أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ناصر طه - بديهيات مكررة.. الفقهاء ومنظومة العسكرة الالهية














المزيد.....

بديهيات مكررة.. الفقهاء ومنظومة العسكرة الالهية


ناصر طه

الحوار المتمدن-العدد: 1044 - 2004 / 12 / 11 - 05:46
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الفحص النقدي لتاريخ ما اصطلح عليه امة العرب يختزل بلا شك كل المفاهيم الاسلامية التي دأب العرب على تصديرها للامم الاخرى وتكريسها قسرا من خلال السيف المسلط على رقاب من اجبروا من خلاله على الاستماع والانصياع لتعاليم السماء السمحاء ذات الخصوصية العربية !! ولن يجد المطلع على ثقافة التدين العربي الاسلامي صعوبة في اكتشاف النسق التثاقفي العربي الذي تم فرضه عبرالمنظومة النصية على الناس ! ومن ثم محاولة تعميمه كنسق فالت من اطر الزمان والمكان ! وبالرغم من محاولات البعض الدؤوبة لترقيع هذا الفتق ولنقل الشق المعرفي من خلال شملنت ( من شمول ) الخطاب واكساءه لغة منفتحة فضفاضة امميا! ، إلا ان هذه المحاولات مهما بلغت حرفتها التأويلية ، لم تستطع ان تتجاوز حدود الاحتيال المعرفي والفذلكة المتثاقفة سياسويا، ولم تحقق مرادها في التغطية على خصوصية ومحدودية النسق الثقافي- السياسي العربي ، الذي يتبرقع بالتمثلات الالهية ويتمنطق بتمويهات انفتاحية للغة السماء المتخمة بالانغلاقات ، والتي ايضا اختير لها ان تتهوى ( من هوية) عروبيا ، حتى يخال لمن يمتلك سعة مخيٍّلاتية ان الخالق العظيم عربي ليس إلا !!! ( ربما لهذا السبب لا يقبل الله صلاة من يتعبد بغير اللغة العربية ).
بتبسيط آخر نقول ان لعبة تسيس النص السماوي عروبيا اشتغلت عجلاتها الساحقة عندما تواجدت آليات القوة في جغرافية العرب ، ولكي تبرر هذه القوة اطماعها واحلامها السلطوية والتوسعية ، كان لابد من ان يصبح النص الالهي دابة الفقهاء والخلفاء !! ، وإلا فمن غير اللائق ان تهدر الدماء وتسبى الشعوب دون تبرير اخلاقوي يستند في المحصلة النهائية على ثقافة السماء التي تعربنت ( من عرب ) وخطابها المتخم باخلاقيات القبائل التي سكنت هذه الجغرافية ، ومن هنا فكل ما تحقق في السابق انما يرجع الفضل فيه الى اعتماد منهج "عسكرة اللة " وتعاليمه ، فالخليفة لا يعدو كونه الله الارضوي!! ولهذا فكل ما يصدر عنه ، و جُل ما يفعله ، انما هو فعل الله السماوي المتأرضن !، ومن عصى الخليفة! عصى السماء! ومن عصى السماء! حجبت عنه الثقافة السمحاء و حورب بسبف الله الذي لا يعرف الرحمة مع من يخرج عن اطار المنظومة القفصية ، التي نسج خيوطها الفقهاء الذين تحالفوا مع الخلفاء من اجل بسط النفوذ والهيمنة والانتفاع بكل ما للسلطة من نعم ومباهج لا تحصى ، وحتى من تعارضت مصالحه مع الخليفة – المنظومة السياسية، فانه لم يسع إلا لتحقيق منظومة مماثلة ومستنسخة بل وربما تتفوق عليها في العسكرة ، ونحيل المعترض الى ما فعله فقهاء الاعتزال في القرون الماضية فبالرغم من كل اشتغالاتهم الفكرية المتثاقفة الجريئة والجديدة الا انهم حين قيض لهم تسلق الهرم السياسوي تماهوا في لعبة العسكرة والتخوين للمخالف وسقطوا في نفس الفخ الذي سقط فيه من سبقهم ولم تشفع لهم كل اجتهاداتهم في الخطاب المعرفي .
ما نريد التأكيد عليه هنا هو ان الانساق التثاقفية ومنذ نشؤها خرقت قواعد اللعبة المعرفية العامة والتي من اهم مقوماتها الاستجابة لحركة النقد ، والسبب كما نزعم ، يكمن في ان هذه الانساق حاولت جاهدة ان تجسد الفكر السماوي وتختزل كل مضامينه في اشكال محددة لا تقبل التغيير، بل انها دخلت في مرحلة التقمص المرضي عند تشخيصها لتراجيديات السماء!! ومما لا شك فيه ان من يتوهم انه يمثل الحقائق الكونية لن يقبل باي حال من الاحوال ان يتنازل عن هذا الشرف ، ويسمح للارضي بالنظر اليه نظرة تشكيك نقدي ، ولهذا لم يسمح لزهور النقد في هذه الغابة الفقهائية بالنمو، بحجة ان للازهار اشواكا! والاشواك في عرف الصحراء امر بالغ الضرر!! اذن هناك خلل واضح في اللعبة المعرفية العربية الاسلامية وهذا الخلل يتمثل ببساطة شديدة في افتقارها لحركة النقد الداخلي ومن هنا بدأ التآكل يصيب حركة العقل والنخر دب في الجسد ، حتى سقط مترنحا يحتضر ، وانحسرت الامجاد والانتصارات الغابرة لهذة الامة التي يراد لها الان ان تحيا من جديد لا على الطريقة السابقة حتما ، وإلا فان اعادة سلسلة الاخطاء الكارثية التي مارسها السلف ، والتي يتشدق بها الخلف الفقهائي هذه الايام ، لن تحقق لشعوب هذه الامة إلا مزيدا من الهزائم والخراب ز
لقد آن لنا ، ان نطلق سراح الله من ايدي العمائم المتفقهنة التي عسكرته .
وآن لنا ، ان نحرر النص من اولئك الذين اتخذوه دابة يمتطونها لكي يشخصوا دور الفوارس بكوميديوية ساذجة لا تثير الضحك بقدر ما تثير الاستهجان .
وآن لنا ، ان نلعب اللعبة المعرفية بقواعد زمننا لا بقواعد الماضي الفالتة .
آن لنا، ان نقطف ازهار النقد ونتحسس اشواكها.
أليس كذلك ؟؟؟

ناصر طه
[email protected]



#ناصر_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء من العراقيين لمحاكمة القرضاوي ردا على فتواه الباطلة وال ...
- الاخوان وحماس ومن لف لفهم وجوه لعملة بلا غطاء وقيمة
- العرب وخرافات الموت المسموم
- الى الفقهاء اصحاب الفضيلة !! فتواكم باطلة جملة وتفصيلا
- ردوا عليها يا فقهاء التفجير والتفخيخ
- رؤى متأخرة لحركة الاكثرية الخاسرة


المزيد.....




- شاهد.. فلسطينيون يتوجهون إلى شمال غزة.. والجيش الإسرائيلي مح ...
- الإمارات.. أمطار غزيرة وسيول والداخلية تحذر المواطنين (فيديو ...
- شاهد: توثيق الوصفات الشعبية في المطبخ الإيطالي لمدينة سانسيب ...
- هل الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مجرد عرض عضلات؟
- عبر خمسة طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- حماس تؤكد نوايا إسرائيل في استئناف الحرب على غزة بعد اتفاق ت ...
- أردوغان يبحث مع الحكومة التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران
- واشنطن وسعّت التحالفات المناهضة للصين في آسيا
- -إن بي سي-: بايدن يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران ويؤكد عدم مشا ...
- رحيل أسطورة الطيران السوفيتي والروسي أناتولي كوفتشور


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ناصر طه - بديهيات مكررة.. الفقهاء ومنظومة العسكرة الالهية