أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - الليبرالية مذهب إنساني















المزيد.....

الليبرالية مذهب إنساني


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 3512 - 2011 / 10 / 10 - 16:34
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


يود البعض منا لكي يجعل من الكلام عن الليبرالية ويكأنها معرفة ذهنية خالصة أو هي بحث كلامي لنتاج فكر غربي ، متناسين عن عمد كينونة الليبرالية وبأنها نتاج فكر إنساني تولد مع نشأة الفكر ونمو الجانب الإنساني في البشر ، ولهذا فقوة الليبرالية تأتي من قوة نشأتها وبنيتها وقدرتها على تبني مشروع الإنسان لكي يعيش الحياة حراً مستقلاً مريداً وفاعلاً ، كذا وهي تنمي فيه حب الإنسان والسهر على خلق المناخ الذي يحقق له العيش الكريم ويحقق له العدل والسلام ، من هنا أخشى ان تسف عندنا المفاهيم لتتحول الليبرالية في الفكر العربي ككونها ترف فكري أو مبحث كلامي لا يستطيع التعايش مع الواقع العربي الذي تحركه الدوافع الدينية والمفاهيم القبلية ، ويكأن العرب في هذا هم مجرد كائنات تراثية وتاريخية ليس بمقدورهم الخروج من عباءة الماضي والتحرر من فكرة سيادة الماضي المعتقد بصحته دون غيره ، وفكرة الصحة هذه تعبر عن عجز في التعاطي مع الحياة ومع تطوراتها ، لهذا يُغرق العرب أنفسهم في الكلام السياسي دون البحث الفكري ، وهذه لها جذورها حتى في فهمهم للدين فمحمد النبي لا يعتنى بنبوته ولكنهم يكثرون الكلام والأخبار في رسالته ، حتى إسلامهم يُشترط فيه التصريح بمحمد الرسول وليس بمحمد النبي ، وهذه ناتجة طبيعية من نواتج التشكيل السياسي القبلي الغير مفكر ، ويمكننا في ذلك القول إن العرب لم يشهد لهم إنهم صُناع فكر أو منتجي أفكار ، فهم بسيطي التفكير ميالين للاسترسال والكلام في المطلق دونما تحديد لهذا كثر فيهم الشعر والشعراء والقصاصين وأهل الحكايا والطرائف ، مما أفقدهم روح التعمق والبحث وهذا الذي نقوله نابع من حقيقة تاريخية وواقعية وكذا تعبر عن روح الأسئلة التي تُعرض علينا من أعزاء ومن طلبة ومن كُتاب حول طبيعة العقل العربي ومما يتكون ولماذا نرآه يُعادي كل فكر يحسبه جديد ؟ ولماذا يتمسك بالماضي مع إعتقاده بان هذا الماضي قد فات أوآنه ؟ ولم يعد يصلح في كثير من تفاصيله وأشياءه لهذا الواقع بكل مافيه من حركيه ، وهذا الذي نقوله يجري فيما نحن بصدد الكلام عنه بل ووجدنا ذلك أشد حين طرحنا الليبرالية كخيار أو كمشروع للحل السياسي والإجتماعي و الإقتصادي في بلدنا العراق ولبلدان المنطقة العربية ، صحيح إن شباب الأمة يطمحون ليعيشوا الليبرالية في حياتهم وسلوكهم ولأنهم وعوا إنها تستطيع إلغاء حاجز الدوائر القومية والطائفية والمذهبية التي يُعمل على خلقها في مجتمعاتنا أحزاب الدين السياسي و عناصر الفاشية والعنصرية ، ولقد قلناها ويعلم الجميع إن الليبرالية ليس تعريفاً معجمياً جامداً إنما هي روح الحياة التي تغذي الإنسان إينما وجد وحيثما كان بعناصر القوة والديمومة تستمد ذلك من الإنسان نفسه ومن سعيه للتحرر والنمو والإنعتاق ومن ثقافته المشتركة ، ولم تنف الليبرالية الدين يوماً ككونه عنصر خلق حيوي وأخلاقي وفي ذلك ركز المشرع الليبرالي على المكانه الطبيعية للدين في حياة البشر .
ومن هنا أود التذكير والإشارة لمن لا يزال بعد لم يتعرف على الليبرالية أو لم يفهم المُراد منها وماذا تريد ، أقول للجميع إن صحة الليبرالية كمنهج للحياة لا يحدده العامل السياسي أعني لا يحدده وضع الليبرالي في السلطة ، فالليبرالية لم تكن نزاعة للتنافس السلبي على السلطة كيفما تكون او كيفما يتم الحصول عليها ، فالليبرالي هنا شديد المبدئية ومخلص للإنسان ولرسالته وهو لذلك لا يخلط بين ما يجب فعله وبين ما هو واجب بالفعل ، ذلك لأن الليبرالية

التي ننادي بها هي حب للإنسان في الدرجة الأولى وقبل كل شيء ، ويمكننا تمثيل ذلك بحب الوالدين لأبنائهم ومن هنا يكون حب الليبرالي للوطن بإعتبار الوطن هو البيت الكبير الذي يضم جميع الأبناء من غير تفاوت أو إختلاف ، والليبرالية حين ننعتها بالحب أو نصف الحب فيها ومنها إنما ننطلق في ذلك من روح الأمل في النفوس التي تغذي فينا الحرص على سلامة الوطن وإستقراره عبر التركيز على سيادة القانون وسلب الإمتيازات من الفرق والأحزاب وأهل المليشيا ، والليبرالي يود لو ان الناس جميعاً يشاركونه فهذا الأمل وهذه الروح التي تسمو فوق الأنانية الضيقة وتقربه من افق الخير والكمال ، والليبرالية في منهجها هذا غريبة عن ارادة الشر وبعيدة عن الكراهية و البغضاء.
وأنا أقول ان الذي يشعر بالليبرالية وما تريد فعله وعمله لتحرير الإنسان وبناء حياته على أكمل وجه ممكن ، يود لو أن كل شعوب الشرق العربي والمسلم أن تنقاد لها فتكون هكذا خير طريق الى الانسانية الصحيحة ، ولقد قلت في مرات سابقة إن مشروع بناء الحياة الحرة الكريمة يلزمه الكثير من التضحيات ، والتضحيات هنا هي مجموعة الأفعال والأعمال التي يُشار إليها والتي تنبه الأخرين أو الخاملين على معنى البطولة الحقيقية ومعنى القيادة الحقيقية ، ولقد ركزت الثقافة الليبرالية على أهمية التضحية في سبيل خلق مناخ الحياة الذي يتسع للجميع وذلك عندها يُعد هو الحماية الصحيحة لحاضر الإنسان ومستقبله .

ولقد نمى الحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي لدى مريديه واتباعه حب الإنسان وحب الوطن بإعتباره الغاية و الهدف الذي يعلو كل هدف وغاية ، ولهذا لا يجوز لمن يؤمن بالليبرالية حقا أن يتقاعس في حماية الوطن ودرء المخاطر عنه وتنبيه الكل إلى ذلك من خلال التركيز على نبذ الأنا الذاتي أو اللهاث وراء تحقيق مطامح خاصة وشخصية ، ولهذا ايدنا عمل الحكومة في تصديها للمشعوذين والإرهابيين ومن هم في زمرة العهد البائد ، تصدي من شأنه تصحيح الوضع وبناء الأمن الذي يحمي المواطن ، وهنا نكون قد أبتعدنا عن النظرة الضيقة أو الحسابات الآنية ، فالوطن ليس حزباً ولا هو طائفة أو عشيرة أو أقليم هو هذا الكل المشترك المتجانس والغير متجانس ، ان الليبرالي ليس رجلاً حالماً او رومانسياً بل هو ينطلق من حب حقيقي للإنسان وللوطن بعيوب الوطن وأخطأءه وبخير الوطن وشره ، لهذا أقول إن الليبرالية هي مذهب إنساني لا تصطدم مع أحد ولا تصادر حق أحد لأنها تنبع من القلب ولأنها كذلك فهي لا تصطدم مع الله بل إنها تعبر عن إرادته في الحياة ...



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوحدة الوطنية فوق الجميع
- الشريعة بين لباس المرأة وحجابها
- قول في ( للذكر مثل حظ الأنثيين )
- تحية إلى قناة الرشيد الفضائية
- شهادة النساء في الكتاب المجيد
- - 11 سبتمبر - كيف يجب أن ننظر إليه؟
- الثورات العربية المعاصرة سر إنتصارها في ليبراليتها
- أزواج النبي
- حرية المرأة عند مفتي السعودية
- ما يصح وما لا يصح
- النقد الذاتي
- رد على الشيخ ناصر العمر
- الحكومة يجب أن تُحترم
- الوجود الأمريكي في العراق
- نهاية الإرهاب
- البحرين لا تنقذها الدبابات السعودية بل ينقذها الحوار الوطني ...
- الثورة الليبية في مواجهة الطغيان
- أحذر الحكام العرب
- الشعب يريد إسقاط النظام
- هل أفاق العرب من سباتهم ؟


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - الليبرالية مذهب إنساني