رقابِ الشعوبِ
- خيارُ الليبراليةِ المنتجة
- العصرُ البرونزي في البحرين
- الجزيرة العربية وقوانينها
- شعرةٌ بين الوطنيةِ والطابور الخامس
- إنتاج وعي نفعي مسيس
- هل يتمردون على ولاية الفقيه؟
- البُنى العربيةُ والثورات
- عواصف كونية على العرب
- اليسارُ العراقي يناضلُ بوطنيةٍ ديمقراطية
- مشروعان لا ثالثَ لهما في البحرين
- الأنواعُ الأدبية والفنية والديمقراطية
- سمة الثقافة الايرانية الرسمية
- الثورة السورية وغروب ولاية الفقيه
- المذهبيون بلا جذور طبقية


المزيد.....




- مصادر توضح لـCNN تفاصيل مقترح -حماس- بشأن اتفاق وقف إطلاق ال ...
- داخلية الكويت تعتقل مقيما من الجنسية المصرية وتُمهد لإبعاده. ...
- معركة -خليج الخنازير-.. -شكرا على الغزو-!
- الحرب في غزة| قصف متواصل على القطاع واقتحامات في الضفة وترقّ ...
- فيديو فاضح لمغربية وسعودي يثير الغضب في المملكة.. والأمن يتد ...
- -إجا يكحلها عماها-.. بايدن يشيد بدولة غير موجودة لدعمها أوك ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي استهدف عدة مناطق في غزة (فيديو+صور) ...
- بقيمة 12 مليون دولار.. كوريا الجنوبية تعتزم تقديم مساعدات إن ...
- اكتشفوا مسار الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 عبر ربوع الم ...
- ترامب يواجه محاكمة جنائية للمرة الأولى في التاريخ لرئيس أمير ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - القومية والمراجعة التاريخية