اكرام الميت وقسمة الغرماء-دهس مصر عمدا

جاك عطالله

الحوار المتمدن-العدد: 3514 - 2011 / 10 / 12 - 21:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

اكرام الميت سرعة دفنه

للمرة الالف بعد المليون يكذب حكام مصر ببجاحة شديدة وكذب ممجوج مللنا منه خلال الستين عاما الماضية ومن قبلها خبرة اليمة لواقع نازى منذ الاحتلال البدوى الاسود لمصر وتدمير حضارتها

بعد كل احداث القتل العمد واستخدام القوة الغاشمة ضد الاقباط بمختلف صورها وعدم تقديم اى مسئولين لمحاكمة عدا الاقباط طبعا اقام المجلس العسكرى مؤتمرا صحفيا تهريجيا وشر البلية ما يضحك

بعد احداث رفض محافظ قنا علانية لانه قبطى وغلق المحافظة وطريق الصعيد السياحى وقطع السكة الحديدية بالكامل واتلاف الممتلكات العامة لا عقاب وانما مصالحة وترضية للسلفيين والاخوان

بعد احداث العمرانية وهدم الكنيسة واحتلالها من قبل السلفيين ومقتل عشرات الاقباط و كنيسة صول مرورا باحداث المقطم ومنشية ناصر وحوادث امبابة التى مرت بالقبض على الاقباط وهم الضحية المجنى عليها وترك الجناة يمرحون

بعد تكفير الاقباط العلنى من عبد المنعم الشحات والبرهامى و المفتى وشيخ الازهر ومرت بترحاب واحتفاء من القنوات الاعلامية الحكومية و مجلس الوزراء ومن المجلس العسكرى

لم يفعل المجلس السلف شيئا سوى الرضاء التام والتشجيع على المزيد من القهر والاستعباد للاقباط ولليبراليين المسلمين لا تطبيق قانون ولا حتى استنكار بل تشجيع مستمر للتطرف السلفى

خرج علينا المجلس العسكرى اليوم بنفس الكذب القراح كانه يتحدث من كوكب اخر -مغيب العقل تماما ومنفصل عن الواقع بمزاجه ليحاول الضحك على العالم الذى اورد دهس مدرعات الجيش لسلفى المصرى للمتظاهرين العزل الا من حماسهم و تطلعاتهم لوطن ديموقراطى علمانى تحكمه قوانين متحضره تساوى بين مواطنيه

اذا نفى هذا المسئول الاخرق وفاة المتظاهرين بدهس المدعات فامامنا الجثث وصورها وامامنا المشاهد الحية اذيعت فى كل قنوات العالم وليس القبطية فقط واذا نفى ضرب رصاص الجيش لقتل المتظاهرين لانهم اقباط لا يحق لهم التظاهر بدولة السلفيين التى اقامها المجلس العسكرى فامامنا تقارير التشريح والطب الشرعى

ان نفى هذا الاخرق وجماعته ان الجيش ضرب بعنف وقسوة ليس لها مثيل ضد الاقباط فقط الذين تظاهروا سلميا وفى كل مظاهراتهم ولم يضرب ولا رصاصة بمظاهرات اى مسلم ولو يطالب باحتلال سودى وتركى لمصر وبابادة الاقباط

وفى رأيى الشخصى انه كان على المجلس العسكرى السلفى القول انه لا يوجد بمصر مكان يسمى ماسبيرو ولا يوجد بمصر جماعة اسمها والعياذ بالله اقباط ولم نسمع بهم بتاريخنا الاسلامى الناصع البياض وان لم تستح فقل ماشئت

ولعلنا نتساءل والعالم معنا لماذا يفعل الجيش السلفى ذلك وباصرار ولماذا الكذب الفاضح بكل حوادث قتل الاقباط عمدا وبدم بارد من كل اجهزة الدولة السلفية؟

الاجابة سهلة وصريحة : للاجهاز على الاقباط وافهامهم ان مصر سلفية يحكمها تحالف الجيش السلفى والاخوان وان على الاقباط القبول العلنى بان يصبحوا مشركين وتنفذ فيهم احكام الشرك وهى الاستحلال لممتلكاتهم ونسائهم واطفالهم وقتل الرجال ولكل من ينبت له شعر عانه وهذا هو نص الشرع الاسلامى وعقوبته للكفار فى ايام رسول الاسلام ومابعدها

الاخوة الحكام السلفيين يتندرون علينا وقالوها بالحرف :

ايها الاقباط الاغبياء والمصرين على دولة مدنية علمانية خسئتم

رفضتم الذمية و دفعكم الجزية عن يد وانتم صاغرون و بقائكم كمقيمين ورعايا بدون اى حقوق بدون كنائس بدون قباب ولا صلبان ولا وظائف نحسن اليكم كما نحسن للقطط الكلاب

فالان عقابا لكم على غبائكم نزعنا عنكم الذمية التى ترفضوها و اصبحتم مشركين نقلناكم الى درجة الشرك و محاربة الله ورسوله ولذا يحق عليكم القتل العلنى والسحل والدهس بالدبابات حسب النص القرأنى اعدوا لهم ما استطعتم من قوة لارهاب عدو الله وعدو المسلمين المصريين

نعم سنقتلكم علنا وباستخدام جيشنا السلفى وسنكذب على العالم كله و سنخرس لسان اى مسلم يقول الحق وسنسلط عليكم اعلامنا السلفى ليذيقكم المرار من قلب الحقائق و تمييع المواضيع

نعم لدينا مستويين من العدالة -عدالة الكلاب والقطط لكم -

عقاب المشركين هو الاستتابة ثم القتل العلنى

وعدالة المسلمين على بعضهم المذكورة بالقران -المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يعرص بعضه على بعض

الان وقد ماتت الوحدة الوطنية والدولة المدنية والنسيج الاجتماعى بحادثة دهس جماعى بالمدرعات السلفية

وكما بمصر من المبكيات تم القبض على ١٩ قبطيا من قادة التظاهرات السلمية بتهمة احداث شغب و الهجوم على الجيش السلفى الذى قتل وجرح المئات علنا وبكل الافلام والصور التى نشرت بكل العالم

نعم اكرام الميت دفنه وقد قتلت مصر الموحدة منذ انقلاب الاخوان ١٩٥٢ وتم اعدامها وهى جثة هامدة بعدها عدة مرات بالاخوان المسلمين وبالسادات وعبد الحليم محمود ويوسف البدرى وسيد قطب و الظواهرى وعبد السلام فرج والغول والكمونى و العادلى ومبارك والشريف و الطنطاوى وحسان وحجازى و الشحات ويعقوب والبرهامى والقرضاوى

هل نكون عمليين ولو مرة بحياتنا ونقسم الجثة بقسمة الغرماء باشراف دولى وندفن الميت سريعا ونقيم عزاءا رسميا باشراف دولى يتولى الدفن وتشييع الجنازة و توزيع تركة الميت المفلس بقسمة الغرماء وبعدالة دولية فقط مرة واحدة للتغيير ؟؟؟؟

لقد انتهى امر هذه الوحدة المزعومة والفاشلة بدهس مصر عمدا بالسلفيين من عسكريين ومشايخ واخوان بتحريض وتمويل سعودى صريح

فلماذا لاندفنها سريعا ونترككم بجنتكم تتمتعون فيها ونكون نحن دولتنا المدنية العلمانية على المقاييس الدولية لاننا ننتمى لعام ٢٠١١ وليس للقرن السادس الذى تعيشوا فيه ؟؟؟؟؟

#جاك_عطالله (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات