أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن الهاشمي - أين حكومتنا من شرائط الحكومة العادلة؟!














المزيد.....

أين حكومتنا من شرائط الحكومة العادلة؟!


حسن الهاشمي

الحوار المتمدن-العدد: 3513 - 2011 / 10 / 11 - 19:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ونحن نعيش خضم الصراعات بين الكتل السياسية، ولكي لا تتحول تلك الصراعات إلى مخالب تنهش جسد الأمة المثخن أصلا بجراحات الأنظمة المستبدة المتعاقبة على حكم البلاد طيلة السنوات الغابرة، ونحن على أعتاب الترشيق الوزاري لإسداء الخدمة وتوفير الأمن لشعبنا الصابر، لابد من توخي الدقة والحذر في انتخاب المسؤول في الدولة العراقية، لتكون الكتل جزءا من الحل وليست جزءا من المشكلة، وأن تكون ذا مصداقية في انتخاب الأصلح والأفضل للمساعدة في حلحلة الملفات العالقة وفتح صفحة جديدة على مستقبل النظام الديمقراطي ليكون الملهم والمنقذ ليس على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى الإقليمي والعالمي.
وفي هذا الصدد استنتج أصحاب الشأن والفن شروطا لتعيين الوزراء والقادة العسكريين والقضاة وغيرهم، ولعل أبرزها ما يلي:
الأول: النزاهة والكفاءة والولاء للوطن... ومن عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح، حيث إن هذه الأمور تعد صمام أمان للعملية السياسية من أي خرق داخلي أو خارجي.
الثاني: أن لا يكون مرتكبا لجناية أو جنحة مخالفة للشرف، لعل من أبرز مقومات النظام الديمقراطي هو خلو القائمين عليه من الإجرام والإفساد، وكما قيل إن فاقد الشيء لا يعطيه، كيف ننتظر حماية الأموال والأعراض والحرمات من شخص هو منغمس من رأسه إلى أخمص قدميه بالفساد والرذيلة؟!
الثالث: أن لا يكون مسرفا ولا جاهلا ولا فاسقا، إما لعدم وجود المقتضي بسبب فقدان الأهلية الناشئة من الخيانة ونحوها، أو بسبب وجود المانع، لما يترتب عليه من الفساد في الأرض والفوضى، وعليه فلو انطبق على السلطة التنفيذية جميعها أو رئيسها أو أي وزير من وزرائها هذا العنوان لم تجب طاعتها، بل وجب عزله من قبل مجلس النواب لسقوط أهليته، ونفس هذا الكلام ينطبق على ولاية السفيه، وهو ناقص العقل، فيدل بالأولوية على عدم أهليته في السلطة أيضا.
الرابع: انتخاب القوي الأمين كما جاء في القرآن الكريم، ليحفظ أرزاق الناس ومقدراتهم ومعتقداتهم ونواميسهم من الإفراط أو التفريط أو الافتراس من قبل ضعاف النفوس وما أكثرهم في زماننا هذا!.
ومن مجموع ذلك يظهر إن الدولة العادلة تهتم بالجوهر، فإذا تم اختيار الوزير ضمن المعايير الصحيحة، فإنه سيقوم بأمر هذه الوزارة خير قيام، سواء كان انتخابه في جهازه التنفيذي بواسطة الأمة مباشرة أو بالوسائط.
هذا ولا يخفى عليك إن نفوذ السلطة التنفيذية العادلة المتوفرة فيها الشروط يتقوم بطاعة الناس لها، وإلا صار وجود السلطة لغوا لا فائدة فيه ولا أثر له، ومن ذلك يظهر إن طاعة الأمة للحكام الصالحين والإخلاص لهم وتنفيذ مقرراتهم يشكل عاملا أساسيا في ثبات الحكومة واستقرارها وموفقيتها في إدارة البلاد على أحسن وجه، وعليه فإنه بعد أن تتوفر شرائط الحكومة الصالحة لا يجوز مخالفتها، أو الخروج على قراراتها، لأنه مناف لأدلة اللزوم في العهود، ومستلزم للفوضى واختلال النظام.
ومن الملاحظ إن التلكؤ الحاصل في العملية السياسية الديمقراطية في العراق سببه يرجع إلى فقدان أغلب تلك المقومات الأربع أو جميعها، فدوافع معظم قادة الكتل السياسية إما هي طائفية أو قومية أو شخصية نفعية وقلما نجد مسؤول يحمل الهم الوطني، وإن تشدق الجميع بالمواطنة وحب الخدمة لا يعدو كونه إلا لقلقة لسان ليس إلا، فالكل يتحدث عن النزاهة ولا نزاهة في البين، والكل يتحدث عن الكفاءة ولا نجد لها حسيسا ولا نجوى والكل يتكلم عن الولاء للوطن والواقع يشير إلى تعدد الولاءات إلا الولاء للعراق!.
والأدهى من ذلك نجد بعض الذين انخرطوا في العملية السياسية رجل في الإرهاب ورجل في السياسة بل اتخذ الغطاء السياسي ليضرب العراق وشعبه في الصميم ومن الداخل لأجندات باتت معروفة للقاصي والداني، فنجد هذا البعض يدافع عن الإرهابيين في السجون ولا يدافع عن ضحايا الإرهاب من الأبرياء وكإنما الإرهابيون هم الإنسان دون سواهم في لائحة حقوق الإنسان في قاموسه السياسي! أما السياسيون السفهاء عن قصد فحدث ولا حرج في ديمقراطية العراق المتراخية ولا من رقيب يحاسبهم ويحد من التبذير والتبديد غير الطبيعي في خزينة الدولة العراقية، كإنما المنصب الذي حصل عليه غنيمة للإثراء الفاحش له ولعائلته وحزبه وكتلته التي ينتمي إليها، وهو يعلم قبل غيره إن الملايين من الشعب العراقي بحاجة ماسة إلى خدمات وهي من أبسط ما يمكن تقديمه إلى المواطن في ظل نظام شعبي ديمقراطي يأمل الناس منه خيرا بعد سني الجفاء التي عاشوها في زمن الاستبداد والعهر السياسي.
ولكن المواطن المسكين تفاجأ بتحول ديكتاتورية واحدة إلى ديكتاتوريات وسارق واحد إلى سراق ومتهتك واحد إلى عصابات، وفي ظل هكذا أجواء فالمجرمون لا يحاكمون والمفسدون لا يتم استئصالهم، إذا لم يتم تهريبهم من داخل السجون إلى الخارج ليمتعوا هناك من خيرات اقتطعوها من بلعوم شعب بأسره، بل إنه وقع ضحية التماهي والفساد والترهل التي تعاني منه ماكنة المسؤولين في الدولة العراقية التي بحاجة فعلية إلى إعادة نظر في برامجها وأولياتها ومساعيها الجادة في القضاء على الفساد والمفسدين تمهيدا لانطلاقة الخير في الحكومة الديمقراطية العادلة التي هي مبتغى لكل الأحرار في العالم ولاسيما ذوي الشأن الذين يتأثرون بها سلبا وإيجابا.



#حسن_الهاشمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الكتل السياسية تعمل للمصلحة العامة؟!
- الفقر آفة ينبغي استئصالها قبل فوات الأوان
- دوافع المهاترات بين الكتل
- لخيانة بعضهم... هل يجوز اتهام كل السياسيين بالخيانة؟!
- خلصوا كربلاء من الأزبال والأتربة؟!
- لتكن أرواحنا راقية
- سبيلنا إلى دولة المؤسسات
- صراع النوازع
- إشكالية العلاقة ما بين المكلف والفقيه
- كلا للمناصب الإرضائية والشرفية
- لولا الصدق
- أديم المعارف
- المظاهرات وثنائية الإصلاح والتخريب
- انتفاضة البحرين ليست أول قارورة كسرت في الإسلام
- الثقة بين التفاهم والتأزم
- نفسية المسؤول
- أوهام وحقائق
- الديمقراطية وإرادة التغيير
- أسرار السعادة
- عاشوراء وحقوق الإنسان


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن الهاشمي - أين حكومتنا من شرائط الحكومة العادلة؟!