أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد يوسف - مآلات الخارطة- الجيو- بوليتيكية- في الشرق الأوسط














المزيد.....

مآلات الخارطة- الجيو- بوليتيكية- في الشرق الأوسط


عماد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3513 - 2011 / 10 / 11 - 11:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بات اليوم، أكثر من أي وقت مضى، واضحاً أنَّ القطب الأميركي الذي ساد العالم خلال العشرين عاما المنصرمة قد بدأ بالتقهقر في عصرنا الراهن. تعود أسباب ذلك إلى تداعيات عدّة تشكّل بمجملها ارهاصات منظومة العولمة وايديولوجيتها التي فشلت في ايجاد الحلول أو الإستجابة للأزمات العالمية المنبثقة عنها، والخانقة التي بدأت تعصف بالمجتمع الرأسمالي العالمي ابتداء من سبعينيات القرن المنصرم. لقد أخطأ فوكوياما، المفكر الأمريكي من أصل ياباني، التقدير عندما أعلن نظريته الشهيرة " نهاية التاريخ "، إذ كيف يُمكن أن ينتهي التاريخ وكلّ نظرّيات الفكر السياسي والاقتصادي العالمي من ماركس وانجلس وهيجل وكنط وغيرهم أقرّوا بجدلية حركة التاريخ المستمرة والمتجددة .؟! فالتاريخ هو حركة دائمة، لا تتوقف عن الدوران..؟!
إذاً الممالك تنتهي، والدول تذهب، وقد تعود وقد لا تعود، لآ شك أنَّ العامل الأساسي في انتهاء تلك الدولة أو تلك، هو أزماتها العميقة التي تعيشها في مستوى الداخل والخارج. وليس خفي على أحد بأن ما تعيشه الأنظمة الرأسمالية العالمية اليوم من أزمات يصل إلى حد التوصيف ، بالأزمة البنيوية العميقة التي تتطلب قلباً شاملاً لمنظومات كبيرة من الفكر والإيديولوجيا التي قامت عليها منذ ما يُقارب المئتي عام. عندما تشكَّلت كأنظمة ليبرالية عادلة إلى حد ما، ووصلت إلى درجات الرأسمالية والإمبريالية، منتهيةً بالعولمة ونهجها القاتل في تحييد دول ومجتمعات عالمية واسعة عن المشاركة في عملية الإنتاج، وتحويلها إلى أتباع اقتصاديين وسياسيين بالمعنى الإلغائي لوجودهم وكيانهم الاقتصادي والسياسي والثقافي ..!
تنهضُ قوتان ضاربتان في المدى المنظور والقريب جداً في عالم اليوم، هما الصين وروسيا، هاتان القوتان تشكّلان توازناً، بل ميلاً لكفّتهما على حساب كفّة الغرب الأوروبي والأمريكي. فهما قوتان ناهضتان تعيشان أزمات متواضعة بالمقارنة مع أزمات الغرب الاقتصادية الخانقة. ومعدّلات نمو متسارعة وعالية مقارنة بغيرها من الدول. وبوجودهما، لا بدّ من أن يتولد صراع جديد في عالم اليوم، مع التأكيد على أن الهند كدولة عملاقة، ليست بعيدة عن التشابك والتحالف الاقتصادي والاستراتييجي مع هاتان القوتان، وليس الفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن مؤخراً حول سوريا سوى دليل على تطور أدوات الصراع إلى مستوى المواجهة العلنية فيما يخص مصائر الشعوب ومصالحها وأنظمتها السياسية، وفيما يخص التوازنات الجيو_ بوليتيكية. الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط والعالمية بالمعنى العريض للكلمة.
الشرق الأوسط هو قلبُ العالم، ولابد لأي امبراطورية واسعة من أن تؤمن مصالحها الاقتصادية والسياسية في هذه المنطقة الحيوية جداً. حيث تحقق من خلالها أمنها القومي البعيد، وفي هذا السياق نجد مبررات الإحتلال الأمريكي للعراق، وأفغانستان، وإسرائيل التي تشكّل الأداة التنفيذية لمصالح الغرب، بالإضافة إلى بعض القوى الإقليمية الصاعدة، تركيا مثالاً. ودول الإنحلال العربي سانداً وداعماً لهذه السياسات. من هنا نجد أنَّ الأزمة السورية ليست بعيدة عن تخوم هذا الصراع، ارهاصاته، وتجليّاته، ومآلاته البعيدة. فالروس والصينيون التقوا ببعض أطراف المعارضة السورية في الخارج. ولديهم تصور كامل عن الواقع السوري وتحوّلاته السياسية المستقبلية فيما لو حصل. وقد علموا تماماً أن هواء هذه المعارضة بغالبيتها هو هواء أمريكي غربي بإمتياز، لذلك نجدهم داعمين متشبثين بالنظام الحالي الذي يحققون من خلاله وجوداً اقتصادياً وسياسياً بعيد المدى في المنطقة. فسوريا تُشبه الدوّار الذي يربط عدّة شوارع ببعضها، فإذا ما خرجتَ منه لن تستطيع العودة إليه إلاّ من البدايات، ولكن حينها ستكون الطرق قد أغلٍقت بسبب تحويل المسارات ..؟!
ستشهد العقود القادمة صراعات كبيرة ومنافسات أكبر على وجود هذه القوى، حيث سنرى انحساراً واضحاً للمدّ الغربي الأوروبي والأمريكي، مقابل نفوذ واسع لدول عملاقة مثل الصين، الهند، وروسيا، وقد تشكّل إيران أحد الخطوط الهامة على خارطة المنطقة في دعمها لنهج هذه الدول التي تربطها بها علاقات قوية جداً، تصل إلى مستوى التعاون النووي، كما يحصل مع روسيا. لذلك، نرى بأنَّ الصراع الدبلوماسي في مجلس الأمن، وأروقة الأمم المتحدة ما هو إلاّ ارهاصات لصراع خفيّ تدور رحاه في أقبية السياسات العالمية الكبرى التي تقضي جلّ أوقاتها برسم مصائر بشر وأوطان والتخطيط لمستقبلهم وتطلّعاتهم بحسب ما تخدم مصالح هذه القوى .؟
في غالب الظنّ ستكون هذه القوى هي الأقدر من غيرها على الإستجابة لتطلّعات البشر واحتياجاتهم، وطرح الحلول الممكنة لمشكلات العالم التي بدأت تتعمق وتتضخم، ابتداءً من التلوث ومشاكل البيئة وانتهاءً بالسباق النووي والصراعات الاقتصادية الكبرى على منابع الثروات العالمية في شتى أنحاء المعمورة. يعود السبب في ذلك إلى التوزنات الوسطية التي ما زالت تلتزم بها هذه الدول باتجاه شعوبها وشعوب البلدان الأخرى. من جهة هي في الحقيقة تسعى إلى تحقيق مصالحها، ولكنها في الوقت ذاته لا تنكر على هذه الشعوب حقها الطبيعي في التطور والتنتمية والكينونة الذاتية والثقافية. بعكس ما سعى ويسعى إليه الغرب منذ سنوات طويلة في سعيه المحموم والدؤوب لسحق المجتمعات الأخرى وربطها بعجلته الجنونية الدائرة حول العالم سعياً إلى تحقيق الرفاه لفئة قليلة، حتى لدى شعوبها، على حساب فئات واسعة جداً وعريضة من شعوبها، وباقي شعوب العالم .؟! فإذا ما كان الحلف الروسي، أو القطب الروسي – الصيني حديث الولادة هو " شرّ" فإنه شرُّ أهون وأقل وطأة من الشر الأوروبي والأمريكي المتعفّن بقذاراته، وخطابه الديماغوجي والكاذب، ..؟!!

كاتب سوري



#عماد_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايجابية الأزمات الوطنية ..!
- تحية طيبة للجميع
- الصراع على سوريا عبر الاحتجاجات الفئوية .؟!
- الحراك السوري، والارتكاسات المذهبية المضّادة.؟!
- العرب وسوق العهر السياسي
- سوريا يا حبيبتي ؟ سأترك الحديث في السياسة ( 1& 2)
- حزب البعث العربي الاشتراكي -بين النظرية والتطبيق-
- مزايدة علنية بالظرف الجماهيري المفتوح
- سوريا؛ ونزعات السياسة والنفاق
- المعارضة السورية، واحتجاجات الأشهر الثلاث ؟
- سوريا وإرهاصات الأزمة الطائفية ؟!
- إلى أصحاب الرهان الخاسر
- مملكة للصمت
- سوريا؛ آخر المعاقل العلمانية..؟
- -الشرط المجتمعي السوري للتغيير- لم ينضج بعد!
- ممنوع من السفر
- واقع التغيير السياسي العربي
- سقوط مفهوم النخب السياسية العربية
- دعاء إلى الفيس بوك والتويتر
- العمل الحزبي العربي وآفاقه النضالية


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد يوسف - مآلات الخارطة- الجيو- بوليتيكية- في الشرق الأوسط