أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - الفقر المشتسري














المزيد.....

الفقر المشتسري


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 3514 - 2011 / 10 / 12 - 09:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هناك من يقسّم المجتمع الإسرائيليّ إلى أربع مجموعات: دهاقنة رأس المال، والطبقة الوسطى، والعرب، واليهود المتدينون. وأحيانا يُذكَر ويرفق فقر العرب المفروض عليهم بفقر المتديّنين اليهود الاختياري، رغم الفروق الشاسعة بين مجموعتي الفقرَ، إن كان ذلك في تاريخهما أو في موقعهما الاجتماعيّ- الاقتصاديّ أو في موقفهما السياسيّ من باقي فئات المجتمع الإسرائيليّ. ففقر العرب هو نتيجة لسياسة الاضطهاد القومي والتمييز العنصري، التي مارستها حكومات إسرائيل المتتالية ضدّ الأقليّة القومية العربية الفلسطينية المتشبّثة بوطنها. لا وطن لنا سواه!
صحيح أنّ المجتمع العربيّ هو مجتمع محافظ كاليهود المتدينين، لكنّه يعاني من البطالة الإجباريّة ليس كالمتدينين اليهود الذين "يطلبون" البطالة ليتفرّغوا للعبادة وللإنجاب...وللمدارس الدينيّة.
يعيش 50% من عرب إسرائيل تحت مستوى خطّ الفقر، ويعمل العرب في أعمال أجرتها بخسة وثابتة، وأثرها على مستوى الإنتاج القومي طفيف، (بناء على معطيات بنك إسرائيل).
تخلط المؤسسات الحكوميّة الإسرائيليّة في بحثها عن الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الوسط العربي، أكثر من باقي الأوساط، وبين أزمتها الاجتماعيّة السياسيّة الناتجة عن كون الوسط العربي أقليّة قوميّة عربيّة_ فلسطينيّة في البلاد.
يدلّ تقريرا الـOECD والتأمين القومي عن الفقر، على أنّ 25% من السكان في إسرائيل فقراء؛ أيّ ما يقارب المليوني فقير، ويحدّدان أنّ 40% من أولاد إسرائيل هم فقراء. و60% من الفقراء يعيشون في بيوت ذات معيل واحد. وأنّ 30% من الفقراء يعيل عوائلهم شخص واحد كان قد تعلّم على الأقلّ 13 سنة.
كما هو معروف، يشكّل العرب 20% من السكان في إسرائيل. ونسبتهم من الفقراء هي 35%، ونسبة العائلات العربيّة الفقيرة هي 50% من مجمل العائلات الفقيرة، ودخل العائلة العربيّة الشهريّ يعادل 57% من دخل العائلة اليهوديّة، ودخل الفرد في العائلة العربية الفقيرة لا يتجاوز الـ 2270 شيكل في الشهر، ويشارك العرب بنسبة 8% فقط من الإنتاج القوميّ الإسرائيليّ.
هذه المعطيات لا تفرّق بين عربيّ جيّد وعربيّ سيّئ، "الكل في الهوى سوى" ولو خدم في جيش الاحتلال! كذلك تدلّ الأبحاث على أنّ فقر الجماهير العربيّة لا يتعلق بالنزاع العربيّ الإسرائيليّ وليس نتيجة له، كما يستنتج بعض الساسة السطحيين. لكنّ من المؤكّد أنّ فقر العرب المستشري هو مشكلة سياسيّة واقتصاديّة- اجتماعيّة تهدّد مستقبل إسرائيل.
هل صدفة أنّ العرب يعملون أقلّ؟ ويتعلمون أقلّ؟ ونسبة إنتاجهم القومي أقلّ؟
لماذا يكون مردود التعليم للعربيّ أقلّ من اليهوديّ من المستوى ذاته؟ أليس هذا نتيجة لسياسة الأبرتهايد العنصريّة؟ ونتيجة للفصل العنصريّ في مرافق التشغيل وسوق العمل وفي الإنتاج؟! ما زالت حكومات إسرائيل تطبّق السياسة الصهيونية الاقتصادية-سياسة احتلال السوق والإنتاج والعمل العبريّ.
نقرّ ونعترف بأنّ مجتمعنا محافظ، ونتيجة لذلك فنسبة النساء اللواتي يفتّشن عن عمل قليلة، وبالرغم من النسبة الضئيلة، فثلثهنّ لا يجدن عملا!
ليس سهوا، عندما تبحث حكومات إسرائيل في الميزانيّة وفي الخدمات الاجتماعيّة، تسقط من حساباتها الجماهير العربيّة، أو في أفضل الحالات تهمّشها.
قلنا إنّ هناك من يقارن بين اليهود المتدينين والجماهير العربية من ناحية الفقر، لكن الفرق والتباين في تعاطي المجتمعَين مع الفقر واضح، فلليهود المتدينين يوجد قوّة سياسيّة متناميّة تطالب بالميزانيات، وتستطيع تحصيلها بدون المشاركة في الإنتاج وفي سوق العمل... ولا في الخدمة العسكريّة، وهذا بدوره ما يشكّل عبئا وعائقا أمام تقدّم الاقتصاد الإسرائيلي.
أمّا استيعاب العرب في الإنتاج الإسرائيلي فهو مصلحة إسرائيلية عليا كما هو من مصلحة للجماهير العربيّة، وبالتالي من مصلحة الاقتصاد الإسرائيلي ومن واجبه، أن يرفع من المستوى الثقافيّ للجماهير العربيّة، وأن يخلق ويزيد من فرص العمل لها.
وهذا بدوره إحدى الطرق التي تؤدّي حتما إلى رقيّ الاقتصاد الإسرائيليّّ، وإلى ترشيده وتوجيهه نحو العدالة الاجتماعيّة. فمتى سيعي المتربعون على سدّة الحكم بأن السياسة الشمشونيّة المتّبعة ضد الجماهير العربيّة ستعمّق أزمة إسرائيل الاجتماعيّة- الاقتصاديّة؟! فإن كان المتدينون جزءا من المشكلة فنحن العرب جزء من الحلّ، فهل تعقلون؟!



#راضي_كريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - إلّي بخجلوا ماتوا-
- بيبي ستريبتيز
- أو... ماي ... أوباما
- أيّهم أشدّ حمقا؟
- هذا هو الشعب السوري
- نحن هنا، والحمار لنا!
- خطّة إسرائيل هي دولة لقوات الأمن، فما هي خطّتكم؟
- يعلم الله قلب من سيحترق!
- - اللي طلّع الحمار على المئذنة فلينزله-
- صباح الواقعيّة، في عهد المبالغة!
- صباح الخير يا مسعد!
- هل - أجاك يا بلّوط مين يعرفك-
- صباح الاشتراكية
- قعقور التفاوض وفنار لل OECD
- أحمد سعد يا -خيّا-
- نتنياهو: أرفض الدخول في مفاوضات نتائجها محددة ومعلومة سلفا
- وظيفة المدرسة ديناميّة
- التضليل السياسي لحكومة بنيامين نتنياهو خطر كونيّ
- الجمل بيبي رخيص
- لو كنتم بشرا،لاعتذرتم


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - الفقر المشتسري