أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - قاسيون - ليبرالية جديدة وستالينية جديدة ؟ أم صفقة سياسية جديدة ؟!!















المزيد.....

ليبرالية جديدة وستالينية جديدة ؟ أم صفقة سياسية جديدة ؟!!


قاسيون

الحوار المتمدن-العدد: 1044 - 2004 / 12 / 11 - 05:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لعل من أهم ما أنجزته ندوة الوطن الثانية هو أنها استطاعت – إلى حد لا بأس به حتى الآن – أن تنقل الحالة السياسية في سوريا من المعترك الوهمي إلى المعترك الحقيقي؛ فتعيد بهذه النقلة الرؤى والأفكار والمواقف إلى أصولها، بعدما غرق الجميع في غارات ومناوشات كلامية أضاعت الحدود بين الرفيق والصديق والحليف والعدو.
ولئن ضاع الفكر السياسي في سورية في المرحلة السابقة بين المديح والهجاء، وبين الشتائم والإطراء؛ فإن أولى مهام الفكر السياسي الجاد تصبح إعادة تشكيل الفضاء السياسي السوري بأنصع صورة ممكنة، وبما يمكِّنه من تجاوز الدجل الذي دأب على تصنيعه منظرو مشروع نشر الغباء العام في مراكز أبحائهم في معهدي ماساشيوستس وإنتربرايز وغيرهما؛ لتسوقه بعد ذلك مكنة الدعاية والإعلام العالمية بما فيها النفطية.
من هذا الدجل تلك المحاولات الغبية والعقيمة الساعية لتجميل وجه الليبرالية الجديدة بادعاء أن هنالك ليبراليتان(1): الأولى: في السلطة، وهي بنت حرام، «تريد تبييض الأموال المنهوبة، وتزيد الأغنياء غنىً والفقراء فقراً، وينتخب فيها الفقراء من سيركب على ظهرهم من الأغنياء كل أربع سنوات». والثانية: في المعارضة، وهي بنت حلال، «تريد احترام حقوق الإنسان بشقيها السياسي والاقتصادي، وتطالب بالحفاظ على ما تبقى من مكتسبات قدمت للطبقات الشعبية في المرحلة الماضية، وبتعويضات وضمانات لكل عمال القطاع العام الذي ستشمله الخصخصة في المرحلة القادمة».
ومن أجل ذلك لا بد لليبرالية الرحيمة بنت الحلال أن تخوض نضالاً ضارياً ضد تلك الليبرالية الظالمة بنت الحرام «من اجل تعديل موازين القوى المختلة على الأرض لكي يتم الانتقال مستقبلاً إلى دولة الحق والقانون».
إلا أن هذا النضال الضاري من أجل تعديل موازيين القوى قد أتى أُكُله بسرعة شديدة بعد «فوز الرئيس بوش بولاية ثانية في أمريكا»، وميزان القوى لم يتعدل فقط، بل ورجح أيما رجحان في صالح الليبرالية الرحيمة بنت الحلال، وتبلغ الرحمة عند هؤلاء ذروتها بعد هذا الانتصار الساحق بفوز «الرئيس بوش» عندما يتحننون على الليبرالية الظالمة بنت الحرام بإمكانية أن يقبلوا بها ويضموها تحت عباءتهم، ويرحموها من هول ما سيصيبها بعد فوز «الرئيس بوش»، بل يتسع هذا الكرم الحاتمي ليغدو ترحاباً وبالفم العريض «ومع ذلك نرحب بالفم العريض بتلك الليبرالية على سوء برنامجها إذا كانت تريد أن تلعب لعبة الديمقراطية ولندع القانون الناجم عن توازن القوى يرسم ويحدد ملامح المرحلة القادمة . وأهلا بأموال هؤلاء ونتجرأ فنقول عفا الله عن ماضيها إذا جاء بها أصحابها من الخارج ليوظفوها في سورية». ولكن قبل هذا العفو والترحاب والرضى الرحيم من الليبرالية الرحيمة بنت الحلال على الليبرالية الظالمة بنت الحرام، على الأخيرة أن تقدم وثيقة عهد للأولى مكتوبة بدم اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، بل وبدم كل من ساهم في الندوة الوطنية الثانية، وكل من شتم الولايات الأمريكية والصهيونية ومشروع الشرق الأوسط الكبير، وأعرب عن تعاطفه مع الانتفاضة الفلسطينية والعمليات الاستشهادية، وخاصةً، كل من تعاطف مع المقاومة العراقية وادعى أن الفلوجة بطلة وهي بداية النهاية للمشروع الامبراطوري الأمريكي، فهؤلاء جميعهم أصوليون ظلاميون ولافرق إن كانوا شيوعيين أم قوميين أم إسلاميين «ونعتقد أن الخطر على مستقبل سورية هو من الأصولية من أي مصدر جاءت إسلامية أم قومية أم شيوعية».
ولا يتوقف سيل الرحمة، فما زال في النفس بقية، وخاصة لبعض المشاركين في الندوة الوطنية الثانية، فمن غير المعقول أن يتساوى صابر فلحوط مع مصطفى رستم و«إلى جانب مصطفى رستم فاتح جاموس الذي أمضى ثمانية عشر عاماً خلف القضبان ورجاء الناصر الذي أمضى عشرين عاماً مشرداً وملاحقاً يسكنه الخوف»، فما عليكم أيها الأعزاء: مصطفى رستم، وفاتح جاموس، ورجاء الناصر، إلا أن تثوبوا إلى رشدكم، وتمتنعوا عن حضور هذه الندوات، فإن «الرئيس بوش» قد فاز بولاية ثانية؛ وإلا فأنتم إرهابيون وأصوليون و«إن الخطر على مستقبل سورية هو من الأصولية من أي مصدر جاءت إسلامية أم قومية أم شيوعية».ولا تنسوا أن الليبرالية الرحيمة قد رحمت الليبرالية الظالمة، بل ورحمت ممثليها، فبعد أن كانت تعتبر « أن الدولة السورية الحالية بمسؤوليها الأمنيين والسياسيين مع الليبرالية الأولى يمهدون الطريق لممثليها على سبيل المثال لا الحصر حزب النهضة الجديد الليبرالي بقيادة عبد العزيز المسلط. . .» أصبحت من فيض رحمتها تدافع عن هذا الحزب وتستشهد بأقوال أمناء سره باعتبارها أقوالاً مفحمة « ترى ما هو رده على أمين سر حزب النهضة د . رهاب بيطار المعنون – وهمكم لا يؤسس لوحدة وطنية-».
ذات مرة، تحدث كارل ماركس عن الأحداث التاريخية العظيمة بكونها تظهر في التاريخ مرتين: في المرة الأولى كمأساة، وفي الثانية كمسخرة؛ ولئن أنجبت الليبرالية في سالف عهدها مفكرين عظام اًأبدعوا أفكاراً تقدمية ومتنورة بالقياس إلى مفكري عهد الإقطاع، إلا أن الليبرالية الجديدة- وخاصة السورية- لم تنتج إلا مسوخاً بائسة لا تستطيع حتى تسويق مصالحها الصغيرة، بله الدفاع عن طبقتها، ولئن استطاع بعض المنظرين التروتسكيين في الولايات المتحدة الأمريكية أن يدركوا كنه امتزاج الرأسمال الصناعي بالرأسمال العسكري ويمتطوا صهوته بمهارة وبشاعة، فإن منظري الليبرالية الجديدة لدينا لم يستطيعوا إلا أن يكونوا أقزاماً تهدد وتتوعد كل من لا يسير تحت إمرتها، وتمنح صكوك الغفران لمن تظن أنه استسلم لها، وهي منتشية بفوز «الرئيس بوش». ويبلغ تضخم الذات عند هؤلاء درجة يظنون بها أنهم المؤهلون ليكونوا مهندسي السلطة القادمة كما يتصورونها، فيطرحون صفقة للتعاقد بينهم وبين الفساد الكبير في محاولة لخداعه بأنهم سوف يؤمنون له إعادة أمواله وغسيلها، وغسيل سمعته الشعبية، بدلاً من الأبناء الذين لا يمتلكون مثل مواهبهم التنظيرية، ولكي يكون الأمر واضحاً منذ البداية؛ فإن هذا الغسيل مشروط بلعب «لعبة الديمقراطية ولندع القانون الناجم عن توازن القوى يرسم ويحدد ملامح المرحلة القادمة»، فإن لم ينجح الفساد الكبير في لعبة الديمقراطية، راحت عليه، سياسياً ومالياً، ويكون قد ابتلع الخازوق المنجَّر بعناية النظام العالمي الجديد.
أي غباء ؟ !!!.
حتى في الصفقات الوضيعة ضعاف!!.أم أنه الغباء الناتج عمن يتوهم أنه بفوز «الرئيس بوش» قد أصبح القوة المطلقة التي تملي شروط الاستسلام؟!.
أما الشعب المسكين فما عليه إلا أن يرضى بما كتبه الأمريكان وليبراليونا الجدد عليه، وأن ينعم بذل «الحفاظ على ما تبقى من مكتسبات قدمت للطبقات الشعبية في المرحلة الماضية، وبتعويضات وضمانات لكل عمال القطاع العام الذي ستشمله الخصخصة في المرحلة القادمة».
أجل، إن الليبرالية الجديدة في سورية لم تنس عموم الشعب السوري من فتاتها،فتعاملت معه بديمقراطيتها الرحيمة على أنه مجموعة من القطعان الحمقى الخاضعة للبيع والشراء، وسيُقاد صاغراً من مالك عبيد إلى مالك عبيد آخر، ولا أظن أنني أحتاج لإثبات عكس ذلك، فالمستقبل القريب، بل التطور اللاحق لندوة الوطن هو من سيقوم بهذه المهمة . . .
■ م.ح
(1) للإطلاع أكثر، يمكن مراجعة مقال كامل عباس المنشور في صحيفة «قاسيون» العدد 235. وكذلك مقالاته في النشرة الالكترونية «الحوار المتمدن»تاريخ 20/4/2004 و3/6/2004 و6/9/2004 و17/10/2004 و4/11/2004 و16/11/2004.



#قاسيون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورية المستعجلة إلى اقتصاد السوق: تنعطف يمينا أم تتأزم؟
- بلاغ سكرتاريا اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي
- الورقة التنظيمية
- البيان الدولي ضد الإرهاب: بيان ديكتاتوري من مواطن ديمقراطي ي ...
- الليبرالية بين الماضي والحاضر!
- الفساد والخائن هما عدوان للوطن والوحدة الوطنية
- الوطن يدعونا للإئتلاف بدل الخلاف
- رأي في أسباب ميثاق شرف لوحدة العمل الوطني لمواجهة الإمبريالي ...
- من أجل دور جديد للدولة
- محطة العمل الوطني الانتقالية ستكون مسرحاً لاختبار مصداقية كل ...
- الوحدة الوطنية أكثر إلحاحاً من أي وقت آخر
- الديمقراطية هي أساس كل أنماط الحياة
- بلاغ صحفي عن ندوة الوطن
- «إصلاحات» الدمار الشامل
- تفجيرات سيناء من وراءها وصاحب المصلحة فيها؟
- التلوث البيئي في سورية مسؤولية من.. ومن يدفع ضريبته؟
- الاجتماع الوطني الرابع لوحدة الشيوعيين السوريين - قدري جميل
- وصية والدي الشيوعي القديم!!!
- خيارهم الحرب.. خيارنا الشعب!
- الاجتماع الوطني الرابع لوحدة الشيوعيين السوريين


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - قاسيون - ليبرالية جديدة وستالينية جديدة ؟ أم صفقة سياسية جديدة ؟!!