أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - ما لا يقال ولن يقال حول الصراع الإسلامي المسيحي في مصر















المزيد.....



ما لا يقال ولن يقال حول الصراع الإسلامي المسيحي في مصر


نهرو عبد الصبور طنطاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3513 - 2011 / 10 / 11 - 23:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هكذا هم المصريون وسيظلوا: إن مثل المصريين في تحليلاتهم ورصدهم لبلاويهم ومصائبهم، وتشخيصهم لأمراضهم وأوجاعهم، كمثل من أضاع كيس نقوده في غرفة مظلمة فخرج إلى النور ليبحث عنه، فلا هم يتعلمون ولا هم يذكرون.

ليس لدي أدنى شك يساورني ولو للحظة في أن من بين التيارات الدينية الإسلامية من هم متشددون ومتطرفون ومتجاوزون وكارهون وظلاميون وعدوانيون، ولكن هل ذلك التشدد والتطرف والتجاوز والكراهية والظلامية والعدوانية هي حالة متأصلة في هؤلاء؟ أم هي نتيجة طبيعية لأشياء أخرى لا يملك كثير من الناس الجرأة والشجاعة والشرف والصدق مع نفسه ومع الناس للحديث عنها، هي التي أنتجت كل هذه التيارات الدينية بهذا التطرف وهذا التشدد وهذه الطائفية البغيضة؟.

إن الوقوف عند تفاصيل الصراع الديني (الإسلامي المسيحي) في مصر، والوقوف عند كل حادث بحد ذاته، وكأنه حادث منفصل عما قبله وعما بعده، والوقوف عند من قال ماذا؟ ومن فعل ماذا؟ ومن خرج؟ ومن دخل؟ ومن طلع؟ ومن نزل؟ ومن جاء؟ ومن راح؟ لا يجدي شيئا، إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه، إن ما يحدث في مصر ليس صراعا على بناء كنيسة، وليس صراعا على هدم كنيسة، وليس صراعا من أجل حرية العقيدة أو حرية أداء الشعائر أو اضطهادا أو تكفيرا من قبل المتطرفين الإسلاميين كما يحلو للبعض تسويق ذلك، إما لأن البعض لا يعلم الأسباب الحقيقة للصراع، وإما لأن البعض يعلم ولكنه يرغب عمدا في التشويش أو تتويه حقائق الصراع وأسبابه الحقيقية.

إن الصراع الدائر في مصر منذ أربعة عقود بين المسلمين والمسيحيين، هو في الحقيقة صراع على الهوية الدينية لهذا الوطن بين (الفصيل الإسلامي) و(الفصيل المسيحي)، فقد كَتَبَ المئات من الكُتَّاب ونشرت المئات من الصحف والمواقع الإلكترونية آلاف المقالات عن الإسلاميين والتطرف الإسلامي والعنف الإسلامي، وما زالوا، لكن ما لم يجرؤ كثيرون على قوله أو الكتابة فيه هو التطرف المسيحي المتستر بجدار الأقلية وادعاء الاضطهاد، وبما أنني لست من هواة تلاوة (سفر القطيع) فسأشرد عن القطيع وأقول: إن الفصيل المسيحي يرى أن المسيحيين هم أبناء البلد الأصليين والمسلمين لاجئين غزاة وضيوفا عليهم، ولا داعي للبرهنة على هذه البديهية بعشرات البراهين، بل أكتفي هنا فقط بالإشارة إلى تصريحات (الأنبا بيشوي) سكرتير المجمع المقدس والرجل الثاني داخل الكنيسة الأرثوذكسية والمرشح بقوة لخلافة البطريرك (شنودة الثالث) في المقعد البابوي التي قال فيها نصا: (إن المسلمين هم ضيوف على مصر وأن الأقباط هم أصل البلد, ولا يحق للضيوف أن يحكموا الكنايس, ونحن كمسيحيين نصل إلى حد الاستشهاد إذا أراد أحد أن يمس رسالتنا المسيحية، وإذا قالوا لى إن المسلمين سيرعون شعبى بالكنيسة، فسأقول اقتلونى أو ضعونى فى السجن حتى تصلوا لهذا الهدف). (نقلا عن جريدة المصري اليوم بتاريخ 15/9/2010م) أي قبل الثورة بأربعة أشهر.

وما لا يعرفه بعض المتابعين والمهتمين، وما يعرفه بعض المتابعين والمهتمين ويغضون الطرف عنه خيانة وتواطئا، أن ما ورد على لسان (الأنبا بيشوي) الرجل الثاني في الكنيسة والذراع الأيمن للبطريرك (شنودة الثالث) ليس زلة لسان، وليس موقفا فرديا من نائب البابا، وليس تصريحا غير مسئول كما يحلو للبعض تصنيفه، إنما هو عقيدة يقينية ثابتة لدى جميع مسيحيي مصر رجالا ونساء وشبابا وشيبة وأطفالا، لا تقل هذه العقيدة في يقينيتها وثبوتها لديهم عن عقيدة (الثالوث والتجسد)، أليس من مهازل الزمان أن ينادي بعض الحمقى والحشاشين من الكتاب والصحفيين والسياسيين المرتزقة بالوحدة الوطنية وهم يعلمون علم اليقين أن المسيحيين يعتقدون بما قاله الرجل الثاني في الكنيسة المصرية: (المسلمون ضيوف على مصر ونحن أبناء البلد الأصليين) فيرد عليه مجانين الوحدة الوطنية (بل نحن جميعا شركاء في هذا الوطن)؟؟. كيف تقنع أصحاب الأرض الأصليين بمشاركة اللاجئين الغزاة معهم في الوطن؟ أليس هذا هو الجنون والتحشيش بعينه؟.

خرجت صباح اليوم ذاهبا إلى عملي، فالتقاني صديق مسيحي، أحبه جدا ويحبني جدا، ويقرأ لي بانتظام كل ما أكتب ويناقشني ويجادلني فيه، فقال لي: (شفت يا أستاذ نهرو إللي حصل إمبارح بالليل؟ إيه رأيك؟) قلت له: (وما الجديد فيما حصل؟، سوف يحصل مثل هذا مئات المرات وأكثر ضراوة ولن ينتهي الأمر عند ما حدث بالأمس فحسب) فقال: (كله بسبب محافظ أسوان الذي تواطئ مع من هدموا كنيسة الماريناب). فقلت له: (يا صديقي ليس هذا هو السبب، إنما السبب هو الصراع على الهوية الدينية لهذا البلد، أتتذكر تصريحات (الأنبا بيشوي) التي قال فيها إن المسلمين ضيوفا على مصر؟). وربي الذي خلقني قال لي نصا: (طيب ما كلامه صحيح يا أستاذ نهرو). فقلت له: (إذن لماذا تلومون المسلمين على ما يفعلون؟ فمن يزرع العوسج لا يحصد إلا الأشواك).

مُسَلَّمات مهترئة تحتاج إلى إعادة نظر: ألا يشعر البعض بالخجل والعار حين يردد في بلاهة وسطحية كالببغاء أن أسباب الصراع الطائفي (المسيحي الإسلامي) في مصر يكمن في مناهج التعليم الدينية في المؤسسات الدينية الرسمية كالأزهر؟، أو أن يرجع هذه الأسباب إلى (الفكر السلفي) الوافد من الخليج منذ أواخر السبعينات والثمانينات عقب هجرة العمالة المصرية إلى الدول الخليجية النفطية؟، أو أن يحيل أسباب هذا الصراع إلى (جماعات الإسلامي السياسي) الإخوان ومن خرج من عباءتها من جماعات؟، إلا أن من المفارقات التي يجهلها البعض أو يتجاهلها عن قصد وعمد أن هذه المؤسسات والأفكار والتيارات الدينية الإسلامية منها ما هو موجود في مصر منذ عشرات السنيين ومنها ما هو موجود منذ مئات السنين، إلا أن العنف الطائفي (المسيحي الإسلامي) لم يشتعل إلا في بداية عقد السبعينات، فالأزهر كمؤسسة دينية موجود بمناهجه الدينية منذ ما يزيد على ألف عام، والفكر السلفي موجود في مصر منذ القرن التاسع عشر وظهر رسميا في جماعة أنصار السنة المحمدية التي انطلقت من مسجد الهدارة بالقاهرة عام 1926م. أي قبل ظهور النفط وقبل الهجرة النفطية بل وقبل ظهور دول الخليج كدول من أساسها بعشرات السنين، وتجاوب معها عدد كبير من علماء الأزهر والدعاة السلفيين كلهم تحت رئاسة الشيخ (محمد حامد الفقي) مؤسس الجماعة وتواكب على رئاسة الجماعة بعد وفاة مؤسسها مجموعة من العلماء البارزين أمثال: الشيخ (عبد الرزاق عفيفي) والشيخ (عبد الرحمن الوكيل). وبعد تأسيس جماعة أنصار السنة السلفية بعام واحد نشأت جماعة (الإخوان المسلمون) التي أسسها (حسن البنا) في مصر في مارس عام 1928م كحركة إسلامية وسرعان ما انتشر فكر هذه الجماعة، فنشأت جماعات أخرى تحمل فكر الإخوان في العديد من الدول، ووصلت الآن إلى 72 دولة تضم كل الدول العربية ودولاً إسلامية وغير إسلامية في القارات الست.

والسؤال الآن: لماذا لم يشتعل هذا الصراع الديني الدموي إلا منذ بداية السبعينات حين استوى قداسة البطريرك (شنودة الثالث) على عرش الكنيسة الأرثوذكسية وحتى الآن؟؟، هل يملك أحدنا الجرأة والشجاعة وقليلا من الشرف ليقول: نعم لأن البطريرك (شنودة الثالث) نشأ وترعرع في أحضان الجماعة الإرهابية المتطرفة التي تدعى بجماعة (الأمة القبطية) والتي من أولى اهتماماتها مناهضة كل ما هو إسلامي في مصر وإنشاء دولة قبطية مستقلة في جنوب مصر تكون عاصمتها أسيوط؟

أحاول أن أنتزع جزء من الإجابة على هذه الأسئلة من الأستاذ (مجدي خليل) أحد أقباط المهجر من مقال له بعنوان: (عشر خصائص للعنف ضد الأقباط) منشور على (الحوار المتمدن) بتاريخ 24/1/2010م، يقول الأستاذ مجدي: (العنف الذى حدث ضد الأقباط منذ عام 1972 يفوق العنف الذى وقع ضدهم منذ تأسيس الدولة الحديثة على يد محمد على عام 1805 عدة مرات، بل أن العنف الذى وقع تحت حكم الرئيس مبارك فقط يفوق العنف السابق على عصر السادات حتى عام 1805 أيضا عدة مرات ، كما أن وتيرة هذا العنف تتزايد بشكل مخيف ومنذر بالخطر المحدق بالبلد. وقد رصد تقرير العطيفى عشرة حوادث طائفية وقعت فى الفترة من اغسطس 1971 إلى نوفمبر 1972،وكان معظمها حوادث صغيرة جدا إذا ما قورنت بما حدث بعد ذلك وخاصة الذى حدث منذ عام 1990 وحتى الآن. ولكن ما حدث فى عام 2009 وحده يفوق المائة حادثة، منها عشرين حادثة كبيرة أشار اليها مركز القاهرة فى تقريره السنوى عن عام 2009.أما إذا رصدنا حالات التمييز ضد الأقباط فهى بالمئات سنويا). انتهى.

لكن ما غض عنه الطرف الأستاذ (مجدي خليل) وتجاهل ذكره في مقاله عن عمد وقصد، أن كل هذه الأحداث الطائفية وكل هذا العنف الذي تحدث هو عنه لم يحدث إلا بعد أن استوى البطريرك (شنودة الثالث) على عرش الكنيسة الأرثوذكسية في (14 نوفمبر 1971م)، وقد يحلو للبعض أن يلقي بكرة اللهب في حجر الرئيس (السادات) على اعتبار أنه هو من أخرج التيارات والجماعات الإسلامية من السجون لمحاربة الشيوعية والناصرية، لكن ما لا يستقيم في هذا الرأي أن الحقيقة والواقع يطيحان بهذه الحجة المهترئة على اعتبار أن التيار والفكر السلفي موجود في مصر منذ (150 عاما) وتأسس رسميا منذ (85 عاما) وجماعة الإخوان التي تمثل تيار الإسلامي السياسي موجودة في مصر منذ (84 عاما). أليس بعد هذه الحقائق الواقعية يغدو حديث البعض عن الفكر السلفي والوهابي وعن جماعات الإسلام السياسي في حوادث العنف الطائفي شيئا يدعوهم للحياء والخجل من أنفسهم.

إن البطريرك (شنودة الثالث) ورجاله يزعجهم أيما إزعاج هرولة رجال وشباب ونساء وفتيات الأقباط إلى اعتناق الإسلام واعتناق الملل المسيحية الأخرى، ليس عن قناعة أو حب في الإسلام والملل الأخرى، إنما هربا من جحيم الأرثوذكسية الذي يؤججه البطريك ورجاله في قضايا الزواج والطلاق وغيرها من القضايا، وكذلك البطريك ورجاله يزعجهم أيما إزعاج انتشار التيارات الإسلامية المختلفة _اتفقنا معها أو اختلفنا_ بصورة واسعة في المجتمع المصري، ويزعجهم أيما إزعاج انتشار اللحى والحجاب والنقاب وكثرة ارتياد الشباب للمساجد وانتشار المظاهر الإسلامية الأخرى، والذي لا يعلمه البطريرك ورجاله أن الشعب المصري من أكثر شعوب الأرض بعدا عن أخلاق وقيم وروح الأديان، بمسلميه ومسيحييه وحكامه ونخبه وأحزابه وتياراته السياسية جميعا، إلا من رحم ربك وقليل قليل قليل ما هم، بل ما لا يعلمه البطريك ورجاله أنه لولا وجود المسيحيين المصريين ولولا هذا الصراع على الهوية الدينية لما رأينا مسلما واحدا بين كل عشرة آلاف مسلم مصري يعني له الإسلام شيئا.

فماذا يصنع البطريرك المعظم ورجاله كلما رأى تفلت شعبه (وخاصة النساء والفتيات القبطيات) من بين يديه إلى الملل الأخرى؟ وماذا يصنع أمام هذا المد المتسع للتيارات الدينية الإسلامية، وأمام هذا الانتشار المحموم للشعارات والمظاهر الدينية الإسلامية؟ يقوم قداسة البطريرك ورجاله بصب مزيد من الخرسانة في شكل كنائس ودور عبادة، ظنا منهم أن (الخرسانة هي الحل) كما قال الدكتور عبد الرحمن جمجوم في أحد مقالاته.

ما أكثر مظاهرات المسيحيين قبل الثورة وبعدها في الكاتدرائية وخارجها، وكلها لأسباب دينية محض، وأغلبها من أجل نساء وفتيات الأقباط الهاربات من جحيم الأرثوذكسية والأرثوذكسيين تحت قيادة قداسة المعظم (شنودة الثالث)، لكني لم أسمع ولم أشاهد يوما في حياتي المسيحيين المصريين حركوا مظاهرة واحدة تنديدا أو اعتراضا على تزوير الانتخابات، أو توريث جمال مبارك، أو مصادرة الحريات السياسية، أو ارتفاع الضرائب، أو غلاء الأسعار، أو طوابير الخبز، أو حقوق الإنسان، أو طغيان النظام الحاكم وتجاوزات أجهزته الأمنية، أو غرق العبارات وموت مئات المصريين، أو الأغذية المسرطنة، أو سرقة أموال وأراضي الدولة. أرى أن الكنيسة الأرثوذكسية ورجالها المقدسين المعظمين بحاجة ماسة الآن وأكثر من أي وقت مضى إلى تلاوة (سِفْر الخجل).

وإن تعجب فعجب من رجال الكنيسة وأذيالهم من الصحفيين والإعلاميين والكتاب المرتزقة الذين يقتاتون على الجيف ويرتزقون على مثل هذه الحوادث حين يستنكرون أن الإسلام يكفر المسيحيين، مع أن كل ديانة على وجه الأرض تكفر من هو ليس على نفس الديانة أو نفس الملة، بل إن كل الطوائف والمذاهب داخل الدين الواحد في أي دين أو ملة على وجه الأرض يكفرون بعضهم بعضا، لكنهم لا يعتبرون ذلك جريمة إلا في حق الإسلام فحسب، لكن أحدا منهم لا يجرؤ على القول بكيف هو حال المسلمين في نظر المسيحيين؟ هل سيدخلون ملكوت الله؟ أم سيدخلون إلى بحيرة الكبريت في جهنم؟.

وإذا كان المسلمون ينظرون إلى المسيحية على أنها رسالة سماوية لكنها محرفة، فالمسيحيون ينظرون إلى الإسلام على أنه ليس دينا أصلا، وإلى محمد على أنه نبي كذاب. بالطبع سيحاول البعض دجلا ونفاقا أن يقول: ولكن المسيحيين لا يرددون هذا على الملأ وفي الإعلام والمساجد كما يفعل المسلمون، ويتناسون أنهم في بلد 90 % من سكانه مسلمون، ويتناسون فورة وحماسة الأغلبية وسطوتها في النفوس خاصة إذا كان معظم الأغلبية من الأميين وقليلي المعرفة والإدراك والعلم وفي دولة تحكمها عصابات حاكمة منذ عقود وليس فيها قانون ولا عدالة ولا إنصاف. ويتناسون كذلك أن الإسلام يفرق بين الكافر المسالم والكافر المحارب المنابذ، الأول يعيش مع المسلم بكامل احترامه وله كافة الحقوق، ويعامل بالقسط والبر، والثاني ليس له إلا المواجهة والمنابذة، فهل العشرة مليون مسيحي أو أكثر أو أقل الذين يعيشون في شتى ربوع مصر هل هم في حالة عداء ومنابذة مع إخوانهم المسلمين المصريين؟ أم هي القلة الشريرة التي تتصارع من أجل فرض هويتها الدينية من الطرفين؟، ثم إنه لمن الطبيعي ومن الواقعي ومن المؤكد والبديهي أن يقع النصيب الأكبر من الظلم والقهر على الفصيل المسيحي لاعتبار موضوعي واقعي لا يخفى على طفل صغير، ألا وهو عامل الأكثرية العددية للمسلمين وعامل الأقلية العددية للمسيحيين، وربما لو كان العكس هو الواقع والمسلمون هم الأقلية لكان المسلمون هم أكثر مظلمة وقهرا واضطهادا في هذا المشهد.أليس مناقشة مثل هذه البديهيات شيئا يشعر بالكآبة والملل؟.

أجدني أشعر بالشفقة والمرارة على المسيحيين المصريين من عصابة أدعياء الليبرالية وأدعياء العلمانية وأدعياء المدنية وأدعياء الفكر والثقافة والسياسة من ذئاب وثعالب الإعلاميين والصحفيين والكتاب والتيارات والأحزاب السياسية الذين يرددون ليل نهار بأن السياسة (لعبة قذرة)، وأهيب بشخص نبيل أن يهمس لهم في آذانهم بأن هؤلاء لا عهد لهم ولا أمان ولا مبدأ ولا شرف، وما هم إلا متاجرون بقضاياهم وآلامهم ودمائهم، ومتحصنون بهم في وجه التيارات الإسلامية السياسية، ومستكثرون بهم من قلة، وسيبيعونهم عند أول صفقة سياسية تقابلهم، وسيقايضون عليهم لقاء مصالحهم ومصادر أرزاقهم، كما كان يتاجر بهم ويقايض عليهم العلماني اللاديني المجرم (حسني مبارك) وعصابته الشريرة من قبل، وكذلك أهيب بشخص نبيل أن يهمس لهم في آذانهم بأن ما تردده هذه العصابة من خطاب للاستهلاك الإعلامي عن التسامح والأخوة والمحبة والتعايش ليس هو بالخطاب الحقيقي المعبر عما في نفوس عشرات الملايين من المصريين المسلمين والمسيحيين الذين لا يقرءون الصحف ولا يشاهدون التلفاذ، وأن خطاب هذه العصابة في واد وخطاب جموع الشعب في واد آخر، وشهادة أقيمها لله وللتاريخ، أنه تربطني معرفة وصداقات متعددة بكثير من هؤلاء، وأسمع منهم في الغرف المغلقة والمجالس الخاصة كلاما يختلف تماما عما يقولونه للناس في العلن وفي وسائل الإعلام.

أما الحديث عن عمرو بن العاص والغزو والغزاة والفتح والفاتحين والحديث عن معاناة الأقباط من إخوانهم المسلمين المصريين والنظر إليهم كمحتلين أجانب وأنهم أحفاد للعرب الغزاة الذين جردوا أبناء البلد الأصليين من حقوقهم كمواطنين مصريين أصليين وأصحاب الأرض الحقيقيين، هو حديث عن تاريخ وماض قد تولى ومضى عليه قرون طويلة، والبكاء على اللبن المسكوب لن يفيد أحدا بشيء، إن مصر-وطبقا لتأكيدات المؤرخ الراحل "جمال حماد"-(شهدت 52 غزوة حربية، وثلاث هجرات على مدار تاريخها جعلت الشعب المصري خليطًا من عرقيات مختلفة، صهرت كل هؤلاء في نسيج واحد).

ومن ثم فالحديث عن المواطنين الأصليين والضيوف لا محل له من الإعراب، وليس هناك أحد قادر على أنه يدعي أنه صاحب هذه البلاد. هذا فضلا على أن البعض يكاد لا يدرك حقيقة واضحة وضوح الشمس ألا وهي: أن (المسيح، ومحمد) عليهما السلام بديانتيهما، هما ديانتان وافدتان على مصر، فالمسيح بن مريم ناصري من الناصرة بفلسطين، ومحمد عربي من الجزيرة العربية أو أرض الحجاز، فإن كان (المسيح بن مريم) قد أتى بأتباعه معه إلى مصر إذن فأتباعه ليسوا بمصريين أصليين، وإن كان المسلمون الذي دخلوا مصر مع عمرو بن العاص هم أباء وأجداد المسلمين المصريين الحاليين إذن فليسوا هم أبناء مصر الحقيقيين، أما إن كان أتباع المسيح بن مريم هم من أبناء مصر الذين آمنوا بالمسيح بن مريم ورسالته، فكذلك المسلمون هم من أبناء مصر الذين آمنوا برسالة الإسلام.

أنا أرى أن محاولة إثبات الآن حقيقة من هم أبناء البلد الأصليين ومن هم الضيوف؟، فالأمر سهل وبسيط للغاية خاصة مع التقدم العلمي في مجال الهندسة الوراثية وكشوف الجينات الوراثية، فالواقع يقول أن لدينا في مصر الآن عشرات الملايين من المسلمين، لا ندري هل أصولهم تعود للعرب الغزاة، أم تعود للمصريين الأقباط الذين اعتنقوا الإسلام؟، الإجابة سهلة وبسيطة، إنه مع التقدم العلمي الآن يمكننا بكل سهولة ويسر من خلال فحص الحمض النووي للمسلمين المصريين أن نتعرف على المسلم العربي الغازي من المسلم القبطي، فإن أثبتت فحوصات الحامض النووي أن المسلمين المصريين أصولهم عربية، فما على المسيحيين إلا أن يستخدموا ابتداء كافة الأساليب الحوارية والإقناعية لإقناعهم بأن يحزموا أمتعتهم في هدوء ويحملوها على ظهورهم ويرحلوا من مصر ويعودوا إلى بلدانهم الأصلية التي جاء منها أجدادهم، وإن لم يستجيبوا ولم تفلح معهم محاولات الحوار الهادئ والإقناع، فما على المسيحيين سوى إعداد ملف كامل شامل حول هذه القضية متضمنا نتائج فحوص الحامض النووي لعشرات الملايين المسلمين أحفاد العرب الغزاة (المسلمون المصريون سابقا)، وأؤكد لهم أن مجلس الأمن إن اقتنع بعدالة قضيتهم، ورأى في ذلك مصلحة وفائدة للغرب، فأنا أق بأنه سوف يستخدم كافة صلاحياته ومواده وفصوله وخاصة الفصل السابع من الميثاق الذي يبيح استخدام القوة العسكرية لتنفيذ قراراته، وسوف يقوم بحشد قوات وجيوش المجتمع الدولي لطرد المسلمين أحفاد العرب الغزاة من مصر وإعادتهم إلى أوطانهم الأصلية لتعود مصر كاملة إلى أهلها الأصليين.

أما إن كشفت فحوصات الحامض النووي عن أن المسلمين المصريين هم من الأقباط الذين اعتنقوا الإسلام، فما على المسيحيين المصريين سوى محاولات إقناعهم بالتي هي أحسن بالرجوع مرة أخرى إلى الأرثوذكسية دين آبائهم الأولين فإن نجحت المحاولة فقد قام المسيحيين باسترداد قومهم من دين العرب الغزاة وردهم إلى الأرثوذكسية ردا جميلا، وإن فشلت فليس أمامهم سوى استخدام حد السيف وإجبارهم على اعتناق الأرثوذكسية بالقهر والإرهاب كما فعل العرب الغزاة مع آبائهم الأولين، وواحدة بواحدة والبادئ أظلم، ولكني لا أظنهم يوافقون على هذا الاقتراح، لأن المسيحية دين محبة وسلام كما يقولون، أو نبقى على ما نحن فيه من حروب لأجل إثبات كل طرف لهويته الدينية حتى يشعلوها نارا فتقع الواقعة وتندلع حرب أهلية دينية طائفية بين المسلمين والمسيحيين في مصر، لن يربح أحد منها شيئا والكل فيها خاسر.

أما الحل الوحيد الذي لا أرى حلا سواه من وجهة نظري لحل مشاكل المصريين المزمنة والمستعصية وصراعاتهم على الهوية الدينية بين المسيحيين الأرثوذكس والكاثوليك والإنجيليين وبين المسلمين السنة والشيعة والصوفيين والسلفيين والبهائية والعلمانيين هو (الفيدرالية) الإدارية والتشريعية، لأن الفيدرالية الجغرافية لا يمكن تحققها في مصر لأن غالبية طوائف الشعب المصري مشتتون في كل بقاع مصر ولا يوجد إقليم واحد يجمع طائفة واحدة بعينها، فالحل هو الفيدرالية الإدارية والتشريعية، والفيدرالية الإدارية والتشريعية هي شكل من أشكال الحكم الذي أقامه النبي محمد عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة فور هجرته إليها حيث جعل السلطات فيه مقسمة دستورياً بين حكومة مركزية يرأسها هو ووحدات حكومية أصغر، وهي القبائل التسعة غير المسلمة التي كانت تقطن المدينة المنورة وكان كلا المستويين المذكورين من الحكومة معتمد أحدهما على الآخر وتتقاسمان السيادة في إدارة الدولة، أما ما يخص القبائل جعلها الرسول وحدات دستورية لكل منها نظامها الأساسي الذي يحدد سلطاتها التشريعية والتنفيذيه والقضائية على قاعدة الحكم الذاتي لكل قبيلة، وجميع القبائل كان منصوصا عليها اسما في دستور دولة المدينة الذي كتبه النبي عليه الصلاة والسلام بيده بينه وبين قبائل المدينة، وحدد فيه جميع الحقوق والواجبات التي تحكم التعايش المشترك بينه وبين جميع القبائل.

وكانت البنود التسعة التي قرر فيها الرسول حق القبائل غير المسلمة في الحكم الذاتي والفيدرالية الإدارية والتشريعية على النحو التالي:
ٱلبند ٱلثانى: الْمُهَاجِرُونَ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ بَيْنَهُمْ وَهُمْ يَفْدُونَ عَانِيَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ.
ٱلبند ٱلثالث: وَبَنُو عَوْفٍٍ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُمْ الْأُولَى كُلّ طَائِفَةٍ تَفْدِي عَانِيَهَا بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ.
ٱلبند ٱلرابع: وَبَنُو سَاعِدَةَ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُمْ الْأُولَى وَكُلّ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ تَفْدِي عَانِيَهَا بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ.
ٱلبند ٱلخامس: وَبَنُو الْحَارِثِ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُمْ الْأُولَى وَكُلّ طَائِفَةٍ تَفْدِي عَانِيَهَا بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ.
ٱلبند ٱلسادس: وَبَنُو جُشَمٍ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلِهِمْ الْأُولَى وَكُلّ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ تَفْدِي عَانِيَهَا بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ.
ٱلبند ٱلسابع: وَبَنُو النّجّارِ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُمْ الْأُولَى وَكُلّ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ تَفْدِي عَانِيَهَا بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ.
ٱلبند ٱلثامن: وَبَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُمْ الْأُولَى وَكُلّ طَائِفَةٍ تَفْدِي عَانِيَهَا بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ.
ٱلبند ٱلتاسع: وَبَنُو النّبِيتِ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُمْ الْأُولَى وَكُلّ طَائِفَةٍ تَفْدِي عَانِيَهَا بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ.
ٱلبند ٱلعاشر: وَبَنُو الْأَوْسِ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُمْ الْأُولَى وَكُلّ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ تَفْدِي عَانِيَهَا بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ.

(الربعة: هي الرئاسة والنظام الأساسي. والمعاقل: هي التشريعات والقوانين).

ومعنى هذا أن يكون لكل طائفة دينية أو غير دينية في مصر لها حكما إداريا وتشريعيا وقانونيا ذاتيا يخص طائفتها فقط لا يتعداه إلى الطوائف الأخرى، ومن ثم يشارك مندوبون متخصصون ومؤهلون وذوو كفاءات من كل طائفة في رئاسة الدولة وإدارة المحافظات والجامعات وجميع الوزارات والإدارات المحلية والقضاء والجيش والأجهزة الأمنية والاستخباراتية في الدولة، أما اللهاث خلف أي حلول أو اقتراحات أخرى تقوم على ما يسمى (الديمقراطية) وحكم الأغلبية والانتخابات، والعلمانية والليبرالية والعبثية، والتعويل على استجداء وتحفيز مشاعر الإخاء والمحبة والتعايش والمواطنة داخل نفوس المصريين وكل هذا الهراء الذي سئمنا من كثرة ترديده، أو انتظار أن تتحقق أضغاث أحلام البعض بأن يقبع رجال الكهنوت المسيحي داخل جدران الكنائس، أو يقبع رجال التيارات الإسلامية السياسية داخل جدران المساجد، فمن يلهث خلف كل هذا، ومن ينتظر شيئا من هذا أن يحدث، ومن يجد في كل هذا أو بعض هذا حلولا لأمراض الشعب المصري فهو واهم واهم واهم.


نهرو طنطاوي
كاتب وباحث في الفكر الإسلامي _ مدرس بالأزهر
موبايل : 0164355385 _ 002
إيميل: [email protected]



#نهرو_عبد_الصبور_طنطاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (ما كان لنبي أن يكون له أسرى) رد على: علال البسيط
- تعليقات على مقال أم قداس في كنيسة؟
- (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا)
- الرجل هو من استعبد المرأة والرجل هو من حررها
- علاقة الغرب العلماني المتحضر بالحاكم العربي
- هل الإجماع مصدر من مصادر التشريع في الإسلام؟
- الحرية كذبة كبرى
- هل الاجتهاد مصدر من مصادر التشريع في الإسلام؟؟
- وماذا بعد سقوط حسني مبارك ومحاكمته؟
- المواقيت الصحيحة للإفطار والسحور
- لا دية لأسر شهداء 25 يناير
- النظام المديني وزوال الديمقراطية – الجزء الثاني
- النظام المديني وزوال الديمقراطية – الجزء الأول
- من أجل إنقاذ مصر
- الدعاء في سجن (مزرعة طرة) مستجاب
- ويل لمن تنكروا لفضل الرئيس مبارك عليهم
- ثورة 25 يناير ثورة إسلامية بلا خوميني
- حقيقة حياد الجيش وقراءة أخرى في المشهد المصري
- العلاقة المشبوه بين البابا شنودة والرئيس مبارك
- ثورة مصر: ثورة طاهرة في بيت دعارة


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - ما لا يقال ولن يقال حول الصراع الإسلامي المسيحي في مصر