أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد مبارك الكيومي - ثورات وثروات العرب















المزيد.....

ثورات وثروات العرب


محمد مبارك الكيومي

الحوار المتمدن-العدد: 3513 - 2011 / 10 / 11 - 14:27
المحور: كتابات ساخرة
    



... أن الصــــورة تتكلــم , والصورة هنــا ابلـــغ من تلك الاقـــلام والتي زمرت و طبلت وصفقت لانظمــه عربيـــه قمعية همها الاول التقليد الاعمى لاي منظومة اشتراكية او راسماليه او شيوعية " خرسانية" او" اسمنتية" جاهزة ومطابقة لمواصفات الغرب تتنافي مع بيئة الشرق ولا تتكيف مع شعوبه والتي ضاقت ذرعا من ولادة ديكتاتوريات مستنسخة على انقاض جمهوريات استقلت عن الاستعمار في ستينات وسبعينيات القرن الماضي و تغنت كثيرا بشعارات قوميـــة مزيفة وانتقل النظام العربي لاحقا بعد ان هرم وشيخ وبشكل دراماتيكي الى مرحلة الاحتضار السياسي وادى ذلك الى ولادة مباغته لما يعرف بمصطلح " الجمهوريات الوراثية " في الشرق الاوسط , في الوقت الذي تغيرت فيه النظم الغربية وابجدياتها السياسية وتغيرت معها البراجماتيه والتي حكمت الغرب ووضعت من الحوكمة والمصلحه السياسيه الشكليه فوق كل اعتبار خطا احمر لا يمكن تجاوزه والالتفاف حوله بمجموعة من الرزم والمبــادي او الثوابت الكرتونية المزيفــة الساميه في زمن ولت فيها مخترعات الماركسية والراسمالية وتبــرأ الغرب من افكار ماركس ولينين بينما تشبث حكامنا نحن العرب بمبادي سقيمة ومتحجرة تعود الى حقبة الحرب الباردة وهي غير صالحة للاستعمــال الادمي في حقبة ما بعد الالفية الجديدة , وكـــان نتــاج لتلك الأنظمة القمعية والتي حكمت المنطقة عقودا من الزمن بيد من حديد والمحصلـــة النهائية لتلك النظــم الوضعية مزيـــدا من الفقر المدقع ومزيدا من البطالة ومزيدا من كبت الحريات ومزيدا من الطبقية و الفساد والذي اخذ ينخر ويزكــم الانوف في ارجاء المعمورة من الجسد العربي , وفشلت الانظمة العربية وترسباتها الثورية وما ترتب عليها احتوى معضلات ومشكلات كانت قائمة في العالم العربي ما قبل ثورات التحرر وفشلت تلك الانظمة الوضعية فشلا ضريعا في الحفاظ على مكتسبات الثورات العربية وفي تلبية تطلعات الشعوب العربية من المحيط الى الخليج , بل زاد من الطين بلـــة سيادة موضة التبعية السياسية للغرب وتفرده وتاثيره على صناعة القرار السياسي , وهزالـــة القيادات العربية وحكمتها في توجيه دفة الامــور في احلج الظروف والتي مرت بها المنطقة , ومــا خلفه ذلك من اتساع الفجوة بين الحاكم والمحكــــوم , واتساع الهوة بيــن الطبقة الفقيرة والطبقة الغنية وانجراف او اندثار ما كــان يعرف بالطبقة المتوسطة , وتشرذم الشخصيــات المعارضة "الهزيلة" لانظمة الحكم هنــا وهنــاك في اصقاع العالم والتي تقمصت ادوارتبنتها الدول والمنظمــات الغربية وتصيدتها للتدخل في الشؤون الداخلية للدول المنطقة , كل تلك العوامل أوجد بيئة مناسبة لميلاد ثــورة مخمليــة جديدة مضـــادة ومباغتــه بين اوساط فئـــة الشبـــاب سميت " بالثورة المعلوماتيـــة" استخدمها المدونين او نشطــاء الانترنـــت للتعبير عن تطلعات الشعب العربي وحنينه نحو التغيير...
ان الشعــوب العــربيـــة ليســت صمـــاء أمـــام انظمــة عربية اسمنتيه " خرسانية بكماء عميــاء خرســـاء لا ترى ولا تسمـــع ولا تحرك ساكنا ولا تعي مما يدور من حولهـــا من احداث ومن حراك سياسي متجدد بين اوساط طاقات الشباب المعطلة , وما شهدته المنطقة اخيرا من احــداث خير برهان من ان تلك النظم فقدت مصداقيتها وشرعيتها امام الراي العام والعالم اجمع , وانها لفظت انفاسها الاخيرة ودخلت مرحلة الاحتقان السياسي باستبدادها على شعوبها ولجمهـــا للحريــات وتكبيلها للديمقراطية طيلة عقود من الزمن , لا بل ربما كانت اشد استبدادا من الاستعمار البغيض نفسه , ولمـــا لا وهي احدى مخلفات وصنيعة ذلك الاستعمار الحاكم في المنطقة الجاثم فوق صدور مئات الملايين من المحيط الى الخليج و ما افرزه من بقايا وفضلات الى يومنا هذا والتي ادت الى ولادة انظمـــه عربية سطحيه الشكل والمضمون على انقاضه, وتحورت تلك النظم الوضعية كالجينات الوراثية وتحولت كالجرذان وبشكل تدريجي الى "جمهوريات وراثية" مع تقادم الزمـــــن ومـــروره وسط صمت العالم المتحضر والذي يدعي بالديمقراطية واخواتها , بينما كانت الشعوب العربية تخلــــد في سباتا عميق , واصبح منصب نائب الرئيس او ولي العهد شـــاغرا لابنــاء ذلك الرئيس العربي او صهره باعتباره الوريث وبصك شرعي من دون اي منــــافس او منازع او وازع اخلاقي يحتم عليه اجراء انتخابات شكليه مزورة تدخل في خانة التعددية الحزبية للحزب الواحد والمرشح الاوحد او استفتاءات معروفة النتائج مسبقا تكسر حاجز التسعة اعشار في المئة .....
فلطالما كــانت الشعوب العربية عصيتـــا على جلاديهــا حكامها المستبديــن الذين احرقوا الحرث والنسل في بلاد العرب واستعبدوا شعوبهم دهورا ,وتحولت دولهم الى اقطاعـــات ملكية خاصة او "شركة مساهمة خاصة " يمتلك اغلب اسهمها الطبقة المتنفذة في الحكم ويديرها ابناء الملك وعائلته كيفما يشاؤون , فسجـــل يا تاريخ العرب ان محمد البوعزيزي الابن البـــار لمنطقة سيدي ابــوزيــــد والذي انجبته تلك الولاية التونسية من رحم الفقر والظلم والاستبداد والفساد والذي ينخر انظمة الحكم وقدمته كنموذجا مشرف وكرمز من رموز الحرية والتغيير والاصلاح السياسي في مشروع الشرق الاوسط الجديد , ان البوعزيزي لم يصعد على اكتاف الجماهير العربية طلبا للشهرة او طمعا في منصب سياسي كباقي الرعاع السياسيـــن والانتهازيـــــون العرب , ولم يكن ناشط او مفكر سياسي , ولم يتقمص حتي اي دور في مشروع الشرق الاوسط الجديد ولم يكن في الحسبان ضمن القائمة الامريكية الجديدة حسب الروية الثاقبة لماما امريكيا ومشروعها الاصلاحي والديمقراطي الرامي الى احداث تغيرات جذرية في نظام الحكم العربي او حتي لم تتبنــاه وهو حيــا يرزق المنظمات العالمية الداعية الى الحرية والديمقراطية والتغيير وتتصيده تلك المنظمـــات " ككبش فداء محلي " , بل كان مـــواطـــن عربي بسيــط ذنبــه الوحيد والذي اقترفه في حياته وحملــه الى مثواه الاخير في مقابر سيدي ابو زيد انه شاب عربي يحمل الشهادة الجامعية التي لم تشفع له في الحصول على وظيفة مناسبه في حقل تخصصـــه في زمـــن استشرت فيهـــا ظاهرة " المحسوبيــة" و ولت فيها تلك الشهادة الكرتونية الزائفة من غير رجعة وتحولت الى عـــار في جبين من يحملها يلازمه اينما رحـــل والحلم الذي تحول الي كابوس يلاحقه اينما ارتحــــل , ان مشهــد اضــرام النـــار في جسد البوعزيزي لتنديد بالاستبداد كانت بمثابـــة كلمة "حــق في وجـــه سلطـــان جائــــر" وصرخـــة في وجــــــه الظلـــم والاستبداد والتي فرضتــــه قسرا النظـــم الاستبداديـــــة بعد ان استنفذت كافـــة الخيارات والوســـائل المتاحة امامه للتعبيــر عن رفضـــه للسياسات التخبطية لنظام زين العابدين لعلـــه يستعيض بعضــا من عزتــه وجزءا من كرامته بعد الصفعة والتي تلقاها امام الملا في وجهه من شرطيـــة بعد مصادرة عربة الخضار مصدر رزقه الوحيد والتي ترجلت امامــه وصرخت باعلـــي صوتـــا باللكنـــة الفرنسية بقولها أرحـــــل , ولحفظ ماء وجـــه اضرم البوعزيزي النار في نفسه , وكان وقع هذا الحدث جسيمـــا على ابناء ولاية سيدي ابوزيـــد والتي انطلقت منها الشرارة الاولى للثورة التونسية ولم تمــر مرور الكرام على ابناء تلك الولايــــة واشتعلت تونس من اقصــاها الى اقصاها واشتعلت الثورات العربيــة المتلاحقة في كل من مصر وليبيـــــا واليمن وسوريا والجزائر وتحولـــت كلمـــة " ارحـــــــــــــــل" شعـــــارا للثورات العربيـــة يردده المتظاهرون والمعتصمون من المحيط الي الخليج "ودائمـــــا النــــار تــــاتي من مستصغــــر الشــــرر" ؟؟؟
ايهـــا العالـــم .. ان الشعوب العربيــــة تمهل ولا تهمـــل وهــا هي تتنفس الصعداء بعد ان لفظت انفــاسها الاخيرة وتهاوت عروشها كما تتهاوى لعبة الدومينوا الواحد تلو الاخر من المغرب الى المشرق , وابرزت تلك الاحداث المتوأترة من الشرق الأوسط مدى هشاشة صمود تلك الانظمة الكرتونية على الورق أمام قوة جحافل شعوب الكرامـــة العربيــة على الأرض , وكان عام 2011 وتداعياته زلزالا سياسيــا بامتياز لا يقل تاثيره على المدى البعيد عن احداث الحادي عشر من سبتمبر على المنطقة ككل , ليسجل واحدا من المفارقات العجيبة والمضحكة وفي أن واحـــد في السياســة الدولية الراهنـــة فبعد ان عجزت الولايات المتحدة الامريكيـــة وحلفائها بعد ان اتبعت من لغة القوة خيارا صعبا في تحقيق ما تصبوا اليــــه من ادخال تغييرات جذرية وجذعية في نظام الحكم القائم بالمنطقة حسب التصنيف الجديد لمشروع الشرق الاوسط الكبير والتي انطلقت تباشيره الاولى بغزو العراق واسقاط نظامه ومع تجرع الولايات المتحدة طعم الهزيمة وتورطها حتي قدميها في اوحال المستنقع العراقي ودفع ثمنا باهظا لمغامرتها الفاشلة في ارض الرافدين في وضع مدان من المجتمع الدولى و ومستدان من اللوبي اليهودي الضاغط على السياسة الامريكية والتي عودتنا دائما الولايات المتحدة الامريكية ان ندفع ضريبة ذلك النفوذ من جيوبنا نحن العرب الحبلى بعوائد النفط والغاز , كل ذلك اوجد نوعا ما ازدواجية في المعايير الدولية ذلك ان الولايات المتحدة الامريكية فشلت من الخارج في تطبيق نظريتها الخاصه بمشروع الشرق الاوسط الكبير وعلى ظهر دبابة امريكية بعد ان فتحت ترسانتها العسكرية يوما مـــا حسب نظرية النسبية –عذرا نظرية النسبة والتناسب- امام اجندتها المارقة في الشرق الاوسط ورصدت المليارات واستنفرت جيوشها وجندت مرتزقتها وعملائها من معارضين عرب بالمهجر والذين ارتموا الى احضان الغرب ومن يمثلهم من ادخـــال تغييرات جذرية وجذعيـــة على نظام الحكم القائم بالمنطقة حسب روية العم سام الثاقبـــــة , الا ان تلك الجهود باءت بالفشل امام الرهان الشعبي العربي والذي أبـــي ان يقبل الذل والخنوع والسيطرة على مقدراته برسم " الاصلاح والتغيير من الخارج وعلى ظهر دبابة امريكيـــة " وغيرها من الشعارات الغربية المعلبة وتحقيق ما تصبوا اليه من مأرب اخري في الشرق الاوسط , ومع تغير اتجاه بوصلة الاحداث لصالح كفة الشعوب العربية بعد ان قلبت معادلة الصراع على السلطة بالشرق الاوسط راســـا على عقــب والتي رفعت شعارات التغيير حسب فلسفتها وثقافتها من الداخل بعنوان " لا ضــرر ولا ضرار ان يكون التغيير على ظهر عربة خضـــار" للبوعزيزي طبعا" وحملت نعش الحرية والتغيير على اكتاف الجماهير اثناء مؤرات الثرى لجثمان محمد البوعزيزي في مقابر سيدي ابوزيــــد , وبعفوية البوعزيزي وغوغائية الشعوب المسعورة من داء جنـــون الديكتاتوريــــات العربية وفي ظرف زمان قصيــــر وظرف مكـــان ليس ببعيد من دائرة الاحداث بدات تتشكل معالم شرق اوسطي ديمقراطــــي جديـــد على انقاض ما يعرف بشرق الاوسط الكبير غير محدد الملامح وغامض المعالم حتي اللحظة ....



#محمد_مبارك_الكيومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خارطة شرق اوسطية بمقاسات امريكية
- الغرب يكشر عن انيابه
- تركيا .. من دولة علمانية الى دولة عثمانية جديدة
- الوجه القبيح للاسلام السياسي


المزيد.....




- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد مبارك الكيومي - ثورات وثروات العرب